أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - مجلس الشعب و«التسويق» لثقافة العنف














المزيد.....

مجلس الشعب و«التسويق» لثقافة العنف


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 20 - 12:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    




بين المجالس السابقة وهذا المجلس، من حيث مستوى التسيير والأداء واحترام القانون والسلوك والخطابات وأشكال الحضور، والممارسات وغيرها إضافة إلى استجلاء الديناميكيّة الجديدة. ولعّل أهمّ ما يسترعي انتباه المتابع لأغلب هذه الجلسات ارتفاع منسوب العنف حتى صار الانطباع العامّ لدى الجمهور أنّ ما يجري لا يمتّ بصلة للفعل السياسيّ، وهو أمر يستوجب مقاطعة الجلسات «السامّة» حماية للنفس من الشحنات السلبية والإحباط.

فما الرسالة الموجّهة للناس من وراء هذه المشاحنات في سياق نفسيّ متأزّم بات فيه التونسيون يواجهون أشكالا متعدّدة من العنف الاقتصادي والسياسي وغيرها؟ وقديما قال الشاعر:

إذا كان رب البيت بالطبل ضاربا ... فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
ولئن دعت الجمعيّات النسويّة والحقوقية إلى تحفيز النساء على المشاركة السياسية وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص فإنّ السمة المميزة للمشاركة النسائية في مجلس الشعب الجديد، هي انخراط النساء أكثر فأكثر في ممارسة العنف اللفظيّ والرمزّي لاسيما بعد بروز منافِسة لسامية عبوّ وهي عبير موسي. ومن المهمّ الانتباه في هذا الصدد إلى الوشائج بين أداء النائبتين ونظام التمثلات. فهل ساهم هذا الثنائي في زحزحة المنمّطات الجندرية وإرباكها بما يخدم مصالح النساء المطالبات بالمواطنة التامة والمساواة وغيرها من القيم أم أنّه عمل بقصد أو عن غير قصد، على ترسيخ التمثلات الاجتماعيّة والدينية والرمزية التي تحاصر الفتيات والنساء فتمنعهن من الفاعليّة؟
إن نظرنا إلى المسألة من زاوية اجتماعية فالمتوقّع من النساء ثقافيّا هو أن يكنّ ليّنات وخجولات وسلبيات، وخانعات، وصبورات...ورمزّيا «باردات» وغير مرئيات ولكنّ هذا الثنائيّ استطاع أن يزحزح هذه التمثلات فإذا بالنائبة فاعلة وجريئة ومواجهة ومتحدية...أي ذات حضور «حارّ». وكان بإمكان هذا الأداء أن يكرّس أنموذج «السياسيّة القدوة» صاحبة الرؤية، والبرنامج المغري والخطاب الجديد الذي يتجاوز العنف اللفظي والسلوك القائم على إحداث الهرج والمرج والتموقع وفق النظام الاستقطابي (نحن/هم) ليرسم معالم توّجه بكر في السياسة ويحفّز الجموع على الالتفاف حول هذا الحزب لا باعتباره يعد باستئصال النهضة بل لأنّه تمكّن من ابتكار البدائل، واستطاع أن يغري الناخب، لا بفرض علاقات القوّة والتسلّط بل بالأفكار والتصوّرات المستقبلية التي يطرحها للنقاش.

ولا يذهبنّ في الاعتقاد أنّ هذه الزحزحة نجحت في تغيير التمثلات في العمق فما إن تمادى الثنائي في استعمال العنف اللفظي حتى عاد إلى إحياء مجموعة من التمثلات والاستعارات التي تقرن من كانت سليطة اللسان بالشرّ والأذى والعهر والوقاحة والاسترجال، والشيطان والحيّة، والكلب، والذئب و«الفرسة»... ولا يقتصر استحضار هذه التمثلات على الخصوم فحسب. فالمتابع لمختلف التعليقات أو عناوين المقالات الصحفية يتفطّن إلى أنّ أتباع هذه النائبة أو تلك يحلو لهم بناء صورتها من خلال ربطها بالهوية الذكورية أو القيم المعيارية الذكورية والاستعارات التي تنسب في الغالب للرجال. فسامية عبّو «رجلة» ... أمّا عبير موسي فهي «فحلة» «أسد» و... وهكذا يترتّب عن تفعيل المتخيّل الذكوريّ مزيد ترسيخ التمثلات

الاجتماعيّة.

ولكن ما الرسالة الموجّهة إلى المجتمع من خلال أداء هذا الثنائي؟
يثبت الترويج لهذا الأنموذج أنّه لا مكان للمرأة في عالم السياسية إلاّ من خلال محاكاة الأنموذج الذكوريّ، واللجوء إلى العنف، وأنّ دخولها لم يستطع الحدّ من هذه التمثلات أو تغييرها.
أمّا استعمار الشعارات وصور الشخصيات/الرموز، والقمصان التي تحمل الشعارات، والاعتصام وغيرها من العلامات السيميائية وأشكال النشاطية في المجلس الجديد فإنّها تعدّ حجّة على أنّ للمعركة السياسية فضاءات متنوعة و«تقنيات» واستراتيجيات مختلفة فإذا منع الرئيس الكلمة فللنواب طرق أخرى في التعبير، وإذا عرض الخصم رموزه واجهه خصمه برموز مستفزّة. وكأنّ شعار القوم «تورّي نورّي» .

وعندما يتحوّل مجلس الشعب إلى فضاء للترويج لثقافة العنف و«التطبيع» مع المعنّفين فلا تسأل عن قيمة التشريعات والقوانين والسياسات المناهضة للعنف، ولا تستغرب لِم تحوّل «سيّب السروال» إلى موضوع للنقاش.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب والحكومة وثنائية: المركز والهامش
- عرس ديمقراطيّ أم تعرية لواقع متأزّم؟
- معركة: الصناديق
- الغنوشيّ ... والاختبار العسير
- سياسات ارتجالية
- لثم الوجه ...ولا تكميم الأفواه
- العنف ضدّ النساء في زمن الكورونا
- حين تتحوّل الكورونا إلى مرآة نرى فيها عيوبنا
- طقوس الموت في زمن الكورونا
- هل نحن على استعداد لمواجهة تداعيات الأزمة؟
- الكورونا بين السياسيّ والدينيّ
- 8 مارس 2020 عندما تُضرب الفتيات والنساء
- السياسة بين «الطهر والنجاسة»
- السياسة والجدل حول اللغة
- «ليلة سقوط الحكومة» من منظور التحليل الجندري
- روائح المطبخ السياسيّ
- الهجانة السياسيّة
- الشجاعة في مواجهة الظاهرة: العنف ضدّ النساء والسياسة
- في محاولات صناعة الشخصية السياسية الكاريزماتية
- في طرق استقبال مبادرات الشباب


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - مجلس الشعب و«التسويق» لثقافة العنف