رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 11 - 16:21
المحور:
المجتمع المدني
المغالاة في كل شيء سمية العربي، فهو في المديح وفي الحزن يغالي، كما أنه يمتلك قدرة رهيبة على (خلط) الأمور والمواضيع، بحيث يقنع نفسه بأنه (عادي/كريم/شهم/قوي/حر/سيد)، فعلى سبيل المثل، بعد هزيمة عام 1967، تعرض المواطن العربي والفلسطيني من النظام الرسمي العربي لكل انواع البطش والعنف، علما بأن هذا النظام هو نفسه الذي خسرت جيوشه الحرب في ست ساعات فقط، ولم تبدي أي مقاومة وتركت الأرض هاربة بجلودها، ولم تتوقف المسألة عند زمن محدد، بل استمرت الاجهزة الأمنية في متابعة وملاحقة أي مواطن تصدر منه أي كلمة، حتى أن الأجهزة الأمنية كانت تعرف عنه اكثر ما يعرف المواطن عن نفسه، وفي المقابل، كانت المعلومات عن العدو المحتل لا شيء،صفر، فالسلطات العربية كانت (تعكس) التعبير عن انهزامها تجاه العدو، من خلال ممارستها القمعية على المواطن.
هذا على الصعيد الرسمي، أم على الصعيد الشعبي، فلم يختلف الأمر بتاتا، بل هو صورة كربون عما يفعله النظام الرسمي العربي، فالمواطن (الذكر) يسقط غضبه وحنقه وعنفه على الأنثى، التي ألصق بها كافة الأفكار التي اسقطها النظام ومن قبله الاستعمار الغربي عليه، (متخلف/ة، ضعيف/ة، المرأة/الشعب/الموطن لا يعطى عين)، من هنا تجدنا ندخل في متاهة من السلوكيات والافكار، التي بحاجة إلى سنوات ضوئية، حتى نتخلص ونتحرر مما علق بنا من تشويه، وخلط الافكار الجيدة والسلوك السيء، حتى اصبحنا لا نعرف نعبر عن فرحنا أو حزننا، فنحن نغالي كثيرا في تعبيرنا عما نحن فيه، ففي حالة الفرح تجدنا نعمل على ازعاج الآخرين وخلق حالة من الهلع وفوضة الاجتماعية لنظهر فرحنا، وما علينا إلا أخذ أي عرس ليكون احد الشواهد على تخلفنا، أم في حالة العزاء فالأمر لا يختلف، فنحن نريد أن نغلق القرية/البلدية لتشاركنا حزننا، وندعو من المساجد (...وعلى أصحاب المحلات اغلاق محالتهم).
القرف الذي حصل اليوم ومنذ الساعة السابعة صباحا، وحجم المفرقعات والعيارات النارية التي اطلقت، (والتشحيط) بالسيارات وتسكير الشارع كلها تعبر عن هذا النهج المتخلف والهمجي، الذي يميز الشعوب المقهورة عن الشعوب الحية، ولن أعطي امثلة عن عدونا، فنحن نعرف الفرق بيننا وبينه في التعبير عن الفرح والحزن.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟