أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الخالق البهرزي - دَمُ العِرَاقيّ لا يُعَوَّضْ أَيُّهَا السَّادَة !!!















المزيد.....

دَمُ العِرَاقيّ لا يُعَوَّضْ أَيُّهَا السَّادَة !!!


عبد الخالق البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 1593 - 2006 / 6 / 26 - 11:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أتذكر أنني قرأت تقريراً صحفياً عن بعقوبة جاء فيه (أنها المدينة التي تستقبل ضيوفها برائحة القداح المنبعثة من بساتينها)..، بعقوبة التي ستبقى صورة جميلة ترتسم بذهن من يزورها أو يزور بساتينها، ويتعرف على كرم أهلها و طيبتهم، وحين أتحدث عن بعقوبة فإنّي أتحدث بنفس الوقت عن المناطق التابعة لها مثل الهويدر، شفتة، بهرز، خرنابات، الكبة، الخالص، خانقين، مندلي، دلي عباس، شهربان وغيرها من المناطق.
هذه هي بعقوبة التي عرفتها ويعرفها الكثير ممن سمعوا عنها أو زاروها. ان مادفعني لهذه المقدمة هو المجزرة التي قام بها جنود الاحتلال مساء الاثنين الماضي المصادف 19.06.2006 في مدينة بعقوبه قرية البوشاهين الواقعة قرب منطقة دلي عباس بعد قصف منزل وحقل دواجن بطائراتها الحربية والتي ينتمي أهلها الى عشيرة العزة العربية.
أما الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء جاء فيه: (أكد الجيش الامريكي في بيان يوم الثلاثاء أن العملية استهدفت أشخاصاً علي صلة بعضو قيادي في شبكة القاعدة في العراق سبق أن استهدف في عمليات سابقة لقوات التحالف. وقال إن هذا القيادي كان يسهّل مجيء المقاتلين الاجانب الي وسط العراق وكان متورطا في عمليات ضد قوات التحالف والقوات العراقية..
وطبقا لرواية الجيش الامريكي، فإن جنوده تعرضوا لاطلاق نار باسلحة خفيفة من سطح أحد المباني فردوا عليها.
واكد البيان العثور في المبني المستهدف علي 47 مدفعاً رشاشاً ومسدسين ومتفجرات.
لكن الشرطة العراقية ومسؤول منظمة محلية لحقوق الانسان قدما رواية مختلفة للاحداث التي وقعت،
وقال ضابط في الشرطة ان الضحايا كانوا نائمين في الحقول في قرية البوشاهين علي بعد 90 كلم شمال شرق بغداد، لحراسة الدواجن التي يربونها.
وقال أحد الشهود وهو حسام شامل أنه كان نائما في الحقول مع اشقائه الثلاثة وأبيه وعمال زراعيين آخرين بسبب ارتفاع درجة الحرارة، ولحراسة الدواجن عندما ظهر الجنود الأمريكيون.
وأضاف: "اختبأت ورأيتهم يطلقون النار على شقيقي الذي كان يعدو"، وأكد ان شقيقه الثاني هشام قتل في حين اختفي والده وشقيق ثالث. وأقسم شامل وشهود آخرون أن أحداً لم يطلق النار على الجنود الامريكيين).
إنّ تبريرات المحتلين الأمريكان لجرائمهم ليست خافية على أحد، وكم من مرة قاموا بقتل الأبرياء بمن فيهم الشيوخ ووضعوا الى جانبهم أسلحة لكي يكملوا سناريو جرائمهم باتهام الآخرين بالارهاب.
ان استهانة جنود الاحتلال بأرواح البشر باتت معروفه لدى الكثيرين بما في ذلك منظمات حقوق الانسان وباقي منظمات المجتمع المدني في أمريكا وسائر الدول (باستثناء ساسة ووعاظ السلاطين من صحفيين وكتّاب وأدباء وفنانين عراقيين).
مادفعني للكتابة أكثرهو طلب رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني رسمياً في رسالة بعث بها إلى السفير الامريكي في بغداد زلماي خليل زاده باجراء تحقيق عاجل وشفاف للوقوف علي ملابسات الحادث يتم اعلان نتائجه بعد ذلك على الملأ ، و أنه طالب بتعويض المتضررين داعياً الجيش الامريكي إلى الكف عن ارتكاب مثل هذه الاخطاء.
أعتقد ان رسالة المشهداني هذه ماهي إلا( لرفع العتب) أمام الشعب لكونه رئيس برلمان دوله من المفترض أنها تتمع بالاستقلال والاستقلالية، او لكونه سنيّاً فلا بد ان يغازل السنة كمدافع عنهم من خلال قبة البرلمان. إن المشهداني وغيره من ساسة العراق يعرفون حجمهم أمام الأمريكان من خلال النائب المنتدب لادارة بوش في ولاية العراق حالياً، ويعرفون بأن خليل زادة هو الحاكم الفعلي للعراق مندوباً عن بوش، وهو المؤثر الفعلي على مسار وسياسة الحكومة المنصّبة.
أما بالنسبة لمطالبات المشهداني لزاده (اجراء تحقيق عاجل وشفاف للوقوف علي ملابسات الحادث يتم اعلان نتائجه بعد ذلك علي الملأ) فاني اقول له _وأعتقد بانه يعرف ذلك_ بــأيّس رفيق (من اليأس)، فهو يعرف من التحقيقات و محاكمات الجنود السابقين عن جرائم أبو غريب وغيرها من المجازر بأن نتائج التحقيق معروفة و متلازمة لسيناريو مسبق الإعداد و هو أن الجنود دافعوا عن أنفسهم حتى وأن كان الضحايا نيام، أو أنهم قَتلوا عن طريق الخطأ، أو أنه سيحكم عليهم بعقوبات خفيفة للتغطية أمام الرأي العام العالمي ومنظماته وليس احتراماً للشعب العراقي أو الحكومة المنصّبة.
إن ما حدث و يحدث يومياً في العراق ليس ضرباً من ضروب الخطأ، إنما هو فعل واعٍ و منظم يستهدف تركيع العراقي و مسخ شخصيته، فلا احتلال بدون اذلال و إباداة.
كما أنه طالب بتعويض المتضررين...!! هل يعرف كم سيكون التعويض..؟؟ فدم العراقي عند المحتل لايساوي أكثر من ألفين و خمسمائة دولار، وهو ليس كدم الأمريكي الذي دفعت ليبيا له كتعوض 2.7 مليار دولار لعائلات 270 شخصاً قُتلوا في حادثة اسقاط طائرة تابعة لشركة بان الأمريكية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية.
إن دم العراقي لايعوض ياسيد المشهداني!!!
أما هيئة علماء المسلمين في العراق فقد ندّدت في بيانٍ بالمذبحة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال الأمريكي، وقالت (أنه بعد القصف الوحشي أنزلت هذه القوات جنودها ليكملوا جريمتهم البشعة بقتل من بقي من الأحياء ليصبح عددهم نحو 13 شهيدا بينهم أطفال ونساء. وتابع البيان أن جنود الاحتلال اقتادوا معهم أربعة جرحي أحدهم طفل في العاشرة من عمره بعد أن احتسوا الخمر ابتهاجاً بهذه الجريمة الوحشية). وحمّلت الهيئة مسؤولية هذه الجريمة النكراء للاحتلال والحكومة الجديدة الموالية له .
أما الدكتور سليم الجبوري عضو جبهة التوافق (فقد لمّح الي أن ما تتعرض له مناطقهم (أي المناطق السنية) هو نتيجة انتقادهم للخطة الأمنية الجديدة المطبقة، و طالب مجلس الوزراء باجراء تحقيق في الحادث، واطلاع مجلس النواب علي نتائجه، وأضاف: "نطالب بتعويض مادي ومعنوي للمتضررين، ومعرفة مصير المفقودين نتيجة القصف".
وحمّل القوات الأمريكية ثم العراقية مسؤولية مصير المفقودين، وزاد: "نطالب القوات الأمريكية بتقديم اعتذار عما جري في ديالى خاصة.. والعراق عامة").
يظهر الدكتور الجبوري هنا كمدافع عن السنة ليس من أجل سواد عيونهم بل كما يبدو لغاية في نفس يعقوب، لترسيخ الشرخ الطائفي، فمن قُتلوا هم عراقيين أولا واخيراً، وإن الإرهاب الامريكي لايفرق بين شيعي وسني بل يستهدف كل من يقف أمام مصالحه في نهب العراق.
ليعلم الدكتور الجبوري بأن عنجهية و كبرياء المحتل الأمريكي لن تتنازل أمام أية توسلات أو مطالب، فالمعروف تاريخياً من تجارب الشعوب أنّ النصروالتحرير هما الكفيلان باعتذار المحتل وليس توسل و مطالبة الباحثين على مناصب في ظل دوائر المحتل.

لذا فإن مسالة الاعتذار للشعب العراقي لاتتم إلا بانسحاب المحتل وخروجه من العراق، وتعويض العراقيين مما لحق بهم وبوطنهم من خرابٍ وتدميرٍ، ومعاقبة المسؤولين عن الجريمة والمشاركين فيها، بما فيهم القادم مع المحتل، و تقديمهم أمام محاكم دولية وعراقية، ليستعيد العراق والعراقيين كرامتهم.
أعود لما يُسمى بالحكومة وردود أفعالها، فإن الرئيس الطالباني و شركائه سبّاقين للتنديد و الاعتذار لأية عملية تستهدف جنود قوات التّحالف، بينما يبقى الدم العراقي رخيصاً منسيّاً.
أين هي الحكومة التي تدّعي تمثيل الشعب والدفاع عنه..؟؟
لماذا يترك المحتل المليشيات وعصابات القتل تصول وتجول ولايفعل معها شيئاً.
دم العراقي لايعوض أيها السادة، بل هو أغلى من أن يُعوض..!!



#عبد_الخالق_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتنسوا أن لكم وطناً...
- عراق الدريل
- حرب المساجد ..... ماذا وإلى اين؟؟؟
- لنتعلم الانصات حتى النهاية


المزيد.....




- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...
- الجيش الإسرائيلي ينذر سكان 5 بلدات في جنوب لبنان بإخلائها
- سحابة تسقط من السماء في إندونيسيا: سئمت من الطقس الممطر هناك ...
- ترامب يستكمل تشكيلة حكومة باختيار بروك رولينز وزيرةً للزراعة ...
- ترامب ينتهي من تشكيل إدارته باختيار وزيرة لتولي حقيبة الزراع ...
- بوتين يوقع مرسوما: قاتل وسدد ديونك مع زوجتك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الخالق البهرزي - دَمُ العِرَاقيّ لا يُعَوَّضْ أَيُّهَا السَّادَة !!!