محمد عبدالمغني
صحفي وباحث سياسي
(Mohammed Abdulmoghni)
الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 14 - 14:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تعثرت كثيرا حركات التنوير في الوطن العربي في طريق التغيير الذي سعت من اجله في مجتمعاتها ،لكنها في المقابل فتحت أفق عديدة للنقاش والمراجعات الداخلية ونجحت في جعل فصيل كبير من الإسلاميين يتقبلون الشكل الحديث للحياة السياسية مع بقاء مشكلة الاحتفاظ بخطابهم العنيف كاداة للحشد المجتمعي داخليا.
المشكلة الأكبر التي خلقتها الحركات الإسلامية في الواقع العربي ليست في عدم التحديث لخطابها فقط، بل وفي تقبلها الشكلي للحياة السياسية الجديدة كضرورة للوصول إلى السلطة ، امام جمود وفشل كبير في التعاطي مع متطلبات التغيير ومع متطلبات الواقع الاجتماعي الجديد.
بمعنى اخر لم يتخذ الإسلاميون من فشل كل التجارب الشمولية في البلدان العربية كطريق لخلق واقع جديد ، فبعد أن وصلوا إلى السلطة وفشلوا ، اعادوا هذا الفشل إلى المؤامرة على الإسلام ،مع انه قبل ان يصلوا الى السلطة في العديد من البلدان العربية كانوا يعيدوا عدم وصولهم اليها إلى نفس حكاية المؤامرة على الإسلام.
في المجمل لم تعد رهبة العدد والنجاح في استغلال آليات الشكل السياسي الحديث هي المعيار الأساسي للوصول والاحتفاظ بالسلطة اليوم ،فالتنافس أصبح يسير وفق قاعدة من يقدم خدمات اكثر ويفوز بتحقيق طموح المواطن ، لا من يشرع في طريق العنف واسلمة المجتمع وتديين الموت واستعماله كأداة للضغط والتفوق على المنافسين والخصوم.
#محمد_عبدالمغني (هاشتاغ)
Mohammed_Abdulmoghni#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟