أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فوزي النوري - هل لدينا حقا نموذج مجتمعي














المزيد.....

هل لدينا حقا نموذج مجتمعي


فوزي النوري
مناضل يساري تونسي

(Ennouri Fawzi)


الحوار المتمدن-العدد: 6604 - 2020 / 6 / 28 - 19:47
المحور: المجتمع المدني
    


إنّ تسليط الضوء على النسيج الاجتماعي يقرّ بأنّنا نتحرّك داخل نسيج اجتماعي ممزّق ذلك أنّ القانون الذي يؤطر الكائن الاجتماعي لا زال مرتبكا بين تأثّر بالتشريعات الغربيّة و تأثير واضح للمعتقد
فكان النصّ متردّدا يشبه التسويات السياسية التي أدّت الى صياغته و أبرز مثال على ذلك واقع المرأة و الفجوة العميقة بين توقيع تونس بروتوكولات اتفاقية "سيداو " و النصوص القانونية التي تمنحها حقوق و تسلبها أخرى و بين العنف اليومي الذي تشرعنه التقاليد و يسندها المعتقد و تؤكّده الممارسة.
هذا النسيج الاجتماعي الواقع تحت أنماط من الهيمنة و هذه التحوّلات السياسية القادمة من بعيد و هذا العالم الافتراضي بالاضافة لعناصر أخرى أدّى الى تعميق القائم من الأزمات و إنتاج أنماط أخرى و كلّ ذلك جعل التساؤل حول الشخصيّة المجتمعية و النسيج الاجتماعي أمرا حتميّا لمقاربة الظواهر الاجتماعية و السياسية.
ما سمّي بالنموذج المجتمعي الحداثي الذي كان قائما بواقع القوّة و سيطرة الدّولة على الفضاء العام وسياسة الوصاية و بانهيار تلك المنظومة اتّضح أنّ ما ارتبط بذلك النموذج من تسامح و تعايش و حرّيات اجتماعية كان يخفي شخصيّة مجتمعيّة أخرى لا تشبه تلك الصورة و انبثقت ظواهر جديدة تحوم حول أنماط مختلفة و متنوّعة من العنف و فوجئ الجميع بأنّ هذا المجتمع هوّ احدى المصانع الكبرى المصدّرة للجهاديين في العالم ( ليبيا- سوريا)
وفي الحقيقة فإنّ التيار الدستوري الذي حكم البلاد لم يكن ليبراليا بما يكفي لتحرير الفرد و المجتمع و لم يكن يساريا تقدّميا بشكل يسمح بتغيير تركيبة النسيج الاجتماعي و طبيعة العلاقة داخل مؤسّسة العائلة و حتّى محاولات بورقيبة في تحرير المرأة و التي كانت جريئة آنذاك لم تلق مساندة حتّى داخل الحزب و المؤسّسات الرسميّة و تمّ فرضها بتكتيكات بورقيبة و رمزيّته السياسية داخل الحزب و الدّولة أو " الحزب - الدّولة" بكلّ بساطة في حين أنّ الواقع يقرّ بأنّ مسألة تحرير المرأة كانت حركة ثوريّة أنتجها حزب محافظ في مناخ محافظ.
يجب أن ننحاز للقانون الوضعي و أنّ نتعامل معه من خارج ثقافة الاعتقاد بصفة أدقّ أن لا ننتقل من ثقافة الاعتقاد في المقدّس الى الاعتقاد في القانون الوضعي ذلك أنّ القانون هوّ حصيلة واقع موضوعي وهو يحمل في طيّاته ايديولوجيا ما و تصوّر و يعكس توازنات و يترجم هيمنات وهو يخضع لفضاءات سلطويّة من داخل الواقع الموضوعي نفسه.
إنّ التأسيس لمجتمع " سويّ" لا يمكن أن تتسلّل اليه أنماط العنصريّة و التطرّف المتناثرة في خطابنا و سلوكنا لا يمكن أن يتحقّق بعيدا عن اللائكية و عن القانون الوضعي الذي يستند إليها كأساس نظري لكلّ أنماط التشريع .
إنّ الغاية من كتابة هذا النّص هوّ تجاوز الخطابات الخجولة و المرتبكة في علاقة بالنموذج المجتمعي أو بتقديس نموذج كان قائما و تصنيفه حداثيا .
لم يكن لنا نموذجا حداثيا متماسكا و لم يكن لنا يوما حزبا ليبراليا بالمعنى العلمي للكلمة و نحن ندعو اليوم الى اللائكية بوصفها البوّابة الحقيقية لتحديث المجتمع و تحييد الدين في النصوص القانونية و على رأسها الدستور و التعاطي مع قضايا المرأة من زاوية نظر مبدئية أي من زاوية رفض التمييز على أساس الجنس استنادا الى مبدأ المساواة في المواطنة .



#فوزي_النوري (هاشتاغ)       Ennouri_Fawzi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس للاسلام السياسي اي مشروع
- الوضع في ليبيا
- المجتمع السياسي في تونس
- لكي تقرع الاجراس
- اليسار و المغالطات الكبرى


المزيد.....




- تحليل.. مذكرة اعتقال نتنياهو على المحك باختبار دول ومدى التز ...
- السعودية تتحدث عن حقوق الإنسان بينما تستعد لاستضافة كأس العا ...
- روسيا: جرائم المسلحين تفاقم الوضع بسورية وتخلق موجة جديدة من ...
- الأمم المتحدة تحذر من تفاقم النزوح القسري في ظل نقص التمويل ...
- الأمم المتحدة تدين القصف المميت على مخيم زمزم للنازحين في دا ...
- الأمم المتحدة تتبنى قرارا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة ...
- شاهد.. مراكز الايواء بحماة تستقبل النازحين من حلب
- حكام الولايات الجمهورية يخططون لمساعدة ترامب في خطط ترحيل ال ...
- قطر تدين استهداف إسرائيل المتكرر للنازحين ومدارس الأونروا بغ ...
- الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فوزي النوري - هل لدينا حقا نموذج مجتمعي