أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض - علاقة أمريكا بإسرائيل، عضوية أم مصلحية!














المزيد.....

علاقة أمريكا بإسرائيل، عضوية أم مصلحية!


محمد رياض

الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 21 - 03:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما سر هذه العلاقة الحميمة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني " إسرائيل " ؟ سؤال مطروح في الشارع العربي منذ تأسيس هذا الكيان !
ولماذا تعتبر الولايات المتحدة الداعم الأكبر والراعي والحامي للدولة العبرية؟ وهل يسيطر الصهاينة على مقاليد السياسة الأمريكية أم أن المؤسسة السياسية الأمريكية هي التي تستخدم الصهاينة ودولتهم كأداة لخدمة مصالحها ؟
وهل يمكن أن تنفك عرى هذه العلاقة ؟

الإجابة مركبة، وليس فيها أبيض أو أسود، والعلاقة بين الولايات المتحدة واسرائيل هي فعلاً أكبر من أن تكون علاقة التقاء مصالح عابرة فقط، ولا يمكن لعرى هذه العلاقة ان تنفك بسهولة ابداً، لماذا؟

علينا في البداية أن نفهم أبعاد هذه العلاقة قبل تقديم الإجابة:

أ. السياق التاريخي :

دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الثانية لمساعدة دول الحلفاء ضد دول المحور، وكانت ألمانيا رأس الحربة في دول المحور، وكانت سياسات الحزب النازي تقوم على تفوق العرق الآري . وكان اليهود في ألمانيا من أصول غير آرية وكانوا يعيشون منعزلين في تجمعات مغلقة ثقافياً وشبه منعزلة عن المحيط تسمى ( الغيتو) ، وقد هاجر معظم هؤلاء اليهود على إثر الحرب الى الولايات المتحدة، وقد تعاطف الشعب الأمريكي بقوة مع هؤلاء القادمين اليهود " المضطهدين " من قبل عدوهم النازي، وقاموا باحتضانهم وتوفير الفرص لهم، وكان معظم هؤلاء المهاجرين من المتعلمين الذين سرعان ما انخرطوا في الهيئات الأكاديمية والسياسية والإعلامية الأمريكية ثم اسسوا وجوداً اقتصادياً ملحوظاً لهم في الوطن الجديد .

وقام اليهود بالترويج لمعاناتهم تحت وطأة حكم النازي واتهامه بمحاولة ابادتهم في معسكرات اعتقال ضخمة وحرقهم بأفران الغاز، الخ. ولست هنا في معرض تقييم الهولوكوست ولا حجم الإبادة، وإنما الفكرة أن الشعب الأمريكي تعاطف مع المضطهدين والهاربين من هذا الجحيم النازي وتبنوا رواية اليهود له.

2. لم يكن للعرب حضور يذكر في الولايات المتحدة في ذلك الوقت، ولم يكن حتى للدول العربية حضور يذكر في المحافل الدولية فقد كان بعضها حديث الاستقلال ومعظمها يرزح تحت وطأة الاستعمار الأوروبي ! ولذلك لم يتح للشعب الأمريكي غير سماع هؤلاء المهاجرين اليهود وتبني أطروحاتهم والتعاطف مع احلامهم!

3. كذاك تعاطف الشعب الأمريكي مع مبدأ قيام وطن آمن لليهود المضطهدين خلف البحار ، حيث اعتبرت الفكرة منطقية جداً في حينها، وخلاصتهاً: شعب تم تهجيره من أوروبا عقب الحرب العالمية وكان حليفاً لنا ضد عدونا ( دول المحور) ويستحق ان يعيش في أمان في أرض بعيدة عن مكان الاضطهاد يصنع منها وطناً قومياً له..

4. لم يجرؤ احد في ذلك الوقت على معارضة هذه الفكرة " الإنسانية " في ظاهرها لانه سيتهم فوراً بالنازية والتعاطف مع "العدو الشرير"

5. لم يسمع الشعب الأمريكي الجانب الآخر من القصة لأنعدام وجود عربي داخلي مؤثر ولكون الدول العربية المستقلة حديثاً جداً جديدة في الساحة الدولية!

ب. السياق السياسي :

1. ارادت الولايات المتحدة التي تحولت الى قوة دولية أولى في العالم بعد الحرب أن يكون لها موطئ قدم في الشرق ، لذلك وجدت في إسرائيل إمكانية لخلق ذلك الوجود .

2. كانت الولايات المتحدة تخشى من تاثير العدو الجديد الناشىء ( الاتحاد السوفييتي ) في المنطقة ومن سعيه نحو الوصول الى المياه الدافئة ( البحر المتوسط ) فوجدت في إسرائيل حليفاً جغرافياً وسياسيًا واستخباراتيًا مهماً في المنطقة .

3. لم تكن الولايات المتحدة المحتاجة للنفط تثق في دوام استقرار الدول النفطية المهمة لاقتصادها ، فوجدت أن إسرائيل يمكن ان تكون قاعدة متقدمة مهمة لها، وثابتة ومستقرة سياسياً في الإقليم .

4. كانت الولايات المتحدة تخشى من تكون دولة عربية واسعة وممتدة وقوية ذات توجهات يسارية في المنطقة تسيطر على موارد النفط وربما تتحالف مع السوفيت، وبذلك تمسك الاقتصاد الأمريكي من خنّاقه، فرأت في إسرائيل ضمانه لأشغال المنطقة في حروب وصراعات ومنع حدوث استقرار ووحدة عربية.

ج. السياق الثقافي:

1. اليهود جاليات شرقية جاءت من أواسط اسيا ومحيط بحر قزوين الى أوروبا في أواخر العصور الوسطى ، وبذلك فهم غربيون من حيث الثقافة وطريقة الحياة والتفكير والعادات والتقاليد مثل الأمريكيين ذوي الأصول الأوروبية أيضاً، أما العرب فهم مسلمون بغالبيتهم وشرقيون وثقافتهم مغايرة تماماً للحضارة الغربية، بالتالي وجدت الولايات المتحدة دولة تشترك معها ثقافياً في محيط من الكيانات الشرقية المسلمة المختلفة او " المتخلفة" كما يحلوا للأمريكيين أن يتخيلوا ، بالتالي من الطبيعي لك ان تدعم الأقرب إليك وابن ثقافتك!

2. كانت الولايات المتحدة تعمل على نشر الثقافة الأمريكية في العالم لأسباب سياسية واقتصادية وثقافية معلومة، بالتالي اعتبرت إسرائيل واجهة ثقافية متقدمة في جبهة مغايرة تماماً من ناحية ثقافية!
د. السياق الديني :

1. هناك مراكز قوى مسيحية أمريكية متنفذة تؤمن بضرورة عودة القدس الى اليهود وبناء الهيكل مجدداً كشرط لرجوع المسيح الى الارض ، بالتالي من الطبيعي ان تدعم مشروع إقامة إسرائيل وتحافظ عليه

ه. السياق الداخلي

1. نجح اليهود كما ذكرنا في تاسيس إمبراطوريات اقتصادية هامة داخل المنظومة الأمريكية وكذلك في بناء قوى ضغط سياسية ( لوبيات) متنفذة وفي تأسيس واجهات إعلامية مؤثرة ومتنفذة داخل المجتمع الأمريكي ، بالتالي فإن السياسي الذي سيعارضهم سيتم تهميشه وحرقة وإخراجه من اللعبة بسهولة!
و. الأكاديميين اليهود الذين تغللوا في النظام التعليمي والمؤسسات القانونية والإعلامية في امريكا نجحوا في تمرير روايتهم وجعلها مادة محل اجماع ومسلمة داخل هذه المؤسسات ولا يمكن اجتثاثها!

الخلاصة :
علاقة امريكا بأسرائيل مركبة من كل هذه العوامل وبالتالي فهي علاقة عضوية او شبه عضوية وليست مجرد علاقة مرحلة عابرة!



#محمد_رياض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتصار أم إنتحار..أم مهزلة فلسطينية جديدة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض - علاقة أمريكا بإسرائيل، عضوية أم مصلحية!