أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟ -الجزء الثالث














المزيد.....

من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟ -الجزء الثالث


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 3 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أدى مخطط القرن مهمته، والآن بدأ الذي يليه، وهو رد ما أُخذ من بعضنا إليه، ورسم جديد للمنطقة. إذاً لما التشاجر فيما بيننا؟ ندعو شركائنا العرب الوطنيين والآشوريين والكلدانيين والأرمن والتركمان وغيرهم إلى التعاضد والتكاتف فيما بيننا من أجل وقف النزيف الجاري، وبناء سوريا لا مركزية فيدرالية مستقرة ومتحابة، ووضع حد لمهاترات العنصريين والمتعاملين مع أعداءنا. مهما تقاتلنا وتعاركنا لا بد في النهاية أن نتفق، ليس كما نقرر نحن، بل كما قرره أولياؤنا الفعليون.
لقد مر معنا أننا لا نملك القوة لرد ولايتهم علينا، وهذا يحتم علينا، منطقا، أن نبني سوريا بأمر منهم، وليكن هذا البناء، بقدر الإمكان، بناء الأخوة الحقة والمحاباة والتآلف، والتي لن يتم بعد الصراعات المريرة إلا بنوع من النظام يعطي لكل منا فضاء من الحرية في إدارة الذات.
بوادر الهزيمة ظاهرة عند العنصريين، جلية من خلال البيانات والنداءات العنصرية، والتهجم العشوائي والفوضوي، والمبان فيه التخبط الفكري الذي دفع بهم إلى أحضان الدول الإقليمية على حساب سوريا، وعلى أثرها وللتغطية على ما هم ينحدرون إليه تتزايد يوما بعد أخر التبجح بالشعارات الوطنية وليتها كانت صادقة، لكنها وللأسف ليست سوى تغطية على فشلهم كمعارضة، ولا يتوانون في إلقاء تبعات بشائعهم على الأخرين. وأغلبية المعارضة السنية هذه تبوأت الريادة في خيار تقسيم سوريا، وللتمويه يتهمون الأخرين بالتوجه إلى بناء دول المناطق، أو ما يدعون بحكومات الأقليات، علما أن عنوان ندائهم الذي وصف في الشارع السوري بنداء الخيانة، أوضح مثال في تهافتهم التفاوض على أجزاء من الوطن مع تركيا تحديدا.
لا نغض الطرف عن جدلية إمكانية العيش في الوطن الواحد، رغم كل ما قامت به الأنظمة الاستبدادية العروبية من التدمير وبكل أشكاله، وما خلفته من شرخ بين الكورد والعرب، لأننا على قناعة بأنه لا تزال هناك مساحات من العلاقات الطيبة بيننا وبين الشرفاء من العرب، ومن السهل التجمع، وبناء الوطن الديمقراطي، فيما إذا تحرروا من ثقافة إلغاء الأخر.
لكننا ومن جهة أخرى نصطدم في كل يوم بالوجه الأخر من الجدلية، والمقادة من قبل شريحة من العنصريين العروبيين، والعرب الشرفاء براء منهم، فلا شك أن سوريا قائمة كدولة في هيئة الأمم، ويقال أنه لها دستور، لكن واقع إدارة المناطق فارضة ذاتها، فهناك منطقة إدلب، والمنطقة العلوية، والدرزية، والمنطقة الكوردية المجزأة إلى جانب المحتلة منها من قبل المعارضة السنية تحت الإشراف التركي، وهناك مناطق السلطة ومناطق داعش المتحركة وغيرها، مع كل هذا الوضوح تتناسى الشريحة العنصرية العروبية الصراع الحقيقي من أجل إنقاذ الوطن، وتهاجم الكورد ليل نهار، بعضهم لتلبية الأجندات الإقليمية، والأخرين لتنفيذ إملاءات السلطة، وفي الواقع النزعة العنصرية تربط الطرفين ببعضها، فلا نعلم عن أي وطن يتحدثون؟
رغم كل الأبواب الوطنية التي نفتحها بيننا وبينهم لا يتراجعون عن منهجيتهم التكفيرية البعثية، فيدفعوا بنا لندافع عن الوطن بسلاحهم، وبالتأكيد وكما تتطلبه مصالح القوى العظمى مع إرادة الشعب الطامح للحرية، سنربح المعركة عاجلا أم أجلا، ونتمنى أن يستيقظوا ويدركوا الحقيقة المذكورة والواضحة، ويعلموا أن تخبطاتهم ناتجة من ضعف وجهالة وليس تقديرا أو دفاعا عن العروبة، وخدماتهم للدول المتربصة بسوريا ليست سوى تغطية على الإحساس بالزوال من على الساحة الوطنية، وأفعالهم التي لا تقل عن بشائع سلطة بشار الأسد، ومن بينها كراهيتهم للأخر، وخاصة للكورد، لا زالت تغزيها مسوغات عنصرية مستقاة من ثقافة البعث، تسخرها تركيا لمصالحها وليس حبا بالسوريين والمعارضة السنية.
ويا للأسف، رغم كل هذا المستنقع العنصري، لا تزال هناك أقلام عربية مغرورة بها تسند هذه الشريحة، وبينها المتحيرة ما بين ساحة البعث العنصرية والوطنية العاجزة عن التحرر من ترسبات الصور النمطية التي رسختها الأنظمة السابقة في أذهانهم عن الشعب الكوردي، لذلك فجل ما يقدمونه لسوريا الوطن تخرج مطعونة فيها، وتصب في مصلحة الشريحة المعنية التي ترتزق من وراء الإتجار بأجزاء من جغرافية سوريا.
وهؤلاء مثلهم مثل بعض الشخصيات السياسية الكوردية التي تمسح الجوخ للعروبي المختفي وراء غطاء الوطنية، فيقدم الوطن السوري على قوميته الكوردية، وهؤلاء يذكروننا بقصة نابليون بونابرت مع جاسوسه النمساوي (الخائن لوطنه، كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه، ولا اللصوص تشكره).
وبالتالي فكتاباتهم وعلى هذا النمط تؤذي الشعب العربي، قبل أن توسع الشرخ بين الشعبين الكوردي والعربي، وهذه من ضمن مخططات القوى الإقليمية للإبقاء على سوريا ممزقة أطول فترة ممكنه، وكنا نتمنى ألا ينزلق الكتاب العرب الوطنيون إلى هذا المستنقع، ولا يتبعوا منهجية الذين سخروا أقلامهم لتحريف تاريخ الكورد والجزيرة الكوردية على مدى العقود الماضية، وحاولوا الطعن في ديمغرافيتنا، ومن خلالها في قضيتنا القومية والوطنية، ونحن هنا نبتعد عن المسميات، وهي معروفة لمن يتابع المشهد الوطني.
نعود ونكرر، أنه لا يزال لنا أمل في يقظة سريعة للشرفاء العرب، رغم ضعفهم اليوم على الساحة، وأن أيادينا مفتوحة لهم، ومشروعنا الوطني هو أن نقف معا ضد من يستفزوننا وينكرون الوجود الكوردي في جزيرتنا، وعفريننا، وضد من يطعنون في الشعب العربي بنشر مفاهيم العنصرية والكراهية. ولا بد أن نقف معا للرد عليهم بسلاحهم، فهم الظالمون، ونحن على اليقين أن الشارع العربي الوطني، بأقلامه المأمولة ستعي غايتنا وستفهم لهجتنا القاسية، بعدما تقارن بين مجريات الأحداث، وستدرك على أننا وهم منتصرون في النهاية على الشريحة العنصرية، وعلى أكتافنا تقع مسيرة إنقاذ المجتمع السوري والوطن، فالمعارضة العنصرية مثلها مثل السلطة الإجرامية تحتضر وتشعر بزوالها، لذلك تحاول تدمير ما تتمكن منه قبل الرحيل.

الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
27/6/2020م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟- الجزء الثاني
- من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟- الجزء الأول
- نداء الخيانة العروبي الداعي إلى تقسيم سوريا
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكوردية- الجزء الثاني
- الحلقة المخفية بين قناة أورينت والبعث
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام -الجزء الثاني
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكردية -الجزء الأول
- من يقف وراء بيان الكراهية ضد الكرد ولماذا؟
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام؟ -الجزء الأول
- كيف يطعننا أصدقاؤنا من المعارضة السورية -2/2
- كيف يطعننا أصدقاؤنا من المعارضة السورية- 1/2
- المثقف الانتهازي
- هل كردستان تتجه نحو الحضارة- الجزء الثالث
- هل كردستان تتجه نحو الحضارة-الجزء الثاني
- هل كردستان تتجه نحو الحضارة - الجزء الأول
- المستقلون في الحراك الكردي
- من مآسي حراكنا الكردي- الجزء الرابع
- من مآسي حراكنا الكردي- الجزء الثالث
- من مآسي حراكنا الكردي الجزء الثاني
- من مآسي حراكنا الكردي- الجزء الأول


المزيد.....




- -المشي على الماء-.. مسابقة سنوية لطلاب جامعة فلوريدا.. من ال ...
- ما هي استراتيجية إسرائيل في استهداف الشبكة المدنية لحزب الله ...
- أنباء عن طلب واشنطن من قطر طرد قادة حماس من أراضيها
- ماسك يجني ثمار دعم ترامب ويصف شولتس بـ-الأحمق-
- السيطرة على حريق شارع الحمرا في بيروت بعد تسببه بأضرار كبيرة ...
- حزب الله يقصف قاعدة عسكرية بحيفا وغارات إسرائيلية عنيفة على ...
- برنامج -شات جي بي تي- يعود للعمل بعد انقطاع قصير
- هجمات إسرائيلية مستمرة على مدينة بعلبك ومواقعها التاريخية
- تداعيات المواجهات بين مشجعين إسرائيليين وداعمين للقضية الفلس ...
- ريتشارد غرينيل سفير سابق يتطلع لمناصب أكبر في السياسة الأمير ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟ -الجزء الثالث