أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فاضل الخطيب - سورية, بلد الأرقام القياسية!














المزيد.....

سورية, بلد الأرقام القياسية!


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1593 - 2006 / 6 / 26 - 11:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سورية, بلد الأرقام القياسية!
قبل أيام قرأت خبراً نقلته وكالة سانا للأنباء يقول: أن مواطناً سورياً صنع علم لسورية يعتبر الأطول والأضخم في العالم!
وهو تعبير عن حب سورية وقائد سوريا, ويبلغ طول العلم سبعين متراً وهو يرمز إلى ميلاد الحركة التصحيحية لعام 1970, أما عرضه فهو ثلاث وثلاثين متراً ويرمز إلى الأعوام التي مرّت على حرب تشرين, ويقول المواطن أن وزن العلم حوالي عشرة أطنان ـ لكنه لم يذكر لما ترمز هذه الأطنان ـ, وقد ترمز هذه إلى ما تمّ نهبه وسرقته وتهريبه من الآثار السورية القديمة للخارج من قبل عم القائد وأقربائه!

سورية بلد الأرقام القياسية بكل صدق, فنحن نملك ليس فقط أطول وأكبر علم في العالم ـ ولا نريد الحديث عن أكثر إذلال لعلم في العالم ـ بل نملك نحن أكثر وأكبر تماثيل لحاكم عاش في العصر الحديث, ونملك أكثر عدداً من السجون والمعتقلات السياسية في العالم بالنسبة لعدد سكان البلد.
ونحن فخورون أنه لدينا أقدم سجين سياسي في العالم ـ وهو فرحان الزعبي من محافظة درعا والمعتقل منذ قيام الحركة التصحيحية ـ وكذلك العديد من المعتقلين السياسيين والذين يقبعون في السجون السورية منذ أكثر من ثلاثين عاماً وبدون محاكمة! سورية البلد الوحيد الذي يمكن أن يبقى المعتقل على ذمة التحقيق عشرات السنين وبدون إحالته للمحكمة وللقضاء ـ هذه الفترة في الدول التي تخضع للقانون تكون يومين أو ثلاثة أيام ـ

في سوريا ظهرت أول جمهورية وراثية في العالم ـ وللأمانة أقول أنها تزامنت مع كوريا الشمالية ـ,
في سورية يعيش ـ وهو في صحة جيدة ـ أطول قانون للطوارئ في تاريخ البشرية والذي جاء قبل ولادة الرئيس الأسد المباركة!
وأعتقد أنه في سوريا حدث لأول مرة أن يقوم نظام بقصف وتدمير مدينة في البلد الذي يحكم ويسبب قتل ما يزيد على عشرين ألف ضحية! ونحن السبّاقون لقتل المئات من المعتقلين السياسيين في السجون ـ هذه تحتاج إلى تدقيق أكثر, ربما كان أسد العراق(صدّام) صاحب الرقم الأكبر, أو صدّام سوريا(الأسد) هو الأجدر! والإثنان وجهان لعملة واحدة إسمها البعث العربي الإشتراكي!

في سوريا نحن السبّاقون كي تكون ميزانية الدولة ومواردها مع ميزانية الأسرة الحاكمة في تداخل وتكامل وتكافل, ونحن الوحيدون في العالم الذين نملك مجلس شعباً(مجلس نيابي عن أجهزة الأمن) والذي يغيّر الدستور خلال دقائق!
نحن الوحيدون في العالم والذين نعيش بدون معارضة منذ عشرات السنين ـ على حد تعبير أكثر من مسؤول ـ,

سوريا البلد الوحيد الذي يعيش نصف سكانها خارج وطنهم في المنافي والمهاجر, وهذه تؤكدها الجهات الرسمية أيضاً!
سوريا البلد الوحيد الذي تقدّس فيه القائد قبل الوطن وقبل العلم, وشعارات الروح والدم والفداء تكون للقائد وليس للوطن, سورية البلد الوحيد الذي يعتبر الوطن والقائد شيء واحد!
سوريا البلد الوحيد في الدنيا والتي تسمى باسم قائدها ـ سوريا الأسد!

سوريا البلد الوحيد الذي يمنع التفكير ويعتقل الثقافة, ويزج في السجون مثقفيه ومفكريه, لأن القائد يفكر بدل الجميع, ولا حاجة للتفكير لأن عاقبتها التكفير!
سوريا البلد الوحيد الذي تنحدر فيه أساليب التعليم, حيث العلامات والشهادات العلمية خاضعة للشهادات الأمنية!
سوريا البلد الوحيد الذي يفرض الموافقة السياسية للعمل والوظيفة, سورية البلد الذي يحارب شعبه بلقمة العيش!

سوريا البلد الوحيد الذي يتخلّى عن تحرير أرضه المحتلة ليقوم باحتلال أرض أخرى,
سوريا البلد الذي تسّير أعمال سفاراتها في العالم موظفي الأمن الحاملين جوازات سفر دبلوماسية, وحتى صار البعض يصفهم ساخراً ـ دبلوماشي, أو (دب ـ لوو ـ ماشي), لكن مازال الكثير غير مقتنع بأن(الأسد ـ ماشي) ومعه ماشية كل المواشي!

وعلى ذكر المواشي, سوريا البلد الوحيد الذي يتم فيه إحصاء كل شيء, حتى الدجاج يتم تسجيله في سجلات الدولة, لكنه سقط سهواً قبل بضعة عشرات من السنين عدم تسجيل بضعة مئات الآلاف من السكان, وما زالوا ينتظرون "عدادهم", والذنب أنهم ولدوا أكراداً قليلي الحظ, ولم يخجل القائد الحالي ولا والده قبله خلال زياراته للجامع الأموي لم يخجل من صلاح الدين ـ رغم أنهم من أصحاب الأرض الأصليين وعددهم حوالي مليوني شخص وهم ثاني قومية في سوريا من حيث عدد السكان, وممنوع عليهم التعلم بلغتهم ـ
ومن سخرية القدر والنظام في سوريا أن رئيس أركان الجيش السوري في أواسط الخمسينات من القرن الماضي ـ توفيق نظام الدين ـ ووزير الزراعة أخوه ـ عبد الباقي نظام الدين ـ سحبت الجنسية السورية من أقرب أقربائهم وأفراد أسرتهم بعد انقلاب البعث واحتكاره السلطة وصار أبناء عم الرجلين المذكورين بلا هوية ـ هذه لا تحدث إلاّ في دولة البعث ـ!
سوريا بحاجة لكتاب غينيس خاص بها!
سورية بحاجة إلى قاموس مفردات جديد, سورية بحاجة لتشغيل الزمن من جديد!
سوريا في العالم هي البلد الوحيد الفريد, والذي يعتبر الهزائم انتصارات, ويقلّد الضباط المهزومين الأوسمة والبطولات, بدل محاسبتهم أو استقالتهم,
وتعتبر سوريا الأزمات السياسية والاقتصادية مجرد صعوبات مرحلية,
وبعد هداية قائد سوريا, صار الشعار "الله حاميها",

سوريا البلد الوحيد الذي فرض صداقته و"أخوّته" بالقوة على لبنان على أساس "سوى ربينا"!
وسوريا البلد الوحيد الذي لم يفهم رد اللبنانيين على هذه الصداقة وعلى هذه الأخّوة وعلى هذه المحبة ولسان حالهم يقول "لا إنت حبيبي ولا ربينا سوى".
سوريا البلد الوحيد الذي يبدأ تاريخها الحقيقي في عام 1970 يوم قال الربّان العظيم "كوني فكانت"!
سوريا البلد الوحيد التي تحاسب,
الجائع إن قال "جوعان",
والوطني إن ذكّر بالجولان,
والديمقراطي إن فكّر في هواء لبنان,
سوريا مشهورة بكثرة الأصفار,
الناعقة, بالروح بالدم نفديك يا بشار!
بودابست, 25 / 6 / 2006. د. فاضل الخطيب.



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غوبلز سوريا
- عمل الفحول
- هوامش -حزيرانية- على دفتر مذكرات الجلب السورية
- الداروينية البعثية
- أصوات... صامتة
- الحركة الوطنية السورية, تبعثر أم تعثّر
- الأسد الورقي
- ربيع المعتقلات السوري
- السياسة في سورية
- لقاء بودابست, خطوة للأمام أم مراوحة في المكان
- العمال, أمس اليوم غداً
- الانتخابات البرلمانية الهنغارية
- محبة الأسدان وعَرَق الريّان!
- التاريخ يصنع مرة, ويكتب أكثر من مرة
- الأوكسيجين السوري
- الراية والنجوم
- ديالكتيك المذكر والمؤنث بين الثور والثورة!
- نوروز, عيد الكرد, عيد الربيع, نوروز عيد الجميع!
- الشيخ حسن نصر الله: ثورية غيفارا أو ملالي عاشورا!
- تحية إلى حبات البذار أمام القصر العدلي


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فاضل الخطيب - سورية, بلد الأرقام القياسية!