|
حرب الاحزاب
جليل البصري
الحوار المتمدن-العدد: 1590 - 2006 / 6 / 23 - 07:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لعل ذاكرتنا لا تزال تتمتع ببعض الطراوة ونذكر إن من تحدثوا عن حرب أهلية في العراق ورد عليهم آخرون بالنفي قد أشاروا أو أوضحوا جزءا من الحقيقة ، التي كشفت أحداث سامراء وما تلاها من رعب وقتل إنها حقيقة لا يمكن التغاضي عنها أو نفيها ، وصار أبطالها يتحدثون عنها بهذا الشكل أو ذاك . لكن أبطالها وأدواتها لم يكن المواطنون العاديون بكل انتماءاتهم ، بل كانوا ضحايا وكانت قوى أحزاب معينة هي التي تتصارع وتتذابح تحت مظلة الإرهاب نفسه .. ولمن يحاول أن يخطأنا ويقول إننا نهول الأمور ويحاول على طريقة المطمئنين أن يظهرنا (( مخطئين )) ، أن هناك حقائق كبيرة على الأرض سندرجها أدناه ، لكن قبل ذلك نريد أن نذكر إننا حين نغمض عيوننا فان الليل لن يحل وان العالم لن يغفو وان نذكر إن أساليب التطمين وإلقاء التبعات على هذا وذاك لن تجدي نفعا مثلما حصل في مصر عندما قام متهم بأنه (( مختل عقليا )) بتنفيذ عملية المتحف التي حرمت مصر من السواح ثلاثة سنين بعد أن حاولت السلطات الأمنية في البلد جعله شماعة مختلة عقليا لقضية أخرى . ولنعود إلى الحقائق :- - فلا يستطيع احد أن ينكر اليوم ن هناك أكثر من (50) جثة يوميا تدخل الطب العدلي في بغداد وحدها بعد أن يعثر عليها على مجاميع تجدها من لون واحد أما شيعية أو سنية ، وهذا يعني إن أكثر من (1500) رجلا يقتل ويذبح في بغداد كل شهر فهل هذا رقم بسيط يجعلنا نقول إن ليس هناك حرب ؟.. - ومنذ أحداث سامراء والتصعيد والاحتقان الطائفي الذي تلاه بدأت أوضاع الناس بالتدهور وبدأت دائرة القتل تتوسع وتزداد عشوائية فبعد عشوائية المفخخات والعبوات وغيرها أصبحت هناك عشوائية الاعتقال والقتل والسيطرات الخارجة عن السيطرة والاعتقال على الهوية وليس مهما أن تكون فعلت شيئا لتستحق عليه لكمة فليس هناك من ( الإعدام ) أي القتل بدون محاكمة مدنية ، فالمحاكم الشرعية المختبئة في البيوت السرية هي التي تصدر أحكام الإعدام بالعشرات خلال دقائق إضافة إلى التعذيب أو القتل خلال التعذيب أو عند أو قبل الجلب إلى المحكمة الشرعية حتى .. وما كانت النتيجة ؟.. لقد هرب الناس في كل الاتجاهات نحو الجنوب ونحو الشمال ونحو كردستان والى خارج البلاد لينجو من القتل الذي ينتظرهم على يد المتصارعين من الطرفين في كل مرة يذهبون فيها إلى العمل أو المدرسة هذا إذا لم يتحول العمل إلى سبب أخر للقتل .. نعم إن الصراع والحملات التي يسميها البعض بـ ( الغزوات ) على الطريقة الإسلامية القديمة فغزوة فريق التايكواندو في الرمادي لحقتها غزوة الصالحية في بغداد كردة فعل وتتابع ردود الأفعال في مسلسل دام مرعب فالمطلوب هو قتل اكبر عدد من الطرف الأخر لا من ميلشياته انتقاما وربما يفكر البعض بالأمر على إن التقليل للعدد .. انه جنون حقيقي ليس هناك من يكتب عنه ويدينه .. - وأين تقف الحكومة من المليشيات وهل هي حكم في حلبة الصراع ؟.. إن ضعف الحكومة وتشتيت ولائها للدولة وللمهنية الحكومة هو الذي سمح بان يصل الصراع إلى هذا الحد ، الذي أصبح علاجه أصعب من قبل وهي للان لم تضرب بيد من حديد لتحسم احتكار القوة والسلاح لصالحها لتستطيع منح المواطنين الأمن والاستقرار ، ولا استطيع أن أنسى تعليقا لممازح قال :- ( أخذ فالها من أطفالها ، فكيف تستتب الأمور وفقرة حل الميلشيات التي يجب أن تكون في الصدارة هي الأخيرة في برنامج الحكومة الجديدة )! - وإذا نظرنا إلى بغداد الآن لوجدنا إنها قد تمزقت إلى ثلاث مناطق ، فالكرخ بيد السنة والمليشيات السنية تحكم فيه وتحرم هذا وتحلل ذاك ولا يستطيع شيعي بسيط غير مسلح دخولها دون أن يقتل في أول سيطرة ، ومنطقة الرصافة التي تسيطر عليها المليشيات الشيعية ويمنع دخول سني بسيط غير مسلح إليها دون أن يتعرض للاعتقال والقتل بينما ظل شريط محدد يتمثل بالمنطقة الخضراء وقرب القصر والكرادة وغيرها من المناطق الصغيرة المجاورة هي المناطق التي لا تحكمها الميلشيات والتي تمثل المركز القديم للعاصمة لكنها ليست بلا نصيب من الحملات الحكومية والميلشياوية .. إن تشكيل حكومة وحدة وطنية لم ينه هذا الصراع كما توقعنا وكما كان المراد من تشكيلها ، قد يقول البعض إن الوقت لا يزال مبكرا ، لكننا وان سلمنا بذلك لن نعفي الحكومة من ضرورة تحقيق انجازات سريعة لإيقاف هذا النزيف قبل أي شيء أخر .
#جليل_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا نحتاج لكي نكون آمنين؟
-
هيئة اجتثاث البعث تلقي المسؤولية عن اكتافها
-
مجرد مقارنة
-
لماذا نحن بلا ليبراليين ؟
-
المظلومية البناءة
-
الميليشيات مجددا
-
حرب أهلية أم لا ؟
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|