بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 21 - 19:12
المحور:
القضية الكردية
“لما الكردي يحارب كردياً آخر”؛ سؤال طرحه صديق في إطار نقاشنا حول الصراعات الكردية الكردية، طبعاً السؤال يأخذ شرعيته ومعناه الدلالي في سياق الجملة واللغة، بينما في واقع الأمر فإن القضية مختلفة وتتوضح عندما نحيل ذاك الكردي إلى مفهوم الانتماء؛ أي بمعنى هل نحن فعلاً ننتمي لكرديتنا -ونقصد طرفي الصراع- حينما نقاتل الآخر، أم لنا انتماءاتنا الأخرى والتي تدفعنا لمحاربة المختلف، كون الانسان يقاتل الآخر في إطار الاختلاف والتمايز وليس التوافق والتشارك وللتوضيح أكثر نقول؛ بأن انتماؤنا وللأسف ليس لكرديتنا، بل لانتماءاتنا الحزبية السياسية حيث تجد كل فريق يعرف نفسه وفق الانتماء الجديد؛ بازاني أوجلاني مثالاً وليس حصراً وبالتالي هناك انتماء جديد أحتل المرتبة الأولى وأزاح الانتماء الآخر -القومي- حيث لو كنا كلنا نعطي الأهمية الأولى للانتماء القومي لما وجدنا الصراع، فالبشر يتصارعون بحسب الانتماءات إن كانت دينية والتي تتفرع هي الأخرى لصراعات طائفية مذهبية أو صراعات أيديولوجية سياسية أو قومية اثنية أو وطنية جغرافية، بل حتى قبلية، عشائرية، عائلية فمثلاً؛ لو كنا فعلاً سوريين لاتفقنا على مشروع وطني سوري، لكن للأسف نغلب انتماءاتنا الأخرى على الانتماء الجغرافي السوري بحيث نريد سوريا -كل فريق- بحسب ما يتوافق مع رؤيتنا ومفاهيمنا وأيديولوجياتنا السياسية.
وهكذا هي كرديتنا حيث كل طرف حتى وإن كان يريد الانتصار لكرديته فهو يريد التسويق لها بحسب الفهم السياسي لذاك الانتماء، إن لم نقل بأن ذاك الانتماء السياسي -أو بالأحرى (الحزبي)- قد حلّ محل الانتماء القومي أساساً وباتت الآبوجية والبارزانية عناوين لانتماءات الكثير من الكرد بحيث إن وجهت سؤالاً تعريفياً له؛ “من أنت” ستكون اإجابة بإحدى تلك المفردتين، بدل الإجابة بأنه كردي، تماماً مثلما باتت الشيعة والسنة عناوين لانتماءات نسبة كبيرة من العرب بحيث بتنا نجد أن الانتماء للمذهب لدى هؤلاء يطغى على الانتماء القومي ولذلك لا غرابة مع هيك واقع وانتماء مذهبي طائفي؛ أن تجد العرب السنة يناصرون أردوغان وتركيا ليس ضد عرب إيران -العرب الشيعة- فقط، بل حتى ضد بعض العرب السنة مثل السعودية، كون يجدون في أردوغان وتركيا تمثيلاُ للمذهب أكثر من السعودية العربية.. وهكذا نحن الكرد حيث الانتماءات الجديدة للكثير منا باتت العناوين والانتماء الأبرز والأكثر ترسخاً في تلك الشخصيات بحيث يمكننا القول؛ الآبوجية أو البارزانية قد غلبت كرديتهم وباتوا يتصارعون وفق الهويات الجديدة لهم وللأسف.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟