صوت الشعب العراقي – اذاعة الحزب الشيوعي العراقي
كلمة الاذاعة
17/4/2003
لنتصد لمحاولات افتعال الصراعات القومية والفتن الطائفي
في ظل الفوضى التي حلت في بعض مدننا العراقية عقب سقوط الدكتاتورية برموزها المجرمة او مؤسساتها الاكثر اجراما. انتعشت حظوظ المتصيدين بالماء العكر من اعداء شعبنا، والمستغلين لكل فرصة سانحة مهما ضؤلت لدس السم بالعسل كما يقول احد امثالنا الشعبية فلم تكف هؤلاء حالة النهب والسلب والفرهود التي مارسها محترفوا الجريمة ممن اطلق صدام سراحهم من سجونه في قرار عفوه سئ الصيت، واعوان نظامه ومنتسبوا أجهزته الامنية والقمعية الاخرى، ومن الذين تنكروا للقيم الاصلية والاخلاق الرفيعة التي تميز بها الشعب العراقي، بل استغلوا الاعمال المشينة المذكورة، ليزيدوا عليها وبسعي محموم، افتعال الخلافات القومية والطائفية وتأجيجها، من خلال الاتهامات الباطلة، وفبركة الحوادث والكذب الصريح، لتأليب العرب على الاكراد أو العكس، والضرب على وتر الطائفية البغيضة في تفسيرهم لبعض التسلكات والممارسات المرفوضة، والقاء المسؤولية على ابناء هذه الطائفة او تلك، بغية خلق الفتنة وتمزيق النسيج الاجتماعي للعراقيين، مستهدفين في ذات الوقت تحويل انظار جماهير الشعب عن اهدافهم وتطلعاتهم المشروعة في التخلص من آثار الحكم الدكتاتوري واعادة بناء واعمار العراق من جديد، على اسس من الحرية والمحبة والتعاون والسلام. وتشييد صرح الديمقراطية الذي يتطلع اليه كل ابناء شعبنا عربا، وكردا، وتركمانا، وكلدوآشوريين، ومن كل الاديان والطوائف المذهبية، دون تفريق او تمييز بينهم.
ان ابناء الشعب العراقي الاوفياء لمثلهم وتراثهم الوطني، وخبرتهم الطويلة في مقارعة الدكتاتورية يدركون بوضوح تام، ان المعيار الاساسي والسليم للمواطنة الحقة، هو العمل بتفان واخلاص من اجل التخلص من كل اوظار ومخلفات النظام الدكتاتوري، وقطع الطريق على كل محاولة لافتعال وتأجيج الصراعات القومية والطائفية، التي لعب عليهما هذا النظام المنهار، في سبيل تمزيق وحدة الشعب، واحكام السيطرة عليه.
وفي هذا الخصوص تقع على عاتق جميع القوى والاحزاب الوطنية المخلصة مسؤولية الرد على المظاهر المذكورة، والتصدي لها ولكل من يشجعها حتى بصورة عفوية. ولابد من الاشارة الى الدور السئ، الذي تلعبه بعض الفضائيات التلفزيونية والاذاعات العربية في هذا المجال .
ان شعبنا العراقي يتطلع بعد زوال الكابوس الصدامي الى ان ينعم بكل الحريات وبالديمقراطية التي حرم منها طويلا. وسيدافع بكل ما أوتي من قوة، وبوحدة وطنية راسخة عن هذا الحق المشروع. وسيقبر كل المحاولات الرامية لتفريق صفوفه، وبعثرة قواه، بغية صرفه عن اهدافه الحقيقية، ومهماته الاساسية التي مر ذكرها .
فيا ابناء شعبنا، يا من سقطت الدكتاتورية وتهاوت بمثل هذه السرعة، بفضل نضالكم، وتضحياتكم الغالية، لا تدعوا هؤلاء المتصيدين والحاقدين عليكم، ان يحققوا احلامهم المريضة، ويصرفوكم عن بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد، وتحقيق اماني شعبكم. قووا من لحمتكم، وساندوا بعضكم بعضا، وستجدون الشيوعيين معكم، وفي طليعة العاملين من اجل هذا الهدف النبيل.