أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - منعثر كريم قاسم - قوى اليسار العراقي والعنف الديني















المزيد.....


قوى اليسار العراقي والعنف الديني


منعثر كريم قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1590 - 2006 / 6 / 23 - 11:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هل يعمل اليسار السلمي على تخفيف حالة العنف الاجتماعي من خلال نشر الوعي الوطني والإنساني؟ وهل يحدث نوعا من التوازن بين القوى اليمينة السلمية ويعزز مسارها بعيدا من العنف كما حدث في اوربا؟
وما الذي ينبغي عمله على قوى اليسار في العالم الثالث بعد أن جوبهت بقوة العنف المنظم وغير المنظم من القوى الدينية المتطرفة والمفعمة بالتقوقع والإلغاء؟ هل يعمد اليسار في هذه البلدان المتطلعة إلى الحرية إلى العودة إلى الأساليب "الثورية" في المواجهة ومجابهة العنف بعنف مضاد في ما عرف في الادبيات الماركسية بالعنف الثوري؟
وكيف يمكن للقوى اليسارية ان تقاوم العنف والبطش الذي تمارسه الجماعات والاحزاب المتطرفة الدينية التي تجد رغبة دائمة في إلغاء الآخر وبالوسائل كافة؟ وهل يمكن التعايش بين اليسار المسالم المفعم بالثقافة والتجديد والروح الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان في ظل احزاب متقوقعة تعمل بروح الميليشيا العنيفة غالبا، ولا ترى في الامور إلا ما ترى هي نفسها؟ وكيف يمكن التعايش في ظل برلمان هش وحكومة ضعيفة تجد نفسها ذيلا للاحداث وليست صانعة لها؟
قوى اليسار المحمومة بمصالح الشعب اليومية تعيش الأزمة بقوة اكثر من أي قوى طائفية او عنصرية لكنها قوى (عوغائية) إلى حدّ ما لم تجد بعد الطريق الصحيحة لبناء كيانها الذاتي وما تزال تعيش على امجاد الخمسينات. لكن مسار الاحداث يؤكد دائما ان المستقبل للتيار الوطني واليسار واحد من أهم روافده الثقافية والسياسية والاجتماعية. وبعد ان تتساقط تلك الحركات التجزيئية امام المد الوطني العارم الذي يفترض ان يكون اليسار عضوا فعالا فيه وفصيلا متقدما.
ولاشكّ بان تراجع قوى اليسار عن الساحة السياسية قد اوجد نوعا من ثقافة العنف بين أبناء المجتمع المتعدد الأثنيات.. وفرصة لظهور التيارات الطائفية والعنصرية حيث عملت تلك الجماعات على تهديم البناء الاجتماعي والحضاري على نحو متسارع وتحت بصر المحتلين وقبولهم.
وإذا كان ثمة نسيج اجتماعي في العراق بين طوائفه وقومياته المتعددة فهو سيعود بالدرجة الأساس إلى ثقافة اليسار بالدرجة الاولى طوال الربع الثاني من القرن العشرين وما تبع ذلك من قيام ثورة 14 تموز الوطنية عام 1958، وليس هو وليد نظرة العراقيين وحدها التي جبل عليها العراقيون منذ تأسيس دولتهم الوطنية إبان العقد الثاني من القرن المنصرم.
وليس ثمة ما هو أصعب على الكاتب او المثقف او الانسان البسيط أيضا من العيش او التواءم مع المحيط المليء بالعنف والقسوة وإلغاء الآخر. فتعمل الاحزاب والقوى الدينية الإسلامية خاصة إلى عسكرة المجتمع العراقي من جديد في ضؤ اجندة من العنف والعنف المضاد. مما وفر مناخا كاملا لضياع الهوية الوطنية والتمسك بتلابيب الجزئيات المفرقة والباعثة على العنف دائما.
ومن الصعوبة التمكن من معالجة القضايا الوطنية والإنسانية الملحة في مناخ من التهديد والترهيب والقتل. فقد كان اليسار في العراق بمثابة صمام الامان الاجتماعي امام تطلعات الرجعيين والقوى الطائفية خاصة. ولذلك فإن سيادة القيم والمثل الرجعية ماهو في مضمونه النهائي إلا نتيجة لتراجع قوى اليسار اجتماعيا وسياسيا.
وإذا كانت تلك القوى قد طحنت سياسيا، وهمشت إلى حدّ بعيد في مرحلة ما بعد سقوط النظام الصدامي، فإن الوجود الاجتماعي لليسار لما يزل قائما في العراق، لكنه كيان غير فاعل أو محاصر من القوى الدينية الرجعية والطائفية على نحو دائم، والتي لا تتوانى عن استخدام أقصى العنف ضدّ المخالفين لها بالرأي وضدّ الجماعات التي تماثلها في التوجه وتخالفها في المصالح أيضا. فيمكن ان نجد ان تلك القوى قد توزعت إلى جماعات وكتل وعصابات وشلل داخل هيكل الحزب الواحد: أنظر التجربة المريرة لحزب الدعوة في العراق - على سبيل المثال- حيث قسم إلى حزب الدعوة وحزب الدعوة تنظيم العراق وحركة الدعوة الإسلامية ثم توزع إلى أربع كتل سياسية متناحرة داخل هيكل الحزب الواحد نفسه. ويمكننا لولا ضيق المساحة من الوقت ان نورد امثلة كثيرة في هذا المجال في ما يتعلق بالتيار الصدري أيضا، وكذلك المجلس الأعلى حيث كان التناحر الشخصي معلما بين قياداته( الصراع بين صلاح البطاط وأحمد الراشد محافظ البصرة السابق وهما من التنظيم نفسه بسبب الرغبة في الاستحواذ على مصالح تهريب النفط والنفوذ حتى أضطر عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الأعلى في النهاية إلى معاقبة صلاح البطاط وابعاده عن قيادة المجلس في البصرة بعد ان عمل على أسقاط زميله الراشد والحيلولة دون تسلمه منصب المحافظة الذي آل إلى حزب الفضيلة.
فلم هذه الكيانات والكيانات الدخيلة في حركات يفترض أنها تحمل أيديولوجيا واحدة وتعمل تحت راية السيد السيستاني؟!
الجواب على ذلك واضح: إذ ان هذه الحركات غير معنية بالبرامج السياسية العامة، وهي بعيدة عن العمل السياسي باعتباره ميدانا للخدمة العامة حيث يتحول لديها (كسايكلوجيا استحواذية) إلى ميدان للخدمة الخاصة. وكل ديدن تلك الحركات والاحزاب الدينية الطائفية يتركز في المصالح المادية الضيقة والصراعات الدموية التي تتخذ طابع العنف دائما. ويظهر هذا الامر على نحو واضح أيضا في الصراع الكامن والظاهر احيانا بين الحزب الإسلامي العراقي وهيئة علماء المسلمين حيث يظهر التصادم واضحا في توزيع مناصب المحاصصة الحكومية والموقف من الإرهاب أيضا..
ويمكننا ان نصطلح على ذلك بعنف الطائفة الواحدة .. وهي ذات طبيعة أنقسامية (سياسية) غير برامجية ولا أيديولوجية لأن هذه الحركات ببساطة لا تمتلك برامج عامة على الإطلاق إلا تلك التهويمات البائسة التي تعلن إبان الحملات الانتخابية فحسب.
وتعد قوى اليسار كوجود فعلي من اهم الكيانات الاجتماعية والسياسية لتشخيص ظاهرة العنف سواء داخل المجتمع ام داخل الحركات الدينية نفسها لما يمتلكه اليشار من خبرة عميقة في التحليل والتشخيص الدقيقين للمرحلة السياسية، ووضع الحلول المناسبة لها.
وإذا كانت قوى اليسار السلمي قد شاعت في اوربا وحققت بعض التقدم فإن اليسار في العالم الثالث لا تمتلك هذه الخاصية على الإطلاق. وفي الوقت الذي بدأت فيه قوى اليسار بالتراجع امام المد الفاشي في العالم العربي فإن القوى الدينية أكملت جهوزيتها للأنقضاض على السلطات في العالم العربي مدججة بالأخطاء القاتلة للتيار القومي العربي. ولذلك فإن التحالفات الهشة والمرحلية التي كانت تقوم بين قيادات اليسار الانتهازية مع الفاشية المتعربة احيانا هي من الاخطاء التاريخية الفجة التي وضعت قوى اليسار امام امتحان تاريخي دائم وأبعدت اليسار عن الساحة السياسية وبقي التغني بالامجاد الخمسينية هو السائد لديها.
ومن هنا فإن المثقفين باعتبارهم يمثلون اليسار غالبا طوال الحقبة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية بمختلف مدارسهم ومنابعهم قد أصيبوا باحباطات دائمة وظهر ذلك واضحا في العديد من الاعمال الادبية خاصة وفي مختلف الاتجاهات الابداعية. ولا غرو بأن عمليات التلراجع لليسار العربي والعراقي خاصة قد بدأت ثقافيا اولا دون ان تتمكن ثقافة اليار من تشخيص طبيعة المرحلة ووضع البرامج الناجحة لها. ونتج عن تلك الظاهرة العامة ان أصبح المجال واسعل للعنف الديني بكل أشكاله.

النظام الفاشي والعنف
الموروث الماثل

كان النظام العراقي السابق عنيفا- وكذلك الانظمة السياسية التي توالت عليه من قبل على حدّ سواء والفارق هو درجة العنف- بكل ما تعنيه كلمة (العنف الشامل) من معنى. وتلقى اليسار الثقافي أعنف الضربات القاتلة من خلال تصفية كوادره والحروب التي التهمت كثيرا من عناصره الفاعلة على ودى أكثر من عشرين عاما فضلا عن التهديدات المتواصلة الآن التي تتعرض لها قوى اليسار والقوى المدنية الاخرى. كما عمل النظام البعثي في الوقت نفسه على (توظيف ما أمكن من هذه القطاعات في عمليات إعلام الدولة الفاشية او ما عرف بالاعلام الجماهيري وقتذاك) وكان عنف النظام قد يصل احيانا إلى حالة العنف غير المنظم أيضا، كما هو عليه الحال إبان الاوضاع التي أعقبت الهزيمة في حرب الكويت عام 1991.. لكنه على العموم كان يسلك عنفا منظما وشاملا، لأنه كان نظاما يريد البقاء لأطول مدة في الحكم أيضا والعنف المنظم والشامل من شروط البقاء في السلطة لأطول مدة ممكنة؛ وتلك هي حالة معظم الانظمة الدكتاتورية في العالم الثالث عموما.
لكن الاوضاع التي أعقبت سقوط النظام قد فرزت انواعا جديدة من العنف لم يعهدها المجتمع العراقي من قبل. وتكاد تكون في الوقت الحاضر من أهم معالم ومميزات هذه المرحلة التاريخية الشائكة في الوقت نفسه، فقد بدأت سلسلة من اعمال العنف والعنف المضاد على نطاق اوسع مما حدا بكثير من العراقيين البسطاء على (الترحّم) على اوضاع النظام السابق العنفية، حيث بدأت القيم الاجتماعية المتبقية في المجتمع العراقي والتي لم يستطع ان يهزّها النظام السابق إلا نسبيا بالأنهيار شبه التام، مما عرض البناء الاجتماعي العراقي إلى التدمير والتمزق الشاملين.
وتجد قوى الاحتلال في العنف الاجتماعي العراقي ضرورة أساسية لتحقيق أهدافها في سياسية العزل والهدم والتهميش الاجتماعية، ومن الصعغوبة على أية حال ان نجد ثمة ما يقاوم ذلك بين ظراني القوى السياسية الفاعلة على الساحة العراقية الآن. ولذلك فإن قوى المحتل لا تعمل على مقاومة العنف إلا لدفع أخطاره او أخطاره المحتملة. ومن هنا فإننا من البله ان نتصور - كمل يحلو لبعض مروّجي (ثقافة المحتلين) في الداخل او الخارج من دينيين وعلمانيين ان الولايات المتحدة تسعى إلى استقرار المجتمع العراقي. وهاهي تقارير الكونغرس الاخيرة تؤكد على ان مجموعات منهم تدرس فعليا عملية تقسيم العراق أو إيجاد نوع من التركيب الشكلي لأدارته في بغداد بعد ان تسحب معظم الصلاحيات(السلطة والثروة) إلى ما يعرف بسلطات الأقاليم المزعومة.
كان العنف لدى النظام السابق محصورا في العنف على مستوى الدولة او الحزب الواحد تقريبا. وكان من الصعب ان تجد ثمة مظاهر اخر توازي هذين التكوينين. لذلك فإن الإنسان العراقي كان بإمكانه بوسيلة او بأخرى التكيف - ولو نسبيا - عمع هذا الشكل الثابت من العنف. بيد ان الاحداث الحالية والمتسارعة اظهرت انواعا جديدة من العنف المتحرك- إذا جاز التعبير- والمتعدد الجهات والانواع أيضا.
عنف مجتمعي ذو طابع ديني و طائفي

إن سبر التاريخ العربي الإسلامي ومعرفة طبيعة الأحداث التي جرت فيه يعد من المكهمات الأساسية لعموم حركة اليسار الثقافية من أجل انتزاع الأحكام المسبقة التي درج عليها اليمين الإسلامي في تفسير تاريخ النبوة على أسس من التزييف والخلط وتحويل المسار التاريخي والفكري الديني بما يخدم التطلعات السياسية لهذه الجماعات. وعلى الرغم من ظهور دراسات مهمة في هذا المجال للسيد القمني وحامد أبو زيد وغيره من المفكرين الذين جوبهوا بقوة المؤسسة الدينية في الكشف عن طبيعة العنف الكامن في التاريخ الإسلامي وتاريخ صدر الإسلام بالذات إلا ان قوى اليسار الثقافي قد بدأت وخاصة في عصر الاتصالات ولا يمكن كبت هذه القوى المجددة في نظرتها مرة اخرى. فلا احد يستطيع ان يجمع رواية ( أولاد حارتنا) الشهيرة لنجيب محفوظ ويحرقها او يمنعها عن الصدور وأن هيمنة الازهر على الفكر الإسلامي ومراقبته للأعمال الجديدة سوف تتراخى وتزول كما زالت هيمنة الكنيسة على الفكر المسيحي في أوربا والحال نفسه يسري على المجمعات الإسلامية الدوغمائية الاخر في العالم الإسلامي أيضا.
ومن هنا فإن اليار الثقافي والجماعات اللبرالية مطالبة اكثر من أي وقت مضى بالدفاع عن نفسها وتجديد وسائلها. تحدث عضو برلمان عراقي عن جدوى الصحف الليبرالية والداعية إلى التحرر امام وجود عشرة آلاف مسجد وحسينية في العراق تعمل على نشر الكير الأسود من المفاهيم الطائفية والمغلوطة وتعمل على تحشيد الناس في خنادق مختلفة؟ أجل إن تلك القوى التقليدية تمتلك من وسائل الدعاية التقليدية ما يكفي إلى جانب وسائل البطش الأعمى أيضا.. لكنها وسائل تعارض التطلعات الإنسانية دائما وتعمل على هدم البنى الاجتماعية من خلال الدعوات التجزيئية وإثارة النعرات المختلفة وترسيخ العنف بلبوسه طابع المقدس دائما .
ومن أخطر أنواع العنف الراسخة في اللاوعي الجمعي للعراقيين ولشعوب المنطقة في آن. ويتمظهر في العنف الطائفي والعرقي إلى حدّ كبير وتغذيه ثقافة اجنماعية قديمة تجد رموزها وجودها الاجتماعي من خلال هذا النوع من العنف. وقد وصل هذا النوع من الاحتدام الطبيعي إلى أقل درجاته في عقد السبعينات بعد الانتشار النسبي للثقافة التقدمية، وظهور رموز للثقافة الوطنية والتقدمية لما تزل فاعلة في الوسط الثقافي العراقي على الرغم من أعدادا منها مهمة قد غادرت العراق في حين تستعد أعداد أخرى للمغادرة أيضا في ظل تدهور شامل للامن في العراق. وبد انتشار نوع من الثقافات المحلية السوداء العنيفة وخاصة ما يتعلق بالثقافة الطائفية ضيقة الافق.
إلى جانب ذلك فقد ترسخت لدى الكرد خاصة نوعا من الثقافة القومية فوق العراقية ترى في العروبة العراقية خصما لها مما وفر مناخات جديدة من العنف الكامن والقابل للتفجر في أية لحظة فبقي قائما في ما يتعلق بثقافة العنف العرقي المبنية على الانتماء القومي تكون عقبة دائمة امام ثقافة اليسار الوطنية.
وعلى الرغم من ان السلطة البعثية في العراق حاولت حلّ هذا النوع من العنف عن طريق إصدار بيان 11آذار 1970 إلا أنها فشلت تماما في حل العنف القومي بعد ذلك لأن طبيعة تكوين السلطة الفاشية آنذاك لم يكن يمتلك ما يكفي من رؤى وطنية لذلك. وهكذا فإن القتال في شمال العراق عاد إلى التجدد ولم يكن بيان آذار بعد ذلك غير صيحة في واد..
لقد اثبت النظام الشمولي البعثي والصدامي على حدذ سواء أن من الصعب البقاء في السلطة في ظل حالة من الشمول الدائم ولذلك فقد لجأ تدريجيا إلى نوع من الاتجاه الطائفي غير المبطن هذه المرة من اجل ان يركّز سلطته ويديم زخم العنف المنظم فيها.
وهكذا فقد تم وعلى مدى اكثر من عقدين من الزمن تكوين ما يعرف بالحرس الجمهوري والحرس الجمهوري الخاص والحرس الرئاسي الامين بعناصر من السنة خصوصا. وكذلك يمكننا ان نجد الحالة لدى سرايا الدفاع في سوريا أيضا. ومن خلال دراسة هذا النوع من التوجه العنفي نلاحظ بانه قد استعير تماما من الانظمة الوراثية الملكية والاماراتية التقليدية. ومن هنا فإن من الطبيعي ان تلجأ بعض تلك الانظمة إلى حالة توريث السلطة السياسية تماما كما يحدث (عرفا) في الانظمة التقليدية أيضا.
ولا تسري هذه الحال على الانظمة السياسية فقط بل يطال الأمر الحركات السياسية الطائفية ولا شك بأن ملاحظة تولي السيد عبد العزيز الحكيم مقاليد غدارة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بعد مقتل أخيه محمد باقر الحكيم ثم تهيئة نجله عمار الحكيم لذلك على الرغم من ان الاخير تطاله شائعات فساد إداري كبير.. كما نجد في الوقت نفسه أن مقتدى الصدر قد حلّ محل والده على الرغم من عدم قدرته السياسية وجهله بالعديد من الشؤون المتعلقة بالاحزاب، لكنه تجاوز الشيخ اليعقوبي - الخليفة الأوفر حظا- وفتح ( البرانية الخاصة بوالده منذ الايام الأولى من سقوط النظام بل مارس من خلال ذلك أيضا إرهاب أي قوى سياسية أو شخصية منافسة له عن طريق القتل( كما هي الحادثة المعروفة باغتيال السيد عبد المجيد الخوئي والتي أتهم بها مقتدى الصدر مباشرة) وما زالت ملفات بحثها نائمة امام القضاء العراقي مثلما هي ملفات الفساد المالي الكبرى. فملفات الاغتيال السياسي مرهونة بقوة الدولة والقضاء المستقل وليس بقوة الميليشيات التي تنضوي تحت علم الداخلية.
قوى اليسار الجديد والعنف
لا شكّ بان مفهوم اليسار الجديد هو وليد مرحلة النصف الثاني من القرن العشرين. ولعل حركة الطلبة الشهيرة في فرنسا عام 1968 وما أعقبها من بروز تيارات عالمية جديدة ذات منحى يساري قد أضاف زخما جديدا أمام التيار اليساري "المتسوفت" الذي ما انفك يعلن عن أبويته إلى يومنا هذا باعتباره الممثل (الوحيد) الأكثر يسارية في العالم. بيد ان حركة اليسار العالمي ما زالت تعاني من مشكلات كبيرة على مستوى الاتصال والعمل العالمي، ومن الصعب أن نتصور أننا سنجد ثمة تنسيق ما سوف يؤدي إلى قيام نوع من التنظيم الاممي الفعال لليسار العالمي بقوة في وقت قريب، على الرغم من ان ظروف العمل لليسار في العالم ستحتم قيام أنواع متعددة من التنسيقات والاتصالات الاتي سوف تثمر عن تطور قوى اليسار في بلدان العالم الثالث والعالم العربي خاصة بعد ان أصبحت وسائل الاتصال عاملا مساعدا لذلك النموذج الذي سيطور حركة اليسار في العراق خاصة باعتباره مركز العمل الامبريالي في منطقة الشرق الاوسط.
إن تطور برامج اليسار وتعميق عمله الاجتماعي والسياسي وتجديد وسائل الدفاع عن نفسه من الاهمية بمكان حيث يمكن حل كثير من مشكلات العنف التي تواجه المجتمعات في العالم الثالث.



#منعثر_كريم_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تونس: هجوم بسكين على عنصر أمن نفذه شقيق مشتبه به في قضايا إر ...
- مقتل عنصري أمن في اشتباكات بحمص بين إدارة العمليات العسكرية ...
- نتنياهو يضع عقبة جديدة أمام التوصل لصفقة تبادل للأسرى
- زلزال عنيف يضرب جزيرة هونشو اليابانية
- موزمبيق.. هروب آلاف السجناء وسط أعمال عنف
- الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق ...
- البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
- مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة
- المغرب.. إتلاف أكثر من 4 أطنان من المخدرات بمدينة سطات (صور) ...
- ماسك يقرع مجددا جرس الإنذار عن احتمال إفلاس الولايات المتحدة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - منعثر كريم قاسم - قوى اليسار العراقي والعنف الديني