أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناهده محمد علي - الإنسان أرقى من لونه














المزيد.....


الإنسان أرقى من لونه


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6599 - 2020 / 6 / 22 - 05:03
المحور: المجتمع المدني
    


يولد الإنسان حتماً بفطرة سليمة أي بمعنى نظيفة . من المتعارف عليه أن نرى أطفالاً صغاراً يلعبون متساوين ومتكافئين مع بعضهم في مراحلهم الدراسية الأولى في كل الدول التي تتعايش بها عناصر وقوميات وأجناس مختلفة وهم قطعاً من بيئات مختلفة في المستوى المادي والثقافي ، ولا يعبأ هؤلاء الأطفال للخلفيات المختلفة ، وقد يترافق لعبهم مع أجناس مختلفة من الحيوانات وهم شديدي الحساسية للغة هذه الحيوانات وعواطفها تجاههم . إذاً لماذا يعبأ البالغون بخلفيات الأفراد وإنتماءاتهم ولِم يحملون معهم شبكة من المصالح ووجهات النظر حول المستوى المادي ومستوى الذكاء والثقافة ومستوى النظافة والجمال والكياسة وإختيار الألفاظ ، فنحن مختلفون حتماً في كل هذا ويبقى الشيء الأهم الذي يجمعنا هو الكيان الإنساني الواحد فنحن مختلفون من الخارج فقط ومتشابهون من الداخل ، قد نختلف بألواننا وعباراتنا ورونق سياراتنا وبيوتنا وإمتلاء أو فراغ محافظنا لكن نبض الحياة هو نفسه من الفم إلى القدمين وتمر بأدمغتنا نفس المشاعر والهورمونات والذبذبات ونفس ردود الأفعال لنفس الأفعال والمختلف هنا هو مستوى الذكاء ومستويات ردود الأفعال ، ولم يثبت علم النفس المعاصر ولا العلوم التربوية أن لعنصر ما مستوى ذكاء أرقى من غيره ففي داخل كل عنصر بشري مستويات ذكاء مختلفة لأسباب بايولوجية وظروف موضوعية مساعدة . فنحن لا نستطيع أن ندعي أن العنصر الأوربي هو أكثر رقياً من الإنسان الأفريقي أو الشرق أوسطي ، فمرور أي عنصر بالظروف الموضوعية نفسها تتكون لنا نفس النتيجة أي أن الإستلاب الثقافي هو ما يحجم الإستخدام الطبيعي لهذا العنصر أو ذاك ، فقد خرج من قارة أفريقيا وآسيا عباقرة وعلماء ، من مصر والمغرب وأثيوبيا ومن الهند والعراق واليمن في مجالات الفضاء والرياضيات والفيزياء والكيمياء والطب وكثيراً ما تظهر عبقريات هؤلاء الأفراد بتغيير بيئاتهم .
إن الطبيعة بألوانها تتعايش بكونها تحمل نفس الجوهر ونفس التكوين ، فيختلف على هذا الكوكب لون التربة من منطقة بيئية إلى منطقة أخرى وتختلف معها ألوان الطيور والحيوانات والحشرات من العنصر الواحد ويجمعها النوع الواحد وكلها تشكل جزء مهم من مكونات الطبيعة ولا يمكننا مفاضلة لون على آخر . والسؤال الآن في أي حيز نضع إنسان ذو بشرة بيضاء لكنه معتم من الداخل فقد يكون قاتلاً أو منحرفاً أو لصاً محترفاً ، وفي أي حيز نضع إنسان يحمل بشرة سوداء وداخله مضيء وهنا لا أستطيع أن أخاطب لون البشرة أو ملامح الوجه بل سأخاطب هذا الإنسان من الداخل على أساس كم الضمير الذي يحمله بغض النظر عن المستوى الثقافي أو المادي فقد يكون هذا الإنسان عامل نظافة لكنه أرقى من طبيب يتاجر بمهنته أو فيزياوي يتاجر بعلمه .
أذكر حديثاً للملاكم العالمي محمد علي كلاي حينما قال لقد مُنعت من آلأكل في مطاعم البيض حتى بعد حصولي على بطولة العالم ، وقد سألت أمي ذات يوم لماذا تصوَر الملائكة باللون الأبيض ويصور السيد المسيح أبيضاً ويُخترن ملكات الجمال بيضاوات ، ولماذا يُفترض بأن كل شيء جميل هو أبيض ، والجواب هنا أن الجنس البشري على مدى التاريخ قد إنقسم إلى قسمين قسم ظالم وقسم مظلوم ، وحينما إشتدت حضارة الرجل الأبيض في البحث عن المستعمرات أصبح الرجل الأسود خادماً مطيعاً لحضارة الرجل الأبيض ليس لضعف فيه أو غباء وإنما لجبروت الرجل الأبيض الذي دعمته المخترعات العلمية والتي وُظفت توظيفاً عدائياً لخدمة الأمم الغنية والمتحضرة فتفوقت حضارة القوة والسلاح على حضارة المباديء والقيم فأُستلبت حضارة السود وأصبحوا عبيداً يباعون ، وتشهد دولة جنوب أفريقياً وغيرها من الدول على الإستعباد الحضاري للأرض والإنسان الأفريقي .
إن العناصر البشرية الأخرى للجنس البشري مثل العنصر الأصفر والأحمر قد أثبتت فاعليتها في الحضارة البشرية فقد أعطى العنصر الأصفر للحضارة البشرية الكثير من المنجزات العلمية والقيم الحضارية والإنسانية أما العنصر الأحمر فقد جرت علية عملية إبادة جماعية وعملية طمس لحضارته البدائية التي كانت تحمل قيم إنسانية نبيلة ، وقد إستطاع الرجل الأبيض أن يقبر هذه الحضارة لأجل الإستيلاء على المعادن والثروات الطبيعية في مناطق سكنى تلك القبائل الهندية ثم حوصرت بعد ذلك هذه القبائل ثقافياً ثم أتهمت أيضاً بالغباء البشري وهكذا حاول الرجل الأبيض أن يخلق السبب لكي يصل إلى النتيجة التي يبغيها .
من نحن حتى نقسم العالم إلى أبيض وأسود وأصفر وأحمر ونشهد بدونية العالم الملون والفرد الملون وهو جزء متصل غير منفصل للعالم الموحد الذي خُلق بألوان عدة تتكامل ولا تتناقض ولن يسيطر أحدها على الآخر إلا بالسلطة الغاشمة .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقلية الإنتحارية للشعب العراقي
- حينما أنزل وباء الكورونا القناع على وجه العالم ورفعه عن رأسه
- عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
- الفضيلة والدين
- حينما يرتفع سعر النفط ينخفض سعر الدم
- رسالة شهيد إلى قاتله
- ريسايكل القيادة العراقية
- الثوار غيروا مفهوم الدين والمواطنة لدى الفرد العراقي
- بين كلمتين ... الليل
- حينما أينعت أغصان الوطن
- طوبى للأمهات العراقيات
- نحن العراقيون والعراق نحن
- من أطلق الرصاص على علم العراق
- شاعرات في المهجر
- هل نحن على كوكب يُحتضر
- هل بُنيت الحضارة العربية على التماثل أم على التباين
- التطرف ذو الوجهين
- نحن أمة تئِد أبناءها البررة
- إغتراب
- لماذا يتناول أبناؤنا المخدرات


المزيد.....




- -قيصر الحدود- الأمريكي يتحدث عما سيفعله ترامب مع عائلات المه ...
- عاجل | أسوشيتد برس: منظمة عالمية سحبت تقريرا يحذر من المجاعة ...
- وزيرالخارجية اليمني:ندعو الأمم المتحدة وكل المنظمات لتجريم م ...
- قطف مطار صنعاء استخفاف إسرائيلي بالأمم المتحدة
- الاحتلال يُمعن في ارتكاب جريمة إبادة جماعية بزيادة وتيرة تدم ...
- مراسل RT: ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم توا ...
- في جريمة هي الأكبر ضد الصحفيين في قطاع غزة خلال حرب الإبادة ...
- من لبنان وتركيا والأردن.. ضوابط لعودة اللاجئين السوريين إلى ...
- اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا
- اعتقال -سفاح صيدنايا- في طرطوس وحراك دبلوماسي سوري مع دول ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناهده محمد علي - الإنسان أرقى من لونه