أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - المدنية او الطوفان!














المزيد.....

المدنية او الطوفان!


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 6607 - 2020 / 7 / 1 - 15:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجلت عظمة وتفرد هذا الشعب في الهتافات المترعة بالوعي ومنهج السلمية، وفيض اشواق المدنية، هدرت مليونية الشوارع ( وي وي مدنيه)! وبالرغم من قسوة الظروف الاقتصادية والضنك في معاش الناس، لكن لم ينزلق المتظاهرين حنقاً من اجل الخبز والوقود والكهرباء مع ان جميعها مطالب حق، وتعالت المطالب بتصحيح مسار الثورة، واستكمال مطالبها، في الحرية والعدالة والسلام والقصاص للشهداء!
وتجديد العهد بالحكومة الإنتقالية! فتوهط الامل في النفوس ببزوغ فجر دولة المواطنة والديموقراطية، وخاب ظن الاخوان المسلمين والمتطرفين في انحراف التظاهرات لفوضي ودماء..
الحق يقال ان مطالب الشعب وتجديد العهد بدعم حكومة السيد رئيس الوزراء د. حمدوك اثلج الصدور، وفي ذات الوقت قد احرج بدوره مكونات قوي الحرية والتغيير والحكومة الانتقالية، ووضعها في محك التساؤل هل هي تعي حقيقة زخم السند الشعبي الذي يحيط بها!!
وهل تعلم انها لو توكلت عليه جل توكلها لما بدت عليها بوادر ضعف، او احتاج هذا الشعب لثورة تصحيحه من اساسه! وانه كان بامكانها ان توظف طاقات ابناءه وتلك المليونيات في عملية البناء وتذليل الصعاب التي تجابهها.
والشاهد ان الترتيبات الامنية التي سبقت تلك التظاهرات من اعتقال لسدنة النظام السابق واحباط مخططاتهم، هو عمل ممتاز يصب في خانة محاربة التمكين، وخلايا الاجهزة الامنية الموالية، وايقاف عبث العابثين بالاسواق من المسيطرين علي اقتصاد واموال هذا البلد!
لكن للاسف تم تساهل وعدم جدية كافية في ردع محاولات زعزعة استقرار الانتقالية.
وساهم في ذلك احكام العقوبات في حق من باعوا سيادة هذا الوطن واهدروا امن وكرامة انسانه اذ أتي الجزاء باقل من حجم ذاك الجرم! بالصورة التي شجعت الاخوان المسلمين وجماعات الهوس الديني ان يصوبوا سهامهم الصدئه علي صدر مكتسبات الثورة!
كما اوعزت لهم رفاهية اخوتهم في السجون انه ذاك العهد... ( البشير جلدنا وما بنجر فيه الشوك)!
لذلك لم يتستروا في عدائهم لهذا الوطن، تجمعوا كعهدهم بجاهزية الخيانة، والاعداد التنظيمي المبكر، وامتلات الاسافير باللغو المجاني، من شاكلة ربيب المتاسلمين (أنس عمر) والي محلية الخرطوم سابقاً ورجل امن الاسلاميين، اذ خطب متوعداً يحدث الناس باوهام الحكومة الدينية ودراما الجهاد الاسلامي ، والمتاجرة باسم الدين للفتنة بين مكونات هذا الوطن، معتقداً ان الفروسية التي اطلقها عليه كاتب أنظمة الفساد ( الهندي عز الدين) في مقال قبل سنوات بعنوان ( أنس عمر ذلك الفارس)!
فاصابه وباء "الدونكيشوتية" فصال وجال يحارب طواحين الهواء في وسائل التواصل الاجتماعي :
(..سنعود محمولين على أكتاف المجاهدين إخوان الشهداء والجرحى الذين إحتوتهم الخنادق وتمزقت أجسادهم علىربى التلال والجبال والنجاد والوهاد. سنعود على أكتاف شعبنا. أعزاء بتوفيق الله ونصره, إننا ندعو إخواننا جميعا كلوطني وسوداني غيور كل إسلامي بمختلف التيارات والجماعات للثورة والهبة وإخلاص النية لتخليص الأمة والبلد منحفنة من اليساريين والعلمانيين .. سيوردوا هذه الوطن موارد الهلاك وساعتها لا عذر لنا أمام الله والناس)..انتهي
وبعد مواكب 30 يونيو أفاق انس عمر وصحبه علي اليقين ، فقد اقتلعوا من قلوب هذا الشعب كما اقتلعوا من كراسي السلطة بلارجعة.. وان شباب وكنداكات لجان المقاومة، واسر الشهداء اقرب رحماً وعهداً بحكومة الثورة يتواصون فيما بينهم ( عزيزي الثائر هل تعلم ان الكوز كائن متحول).
30 يونيو رفعت سقف التحدي بالنسبة للحاضنة السياسية ( قحت) والحكومة الانتقالية بشقها العسكري الذي بات يعلم ان الدعم الشعبي الغير مشروط لا يخفي سراً في دعمه للمكون المدني المتمثل في رمزية السيد رئيس الوزراء حمدوك، الذي يحظي باحترام محلي وعالمي ويمثل امل لمدنية مرجوه.
ولم يتبقي غير الجد في تنفيذ المطالب بان يتم تقييم اداء الوزارات، وتصحيح النظام العدلي والقضائي باحداث انتفاضة حقيقة من داخله . وازالة ولاة التمكين وتشكيل المجلس التشريعي لتضييق مجاري الفساد.
وبالطبع لستة التحديات والعقبات التي تواجه حكومة الفترة الانتقالية طويل ومعقدة! لكن من دواعي الحظ العظيم للحكومة الانتقالية خروج الشعب الاصيل في كل محنة وازمة ليؤكد لها الدعم والسند، وما عليها سوي ان تنجز وعدها بالمدنية وتسد له دين السلام والعيش الكريم هذا او الطوفان.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا حكومة! الهوس الديني والكورونا صنوان!
- (السليت) يا عنب المخلوع!!
- دموع فيصل ولا دموع غندور!
- الوهابية: جراب خاوِ من المناهج والتعليم؟
- أحلال علي الدعاة وحرام علي هند؟
- أنقذوا الشباب من كورونا الحشد الإسلامي
- كرونا.. و عقم الأمة الإسلامية!
- يا مني (حمدوك) بل ترق منهم كل الدماء!
- السودان واسرائيل بين البرهان والرهان
- أخرجوا الإخوان المسلمين قبل أن يخرجوكم!!
- قوانين النظام العام -ضل الفيل-!
- -سيداو- وتناقضات الفقهاء ورجال الدين!
- نعم يا عبدالحي نحن لا نؤمن بالذي به تؤمنون!
- يا مولانا عوض الجِيد..أي الْقُضَاةُ الثَلَاثَةٌ أنتم!! 
- (ولاء) و ( مفرح) شباب وشئون دينية وأوقاف!
- مجازر .. والقضاء الجالس يقف فيفضح عوراته!
- حكم (الأباوش) من بني العباس الى قري!
- فتية لن يتفرق دمهم بين المهووسين والعسكر!
- أيها الكائن المتحول! لا لقوانين الشريعة الاسلامية!
- أحزان علماء السلطان.. ليست أحزان السودان!!


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - المدنية او الطوفان!