أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - شيوع الايمان بالمؤامرة














المزيد.....

شيوع الايمان بالمؤامرة


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6604 - 2020 / 6 / 28 - 11:40
المحور: المجتمع المدني
    


شيوع الايمان بالمؤامرة 

في عام 1997 صدر فيلم حركة باسم Conspiracy Theory . اي نظرية المؤامرة، من بطولة ميل غيبسون وجوليا روبرتس ، وقد شاهدته على جهاز التلفاز مرة ثانية قبل ايام . يحكي الفلم قصة سائق أجرة غريب الأطوار يؤمن بأنّ كثيراً من الأحداث العالمية هي مؤامرات حكومية .
والإيمان بنظرية المؤامرة الذى يعيش فيه سائق الاجرة يدخله في دوامة تؤثر على مجمل حياته طوال أحداث الفيلم ، وتحدث له اضطرابات نفسية وهلاوس مع مشاكل عديدة داخل محيطه .

واذا نظرنا الى الموضوع من جانب الحياة الواقعية ، نرى ان بعض الناس يؤمنون بنظرية المؤامرة بشكل كبير . حيث يعزون كثير من  الاحداث السياسية وحتى بعض الامراض والاوبئة مثل جائحة كورونا الى وجود مؤامرة .
وعندنا في العالم العربي تغلب على عقليتنا هذه النظرية في امور شتى ، فما هي هذه النظرية ؟

نظرية المؤامرة هي شعور الفرد بان  كثير من الاحداث السيئة هي نتاج مؤامرة تقوم بها حكومات او مجاميع سرية لتحقيق اهداف محددة قد تكون معادية ، و يبدأ بعد ذلك بربط الأحداث بشكل يؤدي الى قناعته أن المُؤامرة التي يفكِّر فيها، صحيحةً فعلاً !

وتنتشر هذه النظرية على الاخص بين اولئك الذين تعرضوا للتمييز بسبب دينهم او عرقهم أو لونهم . وهم بالتالي يمثلون الجانب السياسي او الاجتماعي الخاسر .

تشير دراسات علم النفس أن الاعتقاد بنظرية المؤامرة ماهو الا وسيلة دفاعية عند شعور الفرد بالعجز لتفسير احداث غامضة ، وهذا الاعتقاد يحقق اهداف عديدة مثل الحاجة للإبقاء على صورة إيجابية للفرد اوالمجتمع باعتباره ذو قيمة عالية، وانه قد اصبح ضحية مؤامرة أدت الى هذه الدرجة من الضعف والاستسلام .
اضافة الى ان تبني هذه النظرية تحمي معتقداته باعتبار الأدلة الثابتة المعاكسة لها نابعة عن مؤامرة مقصودة لمصادرتها او الحط منها .
ولذلك فانها غالبا ما تصيب الشخص بالتوتر الناتج عن الشك والريبة من مخاطر المؤامرة المزعومة . وتؤدي الى هجوم عنيف تجاه الشخص المقابل المنكر لهذه المؤامرة .

ان الايمان بنظرية المؤامرة تعطي احساسا زائفا بالأمان والسيطرة داخل المجتمع . ولكنها للاسف تؤدي الى مردودات عكسية ، فبدلا من شعور الفرد بالرضا يصبح اكثر قلقا واقل تفاعلا في الحياة الاجتماعية والسياسية ، كونه يؤمن ان جميع الاحداث المهمة عائدة لخطة مرسومة من مجموعات سرية معادية ، وليس له اي دور او اهمية لايقافها .

موقفان متعارضان
هناك من يؤمن بنظرية المؤامرة بدرجة كبيرة ، بحيث
  تبدو مثل القدر الذي لا يمكن مواجهته اوالتخلص منه، وما عليه الا الخضوع له والتحسر على مصيره المظلم .
وانصار هذا التوجه يعانون نوعا من الهلوسة إذ يتصورون ان العالم كله محكوم بمجموعة من المتآمرين الشياطين .
وبالمقابل هناك موقف معاكس تماما لهذه النظرية ، حيث ينظر الى السياسة العالمية بنوع من السذاجة والرومانسية وكأن العالم لا يقوده الا الحكماء العقلاء العلميين الذين يشتغلون بشفافية وعلنية، ولا يفكرون الا بمصالح شعوبهم، ومصالح العالم .

ظاهرة ليست جديدة
إن نظرية المؤامرة ليست ظاهرة جديدة ، ولكنها صعدت إلى الواجهة في العقود الأخيرة.
ولنظرية المؤامرة نماذج مثيرة للجدل كالاعتقاد بأن صناعة الأدوية مثلا تنشر الأمراض عن قصد أو أن اللقاحات تسبب الامراض بدلاً من منعها . 
وبعد تفشي فيروس كورونا، انتشرت نظرية المؤامرة حول مصدر المرض واسباب انتشاره .
وكان من بين الادعاءات أن الفيروس جزء من برنامج صيني سري للأسلحة البيولوجية، او انه حرب بايولوجية بين امريكا والصين .
وقبلها سادت نظرية المؤامرة عندنا ، فكان شغل الناس الشاغل تفسير كل ما ينزل بالعرب والمسلمين من كوارث ومصائب بهذه النظرية، والبحث عن كتب المؤامرات وقراءتها والتعليق عليها وتضخيمها .
وكان من نتيجة هذه الأفكار ألشعور بالعجز والإحباطُ ، حيث يواجه الناس عدو مجهول لايستطيعون مقاومته ، فاصبحوا لاحول ولا قوة لهم نتيجة ذلك .
في عالم تشعر فيه بالعجز والعزلة ، قد يكون من المريح الاعتقاد أن هناك قوى تتآمر ضد مصالحك .
 وبمجرد تجذر هذه المعتقدات ، فإن القدرات المعرفية والعقلية تقع في اشكاليات عديدة . 

تفسيرات
هناك دوافع عديدة لتبني نظرية المؤامرة لعل اهمها الحاجة للمعرفة
فغالبًا مايبدو العالم مربكًا وخطيرًا وفوضويًا ، فيحاول بعض الناس تفسير مايحدث لتكوين فهم ثابت ومستقر وواضح لكيفية سير العالم .
كما ان المعلومات المتباينة تدعو للتفكير بوجود مخططات عدوانية تستهدف فئة من الناس ، فتقدم نظرية المؤامرة تفسيرات تبدو منطقية .
 كما يميل الناس بشكل طبيعي إلى البحث عن معلومات تؤكد معتقداتهم الدينية او الاجتماعية او السياسية ، ولذلك عندما يصادفوا نظرية تدعم ما يعتقدون به ، فمن المرجح أن يتبنوا هذه النظرية .

التمييز العقلاني
عندما تواجه معلومات من مصادر مختلفة ، من المهم أن تكون قادرًا على التمييز بين نظرية المؤامرة الزائفة والتهديدات الحقيقية للأمن العام او الشخصي .
واننا عندما نسلط الضوء على نظرية المؤامرة ودوافعها ، فاننا ننتقد الهوس في استخدامها بشكل اعتباطي او لامنطقي . . فلا تجعلوا نظرية المؤامرة تحبط العزائم ، بل يتوجب دراستها والتصدي لها بالطرق العقلانية ، والاعتماد في تحصيل المعلومات من مصادرها الحقيقية بعيدا عن التصورات غير المنطقية والاخبار الكاذبة .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكسة حزيران بداية نكوص العرب
- نشأة العقائد اليهودية
- الخيارات المتاحة امام الكاظمي
- زراعة الشرائح الالكترونية والاخ الاكبر
- سمات المجتمع العراقي . . وعودة الوعي
- سياسيو السلطة بين الأقوال والافعال
- اسباب انتشار covid19 في مناطق دون اخرى
- مصطفى الكاظمي وكابينته الوزارية
- الحب اساس الأمن الانساني
- الحجر الصحي في زمن كورونا
- مستقبل التعليم مابعد كورونا
- ترشيح عدنان الزرفي والمستقبل المجهول
- نظرية اجنحة الفراشة . . الكورونا انموذجا
- المرأة العراقية نخلة شامخة
- الثورة مستمرة رغم دسائس السلطة
- الحرب السلوكية
- الانسان والموت
- المستضعفون في الارض
- لم يعد الوقت في صالح السلطة
- ليبيا وصراع المصالح


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية بالفاشر
- نتنياهو يدّعي السعي لإعادة الأسرى بالتفاوض ويواصل إبادة غزة ...
- الدفاع المدني بغزة: المجاعة باتت ظاهرة واضحة في القطاع
- عشية يوم الأسير الفلسطيني.. العشرات يحتشدون في رام الله تضام ...
- الأمم المتحدة تعرب عن قلقها من خطر -تفكك- السودان
- -هند رجب- تقدم طلبا لاعتقال وزير خارجية إسرائيل في لندن
- -الجنائية الدولية- تطلب من المجر توضيحا بشأن اعتقال نتنياهو ...
- هيومن رايتس وتش: -الاحتجاز التعسفي يسحق المعارضة- في تونس
- حماس: تحرير الأسرى من السجون على رأس أولويات الصفقة
- الأونروا: نقص الأدوية الحاد في غزة تهديد خطر لحياة المرضى


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - شيوع الايمان بالمؤامرة