بهاء الدين محمد الصالحى
الحوار المتمدن-العدد: 6592 - 2020 / 6 / 13 - 23:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أزمة سد النهضة : مصر
تعانى الإدارة المصرية لأزمة السد مأزق لاحدود له وذلك ينبع من عدة اعتبارات :
1- ضعف الموقف التفاوضي المصري تاريخيا مع سوء الإدارات المصرية السابقة في إدراك خصوصية العلاقة المصرية الإفريقية ، مع التركيز على العلاقات مع أوربا والغرب مع خصوصية المسألة اليهودية فى خصوصية تلك العلاقات ، حيث تحولت المسألة اليهودية إلى مدخل تطبيعى للعلاقات إن أراد الجانب المصري .
2- تعقد الملف العسكري إذ وصلت الحالة لحد استحالة التدخل العسكري مع وجود الأقمار الصناعية الإسرائيلية تحديدا مع تعقد المصالح الإسرائيلية في إثيوبيا مع الاعتبار للبعد الثقافي في تلك العلاقة كما روجت الكنيسة الإثيوبية .
3- صعوبة تحديد نقاط خلاف مع إسرائيل مع اتفاقية السلام وبالتالى أصبح الحوار لدود وهو أمر صعب على العقلية المصرية التى لم تتعود على فكرة الحدود الدنيا من الصراع وبالتالى فإن استخدام ورقة إسرائيل لم تعد صالحة على مستوى المفاوضات .
4- تعقد لغة المنفعة خاصة مع تنامي الحاجات التنموية لدول أفريقيا ، مع ضعف الاقتصاد المصري بعد دورانه المذل فى فلك الرأسمالية العالمية ، واحتلال عدة دول للدور المصري المفقود في أفريقيا خاصة وان أفريقيا اصبحت مثار تنازع لمن أراد دورا عجز عن إن يقوم به فى محيطه الجغرافي خاصة مع تنامي الثروة .
5- أصبح التدخل المصري وحل الأزمة مرهون بدور الضغط الدولي لأن أي تدخل غير محسوب جدير بسقوط مريع فى أدوات التحكم فى الواقع داخل مصر ومن هنا فحدود الأزمة متعلقة بالوهن السياسي الداخلي وضعف المكانة خاصة مع كمية التحديات للأمن القومي المصري .
6- مراهنة إثيوبيا على فكرة النزعة القومية وهى حائط صد تعجز مصر عن المساس به تحسبا لفكرة الصورة المصرية التى تم بناءها عبر عام رئاسة مصر لمنظمة الوحدة الإفريقية .
7- غياب فكرة الاستعانة بالضغط الشعبي المصري فى مواجهة اللغة القومية التى يحارب بها الإثيوبيون ، فقد جمع
مابين الدعم الدولي عبر بوابة إسرائيل وكذلك استخدام الرأي العام كورقة سياسية .
ويتبقى الموقف المصري بحاجة لإقناع الموقف الدولي بقوة منطقه تحسبا لاستعادة القدرة على اتخاذ موقف قوى وهل مسار مفاوضات طابا يصلح كحل للأزمة مع الفارق ان الزمن ليس فى صالح مصر ، المأزق مزدوج فلا حل إلا بإجراءات تكييف جديد للجبهة الداخلية .
#بهاء_الدين_محمد_الصالحى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟