عادل عبد الزهرة شبيب
الحوار المتمدن-العدد: 6604 - 2020 / 6 / 28 - 13:40
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يمكن الاشارة الى نوعين من المؤسسات الصناعية بصورة عامة من ناحية الجهة الراعية لها وهي:
الصناعات العائدة للدولة , والصناعات التابعة للقطاع الخاص. والقطاع الصناعي في عموم العراق قد تعرض الى كثير من المؤثرات التي ادت الى تراجعه كالحروب التي خاضها النظام المقبور وادت الى تدمير البنى التحتية , اضافة الى فرض الحصار الاقتصادي الشامل عليه حيث لم تمكنه من مواكبة التطور الحاصل في الميدان الصناعي في العالم , بل ادى ذلك الى توقف بعض الصناعات عن العمل وتراجع انتاج البعض الآخر, ولم تكن محافظة النجف الأشرف بعيدة عن هذه الظروف التي طالت القطاع الصناعي بشقيه العام والخاص .
لقد توفرت في محافظة النجف الأشرف عوامل قيام الصناعة من توفر المواد الأولية المختلفة اللازمة للصناعة مع وفرة الأيدي العاملة وغيرها من العوامل. الا ان واقع الصناعة في النجف لا يختلف عن السمات العامة للصناعة والاقتصاد في العراق حيث يعاني القطاع الصناعي بشكل عام من ضعف وتهميش وقلة التمويل والتخصيصات والتي اثرت على نهوضه وتقدمه .
وفي النجف يلاحظ تركز معظم المؤسسات الصناعية على طريق نجف – ديوانية حيث تنتشر الورش الصناعية الخاصة بالحدادة وصناعة الشبابيك والخدمات الصناعية المختلفة , بينما توجد ورش تصليح السيارات ومؤسسات الخدمات الصناعية الخاصة بتصليح السيارات والمكائن الزراعية وطلاء المعادن المختلفة على طريق نجف – كوفة . كما تنتشر الكثير من الصناعات الخفيفة في معظم المناطق السكنية في النجف التي تقدم خدماتها للسكان كصناعة الخبز والمعجنات والمخللات ومعامل الالبان وغيرها وهي من الصناعات التي لا تؤدي الى تلوث البيئة كما انها لا تحتاج وسائط نقل كبيرة لنقل منتجاتها .
ومن الصناعات القديمة التي عرفتها المحافظة هي صناعة دباغة الجلود التي تعود في نشأتها الى الفترة الممتدة من عام ( 1765 – 1925 ) وكانت توفر المصنوعات الجلدية المختلفة التي تسد حاجة السكان لكنها مع الأسف تعتبر من الصناعات المهملة والمهمشة في الوقت الراهن من قبل الجهات الحكومية المسؤولة. وكانت هذه الصناعة قد اعتمدت ولفترة طويلة وبصورة بدائية على اليد العاملة فقط وباستخدام مواد بدائية دون استخدام الالة وفي خانات خاصة بها واستمر هذا الوضع حتى ثمانينات القرن الماضي اذ تم ادخال بعض الآلات في عمليات التصنيع ما ادى الى ازدهار هذه الصناعة التي اصبحت تمارس في معامل كبيرة بدل الخانات الصغيرة, واستمر الحال كذلك حتى عام 2009 الذي شهد تراجعا ملحوظا لهذه الصناعة مما قد يهددها بالانقراض. وتستطيع هذه الصناعة ان تساهم في تحقيق التنمية الصناعية لمدينة النجف من خلال زيادة فرص الاستثمار في مجال هذه الصناعات والقضاء على المشاكل التي تعترضها مما سيؤدي الى رفع المستوى الاقتصادي للمحافظة .
كما توجد في مدينة النجف صناعة المواد الغذائية المتمثلة بصناعة التعليب وطحن الحبوب والمخابز والافران وصناعة الثلج والمرطبات وصناعة الالبان حيث يبلغ عدد مؤسسات هذا الصنف ( 451 ) مؤسسة وبنسبة ( 11,8%) من مجموع المؤسسات الصناعية في المدينة .
وكذلك توجد في المحافظة صناعة المنسوجات والخياطة وندافة المفروشات الى جانب صناعة الأحذية والحقائب والأحزمة والسروج ومؤسسات دبغ الجلود حيث يبلغ عدد مؤسسات هذه الصناعة (432 ) مؤسسة بنسبة (11,4%) من مجموع المؤسسات الصناعية في مدينة النجف .
ومن الصناعات الاخرى التي نجدها في محافظة النجف الأشرف هي الصناعات الخشبية والأثاث والتي تشمل مؤسسات صناعة الأخشاب والموبيليات والتي يبلغ مجموعها ( 240) مؤسسة تشكل ما نسبته ( 6,3%) من مجموع المؤسسات الصناعية في المدينة .
اما الصناعات الانشائية في المدينة فتتضمن المؤسسات الصناعية الخاصة بصناعة الطابوق والكاشي والموزاييك والبلوك والمنتجات الكونكريتية والثرمستون والزجاج والتي يبلغ عددها ( 68) مؤسسة تشكل ما نسبته (1,8%) من مجموع المؤسسات الصناعية في المدينة .
وتقوم في المحافظة بعض الصناعات الكيمياوية والمتمثلة بالمنتجات البلاستيكية والاسفلت والأصباغ واكياس النايلون والصمغ والغراء, وتتضمن (10) مؤسسات وبنسبة ( 0,3%) من مجموع المؤسسات الصناعية في النجف . بينما يبلغ عدد مؤسسات ا لصناعات المعدنية في المدينة ( 443 ) مؤسسة تشكل نسبة (11,7%) من مجموع المؤسسات الصناعية في النجف والمتمثلة بصناعة منتجات الالمنيوم المنزلية وصناعة مواد البناء والخزانات والأبواب والشبابيك , اضافة الى صناعة الذهب التي تنتشر في مناطق محددة من المدينة وخاصة في السوق الكبير , بينما الصناعات المعدنية تتميز بأنها صغيرة الحجم وتتركز في معظمها بالمنطقة الصناعية.
اما الطباعة والنشر فتتركز بشكل كبير في حي عدن الصناعي حيث تتجمع المطابع المختلفة الأغراض ويشمل هذا النوع من النشاط طبع ونشر كافة انواع الكتب والصحف وكارتات الدعوات والدفاتر على انواعها وتنتشر في بعض الأحياء السكنية .
وتشتهر المحافظة ايضا بصناعة السمنت حيث معمل سمنت الكوفة اضافة الى معمل اطارات بابل لإنتاج الاطارات قرب ناحية الحيدرية , ومعمل الأحذية الشعبية في الكوفة ومعمل المشروبات الغازية في الكوفة ومعمل الصناعات المطاطية في حي عدن ومعمل الألبسة الجاهزة اضافة الى العشرات من المعامل المتوسطة لصناعة المواد الغذائية والألبان وتصفية المياه ومعامل الطابوق والجص والمطابع الحديثة للتصميم والطباعة ومعامل البلاطات للمرمر والكاشي ومعامل البلاستك ومعامل انتاج الحلويات على انواعها وغيرها الكثير ,وتتركز المراكز الصناعية في النجف في كل من :
حي عدن وحي الحرفيين والحي الصناعي الشمالي في طريق نجف – كربلاء اضافة الى الحي الصناعي في طريق نجف –كوفة .
وتم خلال السنوات 2011 – 2015 منح القطاع الخاص في النجف العديد من اجازات التأسيس للعديد من المشاريع الصناعية كمشاريع الأنابيب اللدائنية والماستك والفلانكوت والطلاء القيري وخراطيم المياه اللدائنية والأصباغ وانتاج الامبولات اللدائنية وانتاج المنظف السائل والقاصر والشامبو والصابون ومساحيق التنظيف وكذلك مشاريع صناعة الأواني المنزلية والسلع اللدائنية ذات الاستخدام الواحد ومستحضرا ت التجميل والدفاتر المدرسية وصناعة المناديل الورقية والأبواب والشبابيك اللدائنية وخياطة وانتاج الألبسة الجاهزة اضافة الى الصناعات المعدنية كمشروع انتاج الصفائح المضلعة العازلة ( سندويج بنل ) وانتاج القابلوات والأسلاك الكهربائية والأبراج واعمدة الانارة الحديدية . كما منحت اجازات التأسيس لمشاريع منتوجات اللحوم والعصائر والمربيات والبسكت والخل والمخللات وانتاج الدبس وكبس وتعبئة التمور ومنتجات الألبان والمياه الصحية , اضافة الى ذلك تم منح اجازات التأسيس للقطاع الخاص في النجف لمشاريع انتاج السقوف الكونكريتية المجوفة والكونكريت الجاهز والبلوك والكاشي والشتايكر وحلفة المبردات وانتاج الثرمستون والجبس بورد وغيرها .وفيما يتعلق بالنشاط الصناعي الخاص في محافظة النجف الأشرف كان نشاطه مقتصرا ولمدة طويلة على الصناعات الاستهلاكية التي تلبي حاجة السكان في المحافظة , وبسبب كون المنشآت الصناعية في المحافظة صغيرة في طاقتها الانتاجية فلم تتمكن من تلبية طلب الأسواق الخارجية بمنتجاتها باستمرار. وكان النشاط مقتصرا على الصناعات الغذائية والنسيجية والانشائية مقابل تراجع الصناعات الانتاجية الكيمياوية والمعدنية والهندسية.
يعاني القطاع الصناعي في النجف بشقيه العام والخاص من العديد من المعوقات اهمها :
1. ضعف عام في مجمل الاليات والعمليات .
2. معوقات التخصيص العقاري واساليب التمويل والاستثمار .
3. تفشي الفساد المالي والاداري .
4. ضعف مهارات الكوادر الفنية مع قلتها وعدم مواكبتها التطورات التكنولوجية التي تشهدها الدول المجاورة ودول العالم الاخرى .
5. اغراق السوق بالمنتجات الصناعية الأجنبية ونقص التمويل ..
6. عدم توفر مصادر الطاقة ما يؤدي الى توقف المصانع وارتفاع تكاليف الانتاج في حالة الاعتماد على شراء مصادر الطاقة .
7. عدم وجود آليات للتعاون بين القطاع الخاص والعام .
8. تقادم المكائن والمعدات مما ينعكس على جودة الانتاج وارتفاع التكاليف التشغيلية .
9. الكلفة المرتفعة لتحديث الخطوط الانتاجية .
10. صعوبة حصول القطاع الخاص على الائتمانات والقروض لدعم المشروعات الصناعية .
11. عدم وجود تمثيل للقطاع الصناعي الخاص في هيئة استثمار محافظة النجف الأشرف .
12. ضعف الحماية القانونية والأمنية للمستثمر المحلي والأجنبي .
13. اغراق السوق المحلية بالمنتجات الاجنبية المستوردة وحتى من مناشئ رديئة وبأسعار رخيصة مما اثر على القدرة التنافسية للسلع المنتجة محليا .
14. ارتفاع تكاليف المشاركة في المعارض والمهرجانات الصناعية والتجارية المحلية والاجنبية وخاصة بالنسبة للقطاع الخاص .
15. عدم الاعفاء من الرسوم الجمركية لاستيراد المواد الأولية .
16. اهمال كبير لصناعة العلب والكارتون الخاص بالتغليف وكذلك الطباعة .
وللارتقاء بواقع الصناعة في محافظة النجف الأشرف لا بد من معالجة المشاكل والمعوقات التي تواجهها ومن الضروري في هذا المجال انشاء مدينة صناعية متكاملة ووفقا للمواصفات العالمية الخاصة بإنشاء المدن الصناعية وتقديم الدعم للقطاع الصناعي الخاص للمساهمة بالنهوض الصناعي في المحافظة .
#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟