أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جلال الصباغ - قيصر قانون لاستكمال الإجهاز على الشعب في سوريا














المزيد.....

قيصر قانون لاستكمال الإجهاز على الشعب في سوريا


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6597 - 2020 / 6 / 19 - 22:07
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


عندما تعيش او تتجول في بغداد او بيروت او اسطنبول وغيرها من المدن القريبة جغرافيا الى سوريا، ستشاهد العشرات من الاطفال والنساء من حلب او حمص او دمشق او مدن سوريا المنكوبة الاخرى، ستشاهدهم وهم في أفقر الاحياء وقد احرقت وجوههم الشمس، ليمارسوا التسول في تقاطعات الطرق او قد تدفع البعض منهم الظروف للقيام بأعمال لا يقوم بها غيرهم.
عشرة ملايين لاجئ سوري حول العالم... مخيمات في العراق والاردن ولبنان وتركيا وداخل سوريا، وفي كل بقعة من بقاع الأرض... فقر ومرض وحرمان من التعليم والخدمات، جوع وحر قائض في الصيف وبرد قارص في الشتاء.
من بقي في مناطق الصراع عليه ان يتحمل وكلاء كل القوى المتوحشة الفاعلة من جميع انحاء العالم ، عليه ان يتحمل براميل الاسد المتفجرة والطائرات الروسية التي تهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها، عليه ان يتعايش مع مليشيات إيران وتركيا وهي تخطف وتقتل وتغتصب، من بقي هناك عليه تحمل العيش في مناطق داعش والنصرة وزينبيون وحزب الله، كل له منطقته التي يسيطر عليها، ويمارس ارهابه وتكفيره كيفما يشاء دون رقيب او قانون فسوريا غابة، كل شيء فيها مباح!.
ترامب يهاتف أردغان ليتقاسمو الادوار وبوتن يلتقي روحاني ليقرروا تقاسم المناطق والحصص، اما الأطفال والنساء في سوريا فيتقاسمون الصواريخ التي تسقط على رؤوسهم من هنا وهنالك والمهجرون قسريا من سوريا فيقتسمون الذل والمهانة والتمييز والاستغلال أينما حلوا او ارتحلوا.
الكل يبكي على اللاجئين السوريين، والكل يتاجر بقضيتهم، فها هي امريكا تتباكى على الشعب السوري وتتوعد النظام بأقسى العقوبات، وهي من تسيطر على ابار النفط وتحاصر وترسل قواتها لتقيم القواعد وتحتفظ بمقاتلي داعش تحت رعايتها من اجل استخدامهم في الوقت المناسب، وها هي تركيا تندد بقتل المدنيين لتقوم بعدها بقصف المدن والقرى الكوردية، وتقتل ساكنيها وتهجرهم. وتأخذ بعد ذلك المهجرين من مختلف المناطق ليقاتلوا كمليشيات في سوريا وفي ليبيا وغيرها من مناطق الصراع وغالبية هؤلاء المقاتلين من الأطفال الذين اجبرتهم الحرب على الانخراط في هذه الاعمال. روسيا هي الأخرى تبكي على سوريا التي استباحها الارهاب وتقدم المساعدات وتسعى لإعادة اللاجئين السوريين، لكن براميلها المتفجرة لا تميز بين طفل وامرأة وبين مسلح واعزل. إيران المدافعة عن "محور المقاومة" وعن النظام ترسل ميليشياتها التي تقتل وتهجر على مزاجها. هؤلاء وغيرهم جميعهم قتلة يساهمون بقسط من الخراب والقتل المجاني في سوريا، يظهرون عبر الاعلام ليتباكوا على سوريا ومستقبلها الضائع، وهم الذين ساهموا ويساهمون بضياع مستقبل ملايين السوريين!
ليس الانسان في سوريا وحده يعاني من القتل والتهجير والفقر وكل اشكال الامتهان البشري، فها هو الشعب في اليمن يقع تحت رحمة الطيران السعودي الأمريكي، وعلى الارض تحت رحمة الاطراف المتصارعة في الداخل المدعومة من ايران والامارات والسعودية وغيرها من الدول المستفيدة، وتلك هي ليبيا التي تحولت الى ساحة للمعارك، بين حفتر والسراج وخلف كل منهما دول وجيوش ودعم بالمليارات. يقومون بتهجير الملايين ومسح المدن والاحياء وتسويتها بالأرض، لكن الكل قلق على ليبيا كما هم قلقون على اليمن ومن قبله سوريا والعراق، نعم انهم قلقون للغاية لكن ليس على الشعب هنا وهناك بل قلقون على نفوذهم وحصتهم ومستقبل سياستهم في الشرق الاوسط وشمال افريقيا!
الناس في هذه البلدان ليسوا سوى أرقاما بالنسبة لتجار الحروب واقطاب المال، قد يرسلون لهم بعض المساعدات من خيم وادوية ليظهروا بمظهر الانسانيين، لكنهم قبل إعطاء هذه المساعدات، قاموا بهدم المستشفى الذي يوفر العلاج للمرضى وتحويل المدرسة التي يتعلم فيها الأطفال الى ثكنة عسكرية، كما قاموا بهدم المنازل التي تسكن فيها العوائل ونهبوا المصنع الذي يعمل فيه الكادحين، واحرقوا الارض التي توفر الغذاء للجميع.
الناس أدرى في العراق بما تنتجه العقوبات، فالحصار الاقتصادي الذي فرض في تسعينيات القرن الماضي لم يؤثر على النظام، بل ان صدام حسين كان يبني القصور، بينما يموت الاطفال بسبب نقص الادوية والطعام.
قبل فرض قانون قيصر على سوريا من قبل الادارة الامريكية، تشير الاحصاءات الى ان ثمانين بالمئة من السكان يعيشون تحت خط الفقر، والان ومع فرض هذا القانون فلن يكون أحد بمنجى من اثاراه سوى عائلات النظام وبعض تجار الحروب.
ان قانون قيصر الأخير سيضاعف من أزمات الشعب في سوريا وسيزيد من الفقر والجوع والمرض، وعلى كل القوى التحررية في العالم ان تقف بوجه ترامب الفاشي وقانونه الجديد الذي يستهدف من خلاله المزيد من التجويع والافقار للشعب السوري.



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنظيم الجهود وتوحيدها الطريق الأقصر لانتصار الانتفاضة
- اتحاد الأدباء والكتاب...انتهازية وتفاهة وميوعة في المواقف
- في الذكرى السادسة لسقوط الموصل
- حول تغريدة مقتدى الصدر الأخيرة
- عندما تكون نقابة الصحفيين العراقيين بوقا للسلطة
- هل فعلا رواتبنا خط احمر؟
- النظرية السياسية هي من ترسم طريق انتصار الانتفاضة
- كلنا لا نستطيع التنفس
- أينما يكون الفقر والقمع تكون الانتفاضات والثورات
- في التعويل على الموقف الأمريكي
- حملات التشويه ضد رموز الانتفاضة
- الانتفاضة في زمن الكاظمي
- دروع من البراميل
- الشيوعي العراقي _ ستة وثمانون عاما على التأسيس
- مواقف الشيوعي العراقي وفق التفسير المادي لعلم النفس 
- حول مستقبل الانتفاضة
- مرحلة جديدة للانتفاضة
- مئة وخمسون عاما على ولادة لينين
- أنا وجدتي وكورونا
- مصير الانتفاضة بعد نهاية الحظر الوقائي


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جلال الصباغ - قيصر قانون لاستكمال الإجهاز على الشعب في سوريا