أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم الصغير - وظيفة المثقفين














المزيد.....

وظيفة المثقفين


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1589 - 2006 / 6 / 22 - 09:35
المحور: المجتمع المدني
    


قد يتفاجأ البعض بهذا التوصيف الذي أطلقناه حول (وظيفة المثقف) منطلقين من دلالة مفردة وظيفة التي قد تبدو في ما تضفيه من تقليدية الرؤية أو روتينية المفهوم واننا لانقصد ذلك بالطبع وكون المثقف هو إضافة نوعية في المجتمع يختلف في نوع الأنشطة التي يمارسها الآخرون في المجتمع فالمثقف وكما يعبر عنه المفكر العربي ادونيس هو الذي يمارس التشريح للنص وليس ملزما بان يحدد العلاج وهو ذلك الفاعل الثقافي والاجتماعي الذي يسير وفق رؤية فكرية نقدية تمكنه من أداء أفضل الأدوار لتحقيق قيم جديدة وحضارية في المجتمع وكونه رجل الاستراتيجبات إننا عندما أطلقنا هذا التوصيف حول المثقف انطلقنا من رؤية أن نضع المثقف في مكانه الطبيعي وبعيدا او في نزع عنه أي نرجسية او رسولية حسب توصيف المفكر العربي علي حرب يحاول بعض المثقفين أن يضفوها على ذواتهم ومصورين ذواتهم أشبه بالداعية الذي يكتشف حقيقة ما دون أن تطال ذواتهم أي مراجعة فكرية عن المقولات التي يتبنوها ولم تعد تلائم التطورات الزمنية . إننا ننطلق بكتابتنا عن وظيفة المثقف ونتخذ من من مفهوم الثقافة دعامة لرؤيتنا هذه فقد جاء في موسوعة الهلال الاشتراكية بشأن تعريف الثقافة أنها (نظرة عامة في الوجود والحياة والإنسان قد تتجسد في عقيدة أو تعبير فني أو مذهب فكري أو مبادئ تشريعية أو مسلك أخلاقي عملي وهي البناء العلوي للمجتمع الذي يتألف من الدين والفلسفة والفن والتشريع والقيم العامة السائدة في المجتمع ويشير المعنى الاشتقاقي لكلمة ثقافة إلى الامتحان والتجربة والعمل فتثقيف الروح هو صقله وشحذه وتقويمه بالنار ، وتشير الثقافة في اللغات الأوروبية من الناحية الاشتقاقية كذلك إلى الزراعة) (ص 163) .
وهكذا نرى أن الثقافة ترتبط بالجهد الإنساني الذي يرمي إلى تحسين شروط الواقع إلى الأفضل وهذا ما يدل على الامتحان والتجربة والعمل ، ويشير المفكر لوفشيف ماغري إلى ما يصفه بوظيفة المثقفين عند غراميني المفكر الإيطالي انهم مثلوا التعبير الاكثر نضجا وعضوية قي التقاليد والقيم وطرائق التفكير في عالم اليوم ومن ذلك كشف التناقضات التي تعتري مسيرة المجتمع وتعريتها ومحاولة بناء مجتمع يتمتع بأطر اجتماعية حرة ترفع بالمجتمع نحو حياة أكثر إنسانية وأكثر إشراقاً وتنسجم مع أطر ومتغيرات العصر ولذلك يعد وجود المثقف في المجتمع أمراً حيوياً وذا دلالات هامة لأنه عنوان هام لأي مجتمع لا يمكن لأي مجتمع أن يستغني عن وجود المثقف الذي يمكن أن يترجم ويصور الأحداث التي تجري بصورة معرفية محاولاً بيان أسباب وآثار هذه الظروف والإرهاصات التي تجري في المجتمع مبينين القيم التي تتجسد بفعل مساهماتهم عبر رؤية فكرية عميقة ومن خلال مفاهيم نقدية وعبر آلية تطبيق لهذه الرؤية فلا يكفي أن يتزود المثقف بعدة فكرية بل لا بد من تفعيل هذه العدة الفكرية وعبر التزام ثقافي أو سياسي أو اجتماعي فنحن لسنا من أنصار المذهب الافلاطوني وأن المثل تعيش في عالم آخر مثالي وأن حياتنا ما هي إلا أشباح لهذه الحقيقة بل لابد أن تتجسد هذه الحقيقة وتتغلغل في حياتنا وتحولها إلى شيء ملموس يمكن أن تساهم في إرساء قيم إنسانية وعصرية ، ومن هنا أن وظيفة المثقفين في عالمنا المعاصر هي سمة هامة من سمات المجتمعات الحية أو التي تبغي المسير في نسق عصري يتيح له إرساء قيم عميقة لذلك ومن هنا نؤكد أن وظيفة المثقفين السابقة الدلالة هي ضرورة صحية ثقافياً في المجتمع ومن هنا أيضأً نشدد على المثقفين حتى يتمكنوا من القيام بهذا الدور عليهم أن يكونوا نواة مفتوحة لتغيرات العصر وأن يساهموا في ممارسة نقد مستمر لذواتهم ولأدواتهم الفكرية حتى يمكن أن تسود الرؤية السليمة من غير انغلاق او ارثوذكسية جامدة مثلما هم مستمرون في نقد أي ظاهرة في المجتمع تستدعي النقد لأن الثقافة هي جزء هام من تكوين سيمائيات المجتمع ولا يمكن أن يحصل أي نوع من التغير أو التطور دون أن يكون هناك ممارسة فكرية للمثقفين لأنهم هم الشريحة التي يمكن أن تستشرق المستقبل وإيجاد السبل أو الأنساق التي يمكن أن توحد مجتمعاً مفتوحاً مثلما عبر المفكر الفرنسي برغسون وما يتيحه من المساهمة في إرساء قيم لمجتمع مفتوح تزدهر فيه القبم المدنية وتخلق مناخاً إيجابياً يساعد على إحياء المبادرة الفردية وهي السمة الهامة على تغلغل ثقافة حية في ذهن الفرد وإيجاد ملامح حياة أكثر إنسانية ، يقول الحكيم الصيني كونفو شيوس :
للإنسان ثلاث طرق في تشكيل رؤية الانسان و يكون فيها ماهراً ، حسن التصرف :
طريق التبصر والفكر وهذا هو الأنبل .
طريق التقليد وهذا هو الأسهل .
طريق التجربة وهذا هو الأكثر مرارة .



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الطريق الى الديمقراطية في العراق وعرة حقا
- الظاهرة الصوتية في الشعر العراقي تأكيد الذات والكينونة ورد ف ...
- طوبى للمخلصين وجهودهم الخيرة من اجل عراق خال من الارهاب والز ...
- الولايات المتحدة الاميركية وأزمة الملف النووي الايراني بين م ...
- الخطاب العولمي والموقف الثقافي العربي واعادة رسم الدلالات ال ...
- الصحافة الحرة والرأي العام الفاعل ركيزة اساسية من ركائز المج ...
- العراقيون بممارساتهم اليمقراطية مصممون على سحق عناكب الظلام
- مرتكزات البناء الديمقراطي لتعزيز البناءالدستوري
- التيار الليبرالي العراقي الوطني والسمو على الهويات الفرعية و ...
- الطبقة الوسطى والتوازن البنيوي لمجتمع ديمقراطي حر
- صدمة الحداثة الهوية والنهضة المفتقدة بين تحدي الاخر وعدم تبل ...
- الجمعية الوطنية وانبثاق دولة المؤسسات الدائمة تشكيل الوزارة ...
- الديمقراطية عنوان العصر وضمانة النهوض الاجتماعي
- الديمقراطية الالية الحضارية لصيرورة تقاليد راسخة
- الطاغية الذي ظهر عارياً
- الساسة العرب وضمور الالتزام الاخلاقي
- تاريخ السلطة في العالم العربي غياب الفكر الاستراتيجي وهزائم ...
- المثقف والسياسي بين تبعية العلاقة وضرورة التفاعلية
- ذهنية السلطة في العالم العربي واطرها التقليدية
- الجمعية الوطنية القادمة ،مهام وطنية منتظرة ومظاهر سياسية ينب ...


المزيد.....




- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...
- لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل
- اعتقالات واقتحامات بالضفة ومستوطنون يهاجمون بلدة تل الرميدة ...
- المقررة الاممية البانيز: مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت غير كا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم الصغير - وظيفة المثقفين