أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد الحسين شعبان - الأوليغارشية وروح - الديمقراطية -














المزيد.....

الأوليغارشية وروح - الديمقراطية -


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6606 - 2020 / 6 / 30 - 20:30
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


باحث ومفكر عربي
زعزع صعود التيارات والأحزاب الشعبوية في الغرب "الديمقراطية" فكرة وممارسة ، وخصوصاً من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ناهيك عن ارتقائها دست الحكم في بولونيا وهنغاريا وتشيكيا وسلوفاكيا والنمسا وتعزّز نفوذها ومواقعها في فرنسا وهولندا وألمانيا وإيطاليا وشمال أوروبا في الدول الاسكندنافية.
وتبدو الحقيقة أكثر تعقيداً حيث تتآكل الديمقراطيات الغربية بسبب أوضاعها الداخلية وصعود موجات من التعصّب والتطرّف والعنف ضد الأجانب بشكل عام وضد المهاجرين واللاجئين المسلمين والعرب بشكل خاص، وتدريجياً وعلى مدى العقود الأربعة ونيّف الماضية، ولاسيّما بعد انهيار الكتلة الاشتراكية وتحوّل الصراع الأيديولوجي إلى شكل جديد ، اتّخذ أبعاداً مختلفة ، اعتبر الإسلام عدواً لا بدّ من استئصال شأفته تحت عنوان " القضاء على الإرهاب "، خصوصاً وقد صوِّر الصراع بأنه "صراع تاريخي" تناحري بين الحضارات المختلفة حسب صموئيل هنتنغتون، وكان فرانسيس فوكوياما قد أطلق عليه " نهاية التاريخ".
لقد تهدّدت " الديمقراطية" بانتقال السلطة إلى مؤسسات هيمنت عليها الطبقات العليا والشركات واللوبيات المتنفّذة ووسائل الإعلام وبعض الهيئات الأكاديمية والجامعية ومراكز الأبحاث الاستراتيجية التي تعمل في خدمة الجهات والمجموعات المتنفذة، أو ما يسمّى بـ"مجمّع العقول" أو "تروست الأدمغة" والذي عمل فيه وتخرّج منه كبار المسؤولين الأمريكان مثل هنري كيسنجر وزبيغينيو بريجنسكي ومادلين أولبرايت وكونداليزا رايس وغيرهم.
إن الديمقراطيات الغربية تمرّ اليوم بتغييرات جذرية أقرب إلى الانقلاب على بعض أسس الديمقراطية، خصوصاً الاستثمار في "عولمة اليد العاملة" والاعتماد على عمال من الصين وبعض دول شرق آسيا مقابل أجور أقل بما لا يقاس بالأجور التي يتقاضاها العاملون في الغرب، الأمر الذي انعكس سلباً على أوضاع الطبقة العاملة ، إضافة إلى أوضاع الطبقة الوسطى، حيث بات سوق العمل لهاتين الطبقتين يواجه صعوبات متزايدة للحصول على فرص وظيفية تمكّنهم من تحقيق مستوى معيشي أفضل.
وقد فوجئت "الديمقراطيات الغربية" مؤخراً باندلاع انتفاضة عارمة ضد "العنصرية والتمييز العنصري" إثر حادث اغتيال جورج فلويد الذي أشعلت استغاثته " لا استطيع أن أتنفس" الضمير الإنساني حين كان جزمة الشرطي فوق رقبته؛ وامتدت الاحتجاجات من الولايات المتحدة إلى بريطانيا وفرنسا واسبانيا والمانيا وبلجيكا وهولندا والعديد من الدول الأوروبية، حيث حطّم المحتجون تماثيل في الساحات العامة ولطخوا رموزاً اتهمت بالعنصرية وبيع الرقيق وجرائم ضد الإنسانية.
ولعلّ تراكم هذه التغييرات خلق مجتمعات جديدة ومختلفة ، خصوصاً بعد انتهاء عهد الحرب الباردة ، وتراجع دور النقابات العمالية والمؤسسات الدينية ، رغم الترويج لعدم جدارة ما سمّي بالصراع الطبقي، بصعود الأوليغارشية أو " الأقليّة الحاكمة" في ظل إثارة مخاوف وفوبيا " البيض" إزاء الهجرة والمهاجرين واللاجئين والملوّنين، مع إثارة فوبيا الإسلام المعروفة باسم " الإسلامفوبيا" (الرهاب من الإسلام ).
ويواجه بعض دعاة "النيوليبرالية" كل من يعارض أسلوبهم في إدارة الشأن العام ويعتبرونه مختلاًّ نفسياً أو عقلياً، ولا يتورع هؤلاء من إعلان نيتهم لحجز معارضيهم في المستشفيات قسرياً، بما في ذلك معارضو دونالد ترامب والمصوتون بعدم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وباقي أنصار الحركة الشعبوية، وهو ما انكشف على نحو مريع خلال مداهمة وباء كورونا مؤخراً حيث بانت هشاشة النظام الصحي والضمان الاجتماعي للعديد من البلدان التي تصنف بأنها غنية ومتقدمة.
وبالطبع فإن النخب الأوليغارشية في دوائر المال والسياسة والإعلام تحاول التحكّم في أذهان الناس وعقولهم وثقافتهم بما فيها خطابها إزاء البلدان النامية، بالترويج لفكرة إن الحاضر أفضل من الماضي، والمستقبل أفضل من الحاضر ، في محاولة لإشعار الناس بالخجل تجاه تراثهم وهويّتهم ، ليكونوا مستعدين للتخلّي عنها أمام أساليب الدعاية الديماغوجية وسطوة الإعلام والصراع الآيديولوجي، ولاسيّما بهيمنتها على المؤسسات الثقافية الكبرى ومحاولة ضخّ أفكارها وأساليبها لفرض قواعد جديدة مفادها إن كل من يتصدّى للأوليغارشية، يعدّ إنساناً رجعياً ومثيراً للخجل، بل ويحمّلون هؤلاء ما يعانيه العالم من خيبات ومرارات وآلام، الأمر الذي يستوجب إنهاء المعارضة وتحقيق الإنسجام لضمان العدالة.
وتحاول النخب الأوليغارشية شن حرب ضد خصومها وضد الطبقتين العمالية والوسطى، بزعم أفكارها ورؤاها المخالفة لمصالح الحكم الأوليغارشي في إطار حرب ثقافية شاملة. وتحت هذا العنوان تتم عملية تشويه مواقف الطبقة الوسطى والبيض المنتمين إليها، باعتبارهم "معادون لحركة الحقوق المدنية والفكر التقدمي".
وقد كانت هذه الأطروحات جزءًا من حوار مستمر في الغرب، وهو عبّر عنه كتاب صدر في الغرب مؤخراً بعنوان "The New Class War" "حرب طبقية جديدة" لمؤلفه مايكل لاند، مع عنوان فرعي " إنقاذ الديمقراطية من النخبة الإدارية"، وهو أمر يحتاج إلى "تفكّر وقراءة" ليس على الصعيد الغربي فحسب، بل على صعيد العالم الثالث بشكل خاص، لاسيّما وإن الطبقة الوسطى تكاد تكون غائبة في ظل صعود شعبوية دينية وطائفية وقومية ، ذات توجهات شمولية وعنفية وبعضها إرهابية.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سد النهضة بين التعنّت والتسوية
- سوريا: الحصار والحرب الناعمة تشريع للقسوة وتقنين للوحشية
- الطفولة الضائعة
- وجوه العنصرية
- مع الرفيق بهاء الدين نوري في صومعته
- أثمة مواطنة بلا مساواة؟
- بكين - تل أبيب - واشنطن ... ما الجديد؟
- يوم الأسرة و«قناع 19»
- هيروشيما : الذاكرة والاستعبار
- التطبيع والقدس - مداخلتان بجوهر واحد
- حوار الدكتور شعبان لجريدة الوطن القطرية
- الدهشة الأولى والرعشة الأخيرة إلى وجدان نعمان ماهر الكنعاني
- سوريا والعودة إلى منطقة الضمير
- في التطبيع وذيوله
- سولجنيتسين وهلسنكي والأيديولوجيا
- وماذا عن مؤتمر سان ريمو ؟
- كورونا.. والحرب الناعمة
- العراق ورواية -الأخوة الأعداء-
- مظفر النواب يتلألأ في ضمائرنا*
- ثقافة وحداثة


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد الحسين شعبان - الأوليغارشية وروح - الديمقراطية -