|
قرارات غير رشيدة
عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)
الحوار المتمدن-العدد: 6612 - 2020 / 7 / 7 - 22:33
المحور:
حقوق الانسان
ما هذا يا حكومتنا الرشيدة وأي قرارات هذه وعلى أي أسس تم اتخاذها للإغلاق بالجملة وفتح بالجملة فكيف تغلق محافظة مثل محافظة جنين الخالية من الإصابات بشكل شبه تام تقريبا وكذا محافظات مثل طوباس وقلقيلية وطولكرم وما الجدوى من ذلك وهل الإغلاق سيمنع الاحتكاك أم انه وبسبب من تقاليد مجتمعنا سيسهل التجمعات في البيوت والاقتراب أكثر بين الناس وخصوصا العائلات الفقيرة كثيرة العدد وكذا يف يمكن إيجاد تفسير بين الإغلاق التام وعمل البنوك كالمعتاد بمعنى أن الجميع في بيوتهم بلا عمل ولا رواتب وعليهم دفع 60 شيكل للبنوك عن كل شيك سيتم إعادته بالتأكيد وهذا المبلغ كافي لإطعام أسرة 12 يوم خبزا وقد كان الأولى أن يسمح للبنوك مثلا بالتعامل مع التحويلات وصرف الرواتب للقطاع الخاص ان وجدت وانجاز معاملات الإيداع والصرف النقدي للضرورة وحتى تحديد سقف السحب ومنع سحب المبالغ الكبيرة مثلا والاكتفاء بمعاملات الاستيراد والتصدير وتعامل الجهات المسموح بعملها كالمصانع التي أعطيتم لها الحق بالعمل. الحكومة لم تدفع رواتب موظفيها لشهرين فكيف ستدفع مؤسسات القطاع الخاص المغلقة رواتب موظفيها وهي أصلا لا تعمل بل إن بعضها سيجد فرصته في التخلص من عماله مما سيفاقم الحالة ويزيد من عدد حالات انكشاف العوز بأقصى حالاته. إغلاق وبلا رواتب وبنوك تعمل بشكل طبيعي وافران وسوبر ماركت ولا ثمن لشيء ألا يعني ذلك أن البعض سيلجأ لكل السبل للحصول على قوت يومه وبالتالي سنجد أنفسنا أمام كارثة اكبر بكثير من كارثة الوباء ولقد سبق أن قدمت لحضرتكم في مقال سابق في أواسط نيسان الماضي باقتراحات قد تكون مفيدة للحماية ومواصلة الحياة الاقتصادية والكل يعلم أننا في عالم أصبح جميعه مصاب بهذا الوباء كحالنا وأكثر وان أحدا لم يقدم على ما أقدمنا عليه نحن من وقف تام للحياة الاقتصادية وحذرت بوضوح من الأخطار الكامنة وراء هذه القرارات الارتجالية التي ترى الأمور بعين واحدة وهي حماية الأرواح متناسية أن الأرواح الجائعة لا تستطيع الحياة أصلا. دول اكبر وأغنى وأكثر قدرة على التحمل لم تفعل ما فعلنا فمسئولية الحياة الشخصية مسئولية فردية يجب على المرء أن يعرف ما يضره ولا ينفعه وان لا يلزم كل الشعب بتحمل نتائج عبثي أفراد غير مسئولين وبالتالي فان استمرار عجلة الحياة وحدها من ستساهم في وقف انتشار هذا الفيروس ولا شيء آخر وإلا فإنني أتوجه للحكومة الرشيدة بالأسئلة التالية: - في حال تواصل الإغلاق مع شح الموارد من أين ستجدون ثمن مواد الفحص وثم أجهزة التنفس وأماكن العزل - في حال استمر الحال من ومن أين سيتم دفع رواتب الناس في كل القطاعات وحتى السوبر ماركت لمن سيبيع وكيف سيقبض ثمن ما يبيع - ممن ستحمون المحافظات شبه الخالية من الوباء مثل جنين - كيف ستمنعون الاختلاط مع الإغلاق وهل يلتقيان معا - كيف ستعاقبون المخالفين بالغرامات وهم لا يملكون قوت يومهم وهل سيتم استبدال الغرامة بالحبس وإذا كنا بدون أسرة مستشفيات كافية فهل لدينا أماكن حبس كافية با حكومتنا الرشيدة نحن شعب فريد من نوعه ولدينا ما يكفي من الأشخاص لإلزامهم بالتطوع للحماية والتوعية فماذا تفعل اليوم فصائل الثورة وكوادرها إن لم تجند كل طاقاتها وإمكانياتها لتعزيز التوعية ومساعدة الناس على النجاح في حماية أنفسهم وهل تعلمون أن مطالبة الناس بارتداء الكمامات ستصبح عبء اقتصادي فالكمامة الواحدة التي تكلف اقل من شيكل تباع بخمسة شواكل والمؤسسات التي كانت تقدمها مجانا صارت تلزم مراجعيها بشرائها من على بسطة تقف أمام تلك المؤسسة أو أطفال يبيعون الكمامات على الأبواب وهل تعلمون ان بعض هؤلاء يلتقط الكمامات التي سبق استعمالها ويعاود بيعها وان البعض يقترض كمامة غيره ممن سبقه في انجاز مهمته. أيها السادة لقد سبق وناشدت السيد رئيس الوزراء بمقال سابق بعنوان " الموت أولى يا سيدي " وها أنا اكرر الموت أولى يا سادتي في الحكومة ولجنة الطوارئ واللجنة الوبائية, الموت أولى من الجوع والانهيار اقتصاديا وبالتالي اجتماعيا إن لم نجد الضمانات الكافية لمنع ذلك ونحن لا نملكها أصلا فلنتعلم كيف نحمي أنفسنا من الوباء لان لا وسيلة للتعلم كيف تحمي نفسك وغيرك من الجوع بلا عمل وبلا دخل. أيها السادة لا أظنكم تجهلون المثل القائل علمه الصيد بدل إطعامه السمك ليستطيع العيش بعد ذلك وأنا أقول لكم علمونا وساعدونا كيف نحمي أنفسنا بدل أن تلقوا بنا إلى التهلكة بحجرنا وحجزنا دون أدنى برنامج أو مشروع لحماية دخلنا ومصادر عيشنا والحكومة قبل غيرها تعلم إنها دفعت ربع راتب واقل عن شهرين وسمحت للبنوك باقتطاع بعض حقها من هذا الفتات فبربكم هل تعانون حضراتكم من الجوع أو الفقر أو العوز ونحن بلد صغير فاسألوا عن حال الفقراء وصغار الموظفين أصحاب الدخل المحدود الذي بات في خبر كان ممن لا تحتكون بهم إن كانوا يحتاجون حماية اغلاقاتكم وكماماتكم أم خبزكم.
#عدنان_الصباح (هاشتاغ)
ADNAN_ALSABBAH#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سلاح الصمت
-
فلسطين ... قضية الاشغال الشاقة
-
روسيا والجسر الى الهاوية
-
عجز المثقف ... سطوة السياسي
-
كورونا ... تحدي اليقين وعدم اليقين
-
الموت أولى يا سيدي ... رسالة الى السيد رئيس الوزراء
-
كورونا أداة العالم الامبريانولوجي الجديد
-
لن تنهزم الامبريالية بالوباء والأمنيات
-
اعلنوا الوحدة من معازلكم
-
وطن حر من فيروس الاحتلال
-
الأمن الفلسطيني وأخلاق الشدائد
-
كورونا ... درس الثورة القادم
-
كورونا صانع عصر الامبريانولوجي
-
دفاتر قديمة ... حديثة (3)
-
دفاتر قديمة ... حديثة (2)
-
دفاتر قديمة ... حديثة (1)
-
اللا مدرك في ادراك المدرك
-
العثور على الذات ... اغتيال الدونية (24)
-
العثور على الذات ... اغتيال الدونية (23)
-
العثور على الذات ... اغتيال الدونية (22)
المزيد.....
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت لصالح قرار يطالب بوقف إطلا
...
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى قرارا داعما للأونروا
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قراراً يدعو لوقف إطلاق نا
...
-
الأمم المتحدة تعتمد مشروعي قرارين لوقف إطلاق النار بقطاع غزة
...
-
الأمم المتحدة تتبنى قرارا بوقف إطلاق النار في غزة فورا
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب بوقف إطلاق النار في غزة ب
...
-
المرصد السوري: نحو 105 آلاف شخص قتلوا تحت التعذيب بالسجون خل
...
-
تونس: المفوضية الأوروبية تعتزم وضع شروط صارمة لاحترام حقوق ا
...
-
وسط جثث مبتورة الأطراف ومقطوعة الرؤوس... سوريون يبحثون عن أق
...
-
مسئول بالأونروا: ظروف العمل في غزة مروعة.. ونعمل تحت ضغوط لا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|