أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع - لمسلم رشيد - العلمانيةفي الوطن العربي. ازمة مفهوم.ام ممارسة؟















المزيد.....

العلمانيةفي الوطن العربي. ازمة مفهوم.ام ممارسة؟


لمسلم رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1598 - 2006 / 7 / 1 - 00:12
المحور: ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع
    


يعيش الفكر العربي المعاصر إشكالات معرفية ومنهجية يساءل من خلالها المشهد السياسي والايديولوجي الذي تتخبط فيه الدول العربية، ومن هذه الإشكالات، مسألة الحداثة والتحديث. وأزمة الديمقراطية والتقدم. العلمانية ...انطلاقا من هذه الإطارات الإشكالية وعلاقاتها الإبستمولوجية، نساهم في تحليل نظري ونقد معرفي لأهم الأفكار المؤسسة لمفهوم الحداثة والديمقراطية والعلمانية. مساهمين أيضا في استقراء افكارالفكر والواقع من خلال التساؤل العريض عن اهميةلعلمانية في الوطن العربي. متتبعين منهجا نعتبره وسيلة ناجحة في ربط المعطيات الفكرية بسياقها التاريخي والسياسي.ونفض الغبار عن الهوامش التي تقف حاجزا أمام تطور الفكر والحوار الهادف الذي نريد من خلاله تأسيس فكر حداثي. فعصر الحداثة كما يرى هابرماس، هو العصر الذي يختل فيه التوازن بين الماضي والمستقبل، هو العصر الذي يحيا بدلالة المستقبل وينفتح على الجديد الآتي، وبالتالي لم يعد يستمد قيمته ومعياريته من عصور ماضية، بل يستمد معياريته من ذاته. إذن، ماهي الحداثة كمفهوم نظري؟ ماعلاقة الحداثة بالديمقراطية؟ وماهو دور الحداثة في التأصيل النظري والمعرفي لإشكالية العلمانية؟ كيف تقدم الكتابة السياسية العربية العلمانية؟ ماهي النتائج الفكرية للنقاش التاريخي للعلمانية والإسلام والحداثة؟ إنها بعض الأسئلة التي تؤطر موضوعنا، وسوف نكون في تحليلنا مختصرين. لكون الموضوع يتطلب كتابات عديدة، مساهمين فقط في طرح مجموعة من التساؤلات وإبداء الرأي في بعضها.

صحيح أن الخطاب العربي المعاصر أنتج خطابا نظريا وايديولوجيا من خلال السجال الفكري والسياسي الذي عرفه المشرق العربي في القرن الماضي، والذي تبلور من خلال إشكالية مركزية تتعلق بالكيفيات التي يجب استيعابها انطلاقا من نظريات معرفية ساهمت فيها أعلام الفكر الغربي من فلاسفة ومفكرين، وتأثر العرب بهذه النظريات أمر طبيعي، مادام الأمر انطلق من سؤال النهضة العربية، واشكالية التقدم. ظهر التيار الليبرالي من خلال طروحات فرح أنطوان و شبلي شميل وأديب إسحاق وأسرة اليازجي والبستاني، وطه حسين ولطفي السيد... في المقابل نجد سلفية الرواد من أمثال جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، شكيب ارسلان، ورشيد رضا.. انخرط الكل في تحليل الوضع السياسي والثقافي لأزمة الوطن العربي والمسلمين. و حرر أعلام الفكر الليبرالي العربي أفكارهم في جريدة المقتطف والجامعة. ونظَّروا لمفهوم التطور والدولة الحديثة والحوار والتقدم، إسوة بالتطور الحاصل بأوربا الممثلة آنذاك في العلم والعقل والحرية. (نظرية الارتقاء لداروين). فبعد ما مر ما يقرب من قرن من الزمان على المناظرة الهامة دارت بين فرح انطوان ومحمد عبده في موضوع «الاضطهاد في الإسلام والنصرانية » يرى كمال عبد اللطيف، أنه لأول مرة تمت فيها مقاربة العلمانية في الخطاب السياسي العربي المعاصر بصورة مفصلة ودقيقة. وذلك بمناسبة اهتمام فرح انطون بفلسفة ابن رشد. هذا الأخير الذي كان محط اهتمام المفكرين الغربيين، حيث قاموا بتحليل ودراسة نصوص ابن رشد ومقارنتها بالفلسفة الأرسطية والأفلاطونية. في ظل هذا الخضم أصبح مفهوم العلمانية مفهوم محرم، وحسب كمال عبد اللطيف فهو مفهوم ذو «نبت شيطاني» و«مستورد». نعم إنها حقيقة الوضع الفكري الذي عندما يمتزج بالسياسة يصبح في خانة الأخذ والرد والمجال الفارغ من محتوى النظر الفلسفي والعلمي. فكيف لمفهوم العلمانية أن يكون نبتا شيطانيا ومستوردا؟ هل نحن في إطار قومة المفاهيم وجعلها رهينة بيئة تقافية ليس إلا؟ أم نفكر إنطلاقا من الفكر الإنساني الذي محوره الإنسان العاقل، المفكر الباحث عن الحرية والخلاص والانعتاق من الاستبداد؟ يُطرح إذن سؤال ما إذا كان ينبغي مناقشة الفكر من الداخل، أي من تراثه، وأصوله أم من خارجه من خلال مقاربته بمفاهيم ونظريات الآخر المغاير لنا ثقافيا وعرقيا.. أم ننهج، حسب لغة «جيل دولوز»، منهجا واضحا وصريحا وهو إيداع المفاهيم (...) ترى، هل تغير الوضع السياسي والاجتماعي؟ ماذا قدمت الطروحات للفكر العربي وللشارع المتتبع؟ نقول ذلك لكون المغرب، باعتباره بقعة ضمن محور العرب والمسلمين، يعيش نظريا وواقعيا نفس الأمر.إذ نعيش الحداثة، نلاحظ تجلياتها، واستعمالاتها ونطمح للديمقراطية، ونعاين خطابا سياسيا يطمح للحداثة والتحديث والديمقراطية. إن الحداثة مفهوم مجرد ونظري، مشروع لم يكتمل بعد حسب «هايرماس»، مفهوم يلم شتات المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية. أما مفهوم التحديث فيتخد طابع بنية فكرية تتجسد عمليا على أرض الواقع. والحداثة تتميز بتطوير طرائق وأساليب جديدة في المعرفة قوامها الانتقال التدريجي من المعرفة التأملية إلى المعرفة العلمية. والتفسير السوسيولوجي للحداثة حسب المفكر محمد سبيلا، المهتم بالاشكالية، فيرجعها إلى الدور الفاعل للمنشأة الرأسمالية والإدارة والبيروقراطية كمؤسستين عقلانيتين. عقلنة الاقتصاد وعقلنة نظام تسيير المجتمع؛ فيما يرى «ماكس فيبر» أن هناك علاقة داخلية حميمية بين العقلانية والحداثة تتمتل في عملية اكتسحت المجتمع الغربي كله. فالعقلنة لم تقتصر على إضفاء طابع دنيوي على الثقافة، بل دفعت أساسا إلى تطور المجتمعات الحديتة و اكتسحت الأنشطة العقلانية مجال الإدارة والاقتصاد والحياة اليومية وأشكال الحياة التقليدية. من هذا المنطلق يربط «هايدجر» نشأة الحداثة بالحدث الفلسفي المتمثل في جعل الذات مركزا ومرجعا، لكن مضمون هذه الذات المرجعية هو العقل والإرادة. إذن ما محل هذه الأفكار في الفكر العربي؟ هل يرفض الحداثة كمفهوم إيستمولوجي؟ هل يتطلب الأمر أن نعيد دراسة التراث دراسة منهجية نقدية؟ أم أنه لا بد من استحضار قول عبد الله العروي حين يقول أن لا أحد يستطيع أن يدعي أنه يدرس التراث دراسة علمية، موضوعية دون أن يعي ضرورة القطيعة والإقدام عليها مادام في ذلك، حسب العروي، خلاص لأمة استفحلت في التخلف والانحطاط؟ إن سؤال الحداثة يستفز جميع المفاهيم، ويتعامل بمناهج حازمة ودقيقة. حيث تدعو الحداثة إلى تحقيق التنمية، والتطور والعلم والتقنية... ولعل ما يلفت النظر في هذا الموضوع هو ظهور بعض الاإشكالات على السطح، كعلاقة الحداتة بالتراث و الدين والتقاليد والسياسة... إذ أننا نأخذ الجيد والجميل من مبتكرات وانجازات علمية، نتمتع بها، لكننا نجعل من الثقافة والفكر طابوهات لها حدود حمراء بينما هنالك فئة أخرى تستغل أنماط معينة من التفكير الديني ! وهنا يحصل التلاعب بالدين. في هذا الشأن يقول محمد أركون أن هذا التلاعب يتحول إلى قوة سياسية مخيفة. يُطرح السؤال، إذن: هل هذا ما نعيشه اليوم؟ أم أنه ينبغي أن نعود لنقول مع محمد سبيلا إن الإنتقال من ثقافة تقليدية إلى الحداثة هو في الغالب انتقال عسير مليئ بالصدمات الكوسمولوجية والجراح والخدوش السيكولوجية للإنسان والتمزقات العقدية؟ الحداثة إطار نظري، يدعو إلى النهضة والتقدم ويحارب التخلف والجهل بعيدا عن الاستغلال السياسوي الضيق لهذه المواضيع. الحداثة ثورة مفهومية تدعو إلى الديمقراطية كأداة إنتاجية، و مؤسسات ديمقراطية، وفصل السلط، وحرية التفكير والرأي و التنشئة الإجتماعية السليمة واحترام إرادة المواطن والالتزام بدولة القانون. أما مفهوم العلمانية فهو مفهوم نال من النقد أكثر ما ناله من الدراسة والتحليل والتمحيص... إذ هي نظام معرفي وابيستمي حديث يؤسس لمفهوم الدولة الحديثة التي تفصل بين الدين والسياسة. أما في المجال السياسي، فهي، حسب محمد سبيلا، تجربة محدودة لأنها محاولة للحد من تأثير الدين على الأداء السياسي وعلى أداء السلطة بهدف نزع طابع القدسية عنها. ونرى، فيما يكتب اليوم عن العلمانية والحداثة وجود خلط بينهما وبين تأويلاتهما. حيث يقرنها البعض بالنزعات التغريبية، والاستعمار الجديد، والسيطرة الأمريكية والتبعية. في هذا الإطار جاءت أفكار محمد أركون لتسهم في تحليل السياقات التاريخية والصيرورة السياسية لتطور العلمانية في أوربا، مجتهدا في جعل المفهوم مفهوم نظريا قابلا للإستعمال في المجال الايديولوجي الذي تعيشه الدول العربية التواقة إلى الحرية والإنعتاق من الإستبداد والتخلف. الاجتهاد نفسه يظهر في كتابات محمد عابد الجابري الذي دعا إلى إمكانية التخلي عن العلمانية كمفهوم إبستمي دون التخلي عن محتواه الداعم للديمقراطية وإستعمال العقل والوعي ومحاربة الأساطير. إن إشكالية الحداثة والديمقراطية والعلمانية من الإشكالات المعرفية التي يجب الوقوف عندها كثيرا. فإشكالية التفكير في كيفية استيعاب دروس الحداثة، والممارسات الديمقراطية والوعي العلماني المؤسس على حرية التفكير وحرية الرأي والرأي الآخر هي الأساس لبلورة فكر نظري وعملي غايته تحقيق تقدم وسعادة الإنسان فوق جغرافية عرفت الكثير من الصراعات الجوفاء، لاسيما أننا اليوم نعيش على فكر يحمل إيديولوجية يؤطرها الظلام والإرهاب والتطرف، فلنوقد شمعة خير من أن نلعن الظلام.فسبيل التقدم والانعتاق مرهون بمدى استيعابنا الصريح للعلم والمعارف المتطور التي واكبت الانسان في اشكالياته الوجودية والمعرفية. .



#لمسلم_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفيقة زمانها
- العلمانية في الوطن العربي.ازمة مفهوم ام ممارسة
- الحداتة بين فوكو وكانط
- الحداتة في الفكر العربي المعاصربين الابداع والجمود
- زمن اللامعنى
- هيئةالانصاف والمصالحةوالمستقبل السياسي للمغرب
- الانسان المعاصر والمحددات المعرفية
- فوكو ومسالة تشخيص الحاضر
- التاصيل النظري للحداتة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- ما بعد الإيمان / المنصور جعفر
- العلمانية والدولة والدين والمجتمع / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع - لمسلم رشيد - العلمانيةفي الوطن العربي. ازمة مفهوم.ام ممارسة؟