أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - الدين سلاح ذو حدّين!!














المزيد.....

الدين سلاح ذو حدّين!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 1592 - 2006 / 6 / 25 - 05:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت أقرأ مقالا للدكتور المرحوم "علي الوردي" و وجدت كلماته جديرة بالبحث و المزيد من البحث ، يقول في مقالته و هي بعنوان "الديمقراطية في الإسلام" : ـ ان الثورة في مفهومها العلمي، كما قال هبرله، لا تعني العنف بالضرورة. فالجالس في بيته قد يعد ثائراً اذا كان مؤمنا بحقوق الانسان كما جاءت بها الثورة الفرنسية أو غيرها من الحركات الاجتماعية الكبرى.
لو تابعنا وعاظ السلاطين في رأيهم لالغينا الاحزاب الديمقراطية، وسددنا الصحف السياسية، وقمعنا كل رأي يخالف رأينا، بحجة ان هذه الامور تفرق الجماعة وتضعف الامة تجاه العدو الواقف لها بالمرصاد.
نسي هؤلاء ان الظلم يضعف الامة أكثر مما يضعفها الجدال والتنازع. وقد قيل في المأثورات الدينية: "الكفر يدوم والظلم لا يدوم". فالامة التي تتنازع فيها الاحزاب هي أقوى على البقاء من تلك التي يكون الحاكم فيها ظالما والمحكوم ساكتاً. فالتماسك الذي نلاحظه في تلك الامة هو تماسك ظاهري أشبه بالورم المعدي منه بالنسيج الحي. انه تماسك قائم بحد السيف، ولا يكاد ينغمد السيف عنه قليلاً حتى تراه قد تهاوى الى الأرض كما يتهاوى البناء المتداعي.
إن هذه الكلمات القليلة ، تحمل الكثير من المضامين الفكرية و الثقافية التي تنطبق مائة بالمائة على مجتمعاتنا الشرقية "المتخلفة" و التي تشكو الآن من صراع بين نوعين من التديُّن ، الأول ـ و هو السائد ـ التدين التقليدي "ذو الطابع الدكتاتوري" و القائم على ثقافة البدو "الغزو و الحرب" و احتكار الحقيقة ، و الثاني ـ التدين الذي يقوم على أساس التعاطف الإنساني و المفاهيم الفلسفية ـ و هذا النوع قابل للتطور و التجاوب مع الديمقراطية و حرية الرأي و الاعتقاد ، لكن هذا التدين لا يرضي "الحكّام الدكتاتوريين" و طبقتهم الدينية "الواعظين" الذين يستلمون المكافآت من الحكام في سبيل تضليل الشعب.
فمن الخدع الّتي يروج لها هؤلاء الواعظون هو "أن الجدال شرُّ" ، و هذا الموقف السلبي من الجدال ليس حبّا في التأليف بين الناس و عباد الله ، لكنه محاولة بائسة لمنع الناس من التفكير و تشغيل عقولهم ، أذكُر ذات مرة أني سألت أحد أعمامي ، و كان رجلا تقليديا إلى أبعد الحدود ، حول حديث لأبي هريرة "الكذاب" ورد في صحاح السنة ، يصف فيه كيف رأى الإسرائيليون عورة النبي موسى ، و لسوء حظ الرجل ، أني كنت أحفظ الحديث نصّا و كلمة كلمة و حتى كلام الشارح "النووي" ، بقي مشدوها لبرهة ثم قال و كأنه عثر على الجواب السحري:
الأفضل أن لا نثير هكذا مواضيع قد يُساء فهمها.."!! فقلت له:
حسنا إن لم تناقشها ، ناقشها الناس على الإنترنت ..".
هذا الجواب ، و كان ذلك في بداية ظهور الإنترنت ، جعله جامدا كالصنم و لم يعرف كيف يجيب ، و كان هو نفسه ـ مع مجموعة من الملتحين ـ يروجون لمفهوم "إيمان العــجائز" و أنه أفضل من إيمان عباقرة الفلسفة "الغزالي" و "ابن رشد" ، إن ما يطمح إليه هؤلاء هو تدين لا يفرق بين "الله ـ كإله" و قدره ، و "الطاغية ـ الحاكم" و أحكامه و قوانينه ، إذ تأففت ذات مرة من شدة الحر ، و إذا بأحد هؤلاء "الملتحين" يقول غاضبا: وي .. أتتأفف من حر الله بدلا من أن تحمد الله .."!! فقلت ـ و لا أخفيك أني كنت غاضبا ـ : أنا أتأفف و أتأوه من الطاغية الذي قطع عنا الكهرباء و جعلنا نعاني من هذه الظروف.
فعلا ، إن الدين سلاح ذو حدين ، دين محمد كان ثورة على الظـــلم و الظـــالمين ، و دين هؤلاء ثورة "ضد المظلومين" ، و وقفة إلى جانب الطغيان ، لذلك أقول ، أن ماركس كان على حق حينما قال: الدين أفيون الشعوب .." فقد بنى الرجل رأيه هذا على ما رآه و درسه من وقائع على الأرض ، فالدين إذا قام بوظيفته كان رحمة ، و إذا تلاعب به "الكهنة" صار وبالا و مصيبة.
الدين عندنا مهنته القتل و العصبية ، و "العصبية" أكبر داء جابهه الإسلام الأول ، أما "المسيحية" ـ الحديثة تحديدا ـ فهي أقرب إلى الدين كوظيفة ، كونها تقوم بالعمل الخيري و بناء المستشفيات و المكتبات و الحدائق ، و قبلها ، بإحياء الإنسان ، و هذه ، حقيقة ، هي وظيفة الدين الحقيقية.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق و -جاره الصالح-
- الولايات المتحدة و -المالكي- و -المؤامرة الأخيرة-
- زيارة الرئيس -بوش-.. تقوية المركز العراقي.
- من الشيعة من هو عالة على -التشيُّع-!!
- -كردستان العراق-.. شريعة السراديب و الكهوف
- حماس: الزرقاوي شهيد الأُمّة!!
- -اجتثاث البعث- بين الفرد و المجتمع
- -علي الوردي- و المجتمع الكردي
- السلطات العراقية و مصطلحات -البعث-
- -البعث الكردي- .. و أقبح دكتاتورية في التاريخ !!.
- العراق .. ليس دولة عربية .. بل إنسانية
- سجن الصنم
- -الإرهاب- حاكما و معارضا
- صراع الهويات الكاذبة..
- -أكاذيب.. موروثة-
- التحالف الكردستاني و إدارة -المطاعم-!!
- إيران الوهابية مقنعة -بالتشيُّع-.
- مبادرة تكريم الوردي الكبير.. في المحطة الأخيرة
- من يشوّه مذهب -التشيُّع-؟!
- هُبل في كردستان .. كوميدي في بغداد-!!.


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - الدين سلاح ذو حدّين!!