أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - الأداء السياسيّ طريق لانتزاع الاعتراف














المزيد.....

الأداء السياسيّ طريق لانتزاع الاعتراف


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6614 - 2020 / 7 / 9 - 21:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    




ورصد تمثّل الناس لهم ومدى ثقتهم بهم. ويُعدّ تقييم الأداء المحرار الذي يسمح بترتيب سلّم التوقعات واستشراف ما سيحدث في التجربة السياسية من تحوّلات على مستوى الانتخابات وغيرها. وهنا لابدّ من طرح سؤال: كيف أمكن لعبير موسي في ظرف زمنيّ قياسيّ، أن تنتزع اعتراف من كانوا يُكنّون لها العداء ويعتبرونها الخصم اللدود؟ وكيف تسنّى لها أن تستحوذ على اهتمام التونسيين بقطع النظر عن تقييمهم لها، وتصبح موضوع مسامرات ونقاشات وتعليقات وتدوينات ، بل ‹ظاهرة› تستحقّ الدرس؟

من الثابت أنّ ‹موسي› استطاعت أن تغيّر المنمطات الجندرية في سياق لازالت فيه التونسيات تناضلنّ من أجل تمثيلية منصفة في دوائر السلطة، ومن أجل تغيير العقليات التي لازالت تنظر إلى المترشحات بعين الريبة أو الاستنقاص ...فلا تراهن عليهنّ. فإذا «بموسي» تُقيم الدليل على أنّ قيادة النساء للأحزاب ممكنة وذات نجاعة بل هي مختلفة عن الأشكال التقليدية لإدارة الأحزاب. ولا يسمح الحيّز المتاح لهذه الافتتاحية، بالتعمّق في الطابع الذكوريّ لهذه القيادة وبالتمثلات التي ترسّخ تماهي كلّ امرأة ناجحة مع القيم الذكورية المعيارية ( أرجل من ألف رجل، عبير الأسد، عبير مثال الرجلة، ....)غاية ما يعنينا رصد العوامل التي سمحت «لموسي» من مضاعفة عدد أنصارها واستقطاب من كانوا ينتقدونها وشدّ انتباه المتردّدين في الاصطفاف وراءها.

يُقرّ الجميع بامتلاك «موسي» ناصية فنّ التواصل والكفاءة الخطابية وقدرتها على التأثير في الجموع من خلال البيان والفصاحة والتمكّن من تنظيم الأفكار وبناء الحجج والبراهين والاستدلال إضافة إلى تميّزها بالجرأة والتحدّي. ولئن اشتركت مع زملائها في قطاع المحاماة في عدد من هذه المميّزات فإنّ الانتقال من المحاججة في أروقة المحاكم إلى الحضور في الساحات العامّة والفضاءات السياسية باعتبارها الشخصية المجادلة والخطيبة والمواجهة.. مكّنها من إثبات وجودها وبناء شخصية كارزماتية و انتزاع لقب «القائدة» والمخططة والمدبّرة وصاحبة مشروع استئصال النهضة، وهو الرهان الذي حدّدته منذ الانتخابات وبدأت بالفعل في تنفيذ ما وعدت به.

غير أنّ تميّز أداء السياسي لا يتوقّف عند أشكال التواصل والحضور والتأثير بل يتجاوز ذلك إلى تحصيل المعرفة بالموضوع والقدرة على التقصّي والتحرّي وامتلاك الحجج والمستندات وعرضها على الجهات المختصة في تسلسلها الإداري، أي احترام الإجراءات القانونية ، ومن هنا تبدو «موسي» بعيدة عن الثرثرة والاتهامات›القولية› وتدبير المؤامرات.. قادرة على تقديم الإثباتات والبراهين ومجسّدة لمبدأ احترام علوية القانون ودولة القانون، ومؤسسات الدولة في سياق سياسي تاريخي اتسم بالعبث بالقانون وخرق القانون والإفلات من العقاب والتحايل على القانون. و«موسي» إذ تختار هذا التمشيّ تجبّ الماضي وتتلاعب بالذاكرة من جهة، وتعزّز ثقة أصحابها والمعجبين بها بالقانون وتثبت لهم أنّها قادرة على أن تكون امرأة دولة، من جهة أخرى.

وإذا كانت إكراهات السياسية تفرض على السياسيين تقديم التنازلات وغض الطرف عن الفساد، والتهريب والترهيب... والتفاوض وفق مبدإ «امتلاك الدوسيات: تورّي نورّي» فإنّ «موسي» تبدو خارج هذه الرهانات فموقع المعارضة الشرسة يسمح لها بأن لا تتفاوض مؤثرة الوفاء لبرنامجها على نيل السلطة وهي بذلك تفضّل العمل على المنجزات التي ستتحقّق على المدى البعيد.

وبصرف النظر عن الإشكاليات التي يطرحها تاريخ «موسي» ومسيرتها الملتبسة وطريقة تسييرها للحزب ومدى استيعابها للممارسات الديمقراطية التشاركية والإدماجية وموقفها من قضايا جوهرية ، وطريقة احتجاجها...فلا أحد باستطاعته أن يتجاهل «الأثر» الذي يصاحب أداءها السياسي في البرلمان وخارجه أو أن يتجاهل الموقع الذي احتلته في هذه المرحلة، والذي يجعل أغلب «الأطراف» تفكّر سرّا وجهرا، لا في تدبير الاختلاف معها بل في أشكال «التخلص» منها وهنا تطرح معضلة سبل الانتقال من تجربة الحزب الواحد إلى أسس التعايش بين الأحزاب المتنوعة لا على قاعدة الاستقطاب بل على قاعدة التنافس من أجل أداء سياسي أفضل. إنّه الاختبار الحقيقي...



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ثقافة تبرير الفساد إلى التربية على ثقافة المساءلة والمحاس ...
- الترفّق بالديمقراطية الناشئة
- مجلس الشعب و«التسويق» لثقافة العنف
- الشباب والحكومة وثنائية: المركز والهامش
- عرس ديمقراطيّ أم تعرية لواقع متأزّم؟
- معركة: الصناديق
- الغنوشيّ ... والاختبار العسير
- سياسات ارتجالية
- لثم الوجه ...ولا تكميم الأفواه
- العنف ضدّ النساء في زمن الكورونا
- حين تتحوّل الكورونا إلى مرآة نرى فيها عيوبنا
- طقوس الموت في زمن الكورونا
- هل نحن على استعداد لمواجهة تداعيات الأزمة؟
- الكورونا بين السياسيّ والدينيّ
- 8 مارس 2020 عندما تُضرب الفتيات والنساء
- السياسة بين «الطهر والنجاسة»
- السياسة والجدل حول اللغة
- «ليلة سقوط الحكومة» من منظور التحليل الجندري
- روائح المطبخ السياسيّ
- الهجانة السياسيّة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - الأداء السياسيّ طريق لانتزاع الاعتراف