أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - تاريخنا.. بين التزييف والسرقة














المزيد.....

تاريخنا.. بين التزييف والسرقة


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 6617 - 2020 / 7 / 13 - 20:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يفترض بالتاريخ أن يكون هو الشاهد الحقيقي على حياة الأمم والشعوب وحضاراتها وقيمها وأخلاقها، وسجلا دقيقا يحكي سيرتها، ويظهر للأجيال اللاحقة الحقيقة الناصعة، لتستلهم منه العبر والدروس، ومصباحا يزيل العتمة عن الأحداث السابقة، وينير الطريق للأجيال اللاحقة.
منذ نزول أبو البشرية الى الأرض وقتل قابيل لأخيه هابيل، بدأت السطور تدون في صفحات التاريخ الأحداث التي تمر بها البشرية، ومع تنامي الأمم والأقوام أصبح لكل أمة تاريخ خاص بها، فهذا يكتب تاريخه على الجدار وألواح الطين، وهذا يكتبها على الصخور وجدران الكهوف والأخر يكتبها على قصب البردي ويدفنها في المقابر.
بما أن لكل حقيقة أعداء يتضررون منها ولكل حق هناك باطل يواجهه، ولأن النزعة الإنسانية فيها الحسد والغيرة وحب الأنا، بدأت تظهر روايات مختلفة عن حقائق ثابتة، وكل يحاول أن يكتب ما يصب في مصلحته وينتقص من الآخرين ويقلل مكانتهم، ومن هناك بدأت محاولات التلاعب بالحقائق.. بل وصل الأمر حد التزييف والتدليس والكذب والإفتراء مما تطلب محققين لإظهار الحقيقة.
التاريخ العراقي تعرض للتشويه أيضا، خصوصا في المرحلة الممتدة من نهاية الستينات وحتى سقوط نظام البعث الفاشي عام 2003، لدرجة أن خال طاغية البعث صدام، الأمي الذي لا يملك قدرا من التعليم المتوسط المدعو خير... طلفاح أصبح مؤلفا لكتب التاريخ التي توزع بالمجان.. في حملة محمومة قادها نظام البعث بما أسماه "إعادة كتابة التاريخ" وهي في واقعها تزييف وتدليس لا أكثر..
كان من أولى ثمار تلك الحملة، هو تشويه ثورة العشرين التي قادها علماء ومراجع من الشيعة، وكانت إنطلاقتها من الوسط والجنوب كما هي الثورات العراقية دائما، وما زالت الأسلحة المستخدمة فيها يتوارثها الأبناء عن الأجداد، ولكنها نسبت الى غيرهم لأن البعض رضي أن يستل قلمه الرديء ليغير صفحات التاريخ ويسقط القمم، ويطعن في القدوات وينتقص من البطولات.
إستمر نظام البعث الفاشي في حملة التشويه ضد الحركات التحررية المناوئة له، وخصوصا الحركات الإسلامية، والتي خصص لها جهدا اعلاميا وأدبيا كبيرا، وضغطا أمنيا جعل العراقيين يخافون من ذكر الأحداث التاريخية التي لا تروق للنظام، ويخشون زيارة الأماكن التي يشمون منها عبق تاريخهم، وإستعان النظام بمؤلفين للتاريخ كان همهم أرضاء الحاكم وحزبه المجرم، دون أن يكترثوا لأبناء الأمة أو تاريخها.
الغريب أن بعض الكتاب إلى يومنا هذا مستمرون بمحاولات التشويه والتزييف، وما زالوا أوفياء للمدرسة التي علمتهم ذلك ومنهم الكاتب " حميد عبدالله " الذي يستخدم أساليب لئيمة خبيثة خادعة في تمرير معلومات كاذبة وخاطئة، ويحاول تمرير شهادات زور ومعلومات مشوهة عبر لقاءاته مع شخصيات النظام القمعي السابق، مع إضافة بعض النكهات على حديثه لإستجلاب التشويق والإثارة حتى يصبح مقبولا عند الناس.
وآخر ما ظهر لنا من هذا المخادع هو محاولته السير على نهج البعث، والطعن بمؤسس أولى الحركات الإسلامية في العراق المناهضة لنظام البعث الفاشي، والذي أعطى حياته في سبيل ذلك وهو السيد " مهدي الحكيم " الذي إتهمه النظام زورا وبهتانا بالتأمر ضد حكومة نظام البعث وصدر حكم الإعدام بحقه عام 1969، وتم ملاحقته إلى السودان وأغتيل هناك، ولكن الكاتب يتهمه بالتواصل مع قاتليه وأن هناك مراسلات فيما بينهم!
لا نريد أن نطيل في الرد ولكن هي دعوة الى الكتاب والمؤرخين الشباب بالتصدي الى كتابة تاريخهم ومعرفة الحقائق بأنفسهم، ولا يدعوه عرضة للكتابة بأيدي المزيفين والقتلة والمتعاونين معهم.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة التي أرادت وطن
- الإحتياط أفضل من الأساسي.. أحيانا
- أكلة عراقية
- الحكومة الخامسة والتكليف الرابع
- سياسة في زمن الكورونا
- أوهن البيوت
- الشهادة وحدها لا تكفي
- جريمة لا يعاقب عليها القانون !
- الأهم من قانون الإنتخابات
- على من نطلق النار ؟
- فاسيلي في بغداد !
- القانون فوق الفقراء
- الهجرة الى كوكب الصين
- المعارضة تتكلم نيابة عن الحكومة !
- تناقضات الوضع العراقي
- خصم شريف خير من صديق مخادع
- الخطاب المعارض للحكومة
- هجوم الصراصير
- سانت ليغو قانون أم لعبة ؟
- أنا قافل عليك !


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - تاريخنا.. بين التزييف والسرقة