أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - من أين تأتي القيادات الحزبية الكردية -الجزء الثالث















المزيد.....

من أين تأتي القيادات الحزبية الكردية -الجزء الثالث


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6610 - 2020 / 7 / 5 - 11:48
المحور: القضية الكردية
    


تتمة لمجرى التفاهمات، وكنداء للأخوة في هيئتي المفاوضات الكوردية-الكوردية، محاولة فتح حوار بينكم كطرف موحد مع اللجنة الأمريكية، والفرنسية إن كانت موجودة، وتقديم طلب رسمي بذلك، بعدما تكونوا قد وضعتم مشروعكم، حول الاعتراف، بكم كهيئة سياسية، وبالمنطقة الكوردية من البعد السياسي الجغرافي، والحصول على ضمانة مستقبلية في المجالين العسكري والسياسي، وبعدها الاستمرار فيما بينكم.
بنينا هذا الطلب على ما نستشفه من مجريات الأحداث السياسية، وما تجري في الأروقة الدبلوماسية الأمريكية من مباحثات بين اللجان الأمريكية والتركية، وعلى خلفية مصالحها وعلاقاتها مع تركيا كدولة في حلف الناتو ومع الدول العربية كمصالح، وما يتوجب علينا ألا نعيد تجارب الماضي، وننغرز في نفس المستنقع الذي وقعنا فيه مرارا، أثناء صراعاتنا مع القوى الإقليمية، وبعدما كنا نحصل على مؤشرات بدعم خارجي، وعند المحنة كنا نجد ذاتنا وحيدون في ساحة المواجهة، وهو ما أدى بنا أن نتهم الأخرين بعدم المصداقية، ولم نحكم على ذاتنا بالسذاجة وضحالة المعرفة السياسية والدبلوماسية.
وهذه السذاجة هي التي رافقتنا حتى عندما أنتقل بعضنا إلى الخارج، وعشنا في المهجر، وحاولنا تشكيل لجان دبلوماسية مع الدول الكبرى، حينها شكلت السلطات إدارات ضمن سفاراتها، كانت من مهماتها مراقبة الكورد، ووظفت شخصيات قريبة من الوسط الكوردي، للقيام بمتابعة الذين نشطوا في الخارج، وعلينا ألا نجامل فقد كان بينهم مثقفون وسياسيون كورد، بينهم شخصيات معروفة، وكثيرا ما تمكنوا من قطع الدروب علينا بمساعدة النظام، في الوقت الذي لم تكن الدول الكبرى تعيرنا أهمية تذكر، ومن الغرابة أنه لم نبين ما فعله الوسط الكوردي بالكوردي تحت مسوغات لا تقل عن المسوغات التي نواجهها اليوم بين بعضنا، وبالألبسة التي نقدم فيه بعضنا للقوى الكبرى والإقليمية، حيث الخيانة أو إزالة الأخر غير المستحب منهم.
ولولا أن الإنسان الكردي لا يزال يحمل صفة نبيلة، نابعة من الثقافة والأخلاقيات التي غرزتها فيهم الروحانيات الكوردية، وشذبت علاقاتهم الاجتماعية حتى بادت تعرف وكأنها جينات وراثية، قبل أن تزاح كثيره تحت تأثير ظهور الثقافة الروحانية الغريبة عنهم، أي ثقافة البداوة والمجتمع الصحراوي، المتعارض مع ثقافة المجتمع الحضاري، لواجهنا بعضنا إلى الدرجة النهائية، وهذه الجدلية الخاصية جلية في تعملنا مع كبارنا، إن كانوا زعماء عشائر غدروا بشعبهم، أو قيادات سياسية خانوا قضيتهم، والأمثلة عديدة في هذا المجال، لكنها تعرت في المجالات الحزبية على خلفية تأثير القوى الإقليمية، وإرضاخ القيادات للإملاءات الخارجية، وبعضها ناتجة من مصالح حزبية أو لنقل شخصية.
فكم من الزعماء والقيادات وعلى مر التاريخ الكردي يتوجب إعادة كتابة صفحات تاريخهم، لكن وكما ذكرنا، النبالة الكردية كثيرا ما تحيد مؤرخونا وباحثونا عن المواجهة وعرض الحقائق، وأغلبية الكتاب يجمدون أقلامهم مفضلين الصمت على نقد التجاوزات في تاريخهم، وأنا من بينهم أملا في تنوير المفاهيم وتصحيح الدروب بالوعي وتوسيع المدارك، إلى درجة كثيرا ما يتم الطعن فيهم على خلفية سكوتهم، وبالمقابل هناك شريحة متشربة الثقافة الدخيلة يتعاملون مع تاريخنا والعلاقات الاجتماعية والسياسية بانتهازية؛ يسخرون أو سخروا أقلامهم لغايات شخصية وليست وطنية، يزيدون من التحريف والتشويه الحاصل في تاريخنا من أبعاد الارتزاق، والبعض يضع لهذه تبريراتها.
ومنذ نشأة أول حزب إلى اليوم، وبدون التمييز، أثرت عوامل متضاربة على ظهور القيادات الحزبية الكردية، معظمها ضارة، فجلهم كانوا من أبناء النخبة الاقتصادية القبلية في المجتمع الكوردستاني وليست على مستوى المنطقة فقط، فكما نعلم نحن الكورد مجتمع قبلي قبل أن نكون، جدلا، مجتمع إقطاعي، فيما إذا حللنا الواقع من أبعاد النظرية الاقتصادية الفلسفية الشيوعية، سنلاحظ أنه كان لشريحة أبناء الأغوات، فرصها في النجاح ومسك زمام القيادة، أو ما يمكن جدلا تسميتهم طبقة الإقطاع، ولا أظنها ناقصة، فالكل أبناء هذه الأمة، وجميعهم يحملون العاطفة القومية والوطنية ذاتها، لكن بحكم الإمكانيات المتوفرة على استمرارية التعلم؛ إلى جانب خاصية القيادة التي تربوا عليها منذ نعومة أظفارهم، برزوا في المجال الحزبي أيضاً. فالخيارات الحزبية بالأساليب التي تمت متأصلة من منابع المجتمع الكوردي القائم على العلاقات شبه الإقطاعية، من نزعة القيادة، إلى الصراع القبلي المنقول إلى الخلافات الحزبية، داخل الحزب الواحد أو خارجه.
وفي الواقع لم يكن هناك إقطاع في المجتمع الكردي، بالمفهوم الذي عرضه ماركس ولينين، ولا يمكن مقارنة الأغوات الكرد لا من حيث الذهنية ولا الملكية؛ بإقطاعي روسيا أو الدول الأوربية الذين تم إخراج النظرية بشكل عام على بنية علاقاتهم الاقتصادية والاجتماعية، باستثناء ما تم ترويجه من قبل الحزب الشيوعي ليجد لذاته مبررا في الظهور، عن الاعتداءات التي كان يقال أنها تمت بحق الفلاحين، علما لو تم مقارنة المجتمع الكوردي بجميع الشعوب الأخرى، سنجد أن الكورد أقل منهم اعتداء على فلاحيهم، لأن معظمهم كانوا من أبناء عشيرته، وعليهم كان يعتمد عليهم في جميع تصرفاته، والمجتمع الكوردي لربما هو الوحيد الذي لم يعرف العبودية، ولا فرض السخرة على الفلاحين دون مقابل، في الوقت الذي كانت العبودية منتشرة ضمن المجتمع الروسي والأوربي والعربي والتركي وغيرهم، وفي القرى الكوردية كان بإمكان الفلاح مواجهة الأغا، وكثيرا ما تم، وكان بإمكان الفلاح الانتقال من قرية إلى أخرى وكان دائما وأينما حل، يحصل على نسبة من الأرض، ولا يعني هذا أنه لم تحدث تجاوزات ولم تكن هناك فروقات، والتي ستظل وستستمر على مدى التاريخ، فقط ستتغير الأقنعة، وحتى في الإيديولوجية الاشتراكية، العلمية أو الطوباوية، عندما يزول الإقطاع يحل مكانه رئيس الإدارة وهو بمثابة الإقطاعي أو الرأسمالي ولكن بتعيين، والإتحاد السوفييتي خير مثال، فقد كان منتشرا فكرة، مات القيصر وحل مكانه المئات من القياصرة، فرئيس كل دائرة كان إقطاعيا وقيصرا، وتلمسنا هذه الحقيقة على أرض الواقع.
( أتذكر في هذه المناسبة حوار جرى بيني وبين الأخ الدكتور غربي محمود أثناء دراستنا في موسكو، وكان حينها نائب رئيس جمعية طلبة الأكراد في الإتحاد السوفيتي، وذلك عندما قمنا نحن مجموعة من الطلبة الكرد القيام برحلة إلى عزبة كوركي المكان الذي قضى فيها لينين أخر أيامه مع زوجته كروبسكايا، وهي مزرعة رائعة بقصرها المنيف، كانت لأحدى كبار الإقطاعيين الروس زنييدا مَروزافا أرملة راعي الفنون الروسية الشهير سابا مَروزافا، وكانت تملك قرابة 35 ألف فلاح، وكما تعلمون فصلاحيات الإقطاعي الروسي كانت تصل إلى بيع وشراء الفلاحين مع الأرض، حتى بعدما أصدر قيصرهم الإسكندر الثاني وثيقة تحرير الأقنان في عام 1861م، لذلك فثروات إقطاعيهم كانت تقدر بعدد الفلاحين إلى جانب الأرض، والمكان تحول بعد موت لينين إلى متحف، وهو قصر في الحقيقة تحفة فنية معمارية رائعة الجمال من كل النواحي. وكنا أنا والأخ الدكتور غربي محمود لوحدنا في تجوال ضمن غرف وقاعات القصر، وفي لحظة توقفنا عند طاولة لينين ننظر ونتحدث عن التمثال الصغير الموجود على الطاولة، وهو لقرد ينظر إلى جمجمة إنسان يحملها في يده، وخلف الطاولة جدار زجاجي بيضوي التركيب، واسع ويشرف على برية مترامية جميلة، كانت حينها مزروعة بالقمح وفي نهاية فصلها. مال علي الأخ غربي وقال أنظر الفرق بين أقطاعينا وهذا الإقطاعي من حيث الثروة، أين هي وجه المقارنة، وجرى بعدها نقاش في هذا المجال).
مع ذلك ورغم غياب الإقطاع كمفهوم اقتصادي-سياسي وفلسفي-اجتماعي، إلا أنهم كانوا يحملون ثقافة القيادة، والمسؤولية، ولكن كثيرا ما حاولوا خلق التوازن بين مصالحهم وواقعهم من جهة، ومن جهة أخرى مواجهة السلطات الحاكمة والمربعات الأمنية التي كنت من أحد مهماتها الطعن في مكانة العائلات الكردية الكبيرة، اجتماعيا واقتصاديا...
يتبع...
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
1-11/6/2020م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟ -الجزء الثالث
- من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟- الجزء الثاني
- من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟- الجزء الأول
- نداء الخيانة العروبي الداعي إلى تقسيم سوريا
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكوردية- الجزء الثاني
- الحلقة المخفية بين قناة أورينت والبعث
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام -الجزء الثاني
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكردية -الجزء الأول
- من يقف وراء بيان الكراهية ضد الكرد ولماذا؟
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام؟ -الجزء الأول
- كيف يطعننا أصدقاؤنا من المعارضة السورية -2/2
- كيف يطعننا أصدقاؤنا من المعارضة السورية- 1/2
- المثقف الانتهازي
- هل كردستان تتجه نحو الحضارة- الجزء الثالث
- هل كردستان تتجه نحو الحضارة-الجزء الثاني
- هل كردستان تتجه نحو الحضارة - الجزء الأول
- المستقلون في الحراك الكردي
- من مآسي حراكنا الكردي- الجزء الرابع
- من مآسي حراكنا الكردي- الجزء الثالث
- من مآسي حراكنا الكردي الجزء الثاني


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - من أين تأتي القيادات الحزبية الكردية -الجزء الثالث