منظمة مجتمع الميم في العراق
الحوار المتمدن-العدد: 6602 - 2020 / 6 / 25 - 10:42
المحور:
حقوق مثليي الجنس
لا يخفي على أحد ان مهمة الدفاع عن مجتمع الميم ذات أهمية كبيرة وخطيرة في نفس الوقت، وان هذه المهمة هي مسؤولية كل المنظمات الانسانية والناشطين من المثليين والمثليات، والكتاب والتحررين، والمدافعين عن الحقوق والحريات، وهذه المهمة يجب ان تؤدى بكل حماس وواقعية، ويجب ان ندرك ان هذه المهمة سيستقبلها الناس بطريقة ودية في بعض الأماكن، ولكنها ايضا لن تلقى قبولاً في اماكن اخرى.
ان التوجه الى المجتمع وارسال رسالة مفادها أن احترام حقوق الإنسان "للمثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والمتحوّلين جنسيًا" يشكل جزءً مهم من حقوق الانسان التي اقرتها المنظمات العالمية عبر معاهداتها، وتم التوقيع عليها من قبل عشرات الدول.
لا يزال السلوك الجنسي المثلي يعتبر جريمة في حوالي 80 بلدًا، مع فرض عقوبات تتراوح بين السجن والإعدام، كما يتعرّض المثليون ومزدوجي الميل الجنسي والمتحوّلون جنسيًا للمضايقات والتهديدات والاعتداءات الجسدية والتمييز.
وان التمييز ضد هذه الفئات الاجتماعية يزداد في الواقع سوءً في الكثير من الأماكن، وأن هؤلاء الأفراد يواجهون العنف مع إفلات مرتكبي الجرائم من العقاب، وأيضا يتعرضون الى سوء المعاملة على أيدي قوات الشرطة، والحرمان من الرعاية الصحية، أو الإدانة الدينية والعزل الاجتماعي.
تشكل هذه الممارسات التمييزية انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان، ولهذا السبب أصبحت مسألة دعم حقوق الإنسان للمثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والمتحوّلين جنسيًا تحتل أولوية قصوى لدى مجموعة من المنظمات الإنسانية والناشطين، وتتصدر دولا اوربية وامريكية تدافع وتساند عن هذه الحقوق والحريات المشهد.
يجب ان ندرك أن وتيرة التغيير تسير بخطى بطيئة في بعض الأجزاء من العالم، ولكن يجب رفض الحجة القائلة بأن دعم حقوق هذه الشريحة هو شكل من أشكال الاستعمار الثقافي أو القيم المفروضة من الغرب.
لهذا يجب ان تكون رسالتنا واضحة بأن القضية التي نتعامل معها هي قضية أساسية من قضايا حقوق الإنسان، وحقوق الإنسان الأساسية لا تُعرّف ظرفيًا، ولا تُعرّف ثقافيًا، كما أنها ليست قابلة للتأويل، ومعظم بلدان العالم وقعّت على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو بيان واضح جدًا ينص على أن المساواة في المعاملة هي المبدأ الذي يرشدنا جميعًا، وهو ليس مستوردًا من الغرب، وأيضا ليس فكرة مفروضة من الغرب، ويجب التأكيد على ان هذه الفئة من الناس ليست فئة خاصة، وتريد حقوقا خاصة، بل إن الأمر ببساطة هو أنه يحق لهم الحقوق نفسها التي يتمتع بها أي شخص آخر يعيش على هذا الكوكب.
في نهاية المطاف، إن حقوق الإنسان هي مٌلك لجميع الناس، بغض النظر عن العرق، أو الإثنية، أو نوع الجنس، أو الإعاقة، أو الميول الجنسية أو الهوية الجنسية.
#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟