|
طلاسم من بلاد يهود /كنعان .. 2
حسام تيمور
الحوار المتمدن-العدد: 6602 - 2020 / 6 / 25 - 16:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"الصحفي"، الراضي، كما يسمي أو يعلن نفسه، يتبنى تيمة غريبة نوعا ما، في تشخيصه أو وصفه ل"الصراع"، بينه و بين "النظام".. "داوود ضد جالوت"، كتابتها بالفرنسية تعطي مردودا صوتيا أفضل، لكن المجال و السياق لا يشفعان هنا! في نفس السياق، و سياق آخر متصل منفصل، للغرابة، يستعمل أو يستدعي الفتى المتمرد، نفس التيمة مؤخرا، على خلفية استدعاء آخر، قريب منها، شكلا و موضوعا هذه المرة، حيث أنه كما يقول، تمت مراقبة هاتفه عن طريق "برمجية"، (الترجمة الصحيحة بدل برنامج)، اسرائيلي الصنع، أي صنع في اسرائيل. فكيف يستقيم الطرح، و اسرائيل هي "داوود"، أو هكذا تتبجح ؟! و الفلسطينيون، هم "الكنعانيون"، أو القوم الجبارون، شعب العمالقة، امتداد "جالوت"، تاريخيا على الأقل !؟ هل كلام الراضي، تجذيف في تجذيف، أم أنه استلهام لا واع، لاسطورة "داوود"، في امتدادها "الحق"، أو بالمفهوم الفلسفي، النسبي طبعا، الذاتي النشوء، لمعنى "الحق" !؟ هنا ما لا نهاية من تسلسلات العبث، في التاريخ و الجغرافيا، و الوعي الحضاري، و أنماط المعرفة و الاستقطاب المعرفي في جينيالوجيا الاسطورة بعنوانها العريض، "بنو كنعان" و "بنو اسرائيل"، ارض الاوثان و اللواط، و مملكة الجنة أو مملكة السماء، في العهد المسيحي- الاسرائيلي !؟ أو الارض المحرمة، أيضا، في العهد العبراني المحمدي، أي الاسلام، أي المغضوب عليهم و الضالين، المعذبين بخطاياهم، و الملعونين بقبح امانيهم، و الموعودين بحصير جهنم، ثاني علو في الأرض، بعد أول كان مفعولا، و نجده ثاويا في اكثر من حلقة تاريخية !! حتى في التاريخ الحديث لما قبل قيام دولة "اسرائيل"، أو وطن اليهود، كما هو في التوراة، ارض ميعاد، و في القرآن، فخ مصيدة، و محرقة، لا تبقي و لا تذر! اتذكر انني كتبت قبل سنتين مقالا جميلا عن "عهد التميمي"، بمناسبة خروجها من السجن، رغم أن موقفي واضح من شيئ اسمه "القضية الفلسطينية"، كأكذوبة استعمارية او "دعارة"، في التاريخ، سئمت من نفسها قبل سئم اصلب القابضين على جمر و لهب "لفائف" دخانها، و سراب أوهامها !! في الحقيقة كان محرك آخر هو الذي يعمل، آنذاك، نفترض هنا، أن عهد، التميمي، هي "اليهودية"، أو حتى "اسرائيلية"، مضحوك على اهلها، و أن الاصلف في مخفر جهاز الأمن الداخلي، عربي أو سوري أو كنعاني، أو حتى فارسي مجوسي، المسالة ابسط من فرضيات معقدة !؟ ما اليهودي الا سلعة بدولارين، أو مجانا، بالنسبة للمرعوبين من السنة الافران النازية، و موجات التكفير و التنفير "اليسارية"، على دفة "سطالين"،و الاتحاد السوفياتي، أو حتى عربي من زمن الجوع و الاستعمار كالكلب يلهث وراء "خبز" عبراني، بدل خبز الشعير و الحنطة، والحر و القهر !! هكذا تشكلت اسرائيل، بمعطى التاريخ و الجغرافيا، و السياسة و الديموغرافيا، و هنا، اذكر في سياق آخر، معلومة غير أكيدة، عن مؤرخ صهيوني، تمت تصفيته، بمجرد أن همس في محاضرة، لطالب عربي، قد اكون انا فلسطينيا و تكون انت "يهوديا" !! فاستحق وساما رفيعا في الرأس، كصهيوني نزيه متجرد، له من الشجاعة ما ليس للشعراء ! تذكرت هنا، كما صرحت "عهد"، بخصوص مجريات التحقيق، كيف اخبروها بأن مكانها هو الشاطئ او المسبح، كأي مراهقة في سنها، ب "المايوه"، و كيف ربما لم تستطع، أن ترد عليه بالقول، بأن ذلك للخزي، مكانه هو، ك "خصي"، اصل عائلته "دولاران"، أو ربما، تمثيل ادوار في افلام "بورنو"، كونه لا يتوفر الا على شكل يسمح له فقط بذلك !! فلا هو "يهودي"، و لا "صهيوني"، و لا "امني"، ولا شيئ، باستثناء خصي مملوك، كدولته بأجهزتها، و المغرر بهم من الجانبين ! لكن كيف يستقيم هذا المنطق أو اللامنطق !؟ نجد في الجهة المقابلة، فضائح "نتنياهو"،، "نتنياهو" الذي لا يفوت فرصة لاذلال نظرائه، من زعماء الدول و الدول الكبرى، أو على الاقل معاملتهم بصلافة، و فظاظة، كما عبر عن ذلك "اوباما" يوما، في لحظة نسي فيها الميكروفون مفتوحا "اكره هذا الشخص، كذاب و منافق" ،، كيف هنا، الفتى المراهق، "يائيير"، نجل "نتنياهو"، الذي تم استدعاؤه للتحقيق بخصوص ملفات والده، دون ان يكون لديه مسؤولية او شبهة، أي فقط، "على صلة" بالمتهم، و هي فضائح اتفه من التفاهة، ذات علاقة بالتلاعب في نفقات الاكل و الرشوة الى غير ذلك، طبعا، نفس الجهاز، الاصلع، الذي استمع ل "عهد"، هو الذي استنطق "يائيير"، و كيف هنا، كان تصريح "يائيير"، نجل احد ابرز سياسيي العصر الحديث و اكثرهم نفوذا في العالم، و العالم العميق، كان مؤسفا أكثر من تصريح "عهد"، حيث قال بالحرف، "كان الاستنطاق و جو الاستنطاق، طوال ساعات، اشبه بالغيسطابو النازي" !! طبعا "يائيير"، لم يقترف جرما و لم يكن مشتبها، بأي حال من الاحوال، لكنها ارهاصات انزياح "غشاوة"؛ الخداع في التاريخ، أو اكاذيب التاريخ التي لا تنزاح الا بعد جراحات معقدة !! هنا المسألة واضحة، من منظور العبث الجينيالوجي، في تشخيص العبث التاريخي و الوجودي، فالعمالقة هنا، ليسوا ذلك الجندي الهزيل، الذي يراد اظهاره مرعوبا من "طفل حجارة"، أو قرود "حسن"، في احراش الحدود اللبنانية، أو قطاع غزة، بل هي قوات الامن التي تقوم من حين لآخر بسحق ابناء الطوائف الاصولية في عمق اسرائيل، و سحلهم، و رفسهم بالاقدام و اقدام الخيول في مشاهد لا تنقلها قنوات "الدعارة العربية"، من الجزيرة و اخواتها ! و هم جنود غلاظ شداد، كما يلحظ من خلال المشاهد التي تبثها من حين لآخر منابر محلية و اخرى بعيدة عن متناول المشاهد العربي المستعبد، و المحتل على مستوى آخر هو قطبية الصراع /الاسرائيلي الفلسطيني، أو العربي !! في رواية الاعراب، أو بقايا يهود الجزيرة مخلوطا بنطف الهنود و الاحباش، من السعودية الى قطر !!
"داوود"، و "جالوت"، فعلا تيمة العصر الحديث، و بعيدا عن استقطابات الايديولوجيا، و الوعي المرتهن، أو العقل المسلوب، هي تيمة العصر الراهن، و درع داوود، هنا، لا يمنحها انتماء أو "وعي مرتهن"، أو كيانات نخاسة و دوائر "دعارة"، و تجويد "نسل"، او محافل وطئ جماعي و اكل للبراز، بل هي ما هي ..، كما في "اسفار داوود"، و "جبل صهيون"، و "مملكة صهيون"، و السبي البابلي، و "بعثة المسيح"، و اقباط مصر، و المعتزلة من الطوائف المسيحية الغابرة، و الشتات و التمزق، و اسطورة ايليا، و امطار الدم، و أفران "هتلر"، و مصر اكتوبر، و دمشق و الضاحية، و الرامة، و جينين،
و كما في السهل الممتنع من اشعار "محمود درويش"،
مات البطل .. عاش الجبل .. مات البطل .. عاش الجبل .. و كما في وحي الشعراء، من شعر سميح القاسم ..
""" قطرة من دم عيسى .. سقطت من جفن مريم .. يا دمي قم و تكلم .. غصت الأرض مجوسا ..
لك ايها "الراضي"، تنويه مستحق، ملئ حنقك و حماقتك، و تشبثك بمحاولة ايجاد المعنى، أو صناعة معنى يلخص كل هذا العبث، و النار القادمة الآتية على الحصيرين ..،
و من يزرع الشوك، يحصد رماد اجداده،
هنا و هناك !
"داوود ضد جالوت" !!
#حسام_تيمور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المسمى حراك الريف، الوشائج القذرة
-
الغرب، و -الغرب الحقوقي-، قرابين على مذبح المصالح الكبرى !!
-
المشهد الحقوقي المغربي .. بين عهر التبرير، و تبرير العهر
-
-ال.... أفصيح- !!
-
ضم الضفة الغربية
-
-تركيا أردوغان-..، - قراءة في جينيالوجيا أنساق الوعي الاجتما
...
-
الحكومة الاسرائيلية الجديدة، الشجرة الملعونة التي، تعري الغا
...
-
السفير الصيني، بين -اسرائيل-، و-عزرائيل- !!
-
.. !!من مهازل العرب
-
في مسألة تمديد الحجر الصحي ..
-
في مسألة -تمديد الحجر الصحي بالمغرب-
-
معايدة .. متأخرة بيومين ..
-
عن موقع -اسرائيل- من الحضارة ..
-
قضايا من عالم الصمت !!
-
الطيب تيزيني .. معايدة قبل الموعد باسبوعين !!
-
المقاطعة و مشروع قانون 20-22 .. في الموقف من السلطة3
-
المقاطعة و مشروع قانون 20-22 .. في الموقف من السلطة 2
-
المقاطعة و مشروع قانون 20-22 .. في الموقف من السلطة 1
-
خرافة فلسطين .. مرة أخرى .. تعليق عابر
-
السخرة المؤدلجة بقناع الحداثة، أو عندما تتكالب الحداثة على ا
...
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|