ثائر زكي الزعزوع
الحوار المتمدن-العدد: 1591 - 2006 / 6 / 24 - 08:03
المحور:
حقوق الانسان
معاذ الله لا أريد أن أستنهض هممكم وأصرخ وامعتصماه! فو الله لست ممن يؤمنون باستنهاض الهمم على الطريقة العربية القديمة، ولكني أريد أن أسألكم وأنتم تتربعون على عروشكم: هل تابعتم نشرات الأخبار، هل رأيتم دموع هدى غالية تبكي أهلها؟ أم أنكم كنتم منشغلين بشؤونكم، و(ما أكثرها)!
سادتي...
يا أولياء أمورنا، يا من تحرصون على راحتنا، وتعدون العدد لصون كرامتنا، وبذل الغالي والنفيس لنبقى رهن معتقلاتكم الكبرى التي تسمّونها أوطاناً، وتجلسون على بواباتها لئلاّ يغادرها عبدٌ مارق، ويصير طائراً مغرّداً خارج القفص، ويؤلّب عليكم قوى الاستعمار الجديد لتأتي وتزيلكم كما تزال بكتيريا العفن عن أرغفة الخبز التي يلوكها بقهر بعض أبنائكم الذين نسيتموهم في غمرة اهتماماتكم.
هل رأيتم دموع هدى غالية حقاً؟
أم أنكم كنتم تتابعون انتصارات منتخباتكم المفضلة في كأس العالم بعد أن عجزتم عن إنجاز فريق يشبه فريق غانا الذي أدهش العالم! إن كانت الرياضة شغلتكم فأنتم والله معذورون... ولكن هل صحيح أنكم لم تروا دموع هدى غالية؟
سادتي.. الملوك والأمراء والرؤساء حفظكم الله وأمدكم إلى لا نهاية ألم تروا دموعها التي تستطيع اختصار مراحل من حيواتنا في ظلكم مجتمعين، أو مختلفين... ألم تفكروا لحظة بوضع صورتها في ساحاتكم العامة لتذكّّركم أن ثمة واجباً إنسانياً يلزمكم أن تصرخوا بوجه العالم: كفى!
أقول واجب إنساني فقط لا علاقة له لا بالعروبة ولا بالإسلام، واجب إنساني يبدأ من مناداتنا الدءوبة التي لا ننفك نفاخر بها العالمين أننا أمة رحمة... أليس في قلوبكم رحمة لتؤلفوا رسالة مؤلفة من كلمتين فقط، لا تشبه خطاباتكم، تقولون فيها: كفى، كفى.
سادتي الزعماء العرب
لماذا لم تتقاطروا فرادى وزرافات إلى مقر جامعة الدول العربية لتصدروا بيان شجب واستنكار، ولماذا لم تعقدوا مؤتمر قمة ترتفع فيه أصواتكم عالياً وأنتم تقولونها للمرة الأولى: كفى!
سادتي... اغضبوا لأجل شعوبكم كي تغضب لأجلكم.
فلو أن ما حدث لهدى غالية حدث لفتاة إسبانية، معاذ الله، فقد تقوم الدنيا ولا تقعد، وقد تقرر إسبانيا الدولة المسالمة أن تشن حرباً للثأر لمواطنيها، حين ترى دموعاً تشبه دموع هدى غالية... ولكن هل حقاً رأيتم دموع هدى غالية!
لن أتحدث عن العراق... وفلسطين... والصومال... والسودان.
ولكني أستحلفكم بالله أن تكونوا صادقين وتجيبوا على سؤالي: ألم تشاهدوا دموع هدى غالية؟
#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟