نبيل محمود والى
الحوار المتمدن-العدد: 1722 - 2006 / 11 / 2 - 10:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بينما العلمانية تعد فكرا وعقيدة اجتماعية وسياسية واقتصادية تسعى لإذدهار وتقدم الشعوب عن طريق فصل تام بين الدين والدولة فإن الديمقراطية تعتبر نظام سياسي رفيع للحكم و لتداول السلطة بين كافة قوى وأطياف الشعب المتعددة لخدمة أهداف التنمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .. ومن هنا فإنه من الصعوبة بمكان الفصل بين العلمانية والديمقراطية كونهما أرقى ما توصلت إليه البشرية لتقدم الأمم والشعوب ..
فبفصل الدين عن الدولة والمجتمع يتحرر العقل البشرى في سعيه الدءوب نحو التقدم والارتقاء متخذا من البحث العلمي ركيزة أساسية في كل مناحي وفروع العلوم حيث يكون الإبداع العلمي فقط مؤشرا قويا على الحضارات الجديدة وتقدم الشعوب والأمم .. وبفضل الديمقراطية تتساوى كل الملكات البشرية فلا اضطهاد بسبب لون أو دين أو معتقد أو جنس أو عمل أو عرق وتنمو وتزدهر ثقافة احترام الحقوق العامة للإنسان والقبول بالأخر ..
التقدم العلمي والحضاري المذهل الذي حققته الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لم يكن ليشهده العالم بشكله الحالي دون إيمان عميق بالفكر العلماني والديمقراطية معا كنظام سياسي إجتماعى إقتصادى متلازم .. بينما الإتحاد السوفيتي السابق فقد كل مقومات وجوده على الرغم من كونه مجتمعا علمانيا أصيلا إلا أنه بسبب غياب الديمقراطية لم يقوى على البقاء أكثر من نصف قرن من الزمان لأن الاستبداد القمعي والحكم الشمولي هو العدو الأول للديمقراطية وبالتالي لا يساهم كثيرا في بقاء الأمم قوية متماسكة في رحلة صراع الحضارات عندما يفقد مقومات هذا الصراع الديمقراطي ..
فالديمقراطية العلمانية أشبة بالقاطرة القوية القادرة على قيادة الشعوب والأمم نحو مجتمع أفضل تتساوى فيه كل الملكات الإبداعية حيث لاحكر على رأى أو قيد على فكر .. وتلك حقيقة بديهية لأن العقل البشرى أفضل ما كرم الله به الإنسان وفضله على باقي المخلوقات لأنه مناط التفكير وبالعقل المستنير وحده فعلت البشرية الأفاعيل منذ بدء الخليقة وإلى يومنا هذا والعقول لا تغيب إلا في ظل أنظمة الحكم الديكتاتورية أو الدولة الدينية حيث تساق الأمة بأكملها نحو الهلاك والدمار .. وهذا ما تعانيه شعوب منطقتنا العربية حيث أصبحنا اليوم خارج التاريخ وربما الجغرافيا وتذيلنا قائمة الدول المتقدمة والمتحضرة حيث لا تزال كثير من شعوب منطقتنا ترزح تحت ظل ثقافات وموروثات عفا عليها الزمان وأكل الدهر منها وشرب والعالم من حولنا يتندر علينا بعد أن أصبحنا أمة ضحكت من جهلها الأمم!
#نبيل_محمود_والى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟