أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - معتصم الصالح - وهم القطيع














المزيد.....

وهم القطيع


معتصم الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 6595 - 2020 / 6 / 17 - 09:58
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


#
تذكر النصيحة العظيمة للشاعر برودسكي ( تجنب وضع نفسك موضع الضحية مهما كان وضعك مثيرا للاشمئزاز، حاول ان لا تلوم القوى الخارجية ، التاريخ ،الدولة ، الرؤساء، العرق ، الاباء ، العشيرة ، مرحلة القمر، الطفولة.، الهبوط الى الاناء ..النكوص للماضي ..)

عندما تضع اللوم على شيء ما ، فانك تقوض اي فرصة او اصرار للتغيير ..
وضع الضحية النفسي او سايكولوجيا الضحية هو اهانة بحد ذاته..
الكثير منا عاش مرحلة و ترعرع في وضع الضحية..الاهانة تولد معه وتمشي معه و تسدد له كل وقت ..

اهله اول الجناة..اسمه اول الضحايا..

الغبي .. الدجاجة.. البليد
او القاب محلية ليس لها معنى سوى الاهانة او التحقير ..
ثم تاتي مرحلة تصغير الاسم ( جعيفر صويلح ..فطيًم ).. التصغير للاسم والتحقير للشخصية المعنوية راعية الاسم..
ايضا
وسم مهنة الاب او الام او عاهة او علامة فارقة او نبرة صوت او غلطة ما..

تلصق بالعائلة وتستمر معها ..
كاللعنة الابدية..

طالما تعيش وضع الضحية فانك لن تشعر بالتحسن و معتدى عليك بل اسوء من ذلك ان تضيع حياتك من اجل لاشي ..

داخلك سينشأ فراغ عميق
وفجوة كبيرة بينك وبين المجتمع الذي ستلقي باللائمة عليه على وضعك المزري..
لا احد يملك المعرفة والوعي ليتعامل مع دور الضحية بالمنطق،
والا لما كان هناك ضحية وايضا معتدي..
ان المنطق مهارة ضيقة النطاق ، يتمتع بها عدد قليل من الناس، وذلك لان الغالبية منساقون وراء عواطفهم ، وهولاء ممن يملكون المنطق لابد ان يصنعوا اوهاما ضرورية وتبسيطات عاطفية لمليء الفراغ النفسي داخل الضحية،
وردم الفجوة بينه وبين المجتمع والغرض هو لابقاء الاغبياء السذج على ما هم عليهِ ..

هذه التبسيطات تقود الى وضع اكبر وابشع هو وضع العبودية..

مانحي الترهات الروحية هولاء لن يشعروك بالاهانة، هم لا يعتدون عليك..باي شكل نفسي لو لفظي او مادي..

لكنهم يشعرونك بوضع الظلم والظلم الجمعي والشفقة على الذات ..
هولاء هم الاسياد والبقية تحولوا من وضع الضحية ..
الى وضع العبيد..

وضع الفوضى هذا يقود الى حقيقة ممتعة 🐦
ان العبيد انفسهم لن يحصلوا على شيء..تماما كوضع الضحية ،
العبيد عليهم الاستمرار في العمل والطاعة لاسيادهم لسنوات عدة حتى قبل ان يفكروا بانهم سيصبحون احرار ..

وحياتهم خريطة سهلة تدور حول زيادة ممتلكات مالك العبيد..

للتخلص من دور العبودية يجب المحافظة على مسافة عن الماضي وهو احد المتطلبات الاساسية لوهم القطيع ..

الموهمون انفسهم كل مايقوم به هم الانغماس في اوهام الماضي وابراز اكبر تجليات عقده ومآسيه..
هذه المسافة يعبر عنها حرفيا بانها المسافة في الوقت المناسب..
و يطلق عليها المسافة "مسافة مودة" مع الماضي ، لا ندير ظهرنا له ولا نعيشه كانه الان..

هناك من يطلق عليها المسافة التباعدية وهو يشير الى نطاق بحث تاريخي اجتماعي معين..
فدراسة حياة العبيد في مزرعة وآثارها الاقتصادية تشبه حياة العبودية في سلاسل الاوهام وحياة القطيع..

وهو فهم سر ديمومة رفد قطاع العبيد بالعديد من الاتباع الجدد ..
طالما الضحية تعيش وضعا يؤهلها للانقياد السهل من قوى اكثر ذكاءا ودهاءا ودجلا في خداع الاخرين..
الموهومون هم النموذج الذي غالبا مايرفض عروض المصير ..
لجهله بقوانين الوفرة والتنوع والكون ..

يبقى يعيش كوتيرة واحدة ..ودوامة ثابتة..

اذا يجب ان يبقى الماضي في الماضي لنا منه دروس نوادر وعبر..
لا ان نجسده باوهام وخيالات وتماثيل في الحاضر..

#الله خلق العديد من الافراد والمخلوقات..
وخلق معهم العديد من الطرق
والعديد من الفرص..
هكذا تعني الوفرة..
سيتحرر شخصا ما ويمضي ..
وسيغادرا شخصا غدا...
شخصا سيغادر قريبا...
و من يريد البقاء في الاصفاد يعاني، فحظا طيبا..

ولا تجبر احدا ، ولا تحتجز ، و لا تحكم ..

وايضا لا تأسف..



#معتصم_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم التدوين العالمي
- وادي السيلكون
- المسموط
- الهَبّة
- العنف الاسري
- اياد راضي
- ام شاؤول
- كورونا وتكنولوجيا الحظ السعيد
- الظل
- الأرنب ينبش حفرته عميقاً
- الكلوروكوين الرصاص السحري لفايروس كورونة القصة الكاملة ..
- الجسر
- بائعة المناديل
- كيلو عدس
- تساؤلات
- التجربة السنغافورية للشاي
- النوروز ..اصل التسمية
- رسالة الى رئيس الوزراء الافتراضي
- كًوم انثر الهيل
- ام بي سي العراق


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - معتصم الصالح - وهم القطيع