|
قراءة نقدية ل .. كلمتي - الله أكبر - في علم العراق
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 20 - 19:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أستهلال : العراق منذ القدم / نعم أنه كان مهدا للحضارات ، ولكنه بنفس الوقت كان مسرحا للقتل والغدر والخلاف والأختلاف ، وطن للثورات والأنقلابات ونقض العهود ، فمنذ مقتل الحسين بن علي ذبحا ، سنة 56 للهجرة – 626 ميلادية ، والى الأن تتوالى ويلاته ، فحكامه الحاليين خضوعهم وولاءهم للمرجعيات الدينية مع رهط من رجال دين تسييسوا ، ولكنهم باعوا الله ورسوله ، وزادوا على ذلك عليا وأئمته المعصومين ! .. جعلوا من الشعب ، يبكي ويلطم ويطبر فرحا مبتهجا ، تحت ممباركة المراجع المعممون ، حتى أمسى الشعب مغيب مجهل مسفه ، شعب دفن ذاته في ماضيه ، وجهل حاضره ، ففقد مستقبله ، شعب أصبح مسيرا من قبل حكام لصوص ورجال دين يتاجرون بالدين وبالله ، شعبا غائبا عن الوعي ، ليس له كلمة حق في أمر وحتى وأن كان هذا الامر باطلا وتدليسا .. ومن هذا الامر كلمتي " الله أكبر " في علم العراق . النص: المعتقدات الدينية الرئيسية في العراق هي : الأسلام ، المسيحية و الصابئة ، ثم : اليزيدية ، الشبك وهناك الكاكائية ( تنظيما اجتماعيا عفويا قائما على الشباب والفروسية ، ثم دخل إليها مزيج من الأفكار والعقائد المستمدة من التصوف والتشيع المتطرف والمسيحية والفارسية ، وهي ليست دينا أو مذهبا خاصا ولكنها خليط من الأديان والمذاهب ، ولعلها حركة باطنية سرية .. / نقل من http://www.wikiraq.org ) ، أما كقوميات ، فغالبية سكان العراق هم من العرب ثم القومية الكردية ثم تليها القوميات التركمانية والآشورية و الأرمن والشركس وغيرها من القوميات .. هذا ليس أحصاءا دقيقا ولكن نظرة عامة على الوضع المجتمعي العراقي ، ومن المؤكد الوضع العام بعد 2003 أنحدر الى معطيات جديدة على المجتمع العراقي كالألحاد ، فقد جاء في موقع http://www.shafaaq.com شفق نيوز ، التالي – نقل بتصرف ( زعم الباحث الأمريكي "جوان كول" أنه رغم المخاوف والانقسامات التي تعيشها العراق ، إلا أن 32% من الشعب العراقي " لم يعد يؤمن بوجود الله ". وقال أن " شريحة كبيرة من الشباب العراقي تحولت إلى الإلحاد خلال الأعوام الأخيرة ؟" ، ويشير " جوان كول " أنه وفق استفتاء أجرته وكالة "AKNEWS" الكوردية في أبريل 2011 تحت سؤال : هل تؤمن بوجود الله ؟ جاءت النتائج غريبة عن دولة توجد في الشرق الأوسط ، حيث أن67% فقط من قالوا نعم ، بينما 25% قالوا ربما يوجد وربما لا ، و7% قالو غير موجود ، بينما 1% رفض الإجابة .. ) ، هذا الوضع المضطرب والحساس بالوقت ذاته ، من ناحية يشير الى رد فعل المجتمع على ما فعله الحكام الجدد ورجال الدين من نهب وتخريب وتدمير في العراق ، فدفعهم الى الألحاد ، ومن ناحية أخرى يؤشر الى ظاهرة غريبة في مجتمع أقل ما يقال عنه أنه ملتزم .
القراءة : من المعطيات السابقة عامة ، نستطيع بشكل أو بأخر أن نقرأ الوضع العراقي ، خاصة فيما يتعلق بعلم العراق !. 1 . العلم ، هو شعار الدولة ، ويجب أن يمثل العلم بشعاره عموم مرجعيات الشعب دينيا وقوميا وأثنيا و.. ، والعراق ليس حاله كحال الدول الأخرى ، فهو كما ذكرنا فسيفساء من الأديان والأعراق والقوميات والأثنيات .. ، و كلمتي " الله أكبر " ، لا تمثل الشعب العراقي ككل ، ولكنها تشير الى الأسلام فقط كدين . 2 . ولو تناولنا أحد مصادر " الله أكبر " ، لرأينا أنه يرجع الى الأية التالية ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) سورة العنكبوت / 45 . وجاء موصولا وكما يلي ( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) ، وجاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، في تفسير هذه الأية التالي – نقل بتصرف (( وللعلماء في قوله تعالى ( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) أقوال :قال ابن الجوزي ، قوله تعالى : ( ولذكر الله أكبر) فيه أربعة أقوال : أحدها : ولذكر الله إياكم ، أكبر من ذكركم إياه ، وبه قال ابن عباس ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد في آخرين .والثاني : ولذكر الله تعالى أفضل من كل شيء سواه ، وهذا مذهب أبي الدرداء ، وسلمان ، وقتادة .والثالث : ولذكر الله تعالى في الصلاة ، أكبر مما نهاك عنه من الفحشاء والمنكر ، قاله عبد الله بن عون . والرابع : ولذكر الله تعالى العبد- ما كان في صلاته- أكبر من ذكر العبد لله تعالى ، قاله ابن قتيبة . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَقَوْلُهُ : ( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) بَيَانٌ لِمَا فِيهَا مِنْ الْمَنْفَعَةِ وَالْمَصْلَحَةِ ، أَيْ ذِكْرُ اللَّهِ الَّذِي فِيهَا ، أَكْبَرُ مِنْ كَوْنِهَا نَاهِيَةً عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ.. )) . * أذن كلمتي " الله أكبر " ، مقولة أسلامية ، تامة خالصة ، مصدرا ومرجعا ، لا تمت لمعتقدات باقي مكونات المجتمع العراقي / من غير المسلمين ، بأي صلة لا بعيد ولا من قريب ! . 3 . صيحات الأرهابيين القتلة ، من القاعدة مرورا بداعش والنصرة وغيرهم ، مرتبط بهذه المقولة ، صراحة وبيانا ووضوحا ، فأي قتل أو ذبح أو صلب أو سحل أو أعدام أو حرق او تغريق .. لا بد أن ترافقه صيحات " الله أكبر " . * فهذه المقولة أذن ، سيئة الصيت ، وذلك لأن أستخدامها يرافق أي عملية نهايتها هو القتل ، والشعب عامة لا يرجع الى ما قاله المفسرين والفقهاء والشيوخ من تفاسير بحقها ، بل الشعب يتعامل مع المحسوس والمرئ والملموس من الأمور والوقائع والأحداث ! . 4 . فكيف للشعب أن يكون له ولاءا لهذا الوطن ، وعلمه / رايته ، لا يمثل أماني وتطلعات أجمالي مكوناته ، ولا يؤمن بها كمقولة ! ، وذلك لأنها لا تمثل أساسيات معتقده ، كما أن معظم الذين يؤمنون بها / المسلمين ، ويعتبرها مقولة ذا مرجعية دينية ، من جانب أخر ، ليس لهم من الدين من علم ، سوى الصوم والصلاة ، دون فهم ما تعنيان من مقصد في الدين ، أضافة لأنشغالهم بمراسم الزيارات وما يرافقها من لطم وتطبير وضرب للزناجيل . 5 . وحتى لو تركنا المرجعية الدينية لهذه المقولة ، وفرضنا جدلا ، أن الهدف منها هو أعلاء من شأن الذات الألهية ، ولكن أي أعلاء للذات الألهية ، ورجال الدين هم : بين لص وتاجر ومنافق ودجال ومحتال ، ألا ما ندر ، فهذا مثلا ، النائب العراقي / رجل الدين المعمم خالد العطية ، ينهب بطريقة مقززة مقرفة يندى لها الجبين ، فقد جاء في مقال ل جمعة عبدالله / موقع الفرات الأخباري (( .. فهذا ( خالد العطية ) يتقمص دور المحتال ، لنهب الاموال بكل طرق ، حتى الشيطان يخجل من فعلها ، فقد كان هذا فارس الزمن الاغبر والتعيس والرذيل ، فقد كان نكرة في دنيا المجهول والضياع ، وعائش على الاعانة الشهرية من بلدية لندن ، واليوم بسبب القدر الذي جعل العراق يغوص ببرك الدماء ، يصبح مالك امبراطورية مالية شاسعة .. وقضية ومؤخرته المثيرة للجدل التي كلفت ميزانية العراق 59 مليون دينار بعد إجرائه عملية جراحية ( بواسير ) في إحدى المستشفيات خارج العراق .. )) . خاتمة : أشارة للحكام الجدد في العراق - بعد عام 2003 / من تكنوقراط ورجال دين وعلمانيين و .. ، فمعظمهم أول من خان الوطن ، وهم بذاتهم من وضع دستور هذا الشعار " الله أكبر " / بالخط الكوفي ، وذلك لأنهم بعيدون كل البعد عن كل المقدسات وعن القيم وعن الله نفسه ، لأنهم باعوه في سوق النخاسة مقابل الدولار ومقابل كراسي الحكم والسلطة ، فأن هم تنكروا لله بذاته ، فأذن لا شعار يحكمهم ولا دستور يحددهم ولا قانون يقيدهم ! لأنهم لله نفسه لم يضعوا له أي قدسية !! . نعم للعلم من أهمية بمكان لو كان يمثل أماني وأهداف الشعب ، ولأستطاع الشعب لو كان يؤمن بشرف العلم أن يثور على هكذا وضع مزري ! أيمانا منه بقدسية العلم ، ولكن على من يثورون ، لو كان معظم الحكام ورجال الدين بين مارق ولص ومحتال ودجال ومرتزق ، لا يقيدهم من حد ، لأنهم أصلا باعوا .. الله والوطن والشعب والشرف ، فأذن أي قيمة لرمزية العلم ! .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في ... التمايز والتصنيف الفوقي في الموروث الأسلامي
-
الأسلام .. و ”وهم صنع الأبطال “ صلاح الدين الأيوبي
-
عراق اليوم والأسلام السياسي
-
الأسلام .. و ”وهم صنع الأبطال “
...
-
هل يقف التاريخ والفكر عند ظهور - محمد و الأسلام -
-
قراءة خاصة .. في أي قرآن يقرأ المسلمون
-
قراءة في .. أنقلاب الصحابة على الرسول وآل بيته
-
تساؤلات في الشريعة الأسلامية
-
رجال الدين و - عدة الشغل - !!
-
أضاءة - الرد على د . يوسف زيدان حول الجهاد في المسيحية -
-
أضاءة فكرية لأنبياء موتى ونبي حي !!
-
محمد والأسلام .. اللغز
-
قراءة في سورة الرحمن
-
قراءة في تكرار أسمي المسيح والعذراء مريم في القرآن
-
هل الرسول محمد .. مقدس !! قراءة نقدية
-
مؤامرة الصمت في الموروث الأسلامي
-
محمد بن سلمان هل هو بديل الدين والمذهب !
-
من المفكرة الجنسية للموروث الأسلامي
-
د . مجدي يعقوب بين الكفر و السمو
-
تساؤلات بين القرأن المقروء والقرأن المكتوب
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|