|
تفكيك الجمهورية الإسلامية الإيرانية يبدأ من تحريك ملف القوميات
نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر
(Najah Mohammed Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 1591 - 2006 / 6 / 24 - 08:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ضوء التطورات المثيرة التي تشهدها ايران ، والاضطرابات الآذرية الأخيرة على خلفية كاريكاتير نشر في جريدة ايران المملوكة للحكومة ،فان ملف القوميات يبرز في إيران كأحد أهم القضايا التي يمكن أن تساهم في تفكيك الجمهورية الإسلامية وإسقاط نظامها من الداخل،إذا لم يُعالج على أساس الواقع والاعتراف بها ضمن إطار الدستور الذي أقرها وأيد الحقوق القومية للشعوب الإيرانية المختلفة. فإيران تتألف من ست قوميات فارسية وأذرية ، وتركمان وبلوشية وكردية وعربية، ويشكل الفرس نحو 45 في المئة فيما تشكل القوميات غير الفارسية من ترك وكرد وعرب وبلوش وتركمان، نحو 55 في المئة من سكان إيران. وجاءت اضطرابات15 نيسان من العام الماضي في خوزستان الإقليم ذي الأغلبية العربية، ومواجهات أقاليم آذربيجان الشهر الماشي، لتفتح هذا الملف على مصراعيه في ظل توجه أمريكي مدعوم أو محرك من قبل إسرائيل، لإقامة نظام تعددي ، يؤدي في النهاية إلى تفكيك إيران من الداخل،عقابا لها على استمرارها في مشروعها النووي سلميا كان أم عسكريا. وخلال الانتخابات الرئاسية الماضية التي جاءت بالمحافظ محمود احمدي نجاد للرئاسة ،كانت قضية القوميات إحدى أهم الملفات الحاسمة في الحملة الانتخابية، إذ عمد العديد من المرشحين إلى التطرق إلى المشكلة القومية، واعدين بحلها في إطار الدستور الذي بات الميثاق الوطني لكل القوى السياسية الإيرانية داخل النظام. ولوحظ عقب اضطرابات إقليم العرب بوجه خاص، أن قضية القوميات استأثرت باهتمام المرشحين ، ربما لأسباب انتخابية ، وقد تراوحت مواقفهم بين مؤيد لفتح الملف ومناقشته داخل إطار الدستور، وبين محذر ،يتذرع بأن ذلك من شأنه أن يشكل تهديدا للأمن القومي، وأن مناقشة قضية القوميات.. مؤامرة من الخارج لغرض تفتيت إيران الرئيس. الرئيس السابق للبرلمان مهدي كروبي(وكان مرشحا إصلاحيا للانتخابات الرئاسية الماضية) كان قد التقى في خطوة نادرة ناشطين من القوميات وتعهد أمامهم بتطبيق المواد المتعلقة بحقوق هذه القوميات والمنصوص عنها في الدستور الإيراني ،و قام بإنشاء لجنة خاصة بالقوميات غير الفارسية، لقيادة حملته الانتخابية. أما مساعد الرئيس الإيراني لشؤون التربية البدنية محسن مهر عليزادة وهو تركي أذري(إصلاحي) فقد مارس نشاطه الانتخابي مستعينا باثنين من أبناء قوميته وهما : رضا زادة البطل العالمي لرفع الأثقال وعلي دائي قائد الفريق القومي لكرة القدم ، وقاموا أثناءها بجولة قاموا بها في المحافظات والمدن التي يقطنها الأتراك الاذريون في إيران. كذلك سعى المرشح المحافظ الذي انسحب ، وهو القائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي إلى خطب ود القوميات من خلال زيارات قام بها لمؤسسات مدنية خاصة بالعرب الاهوازيين وللمحافظات التي تقطنها أغلبية تركية أذرية،علما أنه ينحدر وهو الفارسي، من إقليم خوزستان ذي الأغلبية العربية، ودعا موقعه على الإنترنت(بازتاب) إلى فتح ملف القوميات في إيران والتحدث عن مشاكل غير الفرس ، دون خوف، وذلك بعد احداث الأهواز. وتعرض رضائي إلى انتقادات حادة من ناشطين عرب أسسوا لهم مواقع على الإنترنت،خُصصت للحديث عن " أزمة القوميات". لكن المرشح الآخر للمحافظين(آنذاك)، احمد توكلي النائب في البرلمان الحالي الذي يهيمن عليه المحافظون، فشل في أن يجتمع إلى نخب من القوميات، وهو متهم من قبل القوميين غير الفرس ، بنزعة قومية ضدهم وضد مايقولون إنها تطلعات مشروعة. (انسحب عن الانتخابات) وسجل لوزير التعليم العالي السابق (الإصلاحي) مصطفى معين أنه كان أول من ضمّن في برنامجه الانتخابي، مسائل تخص حقوق الأقليات والقوميات، وأثار بذلك حفيظة تيار متشدد من المحافظين لأنه لم يُشر إلى المادتين 15 و19 من الدستور التين تتحدثان عن الحقوق القومية. ووصف هاشمي رفسنجاني وهو الآن رئيس مجلس مصلحة النظام ، وأبرز الهخاسرين في تلك الانتخابات، حركة القوميات غير الفارسية ودورها في الانتخابات بالخطير مؤكدا أنها يمكن أن تخترق الوحدة الوطنية الإيرانية. وقال انه يشعر بالقلق إزاء تنامي ظاهرة نشاط القوميات غير الفارسية في إيران. والأهم من كل ذلك فان آية الله احمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور المسؤول عن تأهيل المرشحين للانتخابات ،كان حذر المرشحين مما أسماه بـ اللعب بورقة القوميات غير الفارسية قائلا "يبدو من القرائن والشواهد أن البعض يقوم بإثارة الأحاسيس القومية لدى القوميات من اجل تجميع الأصوات في الانتخابات الرئاسية. فهناك قوميات وطوائف عديدة تسكن هذا البلد وتعمل بود وأخوة، حيث يعرف عقلاء هذه القوميات انه يجب أن تكون هناك وحدة بين القوميات والطوائف وذلك من أجل بقاء البلاد والنظام. فلا يمكن العيش دون الوحدة لأننا لا نستطيع أن نخوض حربا أهلية حيث على النظام أن يمنح حق الجميع". واعتبر جنتي أن أي عمل يمس بالوحدة الوطنية الإيرانية يعد خيانة لاتُغتفر. عموما ... تحدثت أنباء عن نية الإدارة الأمريكية إنشاء معسكرات تدريب لـ10 آلاف كردي من شرق كردستان إيران، وإعدادهم للمشاركة في مشروع(لم يتأكد بعد) يرمي إلى تكرار تجربة العراق، لإسقاط النظام. لكن المكتب السياسي لمنظمة الشغيلة الثورية لكادحي كردستان (كومله) نفى هذه الأنباء التي نقلتها صحيفة (صفحة بيامنير) الكردية ،وذكر بيان بهذا الخصوص لـ (كومله) أنه لم تجري أية اتصالات بهذا الشأن مع الإدراة الأمريكية، رغم أن المنظمة " تؤمن بالكفاح المسلح ... الا أنها ومن أجل عدم تعريض جنوب كردستان/ العراق إلى أية مخاطر فأنها أوقفت عملياتها العسكرية و تواجدها العسكري على ارض جنوب كردستان". هذا النفي تكرر سابقا أيام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وكأن التاريخ يعيد نفسه، الأمر الذي يجعل السلطات الإيرانية تنظر بعين الشك والريبة إلى المشاريع المطروحة لمناقشة ملف القوميات، وتحديدا بعد لقاءات كثرت مؤخرا، بين ناشطين من القوميين العرب مثلا، وكبار المسؤولين في بريطانيا والإدارة الأمريكية، ومؤتمرات وندوات نظمت على أساس قومي، ورعتها لندن وواشنطن. فمثلا فان المعارضة التي لا تعترف بها السلطة، وكانت قد حظرت أحزابها ومنعتها من العمل السياسي، واعتبرتها تنظيمات محظورة،عقدت في لندن، يومي 19 و20 من شباط/فبراير الماضي مؤتمرا ناقشت فيه قضية القوميات.في إيران. وقد خرج المؤتمر بالدعوة إلى إقامة جبهة وطنية تضم القوميات الإيرانية من فرس، وكرد وعرب وبلوش وآذريين وتركمان ، لكن خلافا نشب بين دعاة المطالبة بحق تقرير المصير، أي تفكيك إيران، وبين أولئك الذين يحسبون للظروف الموضوعية حسابا ويكتفون حاليا بالدعوة إلى إقامة نظام ديمقراطي تعددي في إيران، وكلاهما متفق على أن ذلك لن يتحقق إلا بعد إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية. فقد نادى المؤتمر بالإطاحة بالنظام الإسلامي في إيران، كشرط أولي لإقامة حكومة فيدرالية وديمقراطية ،وبالفصل الكامل بين الدين والدولة. وتعهد بـ" النضال" ضد الإرهاب، وأسلحة الدمار الشامل في المنطقة، بما يشير إلى هوية القائمين عليه والجهات التي تدعمهم . ووقع على البيان الختامي سبع منظمات من مجموع 17 حضرت وذلك بسبب الخلاف حول نقطتين جوهريتين هما : حق تقرير المصير و الرغبة في إنشاء كيانات سياسية قومية مستقلة في حال وافقت الشعوب، و الفيدرالية والتعددية في ظل نظام موحد وإقامة نظام فيدرالي ضمن إطار إيران. أما الموقعون فمثّلهم : الحزب الديمقراطي الكردستاني و منظمة الشغيلة الثورية لكادحي كردستان - كومله وحزب الشعب البلوشي والجبهة المتحدة لشعب بلوشستان ومنظمة الدفاع عن حقوق الشعب التركماني وحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي والحركة الفيدرالية الديمقراطية الأذربيجانية. أما المنظمات التي حضرت المؤتمر فكانت - الحزب الديمقراطي الكردستاني- حزب الشعب البلوشي - منظمة الشغيلة الثورية لكادحي كردستان - كومله - الجبهة الوطنية الأذربيجاني- حركة الفدرالية الديمقراطية الأذربيجانية - حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي – الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي - منظمة الإتحاد الوطني لأذربيجان الجنوبية- المؤتمر العالمي للأذربيجانيين- حركة اليقضة في أذربيجان الجنوبية - اتحاد الثوريين في كردستاني - جبهة بلوشستان المتحدة - منظمة الدفاع عن حقوق الشعب التركماني- حزب الاستقلال في أذربيجان الجنوبية. وقبل سقوط النظام العراقي السابق، كان الحديث عن إقامة جبهة للقوميات، مجرد حلم يراود القوميين الإيرانيين الذين أخفقوا في خطوات عديدة لأن شعارات الجمهورية الإسلامية الأممية وبنود الدستور الذي اعترف بحق القوميات وبتولي الأكفاء المسؤولية في البلاد أفشل مخططاتهم ، وأيضا بسبب اختلاف البرامج والمناهج السياسية، وأساليب العمل المعارض لنظام الجمهورية الإسلامية بين منظمات مسلحة وأخرى سياسية ،وضعف بعض التنظيمات واعتمادها بالمطلق على العامل الخارجي الذي يجعلها عرضة للاتهام بالتعاون مع الأجنبي ، وأيضا بسبب علاقات إيران الممتدة القوية إقليميا ودوليا، والرهان الأمريكي على إعادة العلاقات معها، ومحاورتها بدلا من العمل على إسقاط نظامها. ويمكن القول إن الولايات المتحدة كانت ترغب قبل انهيار الاتحاد السوفيتي،بإيجاد أي نوع من أنواع التعاون مع إيران ، لمواجهة التغلغل الشيوعي إلى المياه الدافئة في الخليج، وقد نهجت ،بُعيد عام 1992 سياسة احتواء إيران للحيلولة دون تصدير ثورتها الإسلامية إلى الخارج، ومارست معها في الوقت نفسه بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، مضايقات عدة عبر محاصرتها وتضييق الخناق عليها بدء من آذربيجان ومرورا بمياه الخليج التي انتشرت بها البوارج الحربية الأمريكية القادرة على ضرب إيران ، ونقل قوات للتدخل السريع فيها، وليس انتهاء بأفغانستان وتركيا والعراق، بعد 9 نيسان عام 2003 . محاولات فاشلة انتصار الثورة الإسلامية في إيران في شباط عام 1979 دفع بقوى سياسية من جميع القوميات الإيرانية إلى عقد مؤتمر في طهران بعد أيام قليلة جدا من سقوط نظام الشاه وشارك فيه: الحزب الديمقراطي الكردستاني والمنظمة الثورية لكادحي كردستان " كومله، والمركز الثقافي للشعب العربي الأهوازي و مندوبين عن منظمة تقدمي الشعب العربي الأهوازي، وممثلين عن الآذريين من آذربيجان، و المركز الثقافي السياسي للشعب التركماني والمنظمة الديمقراطية للشعب البلوشي والتنظيم البلوشي الموحد - بيت البلوش. وخرج المؤتمر بوثيقة من 11 مادة ، نصت المادة الأولى منها على إن إيران بلد متعدد القوميات، وهذه القوميات هي القومية الآذرية في أذربيجان والقومية الكردية في كردستان القومية العربية في خوزستان والقومية البلوشية في بلوشستان والقومية التركمانية في صحراء التركمن بالإضافة إلى القومية الفارسية. ودعت المادة الثانية إلى قيام حكومة فيدرالية مركزية إيرانية تدار من قبل مناطق الحكم الذاتي المتساوية في الحقوق.إما المادة الثالثة فقد أكدت على تعيين مناطق الحكم الذاتي على أساس اللغة، والثقافة و الأرض والخصائص الاقتصادية المشتركة إما المادة الرابعة فتضمنت كيفية انتخاب مجالس الحكم الذاتي، والمادة الخامسة عينت مهام هذه المجالس والمادة السادسة كيفية انتخاب هذه المجالس إما المادة السابعة نصت على استقلال القضاء وتفكيك السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية و القضائية) عن بعضاهما البعض والمادة التاسعة أوكلت الأمور المتعلقة بالسياسة الخارجية والدفاع الوطني وغيرها من المسائل الحساسة الى الحكومة الفيدرالية المركزية المنتخبة. وطالبت المادة العاشرة الحكومة الفيدرالية العمل على إزالة التخلف الاقتصادي والاجتماعي الذي لحق بالقوميات الإيرانية في العهود السابقة. وأخيرا نصت المادة الحادية عشرة على إن السلطات المحلية في مناطق الحكم الذاتي إضافة إلى إدارة المناطق الذاتية ملزمة أيضا بتنفيذ السياسات العامة للحكومة الفيدرالية المركزية وعليها إن تبذل قصارى جهودها من اجل تحكيم أواصر الصداقة والتعاون والتضامن بين كافة أبناء الشعوب الإيرانية. وقد اصطدمت هذه المطالب برفض من الجمهورية الإسلامية التي شككت بنوايا المنظمات التي أصدرت الوثيقة ، واعتبرت أنها تحركت من منطلقات قومية" لا تتوافق مع الرؤية الإسلامية التوحيدية". وحصل في تلك الأيام أٍن بعض الأقاليم خصوصا في كردستان وخوزستان وبوشستان ، شهدت اضطرابات، اتهمت "الثورة" الإدارة الأمريكية والنظام العراقي السابق بتأجيجها، ما دفع السلطات الجديدة إلى رفض دعوات الفيدرالية القومية جملة وتفصيلا، بل والتشكيل في مطلقيها ومحاكمتهم بتهمة الخيانة. جمهوريتان في مهاباد وأذربيجان ينظر العديد من الإيرانيين المنحدرين من قوميات غير فارسية، إلى أن الدولة الإيرانية الحديثة نشأت في عهد رضا خان والد الشاه المخلوع، بمساندة مباشرة من بريطانيا لإيجاد خلل واضح في التوازن القومي لصالح القومية الفارسية على حساب باقي القوميات.وأدى هذا الخلل إلى بروز حركات قومية وانتفاضات طوال العقود الثمانية الماضية. وتعد ثورة" الميرزا كوجك خان" أو ثورة جنكل أي الغابة،ورغم أنها لم تعكس إحباطا قوميا، من أهم البدايات التي واجهت الدولة القومية الايرانية ،الا أنها مهدت لثورات انطلق عدد منها على أساس قومي ومنها ثورة الكنليل التركي محمد تقي خان بسيان في منطقة خراسان، وثورة "محمد خياباني" في أذربيجان و "دوست محمد خان" في بلوشستان و "إسماعيل سميتقو" في منطقة الأكراد الشكاك. وفي إقليم العرب حصلت انتفاضة عام 1928 وقد كانت محدودة ببعض المدن وقادها "محيي الزئبق" ، وأدى فشلها إلى هجرة قسرية للسكان العرب إلى وسط و شمال إيران،والى العراق. ولم تهدأ المشاعر القومية إذ قاد الشيخ "حيدر الكعبي في منطقة الميناو والأهواز ما وصف في حينه بالتمرد الذي كانت نتائجه إعدام الشيخ " حيدر الكعبي" وعددا من رفاقه. وبعد الحرب العالمية الثانية شهدت منطقة أذربيجان انتفاضة قومية شاملة بقيادة الزعيم الآذري "جعفر بيشه وري" وأدت إلى تأسيس "جمهورية أذربيجان" التي كان عمرها أكثر من سنة في المناطق التي تقطنها أغلبية تركية أذرية شمال غرب إيران. وكذلك شهدت منطقة كردستان انتفاضة قومية من قبل الشعب الكردي و بقيادة الزعيم الكردي "محمد قاضي" وكانت نتيجة تلك الانتفاضة هي "جمهورية مهاباد" الكردية.. وقد تمكن الشاه محمد رضا من القضاء على الجمهوريتين،واستغل انتصاره ليمنع نشر الكتب والصحف باللغات غير الفارسية، وأصدر أوامر صارمة بمنع التخاطب في المؤسسات الحكومية بغير اللغة الفارسية. الإصلاحات والقوميات لا يمكن إنكار أن الحركة الإصلاحية التي قادها الرئيس الحالي محمد خاتمي منذ مايو/أيار عام1997 والتي عُرفت بالثاني من خورداد (الشهر الثاني في الروزنامة الإيرانية)، أعطت دفعة قوية للتيارات القومية، فنشأت أحزاب وجمعيات شارك قادتها في الحكم أو بالتمثيل داخل البرلمان قبل إقصاء معظمهم بل جميعهم في الانتخابات التشريعة التي جرت في شباط/فبراير من العام الماضي. وحاول نفر من الإصلاحيين في وزارة الداخلية العمل للسماح بشكل واسع بنشاط الأحزاب غير الفارسية في إطار ما يسمح به الدستور الإيراني ، انطلاقا من أن الاتجاهات الانفصالية والاستقلالية بين القوميات الإيرانية غير الفارسية، انخفضت في المناطق التي تقطنها القوميات غير الفارسية كأذربيجان وكردستان وخوزستان ، في فترة رئاسة خاتمي الذي أطلق الحريات رافعا شعار تعزيز سلطة القانون. وتوقعت دراسات لإصلاحيين معتدلين من جمعية علماء الدين المناضلين(روحانيون مبارز) التي ينتمي لها خاتمي ووزير داخليته عبد الواحد موسوي لاري ونائبه السابق محمد علي أبطحي ورئيس البرلمان السابق مهدي كروبي، أن النزعات الانفصالية في الأقاليم غير الفارسية ستبدو ضئيلة ذا طبقت الحكومة المادتين 15و19 من الدستور،اللتين لا تعارضان إطلاقا إنشاء أحزاب قومية فيها. إلا أن الإصلاحيين القوميين من ورثة الزعيم الراحل محمد مصدق ، وباتوا يملكون نفوذا قويا في إيران من ذوي النزعات المتطرفة ، ينظرون بأفق ضيق إزاء قضية القوميات ،ويرفضون تطبيق المادتين و15 و19 من الدستور، وهم يروجون لنظرية إيران ذات قومية واحدة ولغة واحدة وثقافة واحدة. ويمثل هؤلاء تيار متطرف داخل جبهة المشاركة الإسلامية الإصلاحية التي يتزعمها شقيق الرئيس ، وحزب بان ايرانيست وحزب الأمة الإيرانية (حزب ملت إيران) وتيار متطرف داخل الجبهة الوطنية(جبهة ملي) التي حكم الإمام الخميني الراحل بارتدادها لمعارضتها قانون القصاص،ومعظم زعماء حركة تحرير إيران(نهضت أزادي) المحظورة والتي تملك دورا للنشر وصحفا تصدر داخل إيران بتراخيص ملفوفة. وبشكل عام فان الإصلاحيين (عدا الأصوليين الإسلاميين منهم كتيار الرئيس خاتمي) هم أبعد ما يكونون إلى تطلعات الحركات القومية،رغم المرونة الظاهرة في خطابهم السياسي. وإذا كان المحافظون متأثرين تماما بالإسلام، نجد أن الإصلاحيين يقعون تحت تأثير الإسلام والقومية الفارسية بما يجعلهم من الناحية العقيدية الأبعد إلى تطلعات القوميات الأخرى. تاريخ إيران "إيران وفارس" اسمان استعملا للدلالة على قطر واحد، ولكنهما ليسا مترا دفين تماماً، فلما هاجرت الأقوام الآرية من موطنها الأصلي جنوبي بحر الأورال إلى الهضبة المرتفعة الواقعة أسفل بحر قزوين، سموا الموطن الجديد "إيران" ومعناها "موطن الآريين". ويمكن تقسيم تاريخ إيران القديم إلى ثلاث مراحل: 1- حقبة ما قبل التاريخ: وتبدأ من حوالي100.000 سنة قبل الميلاد و انتهت تقريباً مع بداية الألف الأول قبل الميلاد. 2- حقبة التاريخ البدائي: وتغطي تقريباً النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد. 3- حقبة الأسر الحاكمة (من القرن السادس إلى القرن الرابع قبل الميلاد): عندما أصبحت إيران في بؤرة ضوء التاريخ المدون. حقبة ما قبل التاريخ العصر الحجري القديم: وأول شواهد هذا العصر موجودة على حفريات في جبال زك روس غرب إيران، والتي تعود إلى حوالي 100.000 سنة قبل الميلاد. العصر الحجري الحديث: تشير الدلائل أن منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة كانت إحدى أقدم المناطق في العالم القديم التي مرت بما يسمى ثورة العصر الحجري الحديث. حيث شهدت هذه الثورة نمواً في نمط الحياة الزراعية الريفية المستقرة التي تعتمد أساساً على الزراعة والرعي. وهذه الشواهد يعود تاريخها إلى الألفية الثامنة والسابعة قبل الميلاد. وفي سنة 6000 قبل الميلاد تقريباً انتشرت هذه الأنماط من الحياة الزراعية والرعوية في أنحاء كثيرة من الأراضي الإيرانية. الألف الخامس إلى منتصف الألف السادس قبل الميلاد: هناك القليل من المعلومات عن حضارة تلك الحقبة. ويميل الباحثون إلى التركيز على حقبتي العصر الحجري الحديث والعصر البدائي، والأدلة المتناثرة على وجود تطورات ثقافية وفنية هامة في العصرين النحاسي والبرونزي الأول. أواخر الألف الثالث والألف الثاني قبل الميلاد: تتميز بداية هذه الحقبة عموماً بعزلة ملحوظة للهضبة أكثر من التي قبلها، بينما تميز النصف الأخير منها بحالات جديدة واضحة من التمزق، فريدة في التاريخ الإيراني، مهدت الطريق لتطورات في عصر التاريخ البدائي. ففي شمال ووسط غرب إيران تطورت الحضارات المحلية إلى حالة من العزلة النسبية نتيجة للأحداث الجارية في أماكن أخرى. حقبة ما قبل الأخمينيين 8000 ق م: حيث مكنت الثورة الزراعية من إقامة مستعمرات دائمة وتكوين حضارات مزدهرة. فقد أصبحت شبه الهضبة الإيرانية مهداً لواحدة من أقدم الحضارات في التاريخ. 5000 ق م: تشير بعض آثار هذه الحقبة إلى تقدم صناعة النبيذ. 3900 ق م: مدينة سيلك Silk (بالقرب من كاشان)، وهي أول مدينة بُنيت على الهضبة الإيرانية. 1500-800 ق م: طوائف الميديين والفرس، وهم من البدو الآريين الرحل الذين سكنوا شبه الهضبة الإيرانية قادمين من آسيا الوسطى. وقد استقر الميديون في غرب إيران، وأصبحوا هم والفرس في الجنوب خاضعين، في البداية، للدولة الآشورية، ولكنهم سرعان ما استقلوا بأنفسهم ثم قهروا الدولة الآشورية. 1000 ق م: النبي الفارسي زرادشت كان أول الأنبياء الذين قالوا بوجود إلهين، واحد يمثل الخير والآخر يمثل الشر. الدولة الأخمينية 559-530 ق م: أسس كورش (كور وش) إمبراطورية فارس عام 550 قبل الميلاد، وكانت أول إمبراطورية عالمية. 539 ق م: استسلمت بابل سلمياً لقورش ورحبت به محرراً لها بسبب سياساته اللينة. فحرر اليهود من السبي البابلي. وقد توفي قورش عام 529 ق.م. 522-486 ق م: توج حكم الملك "دارا" عام 521 ق.م ذروة إمبراطورية فارس. أسس دارا إمبراطوريته على النظام المرزباني (مشابه للحكومات القومية والمحلية). حيث أنشأ الطرق والموانئ والبنوك، كما بنى نظام ري تحت أرضي. كذلك تميز عصر دارا بازدهار اقتصادي، حيث عرف أقدم شكل من أشكال العملة في التاريخ "الداريك"، بالإضافة إلى توحيد الموازين والمقاييس وتنظيم القوانين التجارية وتشجيع التجارة العالمية ورفع مستوى اقتصاد الإمبراطورية الفارسية إلى مستوى لم يسبق له مثيل من الرخاء. 490-479 ق م: خلال الحروب التي خاضتها مع فارس، لم تشكل الدول المدينية اليونانية أي تهديد لقلب الإمبراطورية الفارسية. فالذي لم تحققه فارس من خلال الحرب، حصلت عليه من خلال الدبلوماسية. فبعد انتهاء الحروب اليونانية الفارسية استطاع ملوك فارس تقليب شعبي أثينا وسبارطة على بعضهما في حروب استمرت 150 عاما. وكان للدعم المالي والبحري الذي قدمته فارس إلى إسبارطة عظيم الأثر في انتصارها على أثينا في الحرب الكبرى. ثم بدأت فارس في تقديم العون لأثينا. وكان النفوذ الفارسي واضحاً، لدرجة أنه طُلب من الملك الفارسي أرتاكسركسس الثاني التوسط بينهما، والتوصل في النهاية إلى اتفاقية سلام عام 387 قبل الميلاد. 550-334 ق م: أصبحت إمبراطورية فارس القوة العالمية المهيمنة لما يزيد على قرنين من الزمان. فقد كان لها السبق في التقريب المتواصل بين الشرق والغرب. وكانت أول إمبراطورية عالمية متسامحة دينياً. فقد تعدد بها الكثير من اللغات والأعراق والديانات والثقافات. وقبل سطوع نجم الإمبراطورية الرومانية، كان لفارس قصب السبق في التأكيد على سطوة القانون، وإنشاء جيش مركزي قوي، وحكومة دولة فعالة ونظامية. حكم الإسكندر إلى دولة البارثيين 334 ق م: غزا الاسكندر الأكبر المقدوني فارس المتمثلة في الدولة الأكمينية وأسقطها. وبعد انتصاره على الجيش الفارسي أمر بإعدام كثير من الفرس وأحرق مدينة برسيبوليس انتقاماً لحرق مدينة أثينا. وكان يعتبر نفسه خليفة للملوك الأخمنيين . قلد عادات البلاط الفارسي وحاول تكوين ثقافة جديدة مزجت بين الفارسية والإغريقية (الهلينية). 323 ق م: وفاة الإسكندر. ورغم أنه كان عسكرياً فذاً، إلا إنه كان يفتقر إلى المهارات الإدارية. وبعد وفاته بفترة وجيزة، قسمت إمبراطوريته بين الجنرالات المتنافسين. وكان من أبرز ما ورثه بعد انتصاره على فارس هو تقديمه النموذج الإمبراطوري الفارسي للغرب وتبني الإمبراطورية الرومانية له بعد ذلك، خاصة ما يتعلق بحكم الدولة والقانون. 323-141 ق م: قيام الدولة السلوقية، نسبة إلى سلوق أحد جنرالات الإسكندر، والتي كانت تضم آسيا الصغرى وبلاد الشام والعراق وإيران، وشيد له عاصمة جديدة باسم "سلوقية" على نهر دجلة في العراق، والقسم الغربي وأسس له العاصمة "أنطاكية" على نهر العاصي. تناوب على مملكة السلوقيين ثمانية عشر ملكاً. 247 ق م-224م: دولة البارثيين، ويعرفون في التاريخ أيضاً باسم "الأرشكيين" نسبة إلى ملكهم الأول، وهي مملكة قبلية من قبائل الساكا في شمال شرق إيران، هزمت السلوقيين وبسطت سيطرتها على جميع بلاد فارس. مؤسس هذه الدولة هو "أرشك" الأول الذي أصبح بعد ذلك لقباً لجميع الملوك البارثيين كاسم قيصر الروم. وخاضوا حروباً عدة ضد الرومان. وأدى نصرهم عليهم في عام 53 قبل الميلاد إلى بروزهم كقوة عظمى آنذاك. ورغم طول حكم البارثينيين الذي ناهز الخمسة قرون، إلا إن حضارتهم لم يتبق منها شيء يُذكر، باستثناء بعض الآثار الفنية البسيطة. الدولة الساسانية 224م: أسس أردشير الأول حكم الساسانيين. وأحيا الساسانيون الحضارة الفارسية والزرادشتية وبذلوا جهداً ملحوظاً لإعادة تقاليد الأخمينيين. وأقاموا علاقات تجارية مع عدويهم اللدودين الرومان/البيزنطيين والصينيين. وتشير الحفريات المكتشفة في الصين إلى العملات الساسانية الفضية والذهبية التي كانت مستخدمة لعدة قرون. ويحتل أردشير مكانة كبيرة لدى الإيرانيين باعتباره موحد الأمة الإيرانية وباعث الدين الزرادشتي ومؤسس الإمبراطورية البهلوية. توفي أردشير عام 240م وخلفه ابنه شابور. 260م: غزا شابور الأول للإمبراطورية الرومانية وأسر الإمبراطور الروماني فاليريان. كما أنشأ مركز "جندي شابور للتعليم العالي. وأعاد تنظيم الإمبراطورية، وأقام سد شستر، وأنشأ العديد من المدن، منها "نه شابور" (نيسابور الحالية). 274م: ظهر ماني، مؤسس مذهب (المانوية) وهي فلسفة تجمع بين المذاهب والفلسفات والأديان 301-310م: جلوس هرمز الثاني على عرش إيران، وقتل في إحدى المعارك مع العرب عام 310 م. 28 م: ظهور الداعية مزدك، في عهد حكم قباد بن فيروز، وعرض عليه نوعاً من الشيوعية في المال والنساء وقبل قباد مذهبه بهدف الحد من نفوذ النبلاء ورجال الدين. وأدت أفكار مزدك إلى حدوث صراع طبقي كبير بين الفلاحين والنبلاء. ويمكن اعتباره أول "شيوعي/اشتراكي" في العالم. 531-579م: تولى كسرى أنو شيروان حكم إيران بعد وفاة أبيه وقد استطاع في بداية حكمه القضاء على فتنة أتباع مزدك وأعاد الاستقرار إلى الأوضاع في إيران. 570م: ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم. 622م: هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وبداية الحضارة الإسلامية. 629-632م: تناوب على عرش الإمبراطورية الساسانية أختان هما بورانداخت ابنة خسرو برويز وأختها أزارماداخت. ووقعت بورانداخت معاهدة سلام مع البيزنطيين. من الفتح الإسلامي إلى الدولة البهلوية 642م: انتصر المسلمون على الفرس في موقعة نهاوند وانتهى حكم الأسرة الساسانية بعد مدة بلغت 416 عاماً ودخل الشعب الإيراني في الإسلام وقبل ولاية العرب المسلمين. 661م: قتل علي بن أبي طالب، آخر الخلفاء الراشدين وبداية الخلاف بين السنة والشيعة حول القيادة الإسلامية، ورغم أن فارس لم تصبح دولة شيعية إلا بعد تسعة قرون منذ ذلك الوقت، إلا إن هذا الصدام كان بالغ الأهمية في التاريخ. 661-750 م: قيام الخلافة الأموية وخضوع جميع الأراضي المفتوحة خضوعاً تاماً. واستخدام الحروف العربية في الكتابة الفارسية إلى يومنا هذا. 680م: قتل الحسين بن علي بن أبي طالب على يد الأمويين في كربلاء. 696م: اللغة العربية أصبحت اللغة الرسمية للأمة الإسلامية. 750م: ساهم الإيرانيون في إسقاط الخلافة الأموية وساعدوا في قيام الدولة العباسية. وانتقلت عاصمة الخلافة من دمشق إلى بغداد. 750-1258م: اعتماد الخلافة العباسية على الوزراء والبيروقراطية الفارسية في كثير من وظائف الدولة. وتغلغل التقاليد الفارسية في نظام الحكم العباسي. وأصبح لأسرة البرامكة الفارسية شأن كبير في النظام السياسي العباسي وتقلد كثير من أفرادها مناصب وزارية هامة في الدولة العباسية. بلغت الدولة الإسلامية ذروتها إبان الحكم العباسي. العصر الذهبي للحضارة الفارسية 820-1220م: بدأت قبضة الحكم العربي على فارس تضعف، حيث وصلت ممالك فارسية محلية متعددة إلى سدة الحكم وأقامت دويلات مستقلة في بلادهم، مثل الطاهريين (821-873)، والصفاريين (867-903)، والسامانيين (873-999)، والزياريين (928-1007)، والبويهيين (945-1055). ثم تبعتهم الأسر التركية ذات الثقافة الفارسية مثل الغزنويين (962-1186)، والسلاجقة (1038-1153)، والدولة الخوارزمية (1153-1220). ومرة أخرى أصبحت فارس مركزاً للفن والأدب والعلوم. وكان للفرس أثر كبير في ازدهار الحضارة الإسلامية. 840-1206م: برز في هذه الحقبة نخبة من علماء المسلمين مثل ابن سينا في الطب وعلوم أخرى ، وسيبويه في علم النحو، والخوارزمي، في الفلك والجبر، والرازي في الطب ، والفردوسي في الشعر وكان شاعرا قوميا فارسيا يكره العروبة والإسلام وهو صاحب القصيدة المشهورة "عجم زنده كردم بدين بارسي". عهد المغول 1220م: قيادة تموجين أو جنكيز خان، كما لقب نفسه، لقبائل المغول عبر آسيا، واكتساحه البلاد الإيرانية من الشرق إلى الغرب والجنوب بعد أن سيطر على الصين، وقتل ملايين الإيرانيين وحرق الكثير من القرى والمدن حتى قال الإيرانيون عن المغول أنهم جاؤوا وقتلوا وحرقوا ونهبوا وذهبوا. 1227م: وفاة جنكيز خان، وتقسيم إمبراطوريته بين أبنائه. 1258-1353م: استيلاء هولاكو خان المغولي على بغداد وقتله الآلاف من الناس وحرق قصور الخلفاء ومساجدهم ومقابرهم ومكتبة بغداد الشهيرة وأعدم آخر خلفاء العباسيين. ثم تقدم المغول إلى الشام إلا إنهم هزموا على يد المصريين في موقعة عين جالوت الشهيرة فانسحبوا إلى مراغة في الشمال الغربي من إيران وأسسوا دويلتهم تحت اسم دولة الإيلخانيين. 1267م: وفاة هولاكو. 1207-1292م: ظهور بعض الشخصيات التاريخية مثل جلال الدين الرومي، الشاعر الصوفي الكبير، ونصير الدين الطوسي، عالم الفلك والفيلسوف، والسعدي، صاحب ديواني البستان والجولستان. 1295م: تولى غازان خان، حفيد هولاكو، العرش وكانت فترة حكمه العهد الذهبي للمغول في إيران حيث كان أول قائد يعتنق الإسلام وصار طابع البلاط في مدينة تبريز العاصمة إسلامياً فارسياً تماماً، وكانت الإدارة الرشيدة والرخاء أهم مميزات عهده. وساعدت إمبراطورية المغول المترامية في تسهيل تبادل الأفكار والبضائع بين الصين والهند وفارس. 1304م: توفي غازان وخلفه أخوه أولجيتو حتى توفي عام 1316م، وكان قد عُمد أثناء طفولته على أنه نصراني ولكنه اختار الإسلام بعد ذلك واتخذ لنفسه اسم محمد خدابنده وبنى مدينة السلطانية بالقرب من قزوين والتي صارت عاصمة الإيلخانيين بعد تبريز، وهو اول ملك اختار المذهب الشيعي الاثنى عشري كمذهب رسمي للدولة الايرانية ،بينما فرضه بالقوة على الناس شاه اسماعيل الصفوي. وفي هذه الفترة ظهرعالم البصريات الشهير كمال الدين فارسي صاحب نظرية الانكسار والانعكاس. وكذلك الشاعر الغنائي الكبير شمس الدين حافظ الشيرازي ألمع شخصية أدبية ظهرت في ذلك العصر وأشهر أعماله "الديوان". عهد التيموريين 1405م: غزا تيمور لنك المغولي التركي إقليم فارس كله واستولى على حلب ودمشق وجعل سمرقند عاصمة له. واتسمت فتوحاته بالقسوة والتخريب والوحشية، ولكنه رغم ذلك اهتم بالفنون وجعل من سمرقند تحفة معمارية. الدولة الصفوية 1501-1524م: تنسب إلى صفي الدين الأردبيلي الذي كان من شيوخ الصوفية التقليديين وكان شافعي المذهب. أما مؤسسها فهو إسماعيل ميرزا أو الشاه إسماعيل الأول، حيث سار إلى تبريز وهزم القبائل الموجودة فيها وجعلها عاصمته. وأعلن المذهب الشيعي الاثنى عشري مذهباً رسمياً للدولة. واستخدم كل ما أوتي من قوة لفرض مذهبه في جميع أنحاء إيران. ثم خلفه ابنه طهاسب الأول فأكمل ما بدأه أبوه ولكنه اختار أسلوب الإقناع والتأثير في نشر المذهب بدلاً من العنف والقهر. واستمرت الحروب بين الصفويين الشيعة والعثمانيين السنة مدة طويلة، ويبدو أن الضغط الخارجي سواء من جانب العثمانيين في الغرب وقبائل الأوزبك القوية في الشرق ضد الصفويين كان عاملاً مؤثراً في توحيد إيران والتفاف شعبها حول ملوك الصفويين والمذهب الشيعي. 1587-1629م: نقل الشاه عباس ملك الدولة الصفوية إلى أصفهان، حيث صارت مركزاً حضارياً متميزاً في مختلف ميادين العلم والفن والعمارة والأدب، وازدهرت في عهده علاقات إيران بأوروبا وكثر السفراء في بلاطه. 1722م: غزو محمود خان، شيخ قبيلة أفغاني لفارس والاستيلاء على أصفهان دون مقاومة فعلية وبذلك ينتهي حكم الصفويين. 1729-1747م: اعتلى نادر قلي، الملقب بنادر شاه، عرش إيران وصار مؤسساً للدولة الأفشارية. وهزم الأفغان والعثمانيين والروس والهنود ووحد دولته. ثم ما لبث أن تمزق ملكه وانهارت آلته الحربية بعد قتله بيد أحد حراسه. 1747-1779م: سيطر كريم خان زند على الأجزاء الوسطى والجنوبية لإيران ونجح في صد القاجاريين، واهتم بعاصمته شيراز. الدولة القاجارية 1795م: كان القاجاريون إحدى القبائل السبع التي ساعدت أول ملوك الصفويين. نجح قائدهم آغا محمد خان في توحيد فروع القبيلة بالعنف والقتل، فقوي أمره واستطاع الاستيلاء على طهران وجعلها عاصمة لملكه. 1813 و 1828م: نتج عن الاستعمار الأوروبي تغلغل الإنجليز والروس في الشؤون الإيراينة. فقد سلم القاجاريون القوقاز (جورجيا وأرمينيا وأذربيجان حالياً) إلى الروس في معاهدتين منفصلتين: معاهدة جلستان عام 1813، ومعاهدة تركمان جاي عام 1828. وأرغم القاجاريون على سن قانون الامتيازات الأجنبية، والتي بموجبه أعفى جميع الرعايا الأجانب من المثول أمام القضاء الإيراني، الأمر الذي جعل الشعب الإيراني يشعر بالمذلة والإهانة. منذ ذلك الوقت وحتى مطلع القرن العشرين أصبحت إيران موزعة بين المصالح المتعارضة لروسيا وبريطانيا، فكانت روسيا تبني سياستها على أساس التوسع في آسيا وتطمع أن يكون لها ميناء في المياه الدافئة في الخليج، بينما سعت بريطانيا إلى السيطرة على الخليج وجميع الأراضي المجاورة للهند. 1834-1848م: حكم محمد شاه حفيد فتح علي شاه، ومحاولة روسيا في عهده خطب ود إيران حتى تتمكن من دعم نفوذها في ولايات القوقاز وتركستان. ظهور حركة البابية الدينية في عهده. 1847-1896م: حكم ناصر الدين شاه، ابن محمد شاه. وامتاز عهده الطويل بالعلاقات الودية مع روسيا، مما أثار بريطانيا وأعلنت الحرب على إيران وعجزت روسيا عن مساعدة إيران فاضطر ناصر الدين شاه إلى الاستسلام ، وأبرمت معاهدة باريس عام 1858، والتي بمقتضاها اعترفت إيران باستقلال أفغانستان، ومنحت المعاهدة امتيازات وحقوقاً تجارية لبريطانيا في إيران. 1872م: حصل البارون رويتر البريطاني على امتياز من ناصر شاه يعطي بريطانيا الحق في إنشاء السكك الحديدية وطرق المواصلات، واستغلال الثروة المعدنية والبترول سبعين سنة، كما أعطتها الحق في الإشراف على الأعمال الجمركية لمدة أربع وعشرين سنة. 1882م: فتحت السفارة الأميركية في طهران، وظفرت خمس عشرة دولة أجنبية بحقوق وامتيازات لرعاياها المقيمين في طهران خلال الفترة من 1855-1900. 1896م: قتل ناصر الدين شاه وتولى مكانه ابنه مظفر الدين شاه الذي انصرف إلى ملذاته، واضطرت الحكومة إلى أن تطلب قرضاً من روسيا عام 1900. 1906م: قيام الثورة الدستورية بقيادة بعض علماء الدين والشباب الذين تأثروا بالأفكار التحررية القادمة من الغرب مؤيدين بالتجار والأشراف، وتكون أول برلمان تعهد بمعالجة كثير من المشاكل. وبرغم أن إيران لم تستعمر أبداً، إلا إنها قسمت عام 1907 إلى منطقتي نفوذ. حيث خضع القسم الشمالي للنفوذ الروسي والقسم الجنوبي الشرقي للنفوذ البريطاني، ومدت بريطانيا نفوذها إلى المنطقة الواقعة بين المنطقتين لتأمين الطريق إلى الهند. ومع نهاية الحرب العالمية الأولى انغمست إيران في حالة من الفوضى السياسية والاجتماعية والاقتصادية. الدولة البهلوية 1921م: ترقى رضا خان من ضابط بالجيش إلى وزير للحربية ثم رئيس للوزراء بعد قيامه بانقلاب أنهى فيه الدولة القاجارية، وقتل احمد شاه القاجار آخر ملوك هذه الدولة بعد انقلاب رضا خان . وفي عام 1925م أصبح رضا خان ملكاً على إيران كأول ملك للدولة البهلوية. وبرغم أنه كان يهدف إلى أن يصبح رئيس جمهورية، إلا إن رجال الدين أقنعوه ليصبح شاهاً (ملك)، خوفاً من تضاؤل نفوذهم في الجمهورية. 1925-1941م: كانت أولى الخطوات التي اتخذها رضا شاه بهلوي تعزيز سلطة الحكومة المركزية بإعادة بناء الجيش وتقييد حصانة زعماء القبائل، وإلغاء نظام الامتيازات الأجنبية، وكثير من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الهامة. وطالب رسمياً جميع الدول الأجنبية مخاطبة الدولة باسم إيران بدلاً من فارس. وعندما قامت الحرب العالمية الثانية رفض رضا شاه الانحياز إلى الحلفاء، فاضطر للتنازل عن العرش، وخرج من إيران تحت حراسة بريطانية إلى جزيرة موريشوس ثم إلى جنوب أفريقيا حيث توفي هناك عام 1944م وخلفه ابنه محمد رضا شاه بهلوي. 1946م: بضغط من أميركا، اضطر الروس إلى الانسحاب من الجزء الشمالي الغربي. وكانت هذه هي أول وآخر مرة يعيد فيها ستالين أرضاً محتلة في الحرب العالمية الثانية. 1951-1953م: قام محمد مصدق، بعد تعيينه رئيساً للوزراء، بتأميم البترول الإيراني من السيطرة البريطانية، مما دفع بريطانيا، خوفاً على امتيازاتها البترولية، إلى تجميد جميع الأصول الإيرانية في البنوك البريطانية ورفعت القضية إلى محكمة العدل الدولية. وحكمت المحكمة لصالح إيران. ولم ترتدع بريطانيا، فقامت بفرض حظر تجاري على إيران ونفذته بقوتها البحرية، مما أدى إلى انهيار الاقتصاد الإيراني. وخوفاً من الهيمنة الشيوعية، تكتلت الاستخبارت البريطانية والأميركية للقيام بانقلاب ضد حكومة مصدق الذي أيده الشعب ضد الشاه، وقاد الانقلاب زاهدي بواسطة الجنرال هويزر و المخابرات الامريكية. وسقطت الحكومة وعاد الشاه ليمسك بزمام الأمور بقوة، بعد أن غادر أثناء الانقلاب. 1962-1963م: قام الشاه بثورته البيضاء بقصد إجراء إصلاح زراعي شامل، وتعديل قانون الانتخاب، وكثير من الإصلاحات الأخرى. لكنها لم تحقق ما أراد، وهاجمها آية الله الخميني في خطبه، الأمر الذي أدى إلى نفيه. 1963-1973م: شهدت إيران نمواً اقتصادياً سريعاً وازدهاراً كبيراً تزامن مع مناخ سياسي مستقر نسبياً. وزادت قوتها العسكرية وأصبح لها مكانتها الدولية. 1973-1979م: ضاعف حظر النفط عائدات إيران بمقدار أربعة أضعاف، إذ بلغت 20 مليار دولار سنوياً. وهذه الثروة الجديدة سارعت الجدول الزمني للشاه لجعل إيران تلحق بركب الغرب. وأدى هذا التصميم من الشاه لتحديث إيران بين عشية وضحاها إلى حدوث انتكاسة ثقافية، وتضخم، واختناقات اقتصادية، وتزايد الاستبداد في تناول هذه المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. فتجمع معارضو الشاه وجميع المؤسسات السياسية خلف الخميني في نهاية السبعينات وأطاحت الثورة الإسلامية بالشاه عام 1979، ومات في مصر بعد عام من نفيه. وبعد 2500 عام من الحكم الملكي تحولت إيران إلى جمهورية إيران الإسلامية. من الشاه إلى الوقت الحاضر 16/1/1979: الإطاحة بالشاه، وسفره إلى المنفى، وتعيين شهبور بختيار رئيساً للوزراء. 1/2/1979: عودة آية الله الامام الخميني إلى إيران بعد 15 عاما من النفي بفرنسا وتعيين مهدي بازركان رئيسا للوزراء مع وجود شاهبور بختيار رئيس وزراء الشاه. 1/4/1979: الامام الخميني يعلن إيران جمهورية إسلامية. 4/11/1979: بعد وصول الشاه المخلوع إلى أميركا للعلاج، الطلبة الإيرانيون يقتحمون السفارة الأميركية في طهران ويحتجزون 52 من الرهائن الأميركيين. يناير/ كانون ثان 1980: انتخاب د. أبو الحسن بني صدر رئيساً للجمهورية، لكن السلطة تظل في يد الخميني، الزعيم الروحي. ثم وقع الصدام مع علماء الدين بسبب ليبراليته فعزلوه وهرب إلى فرنسا. أبريل/ نيسان 1980: أميركا تقطع علاقاتها مع إيران لزيادة الضغط الاقتصادي على طهران. مايو/ آيار 1980: بداية الثورة الثقافية في إيران، التي نتج عنها إغلاق كافة الجامعات والمعاهد العليا لمدة عامين. 22 سبتمبر/أيلول 1980: اندلاع الحرب بين العراق وايران بسبب النزاعات الحدودية، وأعتبرت الحرب أطول حرب تقليدية في القرن العشرين، و راح ضحيتها مليون نسمة ن الجانبين، ودامت ثمانية أعوام. وقامت الولايات المتحدة الأميركية بتزويد الجانبين المتحاربين بالأسلحة. كذلك كانت كوريا الشمالية والصين تزودان إيران بالسلاح، وفرنسا والاتحاد السوفياتي تزودان العراق. 20 يناير/كانون الثاني 1981: إطلاق سراح الرهائن الأميركييين -يوم تنصيب الرئيس ريغان- بعد 444 يوما في الأسر. 4 يونيو/حزيران 1989: وفاة الخميني، وانتخاب آية الله سيد على خامينئي الزعيم الروحي الجديد للجمهورية الإسلامية. أغسطس/آب 1990: غزو العراق للكويت. وإيران تدين كل من الغزو وعملية عاصفة الصحراء. 6 مايو/آيار 1995: أميركا تحظر جميع أنواع التجارة مع إيران. وصدور قانون عام 1996 تطبق فيه أميركا عقوبات ضد أي شركة غير أميركية تقوم بالاستثمار في إيران أو ليبيا. والاتحاد الأوروبي يتحدى شرعية هذا القرار، وعدم تنفيذه. 23 مايو/آيار 1997: انتخاب محمد خاتمي رئيساً للجمهورية بنسبة 69% من مجموع الأصوات. ويعد بالعمل لحقوق الإنسان، وسيادة القانون، وإفساح مجال أكبر للديمقراطية، وإعادة العلاقات مع الغرب. 24يونيو/حزيران 2005 فوز محمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية وهزيمة هاشمي رفسنجاني اذلي تعرض لحملة تشويه قاسية.
#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)
Najah_Mohammed_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنّي أعترض أغتيال الشيخ يوسف الحسان، والاعتداء على مسجد-بُرا
...
-
إني أعترض
-
سلطتان في العراق
-
انتخابات نظيفة في البصرة ! اسرار وخفايا لحظة بلحظة وخطوة بخط
...
-
استهداف الصحافيين في العراق
-
إني أعترض ...التطبيع مع اسرائيل دبلوماسية المصافحات
-
إني أعترض.. الفتنة الطائفية حريق يلتهم الجميع
-
إني أعترض..لماذا قتلوا الرئيس عز الدين سليم ونائبه.؟
-
إنّي أعترض ......... فيدرالية للجنوب ..ولكن!
-
نصب تذكاري لشهداء الكورد الفيليين
-
هل سيتمكن رفسنجاني من الامساك بعصا الرئاسة من وسطها ....من ج
...
-
إني أعترض البصرة والنفط ...طموحات مشروعة!
-
أزمة سكانية في الأهواز أم رسالة انتخابية؟
-
مقتل 25 جندي ايراني في مصادمات جديدة في الأهواز
-
بين المحاصصة و الإنتخابات
-
جدل تشكيل الحكومة العراقية
-
هل نجح الأكراد في خطف لذة الانتصار من الشيعة ؟؟؟
-
القائمة الشيعية في العراق ائتلاف انتخابي أم تحالف سياسي عابر
-
لماذا تستعدي ايران العراقيين؟!
-
المطلوب حوار ودي في العراق
المزيد.....
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|