محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق
(Mohamed Ibrahim Bassyouni)
الحوار المتمدن-العدد: 6612 - 2020 / 7 / 7 - 02:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعض التعليمات الوقائية للحماية من الإصابة بفيروس كورونا ستغرس لدى كثيرين منا عادات حميدة.
ستحدث آثارا إيجابية دائمة في التعليم والأعمال والاجتماعات الرسمية، وكذلك في عادات وتقاليد الشعوب، بعضها عادات تتعلق بالصحة وبعضها اجتماعية، وأخرى اقتصادية. فمن العادات الصحية التي ستبقى معنا حتى بعد زوال الجائحة تقبل المجتمع استخدام المعقمات والكمامات عندما يصاب الإنسان بأحد أمراض الجهاز التنفسي المعدية، وهذه العادة أو التقليد موجودة في دول شرق آسيا منذ عقود طويلة، مثل كوريا واليابان. لذلك يلاحظ أن إصابات كورونا في تلك الدول قليلة جدا، مقارنة بالدول الأخرى، على الرغم من ارتفاع نسب كبار السن فيها.
من جهة أخرى، لا بد أن يتغير أسلوب السلام والتحية ليكتفى في كثير من الأحيان، بإلقاء التحية دون المصافحة، خاصة في الحفلات الكبيرة والأعراس أو مكاتب العمل والاجتماعات الرسمية، مع الاكتفاء بالمصافحة باليد دون تلاصق الخدود في المجالس الخاصة الصغيرة، مع أن هناك من يرى أن المصافحة للجالسين في المجلس ليست من هدي النبي عليه الصلاة والسلام، فالمصافحة عند التلاقي فقط. وهذا تغيير حميد يوفر كثيرا من الوقت ويجنب الناس احتمالية العدوى بالأمراض.
ومن الممارسات غير المقبولة في بعض الولائم أن يقوم بعضهم بتقطيع اللحوم بأيديهم خدمة للآخرين، فلربما كانت هذه العادة حميدة في أوقات شح الغذاء، ما يتطلب توزيع اللحوم على الضيوف من كبار السن الذين لا يمكنهم الوصول للحوم المناسبة، فإن الحاجة إلى هذه العادة قد انتفت، بل من الأنسب تبني نظام "البوفيه" الذي يمكن الإنسان من اختيار الأطعمة التي يرغبها وتتناسب مع ظروفه الصحية، خاصة مع انتشار الأمراض المزمنة.
ومن المؤكد أن يقوم المجتمع تلقائيا بإعادة تعريف المساحة الشخصية التي لا يسمح للآخرين باختراقها، لما يسبب ذلك من عدم الارتياح. وجدير بالذكر أن المساحة الشخصية التي يحافظ عليها الإنسان من حوله تتفاوت بين الشعوب، ففي بعض الشعوب، تعد المساحة أو المسافة الشخصية مقدسة، ولا يسمح للآخرين بانتهاكها، في حين تكون المساحة الشخصية صغيرة أو منعدمة لدى بعض الشعوب، بل تجد بعضهم يسند جسده إلى الآخر في المجالس والمقاهي دون غضاضة. ولا شك أن المحافظة على مساحة شخصية معقولة تمنح الإنسان الحرية في الحركة والحديث والتنفس دون مضايقة الآخرين.
نرجو ان نكون اتعلمنا بعض التعليمات الوقائية للحماية من الإصابة بفيروس كورونا ستغرس لدى كثيرين منا عادة حميدة وهي الالتزام بالوقوف في صفوف منتظمة عند دخول المحال التجارية أو الخروج من الطائرات ووسائل النقل العام دون أنانية وتسابق للدخول أو الخروج مع عدم الاهتمام بالآخرين.
#محمد_ابراهيم_بسيوني (هاشتاغ)
Mohamed_Ibrahim_Bassyouni#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟