عفارم أيها القومي الأسبق والبعثي السابق والشيوعي اللاحق والأمريكي الحالي والكوري الشمالي غدا!
أيها الشعب العراقي المثكول ثأرك الأكبر في هؤلاء العملاء!
العميل المتمرس عادة ما يثبط الهمم وينشر الهزيمة ويجمّل صورة سيده الذي إستعمله، ولكن بصورة ذكية أو بعيدة عن الإبتذال. أما العميل الرخيص فيشتم نفسه وأهله منطلقا من دونية ومذلة شديدتين في جوهره. وصاحب الجوهر الذليل الدوني، أيضا يبدل جلوده دوريا، في كل جلد يظهر يتوهم أن أحدا سيصدق بأن جلده الحالي هذا هو الذي نشأ عليه يوم ولد، وأنه ليس الشخص عينه صاحب الجلد السابق النقيض الذي تحدث بذات القناعة والإندفاع.
وكلنا على علم بطروحات القوميين العرب والبعثيين والشيوعيين والأمريكوصهيونيين، وكلنا يعلم تناقضات هذه الطروحات، حيث إنقلب البعثيون على القوميين، وتعادى البعثيون والشيوعيون الذين حملوا لواء مكافحة الإمبريالية الأمركية سابقا. ومن هنا، فحين يظهر شخص ما ناطقا بطروحات هذه الجهات المتطاحنة المتعارضة كل في زمانه وحينه، فالأمر لا ولن يعني قناعة فكرية أو حتى قناعة جاهل حلم مع الزمن، وإنما تبديل جلود، طلبا للرزق.
ومن الأحسن إفتراض عدم العلاقة ما بين هذه المقدمة والمقال قيد البحث أدناه. إنما، غالبا ما يحتاج المرء لمقدمة كالتي حتمتها ما نشره عبدالخالق حسين على موقع (كتابات) والذي عرفنا بنفسه بالقول: (( كاتب عراقي مقيم في بريطانيا ))
وعنوان مقال هذا الكاتب هو (( مخاطر الإنسحاب المبكر لقوات التحالف )) وهو طويل سييمل القارئ لو تناولته تفقيرا. لذا، فسألجأ إلى الإقتباس وحسب.
لقد قال عبدالخالق: (( قبلنا بالحرب مع مخاطرها وفضلنا الإحتلال المؤقت لبلادنا مع مستقبل زاهر على نظام القتلة والعبودية الدائمة والخراب الشامل الدائم )) أي إن هذا الكاتب العراقي المقيم في بريطانيا عبدالخالق حسين كان صاحب قرار في هذه الحرب - لو لم يقبلها ما حدثت، وقد عرضت عليه قوات الحلفاء الأمر فقبل. فإن صدق عبدالخالق فديات ضحايا هذه الحرب في عاتقه، وإن كذب فهي عواطف قناعات جلده الحالي المفعم بحبه لبوش. والقارئ مخير أي الإحتمالين يعتنق.
ويضيف عبدالخالق أيضا: (( إلا إن مازال البعض يعيش في الماضي، تراوده أوهام البطولات الزائفة والعنجهيات البدوية المدمرة تحت تأثير الشعارات الوطنية البراقة. يقوم هؤلاء بتأجيج مشاعر العداء لقوات الحلفاء، )) فتاريخنا الماضي وثقافتنا وكل ما أسهم به العرب أو العراق تحديدا في التاريخ البشري والتراث الفكري ليس سوى عنجهية بدوية مدمرة. والإرث التحرري الوطني في الوجدان العراقي ليس سوى شعارات براقة تؤجج المشاعر ضد السيد الجديد الذي لبس الآن هذا الكاتب جلد خادمه.
الغريب أن هذا الكاتب لا يرى بما ينتقده واحدة من خصوصيات الشعب العراقي. وأعني به وطنية هذا الشعب وسمو جوهره حتى وإن كان في أجوع وأحرج حال كالتي يعيشها الآن، أو كالتي عاشها أيام حكم الطاغية. وهذا الشعب لا ولن يتخلى عن أعرافه الوطنية، إكراما لمحتل أو لعبد محتل غير قبل أيام جلده.
ويواصل عبدالخالق التحليل بالقول: (( من المؤسف حقاً أن نسمع الآن صيحات من جهات لا تدرك المخاطر المحيقة بالوطن، يطالبون برحيل القوات التي حررتهم ،، لقد شاهدنا ذلك جلياً من مظاهرات الناصرية التي قدرت بعشرين ألفاً يتقدمها عدد من أئمة المساجد، تزامنا مع عقد مؤتمر ممثلي القوى السياسية العراقية تحت إشراف الحلفاء والذي خرج بأحسن القرارات في تاريخ المعارضة العراقية. كما شاهدنا مظاهرات مماثلة وبشكل أخف في بغداد والموصل. ومن الشعارات التي رفعت تقول: (لا للأمريكان لا لصدام) إن رفع هذه الشعارات الديمامغوجية وتحريض الجماهير ضد الحلفاء أمر يبعث على القلق ،، إن مطالبة هؤلاء بانسحاب قوات الحلفاء قبل إنجاز مهماتها التي هي في صالح الشعب، إما ناتجة عن عدم إدراكهم للمخاطر المدمرة والعواقب الوبيلة التي يترتب عليها هذا الانسحاب أو عن قصد وعمد لأغراض سنأتي على ذكرها لاحقاً ،، إن هؤلاء في الناصريا لا يعلمون ماذا حصل من تطور مذهل في العالم)). فما هي هذه القرارات الحسينة؟ وكيف تكون قرارات حسينة والمؤتمر الذي أنتجها إنعقد تحت إشراف قوات الإحتلال؟ وإذ يتظاهر عشرون ألفا (والرقم الحقيقي أعلى بكثير) مطالبين برحيل القوات الأمريكية حيث يرون بها خطرا على بلادهم، لذلك لم يخافوا حتى من سلاح المحتل الموجه إلى صدورهم، بينما يرى عبدالخالق المقيم في لندن بهذه القوات حسنا، فأيهما الجاهل، هؤلاء العشرون ألفا أم عبدالخالق؟؟ ومبعث قلق عبدالخالق فهو مفخرة المواطنين العراقيين، والفرق بين أن تكون مواطنا وعبدا لمحتل، شاسع. أما إتهام أهل الناصريا بالجهل، فتلك دونية العميل الرخيص ليس إلا.
ويواصل عبدالخالق تظلمه قائلا: (( نحن نناقش الغرض من إثارة مشاعر العداء ضد قوات الحلفاء،، إن هذه المظاهرات تتناقض تماماً مع مظاهرات سابقة حصلت قبل ذلك بأيام في مدينة الناصرية أيضاً عندما رحبت الجماهير بعدد من قادة المعارضة ومن بينهم الدكتور أحمد الجلبي الذي خاطبهم في جو مفعم بالبشر والترحاب. )) وهنا فنحن أمام أحد إحتمالين، أوفرهما حضا يعيدنا إلى مسلكية العميل الرخيص. فالكلبي لم يخاطب جماهيرا، ولا أحد إستقبله بإفعام. بل لم يقل أحد ما يقوله عبدالخالق. والفلم الذي عرض مفبرك حيث الفرق واضح الإضاءة وملامح التعابير التي ظهر بها كلبي وتعابير من يفترض أنه خاطبهم. فالجمهور الذي عرض كان عددا من الأسرى، حالهم وعلامات الحزن الظاهرة على وجوههم لا ولن تسمح للكلبي بمخاطبتهم بإفعام. ناهيك عن إختلاف الإضاءة مما لا يخطأه شخص بأنه فلم مركب. فأما ان يكون عبدالخالق أجهل من أن يعي مثل هذه الأمور البسيطة، أو أنه يدعي إنطلاقا من لون جلده الجديد. بدليل إستطراده المغلوط وهو: (( إذن، كيف حصل هذا التغيير المفاجئ في مزاجية الجماهير من الحلفاء؟ )) فالفارق الزمني ما بين خطاب كلبي المزعوم ومظاهرات الناصرية أقل من أسبوع تقريبا، ولا يتغير مزاج الجماهير في أسبوع، ما لم تكن رأت زيف ما يقوله كلبي وربيبه المقيم في لندن، هذا لو صدقنا ما يدعيه هذا المقيم من أن مواطنا عراقيا رحب بالمحتلين. ناهيك عن الأخبار التي يقولها العراقيون أنفسهم عن أن أغلب المرحبين هم كويتيون بملابس عراقية أو من جنود أنطوان لحد أو من جيب العمالة واللاوطنية – القيادة الطرزانية.
ويواصل عبدالخالق تظلماته قائلا: (( لمصلحة من كانت تهتف فئة قليلة في بغداد (لا إله إلا الله.. بوش عدو الله) أمام الجنود الأمريكان )) ونجيبه أن لا مصلحة. مجرد أن المواطنين العراقيين شاهدا ما فعله حلفاؤك المحتلون من نهب وسلب وقتل ودمار مريع، لذاهم يهتفون، وسيقاومون، وسيخرجون هؤلاء المحتلين رغم أنفك، فإختر لتفسك ومنذ اللحظة جلدك القادم!
كما يقول عبدالخالق: (( إن شعبنا ليس ناكراً لجميل الذين جازفوا بحياتهم في سبيل إسقاط النظام الجائر، لذا لن يطالب برحيل قوات الحلفاء،،، شاهدنا فرحة الشعب العارمة وترحيب الجماهير بالقوات المحررة وتقديم الزهور وخبز التنور الحار لجنود الحلفاء كتعبير عن مشاعر الفرح والإمتنان لهم. لقد بدأت جماهير الأحزاب المطالبة برحيل الحلفاء تتململ فعلاً وتتذمر، ويمكن أن تتمرد على قياداتها وحتى على تنظيماتها )) وشعبنا حقا ليس من ناكري الجميل، ومن يأته ضيفا فمعززا مكرما، لكن من يأته محتلا سيطرد. ولك يا عبدالخالق أن تخرج علاقة الأحزاب التي ترفض الإحتلال بقواعدها وتنظيماتها من إهتمامك! إعتبر هذه العلاقة ليست من شأنك، أو أنها لن تتغير بنصائحك أو تحذيراتك، أو كلماتك التي تستقها من مساعد جانبي لكلبي.
ويقول عبدالخالق، ليصل إلى مسامع سيده، أن: (( أمريكا قدمت كل هذه التضحيات العسكرية والمادية والمجازفات السياسية في تحرير العراق،، كارثة 11 سبتمبر/أيلول 2001 المفجعة (يا عيني!!) ،، من مصلحة العراق أن تكون له علاقة حميمة مع أمريكا. فالديون والتعويضات التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات لا يلغيها إلا أمريكا وهي التي سترفع الحصار، ولحسن حظ الشعب العراقي أن الأمريكان سوف لن يغادروا العراق ،، وكل من يسعى إلى قيام نظام شمولي معاد لأمريكا في العراق، فإنه لا يعيش في هذا العصر ويعمل على ضياع الوقت والجهد وإلحاق أشد الأضرار بوطنه وشعبه ))!!.
وبالمناسبة فعبدالخالق هذا يقال أنه حامل شهادة دكتوراه، وأن موضوع أطروحته كان: (( ما قدمته أمريكا ما بين عام 1990 – 2003 من جهود لرفع الحصار الجائر عن العراق )) وأنه ومن خلال بحوثه توصل إلى قناعات لا تقبل الجدل بأن الحصار على العراق فرضه هرون الرشيد ومنذ 1990 وهو الذي رفض أن تلغى ديون العراق. وأمريكا هي التي ستقنع ولي عهر الكويت بإلغاء تعويضات الحرب، وستقنع هرون الرشيد بإلغاء الحصار، لذا فلا يضيعن أحد وقته وجهوده في الحيلولة دون جهود أمريكا – أم عبدالخالق الجديدة الحنون. والعتب على مشرف الأطروحة!
ونعود إلى مسلمة الدونية، التي أشد ما تظهر في وصف عبدالخالق لهذه الحرب، حيث قال: (( الجراح الأمريكي وآلاته الجراحية هي صواريخ كروز وطائرات الشبح ودبابات أبراهام وما يقارب ربع مليون من الجنود )) ونسأل عبدالخالق، على من سقطت هذه الصواريخ ومن سحقت هذه الدبابات ومن قصفت الشبح؟؟ الشعب العراقي، أم ديدان مستنقعات بريطانيا؟! أو أيهما أكرم عندك، الشعب العراقي أم ذباب واشنطن؟؟