أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عادل عبد الزهرة شبيب - التنمية الاقتصادية في السودان من وجهة نظر الحزب الشيوعي السوداني














المزيد.....

التنمية الاقتصادية في السودان من وجهة نظر الحزب الشيوعي السوداني


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 20 - 10:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يعتبر الحزب الشيوعي التنمية بأنها عبارة عن عملية تغيير شاملة في المجتمع السوداني اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ضمن الطريق الوطني الديمقراطي الذي يتجاوز طريق التطور الرأسمالي . واعتبر الحزب تجربة التنمية الرأسمالية السابقة للسودان فاشلة لم تؤد الى تطوير البلاد وانقاذها من التخلف الاقتصادي والاجتماعي , بل بالعكس فقد ساهمت في تعميق هذه الجوانب . وشخص الحزب نتائج فشل هذه السياسة بـ :
1) تدمير القطاع الزراعي السوداني الذي يعتبر النشاط الاقتصادي الرئيسي للبلاد والمصدر الأساسي لتأمين الغذاء للسكان .
2) زيادة وتعمق ظاهرة الفقر في صفوف الشعب السوداني والبالغة نسبة 95 % من السكان .
3) زيادة التبعية للدول الرأسمالية مع زيادة ديون السودان الخارجية وتكبل السودان بها .
4) اهدار الاستثمارات والموارد الوطنية في برامج التصنيع الفاشلة .
حيث ادى التخلف الاقتصادي للسودان وتبعيتها الاقتصادية للدول الرأسمالية الى تفشي مظاهر الفقر والمجاعة وعدم الاستقرار والحروب وعدم تجانس المجتمع السوداني بين قطاع حديث وقطاع تقليدي واقتصاد جامد ومفكك .
ويشير الحزب الشيوعي السوداني الى ان التخلف الاقتصادي في السودان كان احد نتائج الاحتلال التركي – المصري السابق للسودان منذ عام 1821 فقد تم نهب واستنزاف موارد البلاد وارهاق الناس بالضرائب المرتفعة .
اما في فترة الاحتلال البريطاني للسودان للفترة ( 1898 – 1956 ) فقد خضع الاقتصاد السوداني للاحتياجات البريطانية وتجهيز المصانع البريطانية بالقطن السوداني الذي كان المحصول النقدي الرئيسي للسودان ويشكل 60% من عائد الصادرات . كما سيطرت الشركات والبنوك البريطانية على معظم التجارة الخارجية وازدادت التبعية الاقتصادية للسودان للنظام الرأسمالي العالمي في علاقات غير متكافئة . ولم يسمح الاحتلال البريطاني بقيام أي صناعة وطنية بل تم تدمير صناعات النسيج والأحذية وغيرها . وبسبب السياسة الاستعمارية في السودان تم تعميق مظاهر التخلف فيه وانتشار الأمية وتخلف التعليم والصحة وانخفاض دخل الفرد الى جانب التنمية غير المتوازنة بين الأقاليم السودانية . كما ان الوضع في السودان لم يتحسن بعد الاستقلال بل استمر الوضع بتخلفه وتعمق التبعية للعالم الخارجي وازدادت ديون السودان وعجز الحكومات الانقلابية عن تأمين سلة غذاء الشعب السوداني ما ادى الى انتشار المجاعة والفقر المدقع واستمرار الحروب ومن ثم انفصال الجنوب .
ولغرض تجاوز التخلف الاقتصادي في السودان وسلبياته فقد اكد الحزب الشيوعي السوداني على التنمية وضرورة احداث التغيير الشامل الاقتصادي والاجتماعي , واعتبر الحزب ان الاستعمار الحديث هو العدو الرئيسي للبلاد في مرحلة العولمة والذي يتسلل للبلاد من خلال حليفه الطبقي في الداخل السوداني والمتمثل بالرأسمالية السودانية التابعة له من اجل ابقاء السودان في حظيرة النظام الرأسمالي العالمي وتشجيع التطور الرأسمالي في السودان والذي لم يستطع قبل الاستقلال وبعده ان يحرر البلاد من التخلف والتبعية , ولذلك اكد الحزب الشيوعي السوداني على ان مهام التنمية ينبغي ان تتجه لحماية السيادة الوطنية وتصفية التخلف عبر الطريق الوطني الديمقراطي غير الرأسمالي , مؤكدا على ضرورة قيام سلطة وطنية ديمقراطية تمثل القوى الاجتماعية ذات المصلحة في التحرر من نفوذ وسيطرة الاستعمار الحديث , الى جانب اعتماد التخطيط العلمي ووضع خطط مرحلية للتنمية الاقتصادية الاجتماعية والثقافية والعمل على تطوير القوى المنتجة , اضافة الى ضرورة توظيف قدرات القطاع الخاص السوداني ضمن اطار خطة التنمية ووضع الضوابط لجعل نشاط القطاع الخاص خاضعا لمصلحة الوطن ككل . كما يؤكد الحزب ضمن خطته التنموية على عدم رفض تعامل السلطة الوطنية الديمقراطية مع السوق الرأسمالي العالمي في التجارة الخارجية وانما تسعى للحصول على شروط افضل للتبادل والتعامل مع رأس المال الأجنبي من مواقع استقلالها وسيادتها وعدم قبول شروطه التي تمس السيادة الوطنية , وتحدد له مجال الاستثمار بما يخدم خطة التنمية في البلاد وتضمن له ارباحه وحقوقه وتدفع له تعويضات عادلة في حالة تأميم نشاطه اذا اقتضت المصلحة الوطنية ذلك , وتشترط عليه استثمار جزءا من ارباحه في السودان ولا يصدرها كلها للخارج , اضافة الى الطلب منه قبول جزءا من اقساطه وفوائده بالعملة السودانية لتنشيط السوق المحلي وتخفيف الضغط على حصيلة النقد الأجنبي . كما تشترط عليه تدريب كادر سوداني يتولى ادارة المنشآت والمشاريع . ويهدف الحزب الشيوعي السوداني ضمن برنامجه الى بناء مجتمع زراعي صناعي متقدم في السودان وبناء قاعدة صناعية وتصنيع في السودان من خلال استثمار الخامات المحلية في البلاد , وان تلعب الصناعة دورها في عملية تغيير المجتمع وتطور القوى المنتجة ولمساهمة الصناعة في تطوير الزراعة الى جانب التأكيد على الاصلاح الزراعي الديمقراطي لتحرير جماهير الريف الذي يشكل غالبية السكان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا . ويشير الحزب الشيوعي السوداني ابلى ان بناء المجتمع الصناعي الزراعي المتقدم في السودان يتطلب تفجير وانجاز ثورة ثقافية شاملة والعمل على محو الأمية واصلاح مناهج التعليم والتفاعل مع الثقافات الانسانية وسيادة الفكر العلمي وحرية البحث. ويهدف برنامج الحزب الشيوعي السوداني في النهاية الى الوصول لبناء مجتمع اشتراكي متطور بالطريق الممتد عبر تاريخه السياسي وخصائصه الاجتماعية والقومية حيث ان الاشتراكية هي امتداد وتطور طبيعي لشخصية كل شعب قدمي ليست مسخا لها, وهي بعث وتجسيد لكل ما هو خير وانساني وتقدمي في تراث وتاريخ الشعب .
فلندعم الحزب الشيوعي السوداني من اجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية والوطن الحر والشعب السعيد وتحقيق العدالة الاجتماعية والتطور الاقتصادي – الاجتماعي .



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين يقع العراق في المؤشرات الدولية ؟
- تجليات الرأسمالية الفكرية والاقتصادية والسياسية.
- توحيد جهود اليسار العالمي من اجل مواجهة مشاريع التفتيت والسي ...
- الا يحتاج العراق لصندوق سيادي؟
- الاصلاح والتغيير الذي نريده
- اصلاحات ضرورية لدعم نشاط القطاع الخاص في العراق
- التصنييع في السودان وموقف الحزب الشيوعي السوداني
- التربية والتعليم في ضوء برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- ديون العراق تدخل مرحلة الخطر
- الخوض في عاصفة هوجاء
- البنوك الألكترونية ثورة تكنولوجية تزلزل قواعد المصارف التقلي ...
- ما الذي اصاب الوظيفة العامة في العراق
- العراق بلد النفط وبلد البطالة والفقر
- الفساد في العراق انتج العتمة خلال سبعة عشر عاما بستين مليار ...
- هل اصيب العراق بعدوى المرض الهولندي
- تفعيل الضرائب العادلة التصاعدية في الموازنة العامة الاتحادية ...
- مصطلحات اقتصادية : الاعتمادات المستندية
- مصطلحات اقتصادية : الأتمتة
- مصطلحات اقتصادية : القاعدة والبناء الفوقي
- مصطلحات اقتصادية : اكتفاء ذاتي


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عادل عبد الزهرة شبيب - التنمية الاقتصادية في السودان من وجهة نظر الحزب الشيوعي السوداني