|
المنبرُ الإعلاميّ .. موقعُه وموقفُه
هيثم حسين
الحوار المتمدن-العدد: 1592 - 2006 / 6 / 25 - 05:48
المحور:
الصحافة والاعلام
بين الحقيقة والتلفيق يكون المنبر، حسب التصنيف غير المعتمَد في كوميديا:نا الإنسيّة التراجيديّة، المنبر الإعلاميّ الساعي إلى تأكيد مصداقيّته ، وتأكيد ادّعائه الحياد غير المتوفّر أبداً ، حيث الحقيقة واحدة لا تقبل معها الاحتمالات، والحقيقة الوحيدة تبقى هي أنّ "الحقيقة" ثابتة غير متزأبقة كزاعمي امتلاكها. بين الموقع والموقف يتأرجح المرء المتابع،وحتّى غير المتابع، لأنّ موقع أحدهم يتحدّد بناءً على موقفه من كثير ممّا يحدث، وموقفه كذلك يتحدّد بناءً على موقعه الذي يفرض عليه التزاماً إزاء هذا الموقف بدوره أو ذاك .وتنتفي الحيرة، وينحسم التأرجح، بين الموقع المستند إلى الموقف المستمدّ على خلفيّة الموقع المحدّد الذي يكون فيه صاحبه، أو يكوّنه بالتتالي و التراكم .موقفٌ يتبعه موقف يتبعه آخر يحجز مبديه ومتّخذه موقعَه المفترَض ليقول بعدها كلمتَه الموقفَ من أرضه الصلبة التي احتلّها في موقع مطلّ على المواقع اعتماداً على موقفٍ أو مواقفَ هي تراكم وحصيلة تحليل موضوعيّ واعٍ لما يدور، ولما يدبّر، ولما يحدث،ولما يبيّت، ما ينفَّذ منه وما لا ينفَّذ . وسيكون من الصعوبة بمكان إيصال هذا الموقف أو ذاك إلى أكبر قدرٍ مرجوّ من الناس إلاّ عبر وسائل الإعلام التي هي حكرٌ على المتنفّذين، كيفما كان أسلوب التنفّذ أو وسيلته، سواء اقتصاديّة ، سياسيّة، محسوباتيّة، "وأحياناً رخيصة جدّاً هي سلعيّة، من خلال تسليع الجسد وتوليمه لهذا المسؤول المشلول الفكر أو لزعيمه غير الآبه إلاّ بتبديد المال المبدَّد فيما يسمَّى - تلاعباً باللغة – كرماً أو سعة عين ، وفي الحقيقة يكون النهّاب وهّاباً . كما يقول المثل ." وكلّ حديثٍ عن الإعلام ؛هذا الإعلام الذي هو الخبز اليوميّ للناس ،كما يقول الروائيّ عبد الرحمن منيف، يبتدئ بالفضائيّات أو يتمحور حولها ، باعتبارها من أهمّ وسائل الإعلام( وسائل الإعلاءِ ،..التعتيم) إنْ لم تكن أهمّها على الإطلاق.. فهي التي توجّه الملايين وتكوّن وجهات نظرهم تجاه أحداث معيّنة أو حوادث معظَّمة لا تحتاج إلى هذا التعظيم كلّه، ومن هذه القنوات ما هي إجباريّة أو قنوات الـ " غصباً عنّك " وهي القنوات الرسميّة التي تدّعي المحافظة على الذوق العامّ والعادات ومكارم الأخلاق بغيّة بثّ الخبر المراد و تثبيته في الأذهان بعد بثّه بإعادته أكثر من مرّة كخبرٍ أوّل أو عاجلٍ أو هامٍّ أو وارد لتوّه، ومتابعة برامجها كانت على سبيل التندّر عقوبة من يخسر في الشدّة بين الشباب( وهذه انحصرت بشكلٍ كبير وملحوظ ، على الأقلِّ على صعيد المتابعة والجماهيريّة ،إن لم يكن على صعيد سياستها الإعلاميّة الصدئة التي لن يفيد في تبييضها أيّ مبيّضٍ حرّيفٍ موزَّرٍ ). ومنها ما هو إخباريّ يدّعي شساعة أفقه وحرّية الرأي فيه ومصداقيّة الخبر المنقول بذكر مصادره " المطّلعة وغير المطّلعة ، القابل ذكر اسمه أو الرافض ذكره " أو حين التهرّب من مسؤوليّة الخبر المنقول المنحول بتنسيبه إلى شاهد العيان المعرّف لغويّاً المنكّر حقيقة ، هذا الذي يكون من خلق أقسام الأخبار المختصّة بخلق أمثال هؤلاء الشهود العيان الذين يكونون الشمّاعة التي إنْ كذِّب الخبر علِّق عليه ، أو إنْ هرِّب الخبر ضمن نشرات الأخبار لانتُسي الشاهد وعلق الخبر الملفّق في الأذهان، فيكون دور هذه الشخصيّة الآنيّ قد انتهى مؤقّتاً ليعاد خلقه حين الحاجة إليه .. ومنها ما هو تضليليّ " وأغلبها كذلك" يصدق في مجال أو خبر أو عدّة مجالات أو مجموعة أخبار ليدسّ مأربه المضلِّ " ليدسّ السمّ في الدسم "، وهكذا بتوارد الأخبار وتواترها ومراكمتها لدى المشاهدين، تكون قد بلورت وجهة نظر من دون بصر أو بصيرة، وهذا ما تسعى إليه جاهدة..فتكون القناة الإخباريّة قناة إنحاريّة بتجميل المشوَّه وتعظيمه. كما يقول المثل الكرديّ : kesê nere Şera Şêre . أي حرفيّاً : من لا يذهب إلى القتال يستأسد. وكذلك منها ما هو إتجاري، الإتجار بالمادّة المقدَّمة على طبق من إثارة ، أو اتّخاذ القناة كقناةٍ تدرّ المال وتنهبه من جيوب أصحاب الهواتف النقّالة لصالح أصحاب الشركات المتعدّية على الشعوب متحالفةً مع إدارات القنوات تلك على اقتسام الغنيمة التي لا تكون غير المشاهدين. ويتبيّن للمشاهد كثرة القنوات حتّى لَيحتار على أيّها يستقرّ، فيكون قد أضاع الكثير من وقته الضائع بحثاً عمّا يسلّيه، لا ما يفيده، ما ينسيه أنّه لا يزال مجوّعاً منتهَباً مفقّراً .. ليقول بعد أن ينتقل من قناة إلى أخرى ..أفٍّ ما أكثر القنواتِ..!ما أقلّها..! ولعلّ النسبة الكبيرة تتركّز على الإلهاء وذلك للإنساء والتمييع ، إنساء الكوارث التي تتراكم وتتعاظم ، وتمييع بعضٍ ممّن سلم من مسلسلِ التضليل المتواصلِ العرض . وكذلك يلاحَظ كثرة القنوات الدينيّة التي تجبر على الإكثار من الحمد والشكر لوليّ النعمة، حاجبها، الوصيّ على البلاد والعباد والدين، على الأرزاق والموارد و الثروات، خشية الإملاق الذي يكونون هم السعاة إلى تأمين عشٍّ له لا يفارق أو يغادر ديار جالبيه، وليقتنع الرعيّة أنّ القناعة كنـزٌ لا يفنى " هذا الشعار الذي خرّب بيوت الكثيرين، الذين تقاطع الشعار مع حافزهم القاتل إلى البطالة المبرَّرة بالشعار المرفوع "، وأنّ الصابرين جزاؤهم النعيم يكونون خالدين فيه إلى أبد الآبدين، يأكلون ويشربون بغير حسابٍ، وأنّ أغلب أهل الجنّة من الفقراء المُثابين المعوَّضين على فقرهم في الدار الفانية بأضعاف ما حرموا منه حين كان الحرمان اختباراً لهم على صبرهم ومصابرتهم وجهادهم ضدّ أنفسهم ، مقتنعين بأنّ " ألدَّ أعدائهم بين جنبيهم". أو قد تتَّخذ هذه القنوات كسبل إلى الطمأنينة المفتقدة، أو الأمان الروحيّ المتلاشي في بحر هذه الفوضى العارمة ، وهروباً من الضغط الممارَس إلى التأميل بالجميل القادم آجلاً.. و تكون الطامّة كبرى عندما لا يكون جهاز الستلايت من النوع الديجيتاليّ الرقميّ القمريّ ، لأنّه حينئذٍ سيكون محصوراً في عدد محدود من القنوات التي تعكِّر المزاج المعكَّر بطبيعته . وفي إحدى جلساتي التي اضطررت فيها إلى متابعة التلفاز ليلة كاملة، عثرت على العجب العجاب، ولن يكون الكلام جديداً لأنّ الأسى متجدِّد ..كان التلفاز يعرض لقاءً خاصّاً مع شاعر عظيمٍ، كما وصفه المذيع المقدِّم. الشاعر الذي لا يحادثه محاوِره إلاّ ويسبق حديثه بصيغ تعظيميّة وتبجيليّة، ويتبعها بسموّ وفخامة وسعادة ...فكم تأسّفت لحالة المذيع الذي كنت أكنّ له التقدير، وبخاصّة هو من رعيلِ المذيعين الأوّلِ، كما أنّه معروف بحواراته الجادّة مع كبار الكتّاب والشعراء، تلك الحوارات التي كانت في بالغ الغنى والسعة والتجدّد سواء بأسئلة السائل أو بأجوبة الضيف..والآن أجده، في موقف يشفَق عليه فيه، أجده مضطرّاً إلى إلقاء أسئلة مشابهة على ضيفه، هذا الغِرّ الذي يدعونه بالأمير حيناً، وبسموّ الشيخ حيناً آخر، ويحيطونه بهالة من الارتباك المفتَعل. أجد المذيع يلقي السؤال، ثمّ يشرح سؤاله هذا بأساليب وصيغ مختلفة كأنّه معلِّم في صفٍّ لمحو الأمّيّة ..ولا يكاد سموُّ الأمير المعظَّم يدّعي أنّه قد فهم أو تفهّم السؤال، حتّى يأتي هاتف، فيقطع عليه كلامه الذي لم يقل منه أكثر من كلمتين، هما في أفضل حالٍ، في كلّ الأحوال:" الحقيقة هي.." والقاف لا شكَّ تلفظ جيماً مصريّة. ثمّ يقطع الهاتفُ حديثه غير المبدوء به، فيبتسم، يزمّ شفتيه، يصطنع ابتسامة، يحاول أن يُظهرها بأنّها تشي بتواضع العظماء. كما يشرح أنّه لفرط محبّة الناس له،فهو لا يستطيع إكمال الحديث الذي يبدأ به، فيصلح بين الكلمة والكلمة من جِلسته، متشاغلاً بها عن السؤال الذي قد يسهو المذيع فلا يشرحه له، أو يبسّطه.. ويتنبّه إلى أنّهم قد أجلسوه على مقعدٍ يصلح للنوم لا للجلوس ..ويكون المهاتِف على الأرجح أحد كبار المتملّقين المتذلّفين الطامعين في كرم سموّ الأمير الأسير.وممّن كان على خطّ الهاتف أستاذ دكتور في الأدب العربيّ، يدرّس النقد في إحدى الجامعات القابعة في حمى ومضارب آل هذا الأمير المتشاعر. تجد هذا الدكتور الأجير الذي كنت قبل أن ينطق أحترم اسمه، أو بالأحرى تحصيله العلميّ وشهادته التي لا تشفع له، ولا تمنحه أعظم شهادة يحتاجها المرء، وهي شهادة الرجولة، وما إن تفوّه بأوّل كلمة حتّى بدأ احترامي ذاك بالتناقص، وكلّما كان يكثر من النقد المادح المهوِّل في التعظيم، كان يزداد سقوطاً إلى الهاوية، وفي نهاية مكالمته وجدتني أحتقره بضعف ما كنت أحترم شهادته واسمه ..لم أتنبّه لكلام الأجير الذي أوجد كي يرضي أميره صلة وهميّة بين الشعر العربيّ وشعره، ويُجبر بحور الخليل بعد أن يفرِّغها من مائها على إطاعته، والتلاين تحت سياط قلمه، هذا القلم الذي لم يجرؤ على الخوض إلاّ في مستنقعات الوهم القاتل المستبدّ بالكلمة وفضلها. بل وأزاد على ذلك بأن فضّل شعره على درر الشعر، ولو أتمّ ذلك لمحاً، وبطريقة ظنّ معها أنّه سيّد اللمح المعبِّر الخفيِّ الذي يرضي الأمير، ويخادع المشاهدين غير المتابعين، ويضاعف له المبلغ المرقوم . فما أشدّ الفجيعة وما أعظمها في قلمٍ يتخاذل ويؤجَّر ليقبِّل أحذية الأمراء طمعاً في أموالهم ..!! ولا يكاد ينهي متملِّقٌ كلامه، حتّى يتكلّم آخر، ويكمل المذيع الدور الموكول إليه، والذي بدا وكأنّه قد أُرْغم على تأديته، بمحاورته هذا الأسيرَ؛ أسيرَ أوهام الشعر، ويعيد صياغة السؤال نفسه بكلمات أخرى وأسلوب أوضح .. ويقاطع السؤال الذي لا ينتظر إجابته صوت مغنّية هي غانية الأمير التي تجعل منه المدافع عن الحقِّ والعدالة بشعره .. كما يخلق ملحِّنٌ كذوبٌ مراءٍ من سموّه ملحّناً، دون أن يعرف من الموسيقى والتلحين سوى ما يسمعه في حفلاته الخاصّة، ولياليه الحمراء أو المتعدِّدة الألوان، من إيقاعات تتمايل على أنغامها شقراوات الغرب أو سمراوات الشرق والاستمتاع والتلذّذ بصليل خلاخلهنّ تحت وقع دنانيره ..لا يعشق من الموسيقى إلاّ ذاك الصدى الذي يخلّفه الذهب عندما يقع أرضاً، بعد تقبيله، وملاعبته، وملامسته أجساد زوجاته الليليّات، ومطلَّقاته النهاريّات، بعد تسديده نفقات العمر الباقي كلّه، وتبرئته ذمّته وإراحته ضميره .. وقد يحاور مذيع انبهاريٌّ جاهل سخيف كاتباً أو شاعراً أو مفكِّراً كبيراً، فيقزّمه وينقص من قيمة إنتاجه وقيمته لدى المشاهدين ..وهنا وفي أحيان كهذه سينقلب معنى قول الشاعر نزار قبّاني : حملتُ شعري على ظهري فأتعبني /ماذا من الشعر يبقى حين يرتاح ، إلى المعنى الذي يهرب من معناه في أنّه هو( المتشاعر) الحامل على الشعر المرتاح المجتاح عنده . قد استفضت في حديثي عن الشعر والمذيع والمتشاعر والشاعر ، وما ينطبق على الشعر ينطبق على غيره في ظروف مماثلة وشروط مطابقة . ثمّ إلى قنواتٍ إخباريّة لمعرفة ما يجري في العالم، الخبر الواحد يذاع في عدّة قنوات، ويختلف تحليله من واحدة لأخرى..بعدها التعريج على قنوات الأغاني، للاستماع إلى بعض الأغاني وإراحة الأذن من دويّ الأخبار، يشاهَد التعرّي قائماً على أكمله في تسابق المغنّيات إليه، هؤلاء المغنّيات اللواتي يرقصن بمؤخّراتهنّ، ويُسمعنك خشخشة دمك الثائر الآمِل بمصاحبتهنّ إلى جزائر اللذّة المرتجاة، كما ترى الشقّ الآخر منه في تهالك المطربين إلى مرافقة المتعرّيات اللواتي يكفلْن لأغانيهم الإنجاح البصريّ المثير. من قناة إلى أخرى مروراً بالفتاوى المطلَقة من الجهَلة، إلى التحاليل الصادرة عن أمّيّين، إلى مياعات بعض المذيعات، وإلى استرجال بعضهنّ الآخر، وإلى تخنّث بعض المذيعين، وتأنّثهم وإكثارهم من العبارات الأجنبية في كلامهم. هذا في السياق العامّ ، أمّا إذا ربطنا السياقات الخاصّة بالعامّة لنرى الصورة في إطارها الكامل ، نجد المال السياسيّ أو السياسة التجاريّة خلف كلّ ما يجري، وما يروَّج ، ففي هذا الخضمّ الكبير من القنوات العربيّة يجد المرء التهافت نحو مظاهر التغريب أو التغرْبن لإبعاد شبهة " التخلُّف " عن نفسها متعلّلة بالجديد المتطوِّر القادم هوائيّاً ، ليغدو المتلقّي هوائيّاً كالمادّة المقدَّمة له، لتعمِّق فيه مزاجيّته التي لا يعرف منها غير الإهمال والتجاهل كلّه تجاه هذا الأخ الشريك: و ليس الكرديّ وحده هنا هو المتجاهَل حقُّه. و لا أقول أو أخصّ السياسيّ، بل الفنّيّ بمستوياته المختلفة ، ففي كلّ هذه القنوات الموسيقيّة لا تسمع أغنية كرديّة واحدة، أو حتّى "دو يو" مع فنّانٍ أو فنّانةٍ كرديّة، مع الملاحظة والعلم أنّ الأجنبيّ بمختلف جنسيّاته يحتاز الحيّز الأوسع ويمتاز بما يمتاز به من دعاية و تقدير يصل حدود التقديس أحياناً وفي أكثر من قناة قد لا تكون ميلودي أوّلها ولن تكون آخرها.. يتأسّف المرء لهذا التجاهل غير المبرَّر إلاّ بالحكم المسبق بالجهل المطبق والتخلّف الملصَق إلصاقاً أعمى " بهذا الموالي الأعجمي ".علماً أنّ الموسيقى الكرديّة كغيرها متنوّعة ترضي جميع الأذواق، فيها الملتزم المتعوب عليه، فيها الجادّ الهادف ، فيها التراثيّ ، فيها ما يصلح للفرح وفيها ما يلائم الحزن ، وكذلك لا يعدم فيها ما هو ساقط ومبتذَل وتجاريّ .ويجب القضاء على كلّ منفذٍ لتشويه هذا التراث، و كي لا تبقى هذه الموسيقى نهباً لبعضٍ من الناهبين (وإنْ كانوا من أبنائه) الذين يحوّرون هذا التراث وهذه الموسيقى الكرديّة والألحان الفلكلوريّة والكلمات، بغية إعلاء أسمائهم التي تنقص مع كلّ سرقة ولصوصيّة، في حين يظنّ السارق تراثَ الشعوب أنّه يخدع غيره إذ يخادع نفسه.. لذا وحين ضمّ هذا الإرث بمحمولاته إلى ما كان وما يكون وما سيكون، سينتج تزاوج أخّاذ يعبّر عن الغنى الإنسانيّ ، حين يعبّر عن خصوصيّة كلّ شعبٍ .. أمّا على صعيد القنوات الكرديّة وحتّى لا تقع في فخّ التكرار ، التكرار الذي يؤدّي إلى الملل، الملل الذي يودي بالمشاهد إلى مواقع لم يكن يريدها ..هنا يراد الانفتاح على البعض قبل الانفتاح على الآخر ، وتلافي تقسيم هذا البعض أبعاضاً منكَرة، وكسر العرف المحسوباتيّ الذي يوصَم به الكثير من القنوات الأخرى.والسعي الدائم إلى مواكبة كلّ وسائط التقدّم التكنولوجيّة، والاستفادة من جميع الخبرات والكفاءات والطاقات المتوفّرة حتّى لا نكون في الألفيّة الجديدة كأنّنا نعيش قبل عشرات السنوات أو نعود إليها.. وكي لا يقال عن القنوات الكرديّة ما يقال عن بعض الفضائيات العربيّة الحابية المقعَدة أنّها تنتمي إلى الجيل المنقرض من الفضائيّات .. أمّا إنْ انتقلت من الخاصّ إلى الأخصّ، من التلفزيون إلى الإنترنيت، يجد المتصفّح الزائر أو الضيف أو المتابع أو من أهل المواقع أنّ الكثير الكثير من هذه المواقع قد تحوّلت إلى نسخ متشابهة عن بعضها ، مع فارق في الألوان و التصميم، وتقديم اسم كاتب وصورته أو بدونها، أو تأخير اسمه مع صورته أو بدونها..وذلك لكي لا يقع المرء في الفخّ الذي يواظب على نقد غيره عليه، وهو : تعدّدت العناوين وكثرت الروابط والكلام واحد .. بعض المأمول الخصوصيّة ، بعض المأمول التخصُّص ، بعض المأمول النوعيّة ، خوف أن نقول لأنفسنا بعد مدّة من الزمن ( لا فرق إن كانت المدّة ستطول أو تقصر ) : ما أكثر المواقع الكرديّة ..!! ما أقلّها ..! .
#هيثم_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الهاجس الشعريّ في نداء اللازورد
-
مهدي عامل .. شهيدُ الفكر
-
أُلْفةُ الأمكنة ، أمكنةُ الأُلاَّف
-
لَعْنَةُ الجغرافيا وخيانتُها روائيّاً
-
آمد والجرم الماضي المستمرّ
-
الحوار المتمدِّن تجذير التمدُّن في الحوار
-
أَرَبٌ عربيٌّ في الأدب الكرديِّ
-
بعض التوضيحات حول مقالة :الأدب الكرديّ بعيون عربيّة
-
حرائقنا ... نَيْرٌ ناريٌّ
-
الحدائيّات العربانيّة
-
((قراءة في مذكَّرات الدكتور نبيه رشيدات (( أوراق ليست شخصيّة
-
قرية - دارِى - رهين الظلمين
-
وأيضاً نزار ...
-
(( التركيد المُمَنْهج ))
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|