أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - الأمانة العامة للبيجيدي تناصر الوزيرين في خرق القانون.















المزيد.....

الأمانة العامة للبيجيدي تناصر الوزيرين في خرق القانون.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6610 - 2020 / 7 / 5 - 04:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مرة أخرى يثبت حزب العدالة والتنمية أنه تنظيم أبعد ما يكون عن النزاهة والشفافية وقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. استنتاج يخرج به كل من اطلع على بلاغ الأمانة العامة للحزب الصادر يوم 3 يونيو 2020 ، عدا أعضاء الحزب . طبعا لم يكن منتظرا من هذه الهيأة اتخاذ قرارات زجرية صارمة في حق وزير حقوق الإنسان مصطفى الرميد ووزير الشغل أمكراز ، على اعتبار أن أي قرار زجري يسقط عن أعضاء الحزب "طهرانيتهم" التي يزعمون ويتاجرون بها . لهذا انتصرت الأمانة العامة للوزيرين وتسترت على جرمهما القانوني والدستوري. ويمكن تسجيل الملاحظات التالية حول البلاغ إياه :
1 ــ تركيز الأمانة العامة على شكليات انعقاد لجنة النزاهة والشفافية كما لو أنه إنجاز مهم أو حدث مفصلي استدعى "التنويه بمبادرة إحالة الملفين عليها وبمثول المعنيين أمامها"؛ في حين أن الأمر جد عادي ما كان يستحق التنويه الذي أرادت به الهيأة صرف الأنظار عن غياب القرارات "لزجرية" والتركيز على الجوانب المسطرية .
2 ــ تمخض الجبل فولد فأرا. يخبرنا البلاغ أن الوزيرين مَثُلاَ أمام اللجنة "في أربع جلسات امتدت لعدة ساعات" كما لو أننا فعلا أمام محكمة حقيقية ومحاكمة عادلة يترتب عنها اتخاذ قرارات صارمة تكون درسا لباقي الأعضاء. لكن لا شيء من هذا حدث، بل الدرس المستخلص من هذه "المحاكمة" هو أن الحزب يجعل أعضاءه فوق المحاسبة . وما مسألة مثول الوزيرين لأربع جلسات إلا تمثيلية سخيفة يخفون بها فضيحتهم.
3 ــ الاعتزاز بجعل قوانين الحزب ومؤسساته بديلا عن مؤسسات وقوانين الدولة ، إذ أبدت الأمانة العامة ( اعتزازها بما يشير إليه تعاطي الحزب مع هاتين الواقعتين، من علو منطق المؤسسات والقوانين والأنظمة الداخلية والمساواة أمامها فوق كل اعتبار). بهذا المنطق لا ترى الأمانة العامة أية ضرورة للمطالبة بإحالة الوزيرين على محاكم الدولة وفق القانون الجاري به العمل ، بل تكفي إحالتهما على مؤسسات الحزب .ما يعني أن الحزب يتصرف كما لو أنه دولة مستقلة عن الدولة المغربية ولا يخضع أعضاؤه لقوانينها. وهذا رفض صريح للاحتكام إلى المؤسسات الدستورية والخضوع لأحكامها. فعن أية ديمقراطية تزعم قيادة الحزب أنها تلتزم بها ؟
4 ــ إن الأمانة العامة لا تعتبر ما ارتكبه الوزيران جريمة قانونية وخرقا دستوريا ترتب عنهما حرمان المستخدَمين من حقوقهم الاجتماعية ( التغطية الصحية ، التقاعد ) ، الأمر الذي يستوجب الإدانة ؛ بل أصرت على إغاظة المواطنين واستفزاز الهيآت الحقوقية والنقابية لما أعربت عن ( تقديرها للعناية المادية الهامة التي شمل بها الأستاذ مصطفى الرميد الكاتبة المعنية). وهذا دليل آخر على أن الأمانة العامة للحزب ترى وتقر أن "العناية المادية" بالكاتبة أثناء مرضها وبعد وفاتها أهم بكثير من التصريح بها لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي .فالإحسان أهم من الواجب. و منطق "الإحسان" هذا يعوض مفهومي الواجب والحق كما لو أننا خارج إطار الدولة والمؤسسات والقوانين التي تحمي الحقوق وتفرض أداء الواجب . وليس غريبا على الأمانة العامة التي ترى مستقبل المسلمين في ماضيهم السحيق ، وتناهض كل المكتسبات التي تحققت في مجال حقوق الإنسان ، خاصة بالنسبة للنساء والأطفال (مذكرتها في تعديل مدونة الأحوال الشخصية خير دليل) ، أن تتمسك بأعراف القبيلة في تسيير الدولة ومصادرة حقوق الشغيلة. إنه ضرب لأسس دولة الحق والقانون وفصل السلط وسمو القانون .
5 ــ شهادة الزور في حق الوزيرين بتنزيهها وتبرئتهما من تهم الفساد وخرق القوانين ومصادرة حقوق المستخدَمين، إذ شدد الأمانة العامة على (تأكيدها أن الأخوين المصطفى الرميد ومحمد أمكراز لم يخرقا قواعد النزاهة والشفافية المرتبطة بتدبير الشأن العام ومقتضيات تحملهما لمسؤولياتهما العمومية) .فهل يوجد خرق للقوانين وللنزاهة أفظع من حرمان كاتبة الرميد من حقوقها لمدة 22 سنة؟ وكيف يستقيم الحديث عن تحمل المسؤولية العمومية ووزير الشغل المفروض فيه قانونيا وسياسيا ودستوريا أن يكون أول المطبقين لقانون الشغل ، هو من يخرقه بحرمان المستخدمين في مكتبه من حقوقهم التي يخولها لهم القانون ؟ أليس اعترافا من الأمانة العامة نفسها بهذا الخرق الفظيع الذي يرقى إلى الجريمة لما نوهت في بلاغها (بمسارعة مكتب الأستاذ محمد أمكراز لتصحيح الوضعية وفق المقتضيات القانونية الجاري بها العمل في مثل هذه الحالات)؟ لماذا تجاهلت الأمانة العامة تهديدات محمد يتيم حين كان وزيرا للشغل (عدم التصريح بالعمال والعاملات سواء في القطاع الفلاحي أو الصناعي يعتبر إخلالا بالتزام وطني وأصحابه يضعون أنفسهم للمساءلة والمتابعة القانونية حسب مقتضيات القانون .. إن الإخلال بالتصريح أو التأخير يترتب عنه عقوبات طبقا للقانون)؟ لقد سكت يتيم وهو عضو الأمانة العامة عن تذكير باقي الأعضاء بمنطوق القانون . وكيف له أن يتكلم ويطالب بالمحاسبة ومنطق "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما" يطوق عنقه وقد استفاد منه قبل اليوم .
6 ــ الحزب فوق الدين والوطن والإنسان .فالانتصار ومناصرة أعضاء الحزب في جرائمهم القانونية والدستورية والأخلاقية والدينية ، هو عقيدة لدى البيجيدي وعموم الإسلاميين الذين يجعلون الولاء للحزب أو الجماعة مقدَّما على الولاء للوطن . وبلاغ الأمانة العامة جاء ليؤكد أن البيجيديين لا يخرقون فقط القانون والدستور ، بل يعتدون على تعاليم الله تعالى الذي يزعمون أنه هو من حدد مرجعية حزبهم . ألم يأمر الله تعالى بالوفاء بالعهد (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا) ؟ ألم يأمر عز وجل بأداء الأمانة (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)؟ ألم يأمر بالعدل ولو مع الأقربين (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ)؟ أينكم من حديث رسول الله (ص) ( كلكم راع وكلم مسؤول عن رعيته )؟
7 ــ لعب دور الضحية .ذلك أن الأمانة العام للحزب ، بدل الاعتذار للشعب المغربي عموما ، والهيآت الحقوقية والنقابية على وجه الخصوص، لما اقترفه الوزيران من جرائم قانونية في حق المستخدمين ، سارعت إلى اتهام كل من أثار فضيحة الوزيرين باستهداف الحزب و(استنكارها الشديد لمحاولات ركوب البعض على الواقعتين من أجل شن حملة منهجية ومنسقة استهدافا للحزب ومحاولة للنيل منه ومن قياداته). وهذا أمر مألوف من الحزب وقياداته التي تدعي "النزاهة والاستقامة" بينما فضائهم تزكم الأنوف.
إن مأساة حقوق الإنسان في المغرب هي أن يتولى حقيبة حقوق الإنسان شخص يناهضها ولا يؤمن بها.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستراتيجية جماعة العدل والإحسان للانقلاب على النظام.
- أدبيات البيجيدي وتصريحات قادته تناهض الدولة المدنية.
- هل القانون لا يسري على وزراء البيجيدي؟
- إنهم يخافون ولا يستحيون.
- جماعة العدل والإحسان والعنف المؤجًّل.
- وزير انتهاك حقوق الإنسان .
- نداء النفاق الوطني لحركة التوحيد والإصلاح.
- يساريون في خدمة أجندات الإسلاميين.
- أي تصور يقدمه البيجيدي لمواجهة آثار كورونا ؟
- رجاء لا تبتزّوا الدولة في ملفات الاغتصاب والاتجار بالبشر.
- هل سيجيز د.الريسوني اللواط كما شرْعَن من قبل الاغتصاب؟
- من يتخذ المودودي مرجعه يفقد ولاءه للشعب وللوطن.
- إنهم يطمسون الهوية الوطنية يا وزير الداخلية.
- ذكرى 16 ماي: أين المغرب من خطر الإرهاب؟
- إنجاح التعليم عن بُعد مسؤولية كل القطاعات الحكومية.
- الحاجة إلى نموذج حزبي جديد.
- رئيس الحكومة شاهد ما شافش حاجة.
- من يُنقذ الشعب من حكومة البيجيدي ؟؟
- حكومة النكوص والإفلاس .
- إستراتيجية البيجيدي الإجهاز على دولة الحق والقانون.


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - الأمانة العامة للبيجيدي تناصر الوزيرين في خرق القانون.