أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماره بن عبد الله - -بيننا وبين فرنسا بحر من الدم وطوفان من الجماجم-














المزيد.....

-بيننا وبين فرنسا بحر من الدم وطوفان من الجماجم-


عماره بن عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 6613 - 2020 / 7 / 8 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في لحظة تاريخية خالدة وبعد 170 سنة، عادت بعض جماجم أسود الجزائر إلى عرينها، بعد أن ظلت رهينة سنوات طويلة في المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي في باريس، بعد أكثر من قرن ونصف قرن انتصرت الجزائر باستعادة 24 جمجمة للسادة الصوفية قادة ورجال المقاومة الشعبية الجزائرية، جريمتهم أنهم رفضوا الاحتلال الفرنسي في 5 يوليو 1830 وقاوموه.

نعم فقد قضى هؤلاء الأبطال، كل هاته المدة في غياهب الاستعمار ظلما وعدوانا، وكانوا على حد قول رئيس الأركان اللواء سعيد شنقريحة محل ابتزاز ومساومة من لوبيات بقايا الاستعمار دعاة العنصرية، إلى أن تحقق هذا اليوم المميز الذي نستكمل به مقومات سيادتنا، نعم هو يوم مبارك بركة تلك الرحاب القرآنية المجيدة التي ينتمي إليها هؤلاء الافذاذ، تلك القلاع التي حفظت لهذه الأمة قرآنها ولغتها ودينها وأخلاقها الإسلامية، إلى جانب ما قامت به من جهاد ودعت إليه وجندت له أتباعها، إذ ما من ثورة أو انتفاضة أو مقاومة أو جهاد إلا وهو مقرون باسم شيخ زاوية، نعم هو يوم سيسجله التاريخ من الأيام الكبيرة في مسيرة الجزائر المستقلة، يوم فيه أثلجت صدور كل الجزائريين الذين رأوا فيها استعادة لجزء مهم من الذاكرة الوطنية، التي لم يكن منة فرنسية بل هي ثمرة جهود وطنية مضنية لا ينكرها إلا جاحد، ولكون الجهد البشري يُثمر ولو بعد حين، ها قد وصلنا إلى اللحظة الحاسمة التي انتظرتها أجيالٌ كثيرة، لحظة نرى فيها جماجم الشهداء تصل مسجاة بالعلم الوطني إلى أرض الثوار، وموطن الأبرار وقبلة الأحرار، فضلا عن كون هذه الملحمة ردا مزلزلا على دعاة التهوين والتخوين الذين ديدنُهم تهوين جهود العاملين وتخوين المخلصين والادِّعاء بأنهم أكثر وطنية ودفاعا عن الهوية، رغم أنهم اختبروا في امتحان الوطنية والهوية أكثر من مرة فانكشفت طويتُهم وعُرِّيت صفحتهم.

فعلا عاد أبطال المقاومات الشعبية، إلى الأرض التي ضحوا من أجلها بأرواحهم وحياتهم، عادوا والعلم الوطني يرفرف فوق أرواحهم وأجسادهم الطاهرة التي سرقها الاستعمار الفرنسي البغيض وهربها وعرضها في متاحفه، منذ أكثر، للتباهي والتفاخر دون حياء، ولا أخلاق ولا اعتبار لكرامة الإنسان، عاد سادتي الافاضل من شيوخ ومقاديم ورجال الزوايا الصوفية إلى بلادهم تحملهم الأجيال الصاعدة على أكتافهم، عرفانا بفضلهم وفضل تضحياتهم وللمجد الذي صنعوه، والعهد الذي قطعوه على أنفسهم من أجل الوطن وحريته وسيادته، عادوا في يوم ومشهد مهيب تمتزج فيه مشاعر الفرح والألم، والتمعن في هذا الموقف الجلل، الذي نعيش وسيبقى نعيش ونعايش لحظاته التاريخية، في لحظة تاريخية نادرة بمثابة عربون وفاء وثمرة جهود وتعهد التزم به السيد رئيس الجمهورية بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد في فيفري الماضي، وها هو يتحقق في غمرة الاحتفال بالعيد الـ 58 للاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، فتحية تقدير وعرفان لرجال الوطن المخلصين، الذين عملوا في صمت وإصرار وصبر ليعود هؤلاء الأبطال إلى أرضهم، أرض أجدادهم وأرض أحفادهم، فحري بنا اليوم أن نستلهم الدروس والعبر من هؤلاء الأبطال وتضحياتهم الجليلة ونجدد لهم العهد والوعد بأن نظل أوفياء لتضحياتهم وآمالهم، والأهداف السامية التي وضعوها نصب أعينهم تحرير الوطن والحفاظ عليه سيّدا مستقرا موحدا آمنا مزدهرا بين الأمم، وقد لاحت بشائره هذا الشهر، باعتماد 08 ماي يوما وطنيا للذاكرة في إطار الاهتمام بالتاريخ الوطني.

ورغم الأهمية التاريخية والأخلاقية التي تشكّلها عملية استرجاع جماجم الشهداء، إلا أنّها تظل نقطة في بحر خلاف الذاكرة المتوترة والمضطربة بين الجزائر وفرنسا، إنها الذاكرة التي يحوي بعضها الأرشيف الفرنسي، إنه الأرشيف الذي يلطخ عاصمة الأنوار بالعار، والذي تتمنّع فرنسا حتى اليوم عن تسليمه الى الجزائر.



#عماره_بن_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر ... وتكالب الأعداء ..!!
- ليبيا: أمن وسلام ... وإن طال الزمن ..!!
- أمريكيا .. وكوفيد -العنصرية- المستجد ..!!
- ويسألونك عن دستور -الجزائر الجديدة-.. !!
- مجازر 8 ماي 1945: وصمة عار وجريمة دولة لا تسقط بالتقادم.
- وداعا -عبد القادر العمودي-... وداعا يا فقيد الجزائر...!!
- ليبيا: يكفي تقاتل، فمعركتنا تحرير قدس الاقداس وزهرة المدائن ...
- أكذوبة الشعوب المتحضرة..جانب ما كشفته جائحة كورونا..!!
- كورونا...حرب بيولوجية وعبث بالإنسانية...؟
- هذا دستور... جزائر ما بعد -الحراك المبارك-
- الصحراء الغربية ...آخر مستعمرة إفريقية ..!!
- يا شعوب الأرض.. ولكم في مقاربة الجزائر الاسوة الانجع .. !!
- أي حل يستثني -الليبيين- هذا مصيره ..؟
- القدس تناديكم ..هل من ملبٍ..!
- عام 2020 هل سيكون المفاجأة التي ستنهي مهازل الاعوام السابقة. ...
- رحيل أسد الجزائر... هكذا يرسم القدر مشاهد توديع الرجال.
- الجزائر تنتصر .. هنيئا نصرنا ولا نامت أعين الأعداء...!!
- لأننا أبناء الجزائر: مصممون على الانتصار ..!!
- الوطن غال ونفيس، لا يباع ولا يشترى مهما كان الثمن
- الجزائر تنتخب...الجزائر تنادي أبنائها البررة...؟


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماره بن عبد الله - -بيننا وبين فرنسا بحر من الدم وطوفان من الجماجم-