|
صورة ألبير كامو .
محمد السعدي
الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 20 - 10:38
المحور:
سيرة ذاتية
صورة ألبير كامو … سيزيف مابين العبثية والمعنى | كل شيء يبدأ بالوعي … ولاقيمة لشيء من دونه ” ألبير كامو ”. قد يسأل البعض ؟. عن دوافعي في الكتابة عن تلك الرموز الأدبية والفكرية والسياسية والفلسفية والتاريخية والنضالية والاجتماعية والفنية بدءاً من عبد الرحمن القصاب وباقر أبراهيم وطه صفوك ووحيدة خليل وتورغنيف وتولستوي وعبد الفتاح إسماعيل ورشا فاضل ويسنيين ومايكوفسكي وباسترناك ولليندي وعامر عبدالله ومهدي أبن بركه وعلي الجبوري ومحمد الدفاعي وضياء نافع وحياة شرارة وغادة السمان وعبد الحسين شعبان وحسين سلطان وسامي كمال وشوقي الماجري وجون نيكسون وعامر السعدي وحسقيل قوجمان وسلام عادل وساسون دلال وخليل عبد العزيز وفاضل البراك وبيريا حارس ستالين الخاص وبشرى عباس وأستروفسكي وأنا ليند وعمر أحمد أسماعيل وبوشكين وستار غانم وليرمنتوف وخزعل السعدي وعبير الجنابي ويهودا صديق وخالد أحمد زكي وبهاء الدين نوري وآخرون . أنني أشعر بالانتماء الى هذا السجل الانساني في تحديد مسارات الحياة سواء أختلفت أو أتفقت معهم وبغض النظر عن مواقعهم وعطاءاتهم المختلفة .أما أنتم قد تختلفون أو تتفقون فالآمر سيان ؟.
مابين حربين ولد ونشأ الفيلسوف الوجودي والروائي والسياسي ألبير كامو لأب فرنسي مزارع وأم إسبانية في قرية الذرعان التي تعرف ببلدة مندوفي بمقاطعة قسطنطينة الجزائر العام 1913 وبعد عام من ولادته قتل والده في الحرب العالمية الأولى ، وأخذت والدته على عاتقها مسؤولية تربيته مع أخيه مما أضطرت وبسبب الظروف الصعبة أن تعمل ( خادمة ) في البيوت . نشأ في جو عائلي فقير ومضطرب ومحيط قلق ومجهول بسبب شبح الحرب والفقر والعوز ومعاناة والدته في العيش مما تركت بصماتها الواضحة على علاقته الجدلية بين أبداعه والعبث والأنتحار وعلاقته بأسطورة سيزيف وصخرته مع الفتى الأسطوري الاغريقي في حملها الى أعلى مرتفع قمة ودحرجتها مرة أخرى وأخرى ويظل هكذا الى الأبد وصبر المرء وقدرة التحمل وروح التحدي وأساس الوجود في خلق الانسان ليتلقى هذا المصير من العذاب السرمدي وتمرداًعلى عبث الوجود ، كما كان يشير له النقاد ملك أدب العبث ، وقد نظر الى القضايا الحياتية الاجتماعية والسياسية من منظور فلسفي وميتافزيقي والتي تدين العنف الثوري والذي يؤدي الى مجيء الأنظمة الاستبدادية في خنق حرية الناس ومصادرة حقوقهم ، ومن خلال نصوصه الادبية والفلسفية يدعوا الى لغة الحوار بين الثقافات ودعم الابداع والمبدعيين مما شكل هاجس له في نقد سياسة ستالين في قمعه لحرية الابداع والرأي الآخر . في بداية مشواره السياسي أنضم الى الحزب الشيوعي الفرنسي وسرعان ماأنفك عنه بل أصبح معادياً لسياسته في نزعته الستالينية في معالجة قضاياه وعلاقته مع مصير الشعوب . ولقد سخر قسم كبير من كتاباته الأدبية ولقاءاته الصحفية ضد سياسة ستالين في أدارة دفة الحكم ، وهو الذي لعب دوراً في منح الروائي السوفيتي بوريس باسترناك جائزة نوبل للابداع عن روايته دكتور زيفاكو والتي منعت من الطبع والنشر في بلاده فهربت كمسودة الى أيطاليا فذاع صيتها ، ظلت التكهنات الى وقت متأخر تشير الى المخابرات السوفيتية بالتعاون مع السلطات الفرنسية في قتله من خلال حادث سير مدبر في باريس 1960 . كما يروجها بين الحين والآخر الكاتب والشاعر الإيطالي جيوفاني كاتيللي حول تآمر سوفيتي / فرنسي في التخلص من صوته العالي في إنتقاده للسياسة السوفيتية ، كانت نهايته مأساوية كأنها نهاية فلسفته العبثية حول الحياة والموت . شكل مع رفاقه خلية الكفاح للمقاومة الوطنية الفرنسية ضد الاحتلال الالماني لبلده ، وعندما تحررت فرنسا تحولت الكفاح الى جريدة رسمية مسؤولها الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر لكن ألبير كامو قاطعها لاختلاف الرؤى بينهما من الموقف من ستالين وسياسة الحزب الشيوعي الفرنسي ، وظل خصمه اللدود في مجالات الموقف والابداع والفلسفة .
من المواقف التي يشار له بالبنان وقفته أنه ألبير كامو مع المقاومة الجزائرية في نضالها ضد الاستعمار الفرنسي وطالب ساسة بلده من ترك الاراضي الجزائرية وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية ، ومنح شعب الجزائر حرية الاختيار والعيش والحياة . شهدت فترة عمره 47 عاماً معتركات ومعارك فكرية وأدبية وسياسية كانت أبرزها مع رفاق الوجودية جان بول سارتر وسيمون دي بفوار .
ومن أعماله الادبية الكبيرة رواية الغريب والطاعون وأسطورة سيزيف بين العبثية والتمرد والسقطة والرجل السعيد الذي يروي بها سيرته الذاتية عن حياته في الجزائر ، ومن العظام من فلاسفة ومفكرين الذين تأثرا بهم كارل ماركس وفيودور دوستوفسكي وفرانز كافكا . في العام 1957 حصل على جائزة نوبل للاداب عن باكورة أعماله الادبية . في العام 1947 كتب روايته الطاعون في مدينة وهران الجزائرية عندما أجتاحها وباء الطاعون وتحولت المدينة الى أشباح والشوارع فارغة . وفي وصف مخيف في روايته لوباء الطاعون على لسان أحد أبطالها ( عندما يعم الوباء تزحف القبور الى المدينة ) ، وأرتباطاً بما يجتاح العالم اليوم من وباء ( كوفيد 19 ) فيروس كورونه ، حيث طبعت الرواية ملايين من النسخ في أيطاليا لشدة الاقبال ومتابعة قراءتها مجدداً أرتباطاً بتطورات الاحداث حول جائحة كورونا . محمد السعدي حزيران / 2020
#محمد_السعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين قساوة الأمس وأفق التجربة . بهاء الدين نوري يهديء العلاقة
...
-
.. جيفارا العراق ..
-
عبد الرحمن القصاب .. المناضل المنسي
-
صورة سلفادور الليندي .
-
صورة البروفيسور ضياء نافع .
-
صراع الرفاق الدموي في عدن .
-
جون نيكسون .. John Nixon
-
في حضرة عامر عبدالله .
-
صورة المناضل مهدي أبن بركة .
-
خواطر عن الثورة في ساحات العراق .
-
سامي كمال .. الانسان والقضية .
-
صفحات من كتاب سجين الشعبة الخامسة
-
اليوم العالمي للغة العربية .
-
سلام عادل .. صورة غير نمطية للقيادة الشيوعية .
-
وداعاً شوقي الماجري .
-
جائزة نوار للابداع .
-
رد’ على رد .. صورة لبيد عباوي .
-
سائرون بين الجريمة والعقاب ؟.
-
بغداد تتهيأ ...؟.
-
الهويدر .. قريتي . 2/ 2
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|