في أفق تجديد هيكلة القطاعات الكونفيدرالية: هل تحترم مبادئ ك.د.ش في المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للتعليم ... ؟!!!.....10

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1592 - 2006 / 6 / 25 - 09:24
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

الإهــــداء:


 إلى جميع المناضلين المخلصين في كل المواقع الكونفيدرالية.

 إلى كل من امتلك الشجاعة لمقاومة التحريف، و عمل على تعبئة الشغيلة، و طليعتها الطبقة العاملة، من أجل مواجهة كافة أشكال التحريف، في مختلف الاطارات الكونفيدرالية.

 إلى الكونفيدراليين المخلصين الملتزمين بالمبادئ، و الضوابط الكونفيدرالية الأصيلة من خلال تواجدهم في النسيج الكونفيدرالي.


 إلى مناضلي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الصامدين، و المواجهين لكل أشكال التحريف النقابي، في مختلف التنظيمات الكونفيدرالية: القطاعية، و المركزية.

إلى مناضلي الحزب في مدينة مراكش، لامتلاكهم شجاعة مواجهة التحريف، و من خلال النسيج الكونفيدرالي بولاية مراكش، و في مواجهة واضحة، وصريحة، مع بعض عناصر المكتب التنفيذي للك.د.ش. المهرولين من أجل إرضاء الطبقة الحاكمة، عن طريق محاصرة مناضلي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

 من أجل المحافظة على ك.د.ش. كنقابة تقدمية، جماهيرية، ديمقراطية، مستقلة، وحدوية.


محمد الحنفي


النقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش) وإشاعة الوعي الصحيح:...1

وما عملنا على معالجته، وهدفنا إلى تحقيقه حتى الآن، هو أن تتحول النقابة إلى مصدر، ومجال لإشاعة الوعي الصحيح في صفوف الطبقة العاملة، وحلفائها من المأجورين.

والنقابة الوطنية للتعليم، باعتبارها إطارا لانتظام من يحسبون على المثقفين التنويريين، أوالعضويين، أو الثوريين، فإنها تصير إطارا، ومصدرا لإشاعة ذلك الوعي، في صفوف نساء، ورجال التعليم من جهة، وفي صفوف الطبقة العاملة، وباقي الأجراء عبر القطاعات الكنفيدرالية من جهة أخرى.

وهذه المهمة الأساسية، والمركزية، هي التي تعطي للنقابة الوطنية للتعليم التابعة للك.د.ش أهمية خاصة.

فماذا نعني بالوعي الصحيح ؟

إن الوعي، وكيفما كان هذا الوعي، لا يتجاوز أن يكون أحد اثنين: الوعي الصحيح، والوعي الزائف.

فالوعي الصحيح يهدف إلى جعل الرؤيا واضحة، والوعي الزائف يهدف إلى جعل الرؤيا مضببة، وغلبة أحدها في السيادة في المجتمع، أو في النقابة، هو الذي يجعل الطبقة العاملة وحلفاءها يمتلكون الرؤيا الواضحة للواقع في تجلياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، أو يفتقدون القدرة على امتلاك تلك الرؤيا.

والإطار النضالي النقابي، إما أن يعمل على جعل الطبقة العاملة، وحلفائها تملك وضوح الرؤيا، وأما أن يعمل على تضبيبها.

ولذلك، فالوعي الصحيح هو الرؤيا الواضحة للواقع على جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، عن طريق إدراك القوانين العلمية، التي تحرك ذلك الواقع، وتوجه حركته، وتسير في اتجاه تحقيق أهداف معينة. ولصالح من يتم تحقيق تلك الأهداف؟ وما العمل من أجل التحكم في تلك القوانين، و توجيهها لخدمة مصالح الجماهير الشعبية الكادحة و طليعتها الطبقة العاملة؟ وكل وعي لا يؤدي إلى الرؤيا الواضحة للواقع، ولا يعمل على إدراك قوانين حركة الواقع، ولا يسعى إلى التحكم فيها، و توجيهها لخدمة مصالح الطبقة العاملة، وحلفائها، لا يكون إلا وعيا مضللا، إقطاعيا، أو بورجوازيا تابعا، أو بورجوازيا، أو بورجوازيا صغيرا، أو مؤدلجا للدين الإسلامي. ووعي هذه طبيعته لا يمكن أن يكون إلا زائفا تجب محاربته، ويجب العمل على التصدي له، لإتاحة الفرصة أمام سيادة الوعي الصحيح، في مستوياته المختلفة المتمثلة في:

1) الوعي النقابي الصحيح الذي لا يعني في عمقه إلا إدراك أهمية الحرص على بناء نقابة صحيحة.

والنقابة الصحيحة هي التي تحترم فيها مبادئ العمل النقابي المتمثلة في: الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية، التي تعتمد كمنطلقات لبناء التنظيم النقابي، ولوضع الملف المطلبي، ولتسطير برنامج نضالي، ولاتخاذ مواقف نضالية مما تقتضيه الشروط الموضوعية، التي يمر منها الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. تلك الشروط التي تؤثر سلبا، أو إيجابا، على حياة الطبقة العاملة، وحلفائها من الأجراء، و باقي الكادحين.

و إشاعة الوعي النقابي الصحيح في صفوف الطبقة العاملة، وحلفائها، لا يمكن أن تتم إلا بإطار نقابي مبدئي، يضم في بنياته أطرا نقابية مبدئية، ويعمل على تبني القضايا الاقتصادية، والاجتماعية للطبقة العاملة، وسائر حلفائها، ويعمل على قيادة نضالاتها المطلبية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وفي إطار الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي، ومن أجل إعطاء تصور صحيح عن النقابة، والعمل النقابي، وما يجب عمله لفرض تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للطبقة العاملة، وسائر الأجراء، وباقي الكادحين.

والنقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش) عندما تسترجع مبدئيتها، وتبتعد عن أن تكون تابعة لحزب معين، أو منظمة حزبية، أو إطارا للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، أو للسيطرة على أجهزة ذلك الحزب، أو بيروقراطيته، فإنها تستطيع أن تصير منارة لإشاعة ذلك الوعي النقابي الصحيح في صفوف الكنفيدراليين، ومن خلالهم، في صفوف الطبقة العاملة، وسائر حلفائها من الأجراء، وباقي الكادحين.

2) والوعي النقابي الصحيح، لا يكون كذلك، إذا لم يشكل قنطرة مرور الوعي الطبقي الصحيح إلى الطبقة العاملة، وحلفائها من الأجراء، وسائر الكادحين، وبطريقة غير مباشرة، لأن الطبقة العاملة عندما تصارع من أجل تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية، لا يمكن أن تكون إلا ممارسة للصراع الطبقي في مستواه الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. وصراع من هذا النوع لابد أن يجعل الطبقة العاملة تدرك، وبعمق، طبيعة التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية الرأسمالية، وأن البورجوازية في هذه التشكيلة هي المالكة لوسائل الإنتاج، وأن ملكيتها تلك هي التي تمكنها من استغلال الطبقة العاملة، وسائر الأجراء استغلالا بشعا، وهمجيا، لا تمكن مواجهته بوعي نقابي منحرف، تتحكم فيه، وتوجهه الشرائح العليا من البورجوازية الصغرى، المريضة أصلا بالتطلعات الطبقية.

و الوعي الطبقي الصحيح هو الذي يؤدي إلى التحام الكادحين، باصطفافهم، جنبا إلى جنب، مع طليعتهم الطبقة العاملة، لتشكيل القوة الضاربة، والمدمرة لمصالح البورجوازية، ولتطلعات البورجوازية الصغرى، عن طريق الانتظام، وبصفة تلقائية، في حزب الطبقة العاملة، أو في الحزب الثوري، المقتنع بأيديولوجية الاشتراكية العلمية، التي هي إيديولوجية الطبقة العاملة.

والنقابة التي لا تعمل على إشاعة الوعي الطبقي الحقيقي في صفوف الكادحين، كوسيلة لتحقيق الوحدة النقابية، والطبقية، لا يمكن أن تعتبر نقابة مبدئية، أي لا يمكن أن تعتبر تقدمية لأن التقدمية هي المنطلق لإشاعة الوعي الطبقي الحقيقي، لتصير بذلك نقابة بيروقراطية، لا تخدم مصالح الكادحين، ولا تعمل إلا على تكريس الجهاز البيروقراطي سيدا في الإطارات النقابية القطاعية، أو تصير نقابة تابعة لحزب معين، وتخضع لتوجهاته حتى تصير معبرا إلى الشغيلة، التي قد تعتقد أن ذلك الحزب سيحقق طموحاتها في تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية. وهو في الواقع لا يرغب إلا في الوصول إلى المؤسسات الجماعية، وإلى البرلمان، من أجل تحقيق تطلعات أعضائه البورجوازية، من خلال خدمة مصالح الطبقة الحاكمة، وبإخلاص، وإلحاق الأضرار الفادحة بمصالح الطبقة العاملة، كما حصل في نهاية القرن العشرين، وخلال سنوات العقد الأول من القرن الواحد والعشرين في المغرب، أو تصير النقابة حزبية تعمل على تنفيذ القرارات الحزبية في صفوف الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، حتى وإن كانت تلك القرارات لا تخدم إلا مصالح البورجوازية المنضوية تحت لواء الحزب المنظم للنقابة، كما هو الشأن بالنسبة لعدد من النقابات المغربية التي تعتبر منظمات حزبية صرفة، ورجعية، لا علاقة لممارستها بمصالح الطبقة العاملة، ولا بمصالحها، أو تصير مجالا للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، ليصير اهتمام النقابيين منصبا على اتباع الخطوات المؤدية إلى تأسيس ذلك الحزب، مما يعرض مصالح الطبقة العاملة إلى الضياع، وتتيه الطبقة العاملة، وحلفاؤها، ويغيب الوعي النقابي الصحيح، وتقبر إمكانية العمل على بث وعي طبقي صحيح، ليحل محل كل ذلك الوعي المقلوب المتجسد في ضرورة استغلال النقابة من أجل تأسيس ذلك الحزب، أو تصير إطارا للإعداد و الاستعداد للسيطرة على أجهزة حزب معين، يأتمر بأمر النقابة، ويخضع لإرادتها، ليستبدل الوعي النقابي بالوعي الحزبي المستبد، الذي لا يمكن أن يكون إلا مناسبة لتضليل الطبقة العاملة، وحلفائها، التي تعتقد بسبب ذلك التضليل، أن السيطرة على أجهزة حزب معين، هي التي تخدم مصالحها، وتحقق طموحاتها في تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

والواقع أن النقابة عندما لا تعمل على إشاعة الوعي الطبقي الحقيقي في صفوف الطبقة العاملة، وحلفائها، تفتقد أن تصير مبدئية، وتعجز عن الارتباط العضوي بالطبقة العاملة، وحلفائها، وتصير مجرد أداة للتضليل ليس إلا.

وهذا الواقع النقابي المتردي، الذي اختلطت فيه الممارسة البيروقراطية بالتبعية لحزب معين، وبالحزبية، وبالأعداد والاستعداد لتأسيس حزب معين، أو بالإعداد والاستعداد للسيطرة على أجهزة ذلك الحزب، هو الذي يطرح على المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للتعليم مهمة أساسية، تتمثل في العمل على إعادة الاعتبار للمبادئ النقابية الحقيقية، من خلال الممارسة النقابية اليومية، التي يجب الحرص على ديمقراطيتها، وتقدميتها، وجماهيريتها، واستقلاليتها، ووحدويتها.


ولذلك يجب أن ينكب المؤتمر على دراسة مختلف الأمراض التحريفية التي تنخر الممارسة النقابية، وتفرغ الممارسة النقابية من محتواها النضالي، وتعمل على صياغة برنامج رائد، يعمل على استئصال كل مظاهر التحريف، وخاصة من جسد النقابة الوطنية للتعليم، حتى تستعيد ارتباطها العضوي بالطبقة العاملة، وسائر الكادحين، وتتحول إلى لعب دورها في تكريس الوعي النقابي الصحيح، وفي نشر الوعي الطبقي الحقيقي في صفوف الطبقة العاملة، وحلفائها من الأجراء، والكادحين.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات