أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - الجــــمعـــة اليتـــيمـــة














المزيد.....

الجــــمعـــة اليتـــيمـــة


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 465 - 2003 / 4 / 22 - 05:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


                                                                    

الجمعة هو اليوم السادس من الأسبوع المتعارف عليه ، وفي روما القديمة كان هذا اليوم مكرّساً لفينوس . تَعتبر الأقوامُ النورديّـة ( أقوامُ شماليّ أوربا ) الجمعةَ ، اليومَ الأكثر مجلبةً للحظّ بين أيام الأسبوع ، لكن المسيحيين عموماً يعتبرونه أكثر الأيام مَـشأمةً إذ صُلِـبَ فيه المسيحُ . المسلمون يعتقدون أن آدم خُـلِقَ الجمعةَ ، وأن آدم وحواء 
أكلا الفاكهةَ المحرمة فيه ، وتُوُفِّـيا أيضاً في يوم جمعة . ويوم الجمعة هو يوم القيامة . ووردَ في "لسان العرب " :
إنما سُـمِّيت الجمعة في الإسلام وذلك لاجتماعهم في المسجد. وقال ثعلب: إنما سُـمِّيَ يوم الجمعة لأن قريشـاً
كانت تجتمع إلى قُـصيّ في دار الندوة . وفي الحديث : أول جمعةٍ جُـمِّـعَتْ بالمدينة .
البوذيون والبراهمة لا يعتبرونه يومَ سـعدٍ . وفي بريطانيا يقول الناس  مَـن يضحك الجمعةَ فسوف يبكي الأحدَ : .He who laughs on Friday will weep on Sunday
كما لايُنصَـحُ ( في بريطانيا أيضاً ) بتقليم الأظافر يوم الجمعة إذ يرون أن من يفعل ذلك سوف يقرض أظافره ندمـاً . والأقوام السكسونية تسمي الجمعةَ اليتيمةَ ، الجمعةَ الطويلةَ كذلك ، وقد يكون مَـرَدُّ الأمرِ إلى الصيام.

                                         *   *   *
رُبَّ قائلٍ يقول : وما شأنُـنا بهذا كله؟
والحقُّ أنني مع التساؤلِ وصاحبه ، فالأيام عجلى ، والأحداثُ كبرى ، والناسُ يعانون ممّـا يرون ويسمعون
 رهَــقاً ، حتى أمسى التثبّـتُ والتأني عصيّـينِ ، دعْ عنك خرافاتِ الأممِ وعوائدَها …  
لكنني أرى أن لأمّـتي في العراق حقاً عليّ ، وأن من واجبي أن أؤرِّخَ لأيّـامها ، ومن هذه الأيام ، الجمعةُ اليتيمةُ
في الثامن عشر من نيسان 2003 .
ففي تلك الجمعة خرج عشراتُ الآلافِ من أبناء وطني ، في بغداد وكربلاء ، مثالاً لا حصراً ، يهتفون ضد الجيش
السوفييتي الذي احتلّ بغداد في التاسع من نيسان 2003 ، ونهب متاحفها ومصارفها ومكتباتها  ، وأحرقَ الأخضرَ
واليابسَ ، وقتلَ الآلافَ من المدنيين ، رجالاً ونساءً ، شيوخاً وأطفالاً ، ونصّبَ المارشال المتقاعدَ زوكوف حاكماً
على العراق …
ولأن الجنود السوفييت مَلاحدةٌ زنادقةٌ ، وجّـهوا مدافعَ دباباتهم إلى المساجد والجوامع ، ومن بينها جامع الإمام الأعظم  ، كما رفعوا في الموصل رايتهم الحمراء ذات المطرقة والمنجل …
والسوفييت هم الذين وضعوا يدهم على نفط العراق ، وتولّــوا إدارتـه وتسويقه ، معتبرين النفطَ بين غنائم الحرب ، مثل ما يفعل أي جيشٍ استعماريّ .
السوفييت هم من قالوا : إن الشعب العراقي مصابٌ بمرضٍ مستعصٍ ، وعلينا أن نتولّـى علاجه لفترةٍ طويلةٍ .
محنةٌ ليست كالمحن …
                                                    لندن 19 / 4 / 2003

 



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابتدأت معركة التحرير
- الجـــنرال الأصلع و طابورُه
- الفالاشا العراقية ودرس الخوئي
- أنا العراقيّ ، كيف أستعينُ بنفسي …
- الطّــوافُ بالمقاهي الثلاثة
- مصـطــفى
- يومٌ في منتهى الغرابة
- - العراقيون C.I.A - مثقفو الـ
- بغداد ON / OFF
- أوراقُ التينِ اليابسةُ
- عن العراق الذي لم يكنْ
- نشــيدٌ شــخصــيٌّ
- بــيــزنــطــة
- بانوراما الشعر العراقي في الفضــاء الأميركي
- صـــواريخُ القيـــامة
- رسالة مبكِّـرة إلى الجنرال تومي فرانكس
- عُـرسُ بـنـاتِ آوى
- النبيذ الذي ظل منتظراً كل تلك السنين
- من قتل فرهاد عثمانوف؟
- أكثر من ذكرى ، أقلُّ من ذاكرة


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - الجــــمعـــة اليتـــيمـــة