|
يوم اللاجئ :غاب العرب وحضرت دموعي
فرات إسبر
الحوار المتمدن-العدد: 1591 - 2006 / 6 / 24 - 11:53
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
تحتفل نيوزلندة كل عام في العشرين من حزيران بيوم" اللاجئ" كلمة طالما كرهتها وأثارت في قلبي الشجن . لقد منحني الله حصانة داخلية ربما كانت نوعا من الوهم فما شعرت في يوم من الأيام باني لاجئة وانما كان لجوئي الحقيقي في وطني الذي غادرته لاسباب تتعلق باولادي وكنت كشجرة صّبار تحيا في الصحراء. اللاجئ في تعريف قاموس المحيط هو من هرب من بلاده لامر سياسي أو غيره ولجأ إلى بلاد سواها وهذا ما ينطبق على أحتفالية اليوم والتي يمثلها البرلمان النيوزلندي بتفويض من رئيستها . والحمد لله لم يكن لجوئي هنا لجوء سياسي وإنما كان من نوع آخر هو لجوء " زوجَّي "حيث المرأة تتبع زوجها حسب العادات والتقاليد والقوانين والأعراف وإلا كان هذا خروجا !!!! التقت الاطياف المهاجرة في رصيف البلاد المفتوحة وكان" معهد الملك" بجدرانه العالية مسرحا لهذ ه التراجيديا ، لشعوب زحفت بجوعها وقهرها وحملت أكياس الحنين على ظهرها المثقل بالشوق إلى الأوطان البعيدة التي تفصلنا عنها المحيطات . السلام عليك إيتها الأوطان. من الشمال إلى الشمال من الجنوب إلى الجنوب من الشرق إلى الشرق سلام عليك من اقصى الغرب إلى أقصى الشرق . كانت أفغانستان حاضرة في قلب الحدث وعلى انغام الألحان الافغانية قدمت الرقصة الشعبية الخاصة بهم كانت الفرحة تحيط بعالم محبط من هياكل بشرية جاءت عبر هذا المحيط لتنجو بنفسها من الفيضانات والزلازل وقنابل طالبان وسقوط البلاد في شرك الحرب و الفقر والزلازل . ممثل هئية الامم المتحدة في أفغانستان قدم شريطا مصورا عن الخراب الروحي والبشري في أفغانستان وفي النتيجة لم نكن سوى شعوب تستحق الشفقة وكان هذا من خلال كلمات الثناء والاطراء على الحكومةالنيوزلندية التي تستقبل كل عام ما يعادل 700مهاجر من مختلف الدول . شاعر أفغاني قرأ قصائده المترجمة إلى الانلكيزية يتحدث فيها عن إلانسان مستشهدا بحديث رسول الله كيف أن المسلمين جسد واحد إذا مرض عضوا منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمىٍٍٍٍٍٍٍٍٍ قصائد تحكي عن الوطن والحنين الى الجبال البعيدة ويسال الله أن يعيد الروح إلى الجسد . الصوت الحزين ترافقه موسيقا أكثر حزنا لشاعر لم اتمكن من معرفة أسمه حيث غادر حاملا جبال تورا بورا على كتفيه . الصور كانت كافية لتعطي الانطباع عن أفغان طالبان وافغان ما بعد طالبان ،الحرب، المرض ،الهجرة، الفقر، النساء والقتل والتعذيب. الصورة تحكي عن العذاب البشري وكيف صار بيع البرتقال في الشوارع حلم الرجال في أفغانستان للحصول على عمل . جبال افغانستان العالية والجرداء بالصورة التي افهمها والصوت الذي لا افهمه تراءت لي نساء البشتون بقصائدهن الحارقة في العشق والغزل في وصف الحبيب والهروب إليه خلسة ، قصائد الحب تُهرب كما تُهرب القنابل . وتأتي" بورما "هذا البلد الفقير الذي يعيش معظم سكانه تحت خط الفقر بالرغم من الثروات الهائلة في باطن الأرض ومما زاد في هذا الفقر هو أنقطاع المساعدة الدولية لها لدعم خطة التنمية بعد قمع النظام العسكري الحاكم للحركة الديمقراطية في بورما . بورما التي تعد من أكبر دول الشرق اسيوية بمساحتها الشاسعة وغناها الطبيعي لم يكن هناك مجالا لحماية شعب من الهجرة والرحيل في ارض الله ليست الحكومات وحدها سببا في الهجرة وانما ألاعاصير والزلازل والفيضانات ، غضب الطبيعة وغضب الحكام عاملان أساسيان في الهجرة منها . أستمتعنا بما قدمه شباب "بورما "وشبانها من رقصات شعبية على الانغام الموسيقة ، الصبايا ذوات الشعر الطويل والوردة الحمراء التي تزين الراس . أشتركوا في التعبير عن مشاعرهم وصدقهم في انتمائهم إلى بورما الأرض والوطن الذي هجّروا منه قسرا . المهاجرون العرب كانوا غائبون لم يكن هناك من يمثل الصوت العربي لا موسيقى ولا رقصات ولا كلمات، ربما كان القهر العربي قد حثهم على الأبتعاد عن التعبير عما يجول في خواطرهم من الأسى والغربة تجاه حكومات كانت ولا تزال بارعة في خذلان المواطن وحرمانه من حق المواطنة في بلاد يتلاقى فيها الجميع، باطيافهم التي يمثلونها في وطن يحضنهم كما تحضن الارض الينابيع ليتدفق خيرها وعطائها، لبلاد لا تستحق الا أن تحيا مثل كل البلدان . قاتل الله الغربة . مهما كانت نعيما ولكن للقلب جولته وارضه ومهما كانت المغريات ومسبباتها ليست بقادرة أن توقف دمعة تنهمر غصبا عنك بالرغم من الشعور بالحزن وبالغضب لماذا لا نتساوى مع ألاوطان الاخرى؟ لماذا لم يكن لي بيت وارض وهوية ؟ لا الشمس تدخل بيتي ولا يعيش فيه النبات وقاومت مثل نبته صبار عاشت في صحراء لآتي إلى محيط بعيد بعيد وورائي يمتد عالم عربي مهووس بالسلطة والقمع . الشمس تنام على اكتافك يا وطني ومن القدس تحوم الطيور إلى قلعة حلب حيث سيف الدولة كان يسمع قصائد المديح لوُتهدم أحجار القلاع وكل صخرة توضع أساسا لبيت . غاب العرب وحضرت دموعي. دول كثيرة جاءت، سيرلانكا، السودان ،أفريقيا ، الصومال ، موريتانيا حقا أنها دول العالم الثالث تحكي عن تجربتها وطغيان حكامها وطغيان الفقر والقطيعة، بلاد تجرفهم إليها ليزداد عدد سكانها وُتعرف بهم مصطلحات طنانة يتناقلها الأعلام بما يثير الشفقة ، تبرعوا لدار فور ، تبروعوا لضحايا الزلازل تبرعو للأطفال اليتامى . الحزن الكردي بلا حدود : الدمعة تسبق اللحن، شعب مُغيب ولكنه حاضر الروح بالرقص والغناء والفرح ، طائر كلما قُصت أجنحته إزداد براعة في التحليق ، في الوطن بلا وطن وفي صفاء الروح حيث التعب يثقل الكاهل أكراد العراق أختتموا الحفل بأغانيهم الرائعة كجبال كردستان وكشقائق النعمان في ربيع العراق . أبكيتني يا لحن الكرد الحزين يا صوت الرياح في مهب الجهات . كنا جميعا نتفق على حب الوطن، الجاليات أجتمعت وكل بلد قدم بعض من تراثه سواء من الغناء والرقص إلى بعض أنواع المأكولات. نشترك جميعا في الوطن ، ونختلف في اللغات والحدود والجغرافيا. جمعتنا جزيرة ساحرة تقع بين محيطين ولكنها تعيش في عمق الحضارة جغرافياً واقتصاديا وسياسا وهذا هو الغاية كي نحقق الاحلام في اوطاننا. الطيور تهاجر في المواسم، البط البري و طائر الوروار والاسماك والنسور تهاجر والجميع يعود الي موطنه الاصلي . متى نعود أيتها الاوطان لقد حان موسم الهجرة إليك.
#فرات_إسبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البياض يحب الأعالي
-
أنثى يطّيرها الغرام
-
هي .. الضمير الغائب
-
سأقطفُ لك زهرة من أعالي الجبال
-
المذكر والمؤنث _صرخة في وادٍ
-
الحجر الكريم
-
الحركة الشعرية في جديدها ماهية الشعر وتحول الأزمنة
-
سأمشي حتى تنام الأرض
-
تحت شجرة ظلكِ
-
غبار الطلع يختبئ في ثيابي
-
رأس مغلق لا يدخله الهواء
-
وهم عين بصيرة
-
حروب عائلية
-
فضاء الثوب ..فضاء المرأة
-
أمراء… الجحيم
-
حينما تكون رائحة الموت مكاناً للحدث
-
السيف البارق في عنق المارق
-
الغربة تنام في قميصي
-
ممنوع الاقتراب ..حريم..حريم
-
أطلقْ لحنك الملجوم
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|