المهدي لعرش
الحوار المتمدن-العدد: 6614 - 2020 / 7 / 9 - 03:20
المحور:
المجتمع المدني
نحن في زمن التعدد. وقد حان للفرد أن يمارس حقه في الاختلاف مع غيره بحماس ومسؤولية: في أسلوب العيش، والعقائد الدينية، واللغة، والهوية، والمراجع الثقافية والفكرية الخاصة به. الحديث عن الفرد وحقه في الاختلاف يبدو شيئا سفسطائيا، وشبه مستحيل في المجتمعات الإسلامية. التي تبدو اليوم أكثر المجتمعات تخلفا وانحطاطا. وأعتقد أن سبب هذا التخلف والإنحدار الميتافيزيقي والإنساني والأخلاقي هو الدين.
حقا كل نبوة ورسالة سماوية كانت عبارة عن قفزة نوعية في الوعي البشري. في العلم، والبرهان، والبيان، والأخلاق، وجودة الحياة في العصر الذي تظهر فيه. الإسلام بدأ كثورة ضد الجهل والحيف والظلم والعبودية والفقر والتهميش. لكننا الآن عالقون يا رفيق، غارقون في مستنقع الذل والتخلف الذي أصبح فيه هذا الدين هو العائق الأكبر. الإسلام تخلى عن دوره الروحي والتربوي، وتحول إلى وثنية ممأسسة وكنسية، تدعو لعبادة الطاغوت، والتسبيح باسم السلطان، بدل أن تصلح الإنسان، وتصون نفسه، وعقله، وأهله، وعرضه، ورزقه.
الحضارة الإسلامية للأسف صارت كجثة، مر وقت ليس بقصير على وفاة صاحبها. فماذا تتوقع من كاتب ينتمي لحضارة ميتة؟ إنه لا يومن بجملة: «أنا حداثي، دون التخلي عن هويتي الإسلامية». الكاتب العربي تابع للكاتب الغربي. والنقيض المباشر للفنان المستقل، والمحترم لضميره، وخصوصياته. الكاتب العربي إنسان خانع. غير مسؤول عن وعيه وتصرفاته، مثل مراهق في أحد أفلام وودي آلن اللعينة، كأنه ميت هو الآخر، لا يستطيع التحكم في واقعه وفنه. ومؤلفاته لن تزيد بالوعي الإنساني ميليمترا واحدا نحو الأمام. إنه مجرد مقلد. صعلوك يائس يرى أن هذا الخراب أكبر منه ومن آماله وطموحاته. التقليد هو العدو الأول للفن ومجتمع الأحرار والروح الإنسانية وباقي تمظهراتها الأخرى.
#المهدي_لعرش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟