أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - سِعر البَيض ... وحاويات القِمامة














المزيد.....

سِعر البَيض ... وحاويات القِمامة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6594 - 2020 / 6 / 16 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن أستطيع التخلُص من [ المُقارنات ] في كافة المجالات ، فبدونها لن تكتمل الصورة في رأيي . ولستُ مُقتنِعاً بمقولة " أن كثيراً من الشعوب مَرّتْ بنفس أوضاعنا ولعقودٍ طويلة ، ونحنُ بحاجة إلى كثيرٍ من الوقت حتى نبدأ التغيير ونحصل على ديمقراطية حقيقية ، ونحنُ مُتأخرون قرون عن أوروبا وأمريكا " . إذ بتوفُر وسائل التواصُل الإجتماعي وسهولة نقل المعلومات ، فأن إكتساب الوعي والثقافة ، على نطاقٍ واسِع ، باتَ أكثر سهولة ومُتاحاً لقطاعات واسعة من الناس .
ربما تنظر إدارة الولايات المتحدة الأمريكية نظرةً فوقية نوعاً ما ، لشعوب دول أمريكا الجنوبية والوسطى ، سواءً الأصليين أوحتى من ذوي الأصول الإسبانية والبرتغالية . ولكن هنالك لحظاتٌ تكشف عن عبقرية تلك الشعوب الحية ، ومثال على ذلك : قبل سنوات قرّرَ أصحاب حقول الإنتاج في الأرجنتين ، رفع سعر البيض ، وعلى الرغم أنهُ لم يكُن هنالك في ذلك الوقت إنترنيت ولا فيسبوك ولا هواتف نقالة ، فأن النقابات والجمعيات والصحف الورقية والإذاعات المحلية الشعبية ، دَعتْ المواطنين إلى عدم شراء البيض ، إحتجاجاً على السعر الجديد .. وإعتقدَ أصحاب الحقول الإنتاجية ، أن المقاطعة ستستمر لأيام معدودة فقط .. لكن الناس إلتزموا بعدم الشراء وتكدسَ البيض في المخازن وفسد .. وتكبد الرأسماليون الجشعون خسائر فادحة وإضطروا راكعين إلى العودة للسعر القديم وأعلنوا إعتذارهم من الشعب .
ونحنُ هنا .. تبحُ أصوات الداعين الى الخروج للمطالبة بأبسط الحقوق المشروعة مثل الرواتب او الخدمات ، فيبادر بضعة أنفارٍ فقط ، فيتعرضون بسهولةٍ إلى عسف وهمجية قوى الأمن ، ونجلس نحن البقية في بيوتنا ! . نحنُ هنا ، غالبيتنا العظمى من مدمني الكسل والإتكالية والسلبية ، نراقب الأوضاع ونحن متلفعون بلحافٍ حتى لا نبرد ونشاهد من خلال التلفاز كيف ان الطائرات التركية تقصف بوحشيةٍ العديد من مناطقنا ، وفي اللقطة الأخرى نرى كيف ان قوى الأمن الشجاعة والبطلة تلقي القبض على المتظاهرين أمام ممثلية الامم المتحدة المحتجين على الإعتداء التركي الغاشم ، بحجة أنهم ليس عندهم موافقات أصولية من الجهات المختصة ! .. ونحن نكتفي بإبداء الأسف على ما يحدث ! .
مُراهقةٌ صغيرة في السويد ، إحتجتْ على زيادة التلوث البيئي ، وإستطاعتْ بإصرارها ونَفَسها الطويل أن تجمع حولها مئات الآلاف حول العالَم وتصبح أيقونة للحفاظ على البيئة . الكاميرا التي صّورتْ ركبة الشرطي الذي داسَ على رَقَبة جورج ليويد حتى الموت ، هّزتْ العالَم وما زالتْ المظاهرات تملأ الشوارع ضد العنصرية بل ضد الرأسمالية المتوحشة والليبرالية الجديدة . الناس هناك في أرجاء الدُنيا ، إيجابيون نشطون داعون إلى التغيير .. بينما نحن نميل الى السلبية عموماً وننتطر ان يقوم " أحدٌ ما " بعملِ شئ ! .
الجيش التونسي وقوى الأمن ، رفضتْ أوامر بن علي ولم تضرب الجماهير المنتفضة … الجيش المصري وقسمٌ مهم من الشرطة والأمن ولا سيما بعد ثَبات الثوار المنتفضين ، إصطفوا مع الناس ضد السلطة … وحتى في السودان حصل نفس الشئ .
متى سيشعر الشرطي عندنا ورجل الأمن والجندي ، ان المتظاهرين والمنتفضين يطالبون بحقوق مشروعة ومن ضمنها حقوقهم أيضاً .
حتى في بلدٍ حديث العهد ب " الديمقراطية " مثل أوكرانيا ، فأن المواطنين إصطفوا قبل سنوات أمامَ مبنى البرلمان ، وإستقبلوا البرلمانيين الفاسدين بالطماطم الفاسدة ووضعوهم في مكبات النفايات . حانَ الوقت هنا أيضاً أن نُجهِز حاويات كثيرة لإيداع الفاسدين فيها ، فلسنا أقل من الأوكرانيين .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثِقَة
- سَحَبْنا الثِقة .. وليخسأ الخاسئون
- خَيار العاجزين .. أم خَيار الشُجعان ؟
- سَمْسَرة
- بسبب كورونا .. اللعبُ مُتوَقِف
- نحنُ محظوظون
- أحاديثهُم ... وأحاديثنا
- كورونيات
- - گيلما گاڤاني -
- بغدادنا وأربيلنا
- حمكو .. والمنهاج السويدي
- حمكو من ساحة التحرير إلى الصين
- حمكو يُحّلِل مُنتدى دافوس
- إصلاحات حقيقية .. وأبوك ألله يرحمه
- الوَطَنْ
- إدامة الحِراك الثَوري الشبابي
- الخِلافُ فقط على السِعر
- حِوارٌ مع حمكو
- أذكى إمرأة
- حَجي بَكر والعَم عوديشو


المزيد.....




- ماذا قالت هيلاري كلينتون عن تعرض ترامب لمحاولة اغتيال ثانية؟ ...
- -الاعتراف بحكومة صنعاء-.. مسؤول أميركي يصف تصريحا للحوثيين ب ...
- إسرائيل توسع أهداف الحرب بعد تلويح جديد بالخيار العسكري ضد ح ...
- هذه الأسلحة ستكون أشد فتكا من الأسلحة النووية والعالم يتسابق ...
- -لا أحد يحاول حتى اغتيال بايدن- هاريس-.. ماسك يحذف منشورا أث ...
- واشنطن: التحقيقات الأولية بشأن عائشة نور لا تبرئ إسرائيل
- نتانياهو يوسع أهداف حرب غزة
- -الاعتراف بحكومة صنعاء-.. مسؤول أميركي يصف تصريحا للحوثيين ب ...
- مثول المتهم بمحاولة اغتيال ترامب أمام محكمة فيدرالية
- بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائي ...


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - سِعر البَيض ... وحاويات القِمامة