ريفيو فيلم ثلاثية الألوان : أزرق لكريستوف كيشلوفسكي

السعيد عبدالغني
شاعر
(Elsaied Abdelghani)

الحوار المتمدن-العدد: 6596 - 2020 / 6 / 18 - 10:01
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

المخرج هو كريستوف كيشلوفسكي وهو مخرج بولندى شهير والفيلم من ثلاثية الألوان ممثلين العلم الفرنسي .الأبيض يعبر عن المساواة والأحمر يعبر عن الأخوة والأزرق يعبر عن الحرية وهذا هو الفيلم الذى سأتحدث عنه وهو الفيلم الأول فى الثلاثية .
يقدم لنا كيشلوفسكي فيلما فلسفيا من الطراز الأول بكاميرا شاعرية ترتكز على تصوير الشخصيات بقوة فى أثنائهم جميعا من الشرود للتأمل للألم النفسي .. إلخ . والشاعرية السوداوية أيضا فى اللغة الحوارية ففي إحدى مقولاتها " لا أريد أى التزامات ، أى ذكريات ، أى أصدقاء ، أى عشاق ، جميعهم فخاخ "
جولييت بينوتشي هى بطلة الفيلم وهى زوجة لموسيقار شهير تدخل فى حالة من الذهول واليأس والصدمة النفسية العنيفة بعد موت زوجها وابنها فى حادث سيارة عنيف جدا .تقدم على الانتحار ولكنها تفشل بالاضافة إلى ضغوط من عدم تعرف والدتها عليها بسبب مرض ألزهايمر .بعد موته تكتشف جولييت عشيقة لزوجها ويكتشف مجاورون له كونشرتو لاوروبا من تأليفه غير مكتمل .هى حرقت جميع مؤلفاته وأرادت الفرار بعيدا عن الحياة فى هويتها السابقة فتستأجر شقة فى باريس ولكن تلاحقها هذه الهوية وقد عادت كما تم التصوير وعودها كان بسبب الموسيقى تلك غير المكتملة .يصور الفيلم كون الصدفة تؤثر على الحياة بشكل كامل فهى خالقة التغيرات الجذرية فى حياة تلك المرأة وكيف ستتعامل معها .يملأ كيشلوفسكي الفيلم بأشياء زرقاء كثيرة ويستخدم ضوء أزرق .ولكن كيف يعبر الضوء الأزرق عن الحرية ؟ الضوء الأزرق يذكره حسين البرغوثي فى كتابه " الضوء الأزرق فيقول أنه فى بوذية " التبت " إن الأزرق هو لون أول كائن فاض عن طبيعتنا الأولى ، التى لا لون ولا هيئة لها .الأزرق لون طاقة الخلق فينا " .


ما الحرية التى يقصدها كيشلوفسكي ؟ هل هى حرية من الالتزام العاطفي أم حرية كشف الهوية لزوجها أمامها بخيانته لها ، أم الحرية فى التخلص من الهوية السابقة وبدء صفري لهوية جديدة ولكن هل هذا ممكن ؟ إنه فى رأي جولييت سيتم بقطع علاقتها مع العالم والدخول فى الوحدة ولكن الوحدة تحيينا فى هذا الشعور ، فى الذاكرة ، فى الخيالات
.إنها تحاول فى حياتها الجديدة اختبار العالم بشكل آخر ربما ذلك من تلك الصدمات التى يرفضها لاوعيها وقد تحدث مارشيا عن أربع أنواع من الهوية وهوية جولييت تتلاقى مع التصنيف الأول وهو " تحقيق هوية الأنا: تمثل الرتبة المثالية للهوية حيث يتم تحقيقها نتيجة لخبرة الفرد للأزمة من جانب ممثلة في مروره بفترة مؤقتة من الاستكشاف او التعليق المختلط، المتضمن اختبار القيم، المعتقدات الأهداف والأدوار المتاحة، وانتقاء ما كان ذا معنى أو قيمة شخصية واجتماعية منها، ثم التزامه الحقيقي بما تم اختياره من جانبا أخر. "
وهذا ما حدث مع جولييت بينوتشي حيث قامت بالبحث عن حياة جديدة انتهت فيها بالحب ويظهر ذلك فى آخر مشهد لها فى الفيلم .

#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)       Elsaied_Abdelghani#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات