أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منسى موريس - آيا صوفيا وطمس التاريخ الإنسانى .














المزيد.....

آيا صوفيا وطمس التاريخ الإنسانى .


منسى موريس

الحوار المتمدن-العدد: 6616 - 2020 / 7 / 12 - 03:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحس الإنسانى المشترك والضمير البشرى السليم يرفضان التعدى على حرية الآخرين وطمس هويتهم لكن الوضع يختلف تماماً مع السياسة التركية العثمانية التي تتفاخر وتتباهى بالغزو والإحتلال ومحو كل هوية مخالفة لإيدولوجية العثمانيين و تحويل "كنيسة آيا صوفيا " إلى مسجد هو خير دليل على تطرف ذهنية الفكر العثمانى ، لأن قوة الدول وتقدمها تتمثل في محافظتها ودفاعها عن قيمة الحرية خاصة الحرية الدينية لا بقمعها وبتقييدها وإغتيالها ، وكل هذه الممارسات التي لا تنم إلا عن ضعف فهى في حقيقتها تعويض لمجد زائف وفقدان للمجد الحاضر والآتى .
أُفتتحت كنيسة " آيا صوفيا " في عام 537 على يد الأمبراطور " جستنيان" وسار جستنيان بمفرده إلى المنبر ورفع يديه إلى السماء ونادى قائلاً « المجد لله الذى رآنى خليقاً بأن أتم هذا العمل الجليل أي سليمان ، لقد إنتصرت عليك »(1) وقد بناها مهندسان مسيحيان و « تم صرف 320,000 رطل من الذهب لبنائها»(2) فكان هذا البناء عظيم من ناحية بنائة وتصميمه فهو أيقونة فنية بيزنطية رائعة بكل المقاييس .
والأسئلة التي يجب أن يطرحها العقلاء ماذا أنتجت لنا الدولة العثمانية؟ ماهو التأثير الحضارى والعالمى للفكر العثمانى ؟ ماذا إستفادت البشرية من هذه الإيدلوجية ؟ هل أنتجت لنا " علوم ، فلسفة ، فنون ، فكر " بالطبع لا بل نجد أن التاريخ العثمانى في مجمله يدور حول التوسعات والحروب والدماء ويقول " خليل إينالجيك" « حين تأسست الدولة العثمانية ، كانت هذه مجرد إمارة صغيرة داخل حدود العالم الإسلامي تعتمد على فكرة الغزو ضد الكفار المسيحيين» (3) وطبعاً مثل هذه الأفكار لايُمكن أن تنتج لنا إلا روح الكراهية والفتن والحروب والتعصب .
وعندما فُتحت القسطنطينية على يد " محمد الفاتح " بعد أن حاصرها لمدة 54 يوماُ وقصفها بأقوى المدافع وجال الجنود في المدينة وقاموا بعمليات السلب والنهب دخل مباشرة إلى كنيسة " آيا صوفيا " وصلى فيها وحولها إلى مسجد وإتخذ القسطنطينية عاصمة له وقال « من الآن ستكون إستنبول عاصمتى »(4) وفى الحقيقة ليست آيا صوفيا هي الكنيسة الوحيدة التي تحولت إلى مسجد في عهده ويقول " محمد فريد " « أعطى المسيحيين نصف الكنائس و جعل النصف الآخر جوامع للمسلمين»(5) وهذا يُفند كل الآراء التي تقول أنه أشترى هذه الكنيسة فلا يوجد دليل تاريخيى يؤكد صحة هذه الآراء فكيف يبيع هؤلاء كنيستهم وهى كانت بالنسبة لهم « ذروة المجد التي أحرزها فن العمارة البيزنطى»(6) وهل هم كانوا بحاجة إلى الأموال حتى يبيعوها ؟ وهم صرفوا عليها كل هذه المبالغ الضخمة؟ بالطبع لا فكل هذه الروايات مجرد تبرير و تخفيف لهذا الوضع المأساوى التى مرت به هذه التحفة الفنية التراثية ، وللأسف الكثيرون يبررون إعلان " إردوغان " لهذا الفعل الذى يتنافى مع أبسط القيم والحقوق الإنسانية لكن هؤلاء دائماً موازينهم مختلة ولا يكيلون بنفس المكيال فعندما يتم الإعتداء عليهم يعتبرون أن هذا غزو وتدمير ولكن حينما يعتدون هم على الآخر ويأخذون ممتلكاتة بالقوة يسمون هذا فتح وإنجاز ، ولكن يجب أن نعلم جميعاً أن الإنجاز الوحيدة هو المحافظة على حرية الآخر وهويتة فالإنسان ذو الفطرة السوية السليمة لايفرح بطمس تاريخ الآخرين وإغتصاب ممتلكانهم سواء كانوا " مسلمين ، مسيحيين ، يهود ، أو أي معبد دينى آخر" فالحرية هي أقدس مقدسات الذات الإنسانية وليس من حق مخلوق أياً ماكان دينه أو إيمانه أن يغتصبها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع والمصادر
1 - ول ديورانت : قصة الحضارة المجلد 12 ص 263
2 - نفس المرجع ص (262)
3 - خليل إينالجيك : تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الإنحدار ص (9) دار المدار الإسلامي طبعة أولى 2002
4- نفس المرجع ص (43)
5 - محمد فريد : تاريخ الدولة العلية العثمانية ص( 165) دار النفائس الطبعة الأولى بيروت 1981
6- ستيفين رنسيمان : الحضارة البيزنطية ص(318) الهيئة العامة المصرية للكتاب الطبعة الثانية 1997



#منسى_موريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرش مسؤلية من ؟
- الكنيسة والمرأة
- مفهوم الجهاد فى -المسيحية- رداً على الدكتور -يوسف زيدان-
- هل قضى كورونا على وجود الله ؟
- سقراط والمسيح بين الشوكران والصليب .
- كورونا كشف مساوئنا .
- مستقبل المسيحية فى الشرق الأوسط .
- كورونا وطقس - الإفخارستيا -
- خدعونا فقالوا- القراءة هواية -
- لاهوت الشر (كورونا نموذجا ً )
- المسيحية والصوفية : تحليل ونقد .
- هل من يقاوم السلطان يقاوم الله : رداً على الأب مكارى يونان .
- فوبيا العقلانية : لماذا تخاف الناس من التفكير ؟
- لاهوت الأموات
- خدعونا فقالوا - ابن الطاعة تحل عليه البركة -
- تقبيل أيدي الكهنة وتأسيس لقُدسية زائفة؟
- العقل والمفهوم والواقع
- أزمة المثقف المسيحي
- التعليم المصرى بوابة تؤدى إلى الجهل .
- الكنيسة التى خانت المسيح


المزيد.....




- بلينكن: السنوار كان مسؤولا عن أكبر مذبحة ضد اليهود منذ المحر ...
- استعلم عن تردد قناة طيور الجنة للاطفال بجودة عالية جدا مع اب ...
- ‏المقاومة الإسلامية تقصف مستعمرة زفلون بصلية ‏صاروخية كبيرة ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر ...
- خاص| ماذا قال مساعد القائد العام للجيش السوداني عن الإسلاميي ...
- غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تصدر البيان التالي
- غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: بناء على توجيهات قيادة المقا ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: المرحلة الجديدة والتصاع ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: خسائر العدو الإسرائيلي ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: تم إسقاط مسيرتين من نوع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منسى موريس - آيا صوفيا وطمس التاريخ الإنسانى .