أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - حسن أحراث - رموزنا تقتلنا..














المزيد.....

رموزنا تقتلنا..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6596 - 2020 / 6 / 18 - 02:41
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


الرأسمالية تصنع حفار قبرها. وبمعنى آخر، البورجوازية تنتج حفار قبرها؛ والمقصود هنا العمال، بناة الاشتراكية. إنه اجتهاد علمي لحكماء الاشتراكية العلمية إبان القرن التاسع عشر.
ونحن اليوم، ضمن نخبة هجينة (أحزاب سياسية وقيادات نقابية وجمعوية، وأفراد أيضا)، نصنع بدورنا حفار قبورنا؛ والمقصود الرموز المتواطئة التي تبيعنا بثمن بخس لأعدائنا. ولا يقف الأمر في حدود "بيعنا" نحن كمشة "مزعجة" وغير "مستوعبة" لآليات الاشتغال السياسي في الدواليب السرية للنظام، بل يطال ذلك شعبا بكامله، بعماله وفلاحيه الفقراء وطلابه ومعطليه وموظفيه ومستخدميه ومشرديه... وفي النهاية ننتج بكل "فرح" و"افتخار" حفار قبور شعبنا. فبدل أن نساهم الى جانب الطبقة العاملة في حفر قبور البورجوازية، خاصة وتصاعد وتيرة الصراع الطبقي، ترانا نتخبط في حبال ومقالب رموز صنعناها بأيدينا. ولا تتوانى هذه الرموز الخبيثة في خنقنا بهدوء والزج بنا بين مخالب النظام الذي يتمم ومعاونيه الطبقيين طقوس الجريمة بدم بارد. ذلك ما يحصل أيضا بالنسبة للعمال بمختلف المواقع وللفلاحين الفقراء ولأوسع الجماهير الشعبية..
لقد ورثنا تقليد تمجيد "الرمز"، وبقينا "مخلصين" لهذا التقليد المتجاوز رغم التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الحاصلة في مجتمعاتنا وعلى الصعيد الدولي ورغم الابتكارات العلمية والتقنية على عدة مستويات. وبدون شك، لعب فخ "التقديس" الفج هذا أدوارا حاسمة في انتكاساتنا وهزائمنا. إنها "جاهليتنا" المستمرة ببشاعة!! وهنا تنطبق علينا تهمة "عدم استيعاب آليات الاشتغال السياسي في الدواليب السرية للنظام"؛ بل وتهمة نعترف بها بمرارة، وهي السقوط بوعي أو بدونه في تكرار أنفسنا بالهامش القاتل. وبلغة أخرى، نلدغ من نفس الجحر مرات عديدة. وهنا يغيب الذكاء السياسي، والخطير أن يغيب الاقتناع وتموت المبدئية والالتزام، وتسود بالمقابل الانتهازية ويهيمن الانبطاح. وهي حال العديد من الشعوب التي ترزح حتى الأن تحت نير الاستغلال والاضطهاد وكذلك الاستعمار...
إننا أمام منعطف أو مفترق طرق، فإما التدبير السديد للمركزية الديمقراطية أو السقوط في براثن البيروقراطية، أي إنتاج الرمز "الغول" (الصنم). فممارسة هذه الصيغة التنظيمية، أي المركزية الديمقراطية، بالمعنى الخلاق، سياسيا ونقابيا، نكون في منأى عن صنع "الأصنام".
انتهى زمن الرمز الفرد. ومن يمجد هذا الأخير، إذا لم يكن من زمرة النظام، فإنه أولا عدو نفسه وثانيا عدو قضيته.
إننا نعيش زمن الرمز الجمع. ورموزنا التي تصنع الحياة والمستقبل هم العمال بالدرجة الأولى. ولنا درس عملي مع عمال امانور، ومع عمال آخرين سابقا والآن (للإنصاف)، إنهم الرمز الجمع على المستوى النقابي. ولنا أن نستلهم التجربة ليكون حضورنا السياسي المنظم فعالا. إننا "نخذل" العمال إذا سجننا أنفسنا بمدرجات الفرجة (الالتراس)، ولو بالهتاف والتصفيق و"التيفوات" (TIFOS)...
لننصهر مع العمال لنصنع الرمز الجمع، سياسيا ونقابيا. ولنبدع ما يفيد العمال على الأرض؛ بدل البزاق/البصاق باسم الثورية الزائدة، أو للدقة باسم الميوعة الزائدة للبورجوازية الصغيرة المريضة. وليستفق من كانوا يوزعون البطاقات الصفراء والحمراء، ليروا ماذا صنعت "مزاجيتهم" (نرجسيتهم)!! فالخاسر، يعتمد صيغة "علي وعلى أعدائي". لقد اختفت/انسحبت الرموز الورقية لحظة "الحساب" وتركت "الجمل وما حمل"..
لنضمد الجراح أيها الرفاق، ولنواصل المشوار الى جانب العمال وعموم الجماهير الشعبية المضطهدة؛ فلسنا وحدنا (أبدا)، يكفي استحضار انتفاضات شعبنا، ومنها انتفاضة 20 يونيو 1981..
ولنعترف بصدق، عشية هذه الانتفاضة الشعبية المجيدة، أن لكل زمن مناضلوه/مناضلاته...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمجاد عمال امانور وأمجاد المعتقلين السياسيين..
- عمال أمانور في مواجهة أخطبوط
- الشيخ إمام: رسالة وبندقية..
- ودروس أمريكا أيضا..
- لماذا تكذبون؟!!(*)
- عمال امانور أبطال مرحلة..
- عمال امانور، أولا وأخيرا..
- الشهيد عبد الله موناصير يطرق أبوابنا
- ذكرى انتفاضة ماي 1968
- الجبهة الحاضرة/الغائبة
- الإضراب عن الطعام..
- باقة ورد ممنوع
- دوائر الممنوع..
- رمضان ومعركة الشهيدين..
- يعرفوننا أكثر مما نعرفهم..
- فاتح ماي في عام كورونا
- في ذكرى الشهيد محمد كرينة
- الصمود أو الانهيار
- بعض مضحكات ومبكيات السجن..
- رسالة مفتوحة الى الميلودي موخاريق


المزيد.....




- ما هي حقيقة زيادة الرواتب؟ .. المالية تكشف عن جدول صرف رواتب ...
- WFTU Declaration in Solidarity with the Arrested Unionists i ...
- العملاق الألماني فولكسفاغن يعاني: إضراب وسط تفاقم الأزمة!
- ألمانيا.. إضراب ما يقرب من 100 ألف عامل في -فولكس فاجن-
- بعد مشاركة 100 ألف عامل.. إنهاء إضراب فولكس فاغن التحذيري
- بيان الذكرى 72 لاغتيال الزعيم الشهيد فرحات حشاد على الع ...
- دعوى على أبل بسبب -التجسس على الموظفين-
- المرصد العمّالي يطالب بتحسين البنية التحتية بالقطاع الخاص لت ...
- المرصد العمّالي يطالب بتحسين البنية التحتية بالقطاع الخاص لت ...
- ” 200 مليون دينار ” سلفة من مصرف الرشيد فورية في حسابات المو ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - حسن أحراث - رموزنا تقتلنا..