علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 10 - 23:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خسائر البريطانيين: كبَّدت الثورةُ المحتلين البريطانيين أكثر من ستة مليارات دولار بعُملة اليوم، أما خسائرهم البشرية فكانت (2296) عسكريا بريطانيا بين قتيل وجريح وأسير ومفقود، بينهم (124) ضابطا.
*كان الصديق جهاد العمري قد ذكر في تعليق له على أحد منشوراتي أنه قرأ في كتاب سيرة حياة الضابط البريطاني والجاسوس الشهير توماس لورنس الذي يحمل عنوانا هو (Backing into limelight) لمؤلفه ميكائيل ياردلي، أن ثورة العشرين قد كلفت بريطانيا مائة مليون جنيه إسترليني، فرجوته أن يسعفني بتوثيق هذه المعلومة المهمة، وبادر مشكورا إلى إرسال صورة غلاف الكتاب، والفقرة والصفحة التي ورت فيها المعلومة. وتفيد هذه المعلومة أن الحكومة البريطانية، أصبحت بعد ثورة العشرين تبحث بشكل محموم عن حل لما يسميها لورنس "قضية بلاد الرافدين"، بعد أن كلَّف تمرد الصيف - والمقصود هنا ثورة العشرين – بريطانيا مائة مليون جنيه إسترليني آنذاك.
*كان هذا المبلغ هائلا في ذلك الوقت، وقد سألت أستاذنا الخبير الوطني في شؤون النفط والمال فؤاد الأمير عن القيمة التقريبية لهذا المبلغ في أيامنا هذه فأفادني مشكورا بالآتي (لو نرجع الى الجنيه الاسترليتي، نجد ان ديون بريطانيا بعد الحرب العالمية الاولى، وبسببها، كانت 850 مليون باوند، وتعادل بأسعار سنة 2014، 35 مليار و100 مليون باوند استرليني. مما يعني ان كلفة ثورة العشرين 100 مليون جنية إسترليني، وهذا المبلغ يعادل 4130 مليون جنيه إسترليني بسعر سنة 2014. إن سعر الجنيه الإسترليني في 1920 كان قويا جدا، ويساوي 4 دولار و85 سنت!). واستنتاجا مما قاله الأستاذ الأمير، مذكرا بما ورد في كتابه (الدولار: دوره وتأثيره في أسعار الذهب والنفط والعملات الأخرى ودور العراق المقبل في تسعير النفط) الصادر عن دار الغد ببغداد سنة 2014، نعلم أن ثورة العشرين كبَّدت التاج البريطاني خسائر مادية ومالية بلغت أربعة مليارات ومائة وثلاثين مليون جنيه إسترليني، أي أكثر من ستة مليارات دولار بأسعار سنة 2014!
*هذه هي الخسائر البريطانية في الجانب المالي، أما الخسائر البشرية من العسكريين البريطانيين، وحسب الوثائق البريطانية المعلنة آنذاك، والتي أوردها المؤرخ العراقي عبد الرزاق الحسني في كتابه "تاريخ الثورة العراقية " الطبعة الأولى الأصلية الصفحة 132، فتبلغ ألفين ومائتين وستة وتسعين (2296) عسكريا بريطانيا بين قتيل وجريح وأسير ومفقود، بينهم مائة وأربعة وعشرون (124) ضابطا! وبعد كل هذا وذاك يأتي بعض المصابين بعقدة الشعور بالدونية والنقص إزاء سيدهم الأوروبي الإمبريالي، ليسفهوا هذه الثورة العراقية الكبرى والمتميزة بين الثورات الإنسانية قديمها وحديثها، وليبخسوا قيمتها الحقيقية ويهينوا ثوارها ويشككوا بهم بكل صلافة وقلة حياء، ولكن الحقائق تبقى حية ولا يمكن دفنها وهي لهم ولافتراءاتهم بالمرصاد.
*أشكر الصديق جهاد العمري على ما زودني به من توثيق، والشكر موصول إلى أستاذي العزيز فؤاد الأمير على ما تفضل به من توضيح. وإلى لقاء متجدد مع الذكرى القادمة لثورة العشرين في صيف السنة المقبلة.
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟