ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 3 - 23:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
www.nasmaa.com
س/ ما رأيك بالديمقراطية التي جاءت بها الولايات المتحدة الأمريكية إلى العراق؟ هل كانت الولايات المتحدة الأمريكية صادقة بإحلالها للديمقراطية في العراق؟ أم هي قامت بزراعة الديمقراطية بأرض غير خصبة؟
ج/ لا أريد أن أتكلم عن نوايا الولايات المتحدة، فهي عندي ليست ملاكا ولا شيطانا، بل دولة عظمى تضع مصالحها متقدمة على أي اعتبار آخر. شخصيا كنت وما زلت أرى أن نجاح تجربة ديمقراطية في دولة في المنطقة بمساعدة الولايات المتحدة يصب في مصلحتها، ولا أدري كم يعي السياسيون الأمريكيون لذلك. لكن الذي أفشل التجربة في العراق، أخطاء الأمريكان الفظيعة، وغباؤهم بتقديري، وعنجهيتهم وغرورهم من جهة، ومن جهة أخرى، بل وبالدرجة الأساس، السياسيون العراقيون، الذين حسب قناعتي هم الذين يتحملون الحصة الكبرى من مسؤولية تضييع الفرصة التاريخية الذهبية على العراق، وأداء هؤلاء السياسيين جعلت أمريكا لا تحترم الطبقة السياسية في العراق، وبالتالي انعكس عدم الاحترام إلى عدم احترام العراق ككل، فلو كان سياسيو الصدفة لما بعد 2003 في القضايا الوطنية المركزية على كلمة واحدة، لاستطاعوا أن يفرضوا على الأمريكان احترامهم للسياسيين العراقيين، ثم للعراق كدولة وشعب، ولَكُنّا قد وُفِّقنا أن نسمح لأمريكا أن تحقق بعض مصالحها، دون المبالغة، ودون أن تكون على حساب مصالح العراق، ولاستطعنا في نفس الوقت إعادة إعمار العراق، وإقامة دولة ديمقراطية بمساعدة الأمريكان، لكن دون أن تكون تابعة لأمريكا كليا، ولا معادية لها، بل صديقة وفق صداقة متكافئة، مستفيدة من هذه الصداقة لصالح العراق، راضية بمنح أمريكا الأولوية بتحقيق بتحقيق بعض مصالحها المعقولة والمقبولة بنظرة وطنية واقعية پراݞاتية.
س/ هل العلمانية كفيلة بخروجنا من حالة الركود الثقافي والحضاري والفكري التي نعاني منها؟
ج/ بكل تأكيد، إذا فهمت فهما صحيحا، وطبقت تطبيقا صحيحا، بالتلازم الكلي مع الديمقراطية، وهناك اليوم أرضية خصبة للترويج للديمقراطية في أوساط شباب محافظات الوسط والجنوب، من خلال انتفاضة تشرين، وفي أوساط شباب المحافظات المحررة، بسبب مقتهم للإسلام السياسي بعد تجربة داعش. ولكن العلمانية وحدها ليست بالعصا السحرية، بل هي منظومة متكاملة من الإصلاحات الشاملة، على المستوى الاقتصادي، والثقافي، والمعرفي، وبتفعيل دور الفن على سبيل المثال، ومستوى القيم الأخلاقية والمثل الإنسانية.
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟